اللاهوت الدفاعي

تحيات ختامية فى رسائل بولس ويوحنا



تحيات ختامية فى رسائل بولس ويوحنا

تحيات
ختامية فى رسائل بولس ويوحنا

فهل
هذا وحى؟

جميع
أحوالي سيعرفكم بها تيخيكس الأخ الحبيب، والخادم الأمين، والعبد معنا في الرب
8الذي أرسلته إليكم لهذا عينه، ليعرف أحوالكم ويعزي قلوبكم 9مع أنسيمس الأخ الأمين
الحبيب الذي هو منكم. هما سيعرفانكم بكل ما ههنا 10يسلم عليكم أرسترخس المأسور معي،
ومرقس ابن أخت برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا. إن أتى إليكم فاقبلوه 11ويسوع
المدعو يسطس، الذين هم من الختان. هؤلاء هم وحدهم العاملون معي لملكوت الله، الذين
صاروا لي تسلية 12يسلم عليكم أبفراس، الذي هو منكم، عبد للمسيح، مجاهد كل حين
لأجلكم بالصلوات، لكي تثبتوا كاملين وممتلئين في كل مشيئة الله 13فإني أشهد فيه أن
له غيرة كثيرة لأجلكم، ولأجل الذين في لاودكية، والذين في هيرابوليس 14يسلم عليكم
لوقا الطبيب الحبيب، وديماس 15سلموا على الإخوة الذين في لاودكية، وعلى نمفاس وعلى
الكنيسة التي في بيته 16ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة فاجعلوها تقرأ أيضا في كنيسة
اللاودكيين، والتي من لاودكية تقرأونها أنتم أيضا 17وقولوا لأرخبس: انظر إلى
الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها 18السلام بيدي أنا بولس. اذكروا وثقي.
النعمة معكم… كولوسي 4: 7 – 17

 

تتكرر
تلك النهاية في كل رسايل بولس تقريبا، وأيضا نجدها في رسائل يوحنا… ودائما ما
يأتي الينا المشكك بأحد هذه النصوص ويسأل… هل هذا وحي الهي؟

والسؤال
الثاني والذي يأتي دائما بصورة تهكمية هو… ما الذي يمكن أن نستفيد منه عند
قراءتنا هذه النصوص??

 

الرد:

أولا:
هل هذا وحي إلهي؟

بالتأكيد
وحي الهي… وليس كل وحي الهي يكتب بصيغة الامر بمعنى أفعل أو لاتفعل… ولكن كل
هذه الأشياء كتبت لأجل تعليمنا… وفي الواقع بعد ولادة الكنيسة الأولى… وأنا
أقصد تلك الكنيسة التي يقودها الروح القدس والكتاب المقدس يوصف لنا جسد الرب يسوع
من خلال أعمال الرسل والرسائل… ذلك الجسد الحي الذي يرينا كيف يفكر وكيف يخدم
وكيف يتعامل مع مشاعر الآخرين… كيف يتعامل مع الخطأ والصواب… أنه كائن حي بكل
تفاصيله… لذلك سجل لنا الوحي الالهي أشياء في منتهي الخصوصية… فنرى في سفر
أعمال الرسل خلاف حدث بين الرسول بولس والرسول برنابا على مرقس… فهؤلاء الناس
بشر… يمكن أن يتفقوا ويمكن أن يختلفوا… وأيضا يمكن أن يخطئوا وأن يصيبوا…
وفي كورنثوس تعرض الرسول بولس لمشكلة ذلك العضو الذي أخطأ خطية جنسية وأرانا كيف
نتعامل معها من خلال تعامله مع المشكلة…. وفي رسالة فليمون أرانا كيف نتعامل مع
الخادم المخطيء الهارب, وأيضا أرانا كيف تغير النعمة السارق وتجعله خادما أمينا
ومفيدا… لذلك كل هذه العناصر التي خلقها الوحي من سفر أعمال الرسل والرسائل من
بعده جسد حي لكنيسة المسيح النامية.

 

ثانيا:
ماذا نستفيد من
عبارات السلام

هناك
الكثير من العناصر التي يمكن أن نستفيد بها من السلامات أذكر منها بعض الأشياء

1-
خدمة المسيح ليست قاصرة على الرجال فقط

فنرى
من ضمن من سلم عليهم الرسول بولس


فيبي ” أوصي إليكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنتخريا ”
رومية 16: 1


مريم “سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرا


ونجد عائلات أيضا مثل اكيلا وبريسكلا… فنجد في كنيسة المسيح الرجل والمرأة
خادمان معا وعاملان معا… لا فرق ولا تمييز… وهذا واضح جدا عندما نقرأ فقرة
السلام في كل من رومية وكولوسي وفليمون… الخ

2-
نعمة المسيح مغيرة

فنجد
مثلا في فقرة السلام الخاصة برومية حديث عن شخص هو روفس “سلموا على روفس
المختار في الرب، وعلى أمه أمي” رومية 16: 13, هذا الشخص هو ابن سمعان
القيرواني الشهير, “فسخروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل، وهو سمعان
القيرواني أبو ألكسندرس وروفس، ليحمل صليبه “(مر 15: 21) وهنا نعرف ونثق أن
عائلة سمعان قد صارت للمسيح ومن حمل الصليب مسخرا في يوم من الأيام حمله هو
وعائلته طائعا بعد هذا… أليس هذا كفيل بأن يمجد الرب

3-
ما نحكم عليه أنه غير نافع للخدمة يمكن أن يكون نافعا

فنحد
مرقس الذي كان مصدر قلق لبولس وسبب لإنفصاله التاريخي عن برنابا في الخدمة تأتي
الأيام ويطلب من تلميذه تيموثاوس أن يحضر له مرقس لأنه نافع فيقول: “خذ مرقس
وأحضره معك لأنه نافع لي (2تي 4: 11) أليس هذا يعلمنا ألانفقد ثقتنا وصبرنا مع شخص
نراه غير نافع… أنه لولا تلك التحيات المدونة ما كنا سمعنا أبدا نهاية تلك
الصورة التي أصبح عليها مرقس الرسول… أليس هذا رائعا؟

4-
من كان في حالة ضعف يرجع ويثبت في نعمة المسيح

شخصية
شهيرة في وسطنا الكنسي أنها تركت بولس لأنها أحبت العالم الحاضر… هذه الشخصية هي
شخصية ديماس… ولكني في الواقع وجدت بعد قراءة تحيات بولس الختامية أن هذا الأمر
كان مؤقت لأنه في كل من رسالتي كولوسي وفليمون كان ديماس موجودا من جديد مع بولس…
بعض المفسرين فسروا أن ديماس كان موجودا في البداية مع بولس ولكنه تركه… ولكني
أري أن العكس هو الذي حدث… لأنه عندما تكلم بولس الى تيموثاوس كان مرقس مع
تيموثاوس في مكان بعيد… أما في كولوسي وفليمون فكان تيموثاوس ومرقس مع بولس
الرسول وتيموثاوس يشارك بولس في ارسال الرسالة… إذا فرسالة بولس الثانية الى
تيموثاوس والتي فيها وصف ديماس بأنه أحب العالم الحاضر تسبق رسالتي كولوسي وفليمون
في الزمن… ومن هنا نرى أن ديماس قد رجع تائبا… أليس هذا يمجد الله؟

5-
عثرنا على رسالة لاودكية

نفهم
من رسالة كولوسي أنها سوف تقرأ في لاودكية… ولكننا وقعنا في مشكلة أن هناك رسالة
لاودكية والتي يجب أن تقرأ في كولوسي أيضا, ” ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة
فاجعلوها تقرأ أيضا في كنيسة اللاودكيين، والتي من لاودكية تقرأونها أنتم
أيضا” كولوسي 4: 16… ونجد شخصية أرخبس ورسالة شخصية له… ذلك الشخص الذي
هو خادم الله في كنيسة فليمون أيضا… ومن هنا نستنتج أن أرخبس هو من لاودكية والا
ما كان هناك داعي لإرسال رسالة شخصية له إذ كان سيكون ضمن جمهور المستمعين في
كولوسي… ونستنتج ايضا أن رسالة فليمون هي نفسها رسالة لاودكية وان فليمون من
لاودكية والعبد انسيموس هرب ايضا من لاودكية… كل هذا الاستنتاج لا يأتي الا من
قراءة التحيات الختامية بدقة في كولوسي وفليمون

6-
أولويات في حياتنا ينبغي أن تظل كذلك

في
تيموثاوس الثانية يقول الرسول بولس أن وقت انحلاله قد حضر… ومع ذلك ماذا طلب من
تيموثاوس ليحضر معه… “الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت،
والكتب أيضا ولاسيما الرقوق”… الرداء ليحصل على الدفء ولكن نجد أن الكتب
كانت لها اولوية خاصة في حياة بولس… فكما قال لتيموثاوس أنك منذ الطفولية تعرف
الكتب المقدسة القادرة ان تحكمك للخلاص… هو أيضا طلب الكتب والرقوق على الرغم
أنه كان يتوقع أن وقت انتقاله للرب قريب… ولكن أولوياته كانت الكتاب المقدس…
ألا يعلمنا هذا كيف تكون أولوياتنا؟

7-
جزء من تاريخ الرسول بولس مدون خلال تلك الفقرات

فهو
يكتب عن الكثير من الأمور التي حدثت معه في مستقبله القريب والتي لم يكتبها سفر
الأعمال والرحلات التي نوى أن يقوم بها… دون أسماء من كان معه ومن تركه ومن
سيأتي ليكون معه في المستقبل… ذلك التوثيق يساهم بكثير في كتابة تاريخ تلك
الحقبة الزمنية

8-
أناس أكرموا الله فأكرمهم الله بذكر أسمائهم العطرة…

فنجد
تعبيرات رائعة عن ذلك العامل معه, وعن الذي أحب الله بالحق, وتلك التي تعبت كثيرا
في خدمتهم… لقد دون بوحي الهي سجل مشرف لكثير من أناس أحبوا الله وخدموه… أليس
هذا جدير بأن نعرفه؟

كل
هذه الأشياء حصلنا عليها وغيرها الكثير من الأمور من خلال فقرات يراها البعض غير
هامة… علاوة على ان الوحي دون لنا أسماء كان يمكن ألا نعرفها مطلقا ولكننا
عرفناها بسبب تسجيل الرسول سلامه لها… وبالحق ما كتب فقد كتب لأجل تعليمنا كما
يقول معلمنا الرسول بولس في رسالة رومية “لأن كل ما سبق فكتب كتب لأجل
تعليمنا، حتى بالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لنا رجاء (رو 15: 4)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى