الارشاد الروحى

بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد – رسالة إرشادية للطلبة

الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور (2كورنثوس 11: 14)
فليس عظيما أن كان خدامه أيضاً يغيرون شكلهم كخدام للبر
الذين نهايتهم تكون حسب أعمالهم (2كورنثوس 11: 15)

أحباء الله المدعوين لحياة القداسة بوعي وإفراز الإيمان العامل بالمحبة ، سلام ومحبة من رب المجد الذي خلصنا وأعتقنا من ناموس الخطية والموت ونقلنا من الظلمة للنور ومن الهوان للمجد ومن الموت للحياة …

بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد - رسالة إرشادية للطلبة

أولاد الله الذين يؤمنون باسمه لا يصدقوا كل روح أو يسيروا وراء أي كلام يقال أو فكر يأتي عليهم، بدون إفراز وتمييز، فالإيمان السليم – يا إخوتي – ليس أعمى بل يعطي البصيرة بنور الله الذين يشرق على القلب ليستطيع أن يُميز الإنسان بين ما هو من الله ومما هو من عدو الخير، لأن عدو الخير كأسد زائر يجول يلتمس من يبتلعه، لكي يفقده حياة الاستقامة وبذل الذات وحمل الصليب، لأن من يتخلى عن صليبه ويلقيه عنه ويفرح بأشياء على مستوى الجسد وراحته يفقد الحياة في المسيح ويخرج عن الطريق المستقيم …

يا أحبائي توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت (أمثال 14: 12)، فننتبه لما نسمع وما تخط أيادينا، فقد سمعت بعض من المعجزات الغريبة عن روح المسيح والإنجيل ومنها على سبيل المثال لا الحصر طبعاً :

[ أنا طلب في كلية آداب ولم أُذاكر طول السنة، لأني كنت منشغل في الكورال الكنسي وضغط الخدمة عندي كبير، لأني أحب الله أكثر من كل شيء آخر، فهو الأهم عندي، ولم أهتم كثيراً بالمذاكرة وكنت دائماً أتشفع بالقديسين ولكل قديس وضعت بين يديه مادة وثقتي في الله اني سوف انجح، وقد نجحت في النهاية بفضل شفاعة القديسين، واشكر ربنا انه ساعدني كتير في النجاح لأني كنت باقضي وقتاً كبيراً في الخدمة وربنا وقف جنبي في الامتحانات ]

يا للمصيبة والكارثة العُظمى، وعدم الوعي بالتزام الإنسان أمام الله الحي، لأن المذاكرة مسئولية موضوعه على الإنسان مثل الخدمة بالظبط، وعليه أن يتعب ويبذل الجهد ليمجد الله فيها بكل طاقته، ويجعل لكل شيء وقت، لأن الله هو الذي وضع الأوقات والمواعيد، وأعطى للإنسان أن ينمو من الطفولة إلى الكهولة، فالمذاكرة كالخدمة تماماً ولا فرق، لأن عدو الخير يخدع الإنسان بحجة الخدمة فيقصر في الواجبات الموضوعة عليه ويلقي تهمة على الله: [ أنه للمقصر والبليد والذي ليس عنده اي استعداد لتحمل المسئولية يُعطيه النجاح ]، وحجتنا كلها الخدمة والكنيسة للهروب من المسئولية الموضوعه علينا، والكنيسة نفسها على خطأ فادح حينما تضع ثقل الخدمة على الطلبة وقت مذاكرتهم، وهذه طامه كبرى تحتاج لتعديل جذري وسريع للغاية، لأن هذا خطير جداً ويعصف بالإنسان بعيداً عن الله والشهادة الحسنة لأسمه العظيم…

فهل هذا هو المسيح الذي يطلب أمانة الإنسان وصدقة في عمله بكل إخلاص المحبين لله، بصراحة المعجزة هنا معجزة استهتار بحجة مقنعة من الشيطان ليفقد الإنسان أمانته وصدقه، وهنا تحويل مُقَنَّعْ ( لابس قناع ) بالتقوى، ليهرب الإنسان من المسئولية الموضوعة عليه ويتواكل على الله، فمثل هذه المعجزات لا تصدقوها لأنها مقبولة جداً وحلوة للإنسان المستهتر والمستهين بواجباته، والذي لا يريد أن يتعب ويبذل، فالراحة حلوة للجسد وانطفاء للروح القدس، فكل واحد عليه من تعب يديه يأكل ويشبع في سر التقوى وبذل الذات بالتعب والمشقة …

يا أحبائي لكل شيء تحت السماء وقت، فلا يوجد شيء اسمه أي وقت وأي ساعة تصلح لكل شيء يأتي في الذهن ويخطر على بالنا، هناك وقت محدد للخدمة، ووقت للمذاكرة، ووقت للعمل، ووقت للأكل، ووقت للنوم، ووقت للصلاة ووقت للإنجيل، نظموا حياتكم ورتبوها بتدقيق، واجعلوا كل شيء للبنيان، ولا تصدقوا إنسان يسلك بلا ترتيب ويقول أنه إنسان روحي يتبع خطوات القديسين أو له موهبة الخدمه من الله الحي، مع أن أحياناً تحدث ظروف قهرية تُغير من الترتيب الذي نضعه، ولكن متى انتهت هذه الظروف نعود لمنهجنا، ولا يتخذ أحد الطروف فرصة ليتحجج بعدم انضباط وقته، لأن الظروف لا تستمر أبد الدهر، هذه حجة باطلة لمن يريد أن يهرب من المسئولية …

+ و ليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب (1كورنثوس 14: 40)
+ ونطلب إليكم أيها الإخوة انذروا الذين بلاترتيب شجعوا صغار النفوس اسندوا الضعفاء تأنوا على الجميع (1تسالونيكي 5: 14)
+ ثم نوصيكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلاترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا (2تسالونيكي 3: 6)
+ إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يتمثل بنا لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم (2تسالونيكي 3: 7)
+ لأننا نسمع إن قوما يسلكون بينكم بلاترتيب لا يشتغلون شيئا بل هم فضوليون (2تسالونيكي 3: 11)

هذا هو الإنجيل وهذه هي علامة المؤمنين الحقيقيين، وآي شيء بلا ترتيب أعلموا أنه من عدو كل خير الذي يغير شكله في صورة ملاك نور، أو صورة معجزات تجعل الناس يزوغ قلبها عن طريق الحق وتسلك باستهتار ولا مبالاة.

+ طبعاً الله ممكن يتدخل في أنه يزيل القلق من عند طالب مجتهد وقام بواجبه الموضوع عليه وذاكر، ولكن عنده حالة من القلق أو الضيق النفسي، أو يتدخل في حالة إنسان مجتهد ولكن حدثت له ظروف تجعله مقصر رغماً عن إرادته وليس تكاسل منه أو تضييع وقت ووضع حجج مقنعه لنفسه أن هذا هو الصحيح بحجة خدمة الله، أو توريط نفسه في خدمة أو انشغالات يمكن أن يتحكم في وقتها، أو يتدخل في حالة إنسان مجتهد وحدث أنه مرض يمنعه من مواصلة الاجتهاد، هذه هي ظروف تدخل الله، وهي ليست تواكل، بل ظروف تخرج عن إرادة الإنسان …

+ وأعلموا أن الخدمة الموضوعة على الطالب هي المذاكرة بكل اجتهاد وصبر عظيم مهما ما كانت الصعوبة أو المشقة، وليس عليه أي خدمة أخرى إلا في حدود ضيقة جداً وما يسمح بها وقته المرتب والنظم، فيكفي أن تكون الخدمة يوم واحد في الأسبوع أثناء الدراسة فقط لا غير هذا أن سمح وقته، ولتكن عنده الصلاة هي الأساس، وحضور القداس كل اسبوع أو 15 يوم حسب ترتيب كل واحد لحياته الروحية، مع المواظبة اليومية على الصلاة والإنجيل كمنهج حياته، وأي شيء آخر خارج عن هذا المنهج هو تزييف وخداع لينجرف الإنسان وراء زيغان قلبه عن المسئولية الموضوعه عليه وفي النهاية وبسببه يُجدف على الاسم الحسن …

إلهنا القدوس يحفظ قلوبكم في نشاط الروح وبذل الذات وحياة القداسة في سر التقوى ومحبة الله بحفظ الوصية والتسليم الرسولي والآبائي الذي للقديسين الذين وضعوا طاعة وصية الله هي الأولى في حياتهم، ويعطيكم النجاح في كل حياتكم ليتمجد اسمه كل حين … كونوا معافين في سرّ التقوى ومحبة الله آمين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى