علم المسيح

الفصل السادس



الفصل السادس

الفصل السادس

لو أراد الله
إنقاذ المسيح من الموت صلبا

 

‏1 – مبدأ قتل الأنبياء في الكتاب المقدس: ‏

‏ كان مبدأ قتل الأنبياء واردًا بالنسبة لبني إسرائيل فقد قتلوا
الكثير من الأنبياء: ‏

‏ يقول إيليا النبي مخاطبًا الرب ” لأَنَّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ وَقَتَلُوا
أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي. وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي
لِيَأْخُذُوهَ
ا ” ‏‏(1مل19/10 و 14).
وينقل القديس بولس قول إيليا النبي في (
رومية11/3).
ويقول عن ‏خبرته معهم ”
الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ
يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ
لِلَّهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ
” (1تس2/15).‏

‏ وقال نحميا ” وَعَصُوا وَتَمَرَّدُوا عَلَيْكَ
وَطَرَحُوا شَرِيعَتَكَ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ الَّذِينَ أَشْهَدُوا
عَلَيْهِمْ لِيَرُدُّوهُمْ إِلَيْكَ وَعَمِلُوا إِهَانَةً عَظِيمَةً.

” (
نح9/26).‏

‏ وقال القديس إستيفانوس للكهنة والشيوخ في مجمع السنهدرين ” أَيُّ
الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا
فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْبَارِّ الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ صِرْتُمْ مُسَلِّمِيهِ
وَقَاتِلِيهِ
” (أع7/52) ‏.

قال الرب يسوع المسيح مخاطبا أورشليم عاصمة اليهودية ” يَا
أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ
الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا
تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا وَلَمْ تُرِيدُوا.

” (
مت23/37). وقال مخاطبًا ‏رؤسائهم ” لِكَيْ
يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زَكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دَمِ هَابِيلَ
الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ
الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.
” (مت23/35).‏

‏ وقال لهم القديس بطرس الرسول يوم الخمسين عن صلبهم للمسيح ” ‏وَرَئِيسُ
الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَنَحْنُ
شُهُودٌ لِذَلِكَ.
” (أع3/15).

وقال ‏تلاميذ المسيح ورسله للكهنة اليهود ” إِلَهُ
آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ
عَلَى خَشَبَةٍ.
” (أع5/30)

 

‏2 – جواز قتل الأنبياء في القرآن: ‏

‏ كما أن قتل اليهود للأنبياء جائز ومعروف في القرآن حيث يقول: ‏

(1)وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى
طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا ‏تُنْبِتُ الأَرْضُ
مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ
أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ ‏أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا
فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ
‏وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ ‏الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
” (البقرة61).‏

‏(2)وَلَقَدْ
آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ‏الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَ
فَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ
‏فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُون
” (البقرة:
87
). ‏

‏ والآية هنا تؤكد علي تكذيب اليهود لفريق من الرسل وحقيقة قتلهم
لفريق آخر، ‏وفي نفس الوقت لا تذكر من الفريقين سوي موسى وعيسي، ومن ثمّ فأحدهم من
‏الفريق الذين كذبوه والآخر من الفريق الذي قتلوه!! ‏

(3)إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ
وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ
‏بِالْقِسْطِ مِنْ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

” (
آل عمران: 21).‏

(4)ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا
ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا
‏بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ‏وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ
” (آل
عمران: 112
).‏

(5)الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ
إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ
النَّارُ ‏قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي
قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
“‏
(
آل عمران: 183). ‏

‏‏والمسيح هو أكثر من أتي بالمعجزات وبالبيّنات بحسب ما ذكر ‏القرآن
وهو الذي أنزل الله عليه مائدة من السماء بناء على طلب الحواريين.‏

(6)لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ ‏تَهْوَى
أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ
” (المائدة:
70
).

‏3 – ولو أراد الله إنقاذ المسيح: ‏

‏ فإذا كان قتل الأنبياء جائز وواقع حقيقي بالنسبة لليهود ومعترف به
في التوراة ‏والإنجيل والقرآن، فما الذي يمنع قتلهم للمسيح كقوله ” الذين
قتلوا الرب يسوع ‏وأنبياءهم “؟؟!! وهنا تبرز لدينا عدة أسئلة هي: ‏

·       
ماذا كان يحدث لو أراد الله إنقاذ
المسيح من القبض عليه وصلبه؟
؟!! ‏

·       
ما هي الوسيلة التي يمكن أن يلجأ
إليها في ذلك والتي تتناسب مع عدله ‏وعظمته؟؟!! ‏

·       
وما هي النتيجة التي تعود على
البشرية بعد ذلك
؟؟!!‏

ولدينا علي هذه الأسئلة إجابتان إحداهما خارج الكتاب المقدس والتقليد
والعقيدة ‏المسيحيّة: ‏

1 – تقول الأولى: أنَّ الله لكي ينقذ المسيح ألقى شبهه
علي آخر وجعله يُصلب بدلاً ‏منه فظنّ تلاميذه ورسله وأمّه أنَّ المسيح هو الذي صُلب،
فخّدعوا ولم يعرفوا ولم ‏يقلْ لهم أحد أنَّ الذي صُلب هو غير المسيح، وصاروا في
ضلال مبين!!!!! ‏وعلّموا الناس بهذه الخدعة والضلالة التي سقطوا فيها!!!!! وهكذا
صار جميع ‏المسيحيين مخدوعين وضالّين ومضلّلين!!!!!‏

‏ ومن ثم كانت النتيجة أنَّ الله أرسل رسولاً لهداية البشر فأنقذه من
الموت بطريقة ‏خادعة ضلّلت ملايين المليارات من البشرية؟؟! وكان عليهم أنْ يُعانوا
من نتيجة ‏إيمانهم هذه، التي لا ذنب لهم فيها، في جهنّم إلي أبد الآبدين، هكذا
بدون ذنب ‏ولا جريرة؟؟؟!!!!!‏

وهنا يقول أحدهم كيف تقولون ذلك علي الله؟؟!! ‏

الله لم يضلّكم بل أنتم من ضللتم أنفسكم!!! ‏

ونسأله كيف؟؟!! هل نحن الذين قلنا بإلقاء شبه المسيح علي آخر ثم قلنا
أنَّه هو ‏الذي صُلب؟؟!! أم أنَّ كرازة تلاميذ المسيح ورسله هي التي بشّرتنا بصلب
المسيح ‏وقيامته من الموت؟؟!! ‏

وإذا كان التلاميذ هم الذين بشّرونا بذلك، فمن الذي أضلّ التلاميذ؟؟!!

‏ وإذا قيل لنا أنَّ التلاميذ ليسوا هم الذين كتبوا الأناجيل، بل
كتبها آخرون وهم ‏الذين قالوا بذلك!!! نقول إنَّ كتابة التلاميذ للإنجيل بأوجهه
الأربعة وبقيّة أسفار ‏العهد الجديد ثابتة بالدليل والبرهان، ولو افترضنا غير ذلك،
نقول ؛ هل أرسل الله ‏المسيح ثم ألقى بشبهه علي آخر وترك الناس تعتقد أنًّ الذي صُلب
هو المسيح ‏وراحوا يكتبون الكتب ويُسجّلون فيها ذلك، وترك الله البشريّة تصدّق ما
جاء في ‏هذه الكتب، ولم يحاول تصحيح هذا الخطأ المزعوم؟؟؟!!! ‏

‏ وإذا قيل أنَّ القرآن جاء وصحّح هذا الخطأ بقوله ” وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ ‏شُبِّهَ لَهُمْ
“!! نقول
أولاً:
ما هو الخطأ الذي جاء يصحّحه؟؟ هل صحّح هذه ‏الضلالة الكبري والغش
والخداع المنسوبين لله؟؟ أم صحّح ما نُسب لله من ضعف ‏وعجز؟؟؟ أم صحّح ما نُسب لله
من عدم تقدير الأمور وجهل بما سيقع في ‏المستقبل؟؟!! أم صحّح وصف الله بصفات آلهة
الأساطير اليونانيّة والرومانيّة ‏والهنديّة والفارسيّة وغيرها؟؟؟!!‏

وثانيا: أنَّ النصّ كما بيّنا وكما فسّره كل علماء
المسلمين غير واضح مما جعلهم ‏يفسّرونه بتفاسير تراوحت بين إلقاء شبه آخر عليه دون
الرجوع إلا للنصّ وحده ‏لعدم وجود أيَّة تفاصيل عن ذلك سواء في القرآن أو في
السنة، أو بنقل الروايات ‏الخرافيّة والإسرائيليّات عن جهلاء اليهود والنصاري
العرب، وبين القول بحقيقة ‏صلبه كما جاء في الكتاب المقدّس، أو بصلبه وعدم موته علي
الصليب، مع ‏اعتراف القائلين بالصلب بعدم معقوليّة ومنطقيّة إلقاء شبهه علي آخر!!!

2 – الإجابة المسيحية: وهي كما أوضح لنا الكتاب
المقدس والتاريخ بصفة عامة ‏أنَّ المسيح قبض عليه فعلاً ومات حقًا وقام حقًا، وأنَّه
لو أراد الله إنقاذه من الصلب ‏والموت لكان هناك آلاف الوسائل التي كان في إمكانه
استخدامها دون اللجوء ‏للطرق التي لا تليق بعظمة الله وجلاله والتي تؤدّي بالبشريّة
إلي الضلال. فقد كان ‏في إمكان السيد المسيح، وهو يعلم أنَّ يهوذا ذهب ليُرشد مُسَلّميه
إلي مكان ‏اجتماعه، أنْ لا يذهب إلي ذلك المكان بالمرّة أو أنْ يخرج من أورشليم
نهائيًا، ‏كما سبق وحدث، كما يقول الكتاب ”
وَكَانَ
يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هَذَا فِي الْجَلِيلِ لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ
يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ
يَقْتُلُوهُ.
” (يو7/1)، لأنَّ
‏ساعته لم تكنْ قد جاءت بعد. كما كان في إمكان الله أنْ يصرف نظر اليهود عن ‏ذلك،
كما حدث أكثر من مرة، يقول الكتاب ”
فَطَلَبُوا
أَنْ يُمْسِكُوهُ وَلَمْ يُلْقِ أَحَدٌ يَداً عَلَيْهِ لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ
تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.
” (يو7/30
هَذَا الْكلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ
فِي الْهَيْكَلِ. وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ
جَاءَتْ بَعْدُ.
” ‏‏(يو8/20).‏

‏ كما كان في إمكانه أن يترك مُسَلّمِيه مُلقين علي الأرض ويذهب مع
تلاميذه بسلام‏‏. وكان للسيد المسيح مع اليهود عدّة مواقف أثناء خدمته قرّروا فيها
إعدامه سواء ‏بقتله أو إلقائه من علي الجبل أو رجمه ومع ذلك نجا منهم بقوة إلهيّة
دون اللجوء ‏إلي خديعتهم وخديعة المؤمنين بعد ذلك ومن أهم هذه المواقف ما يلي: ‏

1 – كانت أولي محاولات قتل المسيح وهو طفل عندما قرّر هيرودس قتله فأمر
‏الملاك يوسف النجار خطيب مريم العذراء أنْ يأخذ الطفل وأمّه ويهرب إلي أرض ‏مصر
قائلا ”
قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ وَكُنْ
هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ
الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ
” ففعل يوسف كما أمره الملاك
وظل ‏في مصر حتى مات هيرودس (
مت 2/7-15).‏

‏ وهكذا نجا الطفل يسوع من القتل، بحسب ترتيب الله ومشورته الإلهيّة،
دون ‏اللجوء إلي أي وسيلة لا تتفق مع جلال الله وعظمته.‏

2 – وفي مجمع الناصرة وبّخ اليهود علي عدم إيمانهم، يقول الكتاب: ” فَامْتَلأَ
غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا. فَقَامُوا
وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ
الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى
أَسْفَلُ. أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.
” (لو4/28-30)!!!‏

‏ لقد قرّروا قتله بإلقائه من علي الجبل وأخذوه إلي هناك وهمّوا بطرحه
من علي ‏الجبل ولكنّه بقوّة إلهيّة ”
جَازَ فِي
وَسْطِهِمْ وَمَضَى
” دون أنْ تستطيع مدينة بأكملها ‏أنْ تمسّه،
وذلك دون اللجوء لوسيلة لا تتفق مع جلال الله وعظمته!!!‏

‏ ألم يكن في استطاعته أنْ يفعل ذلك عندما جاءوا للقبض عليه في
البستان؟!!‏

3 – وفي الهيكل في أورشليم كان يقف ويعلّم جهارًا ومع أنَّه كان هناك أمرًا
‏بالقبض عليه وقتله وكانت الجموع تتساءل أليس هذا هو الذين يطلبون أنْ يقتلوه؟
” ‏، ولما طلبوا ” أن يمسكوه ” يقول الكتاب: ”
وَلَمْ
يُلْقِ أَحَدٌ يَداً عَلَيْهِ لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ.

(
يو7/30)، وهنا ألقي الله في قلوبهم أنْ لا يمسكوه لأنَّ
الوقت ‏المعيّن من قِبَل الله لذلك لم يكن قد حان بعد. ‏

‏ ألم يكن في استطاعة الله أنْ يفعل ذلك ثانية لو أراد إنقاذه من
الصلب؟!!‏

4 – وفي الهيكل أيضًا قال السيد لليهود: ” قَبْلَ
أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ

ففهموا ‏من كلامه إعلاناً للألوهيّة في ذاته فقرّروا رجمه بتهمة أنَّه جَدَّف علي
الله وبالفعل ‏شرعوا في التنفيذ ” فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.”
وهموا بذلك، ويقول الكتاب: ‏

أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ
الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا.
” (يو8/58-59).
‏لقد رفعوا حجارة ليرجموه وهو وحده في وسطهم ومع ذلك اختفى،وهو وسطهم، ‏وإجتاز في
وسطهم، دون أنْ تستطيع يدًا واحدةً أنْ تلقي عليه حجرًا ومضى دون ‏أنْ يمسّوه!!
ألم يكن في استطاعته أنْ يكرّر ذلك قبل الصليب؟!!‏

5 – ولما قال لهم في الهيكل: ” أَنَا
وَالآبُ وَاحِدٌ
“، ” فَتَنَاوَلَ
الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.
‏ لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ
تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً
‏ فَطَلَبُوا أَيْضاً أَنْ يُمْسِكُوهُ
فَخَرَجَ مِنْ أَيْدِيهِمْ
” ‏‏(يو10/30و 31
و33و 39
). خرج من أيديهم برغم أنَّه كان في الهيكل، في وسطهم‏، ومع هذا خرج
بقوة إلهيّة إعجازيّة من أيديهم دون أنْ يمسّوه!!!!!‏

‏ ألم يكن في استطاعته أنْ يفعل ذلك عندما جاءوا للقبض عليه؟!!‏

6 – وعندما جاءوا للقبض عليه في البستان، يقول الكتاب ” قَالَ
يَسُوعُ هَذَا وَخَرَجَ مَعَ تلاَمِيذِهِ إِلَى عَبْرِ وَادِي قَدْرُونَ حَيْثُ
كَانَ بُسْتَانٌ دَخَلَهُ هُوَ وَتلاَمِيذُهُ. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ
يَعْرِفُ اَلْمَوْضِعَ لأَنَّ يَسُوعَ اِجْتَمَعَ هُنَاكَ كَثِيراً مَعَ
تلاَمِيذِهِ. فَأَخَذَ يَهُوذَا اَلْجُنْدَ وَخُدَّاماً مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ
اَلْكَهَنَةِ وَاَلْفَرِّيسِيِّينَ وَجَاءَ إِلَى هُنَاكَ بِمَشَاعِلَ
وَمَصَابِيحَ وَسِلاَحٍ. فَخَرَجَ يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ مَا يَأْتِي
عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: { مَنْ تَطْلُبُونَ؟ } أَجَابُوهُ: { يَسُوعَ
اَلنَّاصِرِيَّ }. قَالَ لَهُمْ: { أَنَا هُوَ }. وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ
أَيْضاً وَاقِفاً مَعَهُمْ. فَلَمَّا قَالَ لَهُمْ: { إِنِّي أَنَا هُوَ} رَجَعُوا
إِلَى اَلْوَرَاءِ وَسَقَطُوا عَلَى اَلأَرْضِ. فَسَأَلَهُمْ أَيْضاً: { مَنْ
تَطْلُبُونَ؟ } فَقَالُوا: { يَسُوعَ اَلنَّاصِرِيَّ }. أَجَابَ: { قَدْ قُلْتُ
لَكُمْ إِنِّي أَنَا هُوَ. فَإِنْ كُنْتُمْ تَطْلُبُونَنِي فَدَعُوا هَؤُلاَءِ
يَذْهَبُونَ }. لِيَتِمَّ اَلْقَوْلُ اَلَّذِي قَالَهُ: { إِنَّ اَلَّذِينَ
أَعْطَيْتَنِي لَمْ أُهْلِكْ مِنْهُمْ أَحَداً }. ثُمَّ إِنَّ سِمْعَانَ بُطْرُسَ
كَانَ مَعَهُ سَيْفٌ فَاسْتَلَّهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ اَلْكَهَنَةِ فَقَطَعَ
أُذْنَهُ اَلْيُمْنَى. وَكَانَ اِسْمُ اَلْعَبْدِ مَلْخُسَ. فَقَالَ يَسُوعُ
لِبُطْرُسَ: { اِجْعَلْ سَيْفَكَ فِي اَلْغِمْدِ. اَلْكَأْسُ اَلَّتِي أَعْطَانِي
اَلآبُ ألاَ أَشْرَبُهَا؟ }. ثُمَّ إِنَّ اَلْجُنْدَ وَاَلْقَائِدَ وَخُدَّامَ
اَلْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ
أَوَّلاً لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا اَلَّذِي كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي
تِلْكَ اَلسَّنَةِ. وَكَانَ قَيَافَا هُوَ اَلَّذِي أَشَارَ عَلَى اَلْيَهُودِ
أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ اَلشَّعْبِ. وَكَانَ
سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَاَلتِّلْمِيذُ اَلآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ وَكَانَ ذَلِكَ
اَلتِّلْمِيذُ مَعْرُوفاً عِنْدَ رَئِيسِ اَلْكَهَنَةِ فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ
إِلَى دَارِ رَئِيسِ اَلْكَهَنَةِ.
” (يو18/1-13).‏‏

ويذكر القديس لوقا إبراء أذن ذلك العبد التي قطعها بطرس ” وَضَرَبَ
وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى.
فَقَالَ يَسُوعُ: «دَعُوا إِلَى هَذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.

” (
لو22/50-51). ويضيف القديس متى ” فَقَالَ
لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ
السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ
أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ؟
” (مت26/52-53).‏

‏ وهنا لنا تعليقين: الأول هو أنَّه
لو أراد الله إنقاذ المسيح من الموت سواء عن ‏طريق الصليب أو عن طريق أي وسيلة
إعدام أخري، كما يقول هو له المجد، ‏لكان الله قد قدم له ”
أَكْثَرَ
مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ
“!!!
وإذا كانت الكتيبة ‏الرومانية في ذلك الوقت تتكون من 6000 جندي وضابط فكم وكم يكون
عدد جيشا ‏كاملاً؟؟!!! وإذا كان ملاكًا واحدًا قد أهلك من جيش الآشوريين مئة ألف
وخمسة ‏وثمانين ألفا في ليلة واحدة (
2مل19/35)،
فماذا يفعل ”
أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ
” مع الذين جاءوا للقبض عليه لو أراد الله إنقاذه من
أيديهم؟؟؟!!!‏

‏ والثاني هو قوله ” فَكَيْفَ
تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟

” (
مت26/54)، أو كما قال ‏ليهوذا ” إِنَّ
ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ
الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ.
” (مت26/24
أو كما يقول الكتاب ”
أَمَّا يَسُوعُ قَبْلَ عِيدِ
الْفِصْحِ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءَتْ لِيَنْتَقِلَ مِنْ هَذَا
الْعَالَمِ إِلَى الآبِ إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي
الْعَالَمِ أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى.
” (يو13/1).‏

‏ هذه بعض المواقف التي تقرّر فيها إعدام المسيح وقتله ومع ذلك نجا
منها بقوّة ‏إلهيّة أمام الجميع دون اللجوء إلي الطرق التي لا تتفق مع جلال الله
وعدله وعظمته‏، وبالطبع لو أراد الله إنقاذه من الصلب لكان في إمكانه أنْ يفعل ذلك
بإحدي ‏الوسائل والطرق أو غيرها مما يتّفق مع جلال الله وعظمته وبما لا يوقع
ملايين
الملايين من البشر علي مر الأجيال فيما لا يتّفق مع قدرة الله وعظمته
وجلاله ‏الغير محدود.‏

 

‏4 – إنقاذ أنبياء آخرين من الموت: ‏

‏ أهلك اليهود علي مرّ الأجيال الكثير من أنبيائهم حتي أنَّ الرب يسوع
المسيح قال ‏لهم: “
وَيْلٌ لَكُمْ لأَنَّكُمْ
تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَآبَاؤُكُمْ قَتَلُوهُمْ.

(
لو11/47)، ومع ذلك ‏شاءت إرادة الله أنْ ينقذ بعض
الأنبياء من الموت، منهم من نجا بالطرق العاديّة ‏كالإختفاء من أمام وجه طالبي
قتلهم ومنهم بالهرب وترك المكان المطلوبين فيه، ‏كما فعل السيد المسيح نفسه في بعض
الأحيان عندما كان يري أنَّ ذلك أفضل مثلما ‏حدث قبل الفصح وبعد أنْ طلب اليونانيّين
رؤيته، يقول الكتاب: ”
تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا ثُمَّ
مَضَى وَاخْتَفَى عَنْهُمْ.
” (يو12/36
وكما حدث بعد إشباع الجموع عندما أرادوا ”
أَنْ
يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى
الْجَبَلِ وَحْدَهُ.
” (يو6/15
أو ‏عندما ”
لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي
الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ.

(
يو7/1)، ‏أو عندما ذهب إلي العيد في أورشليم ” لاَ
ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.
” (يو7/10).‏

‏ كما أنقذ الله بعض الأنبياء إمّا برفعهم إلي السماء جهارًا أمام
الجميع أو ‏بانتصارهم علي أعدائهم أو بسحق أعدائهم. وهذه بعض الأمثلة: ‏

1 – يذكر لنا الكتاب أنَّ أخنوخ السابع من آدم كان رجلاً بارًا وسار في
طريق الله ‏وكما يذكر القديس يهوذا في رسالته أنَّه تنبّأ عن معاقبة الله للفجار (
يه14
ويبدو أنَّ ‏الله أراد أنْ ينقذه من هؤلاء الفجار فنقله إليه، إذ يقول الكتاب
وَسَارَ اخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لانَّ اللهَ اخَذَهُ.
” (
تك5/24)، لقد نقله الله إليه بمعرفة الجميع دون اللجوء
‏لأي وسيلة لا تتّفق مع عدل الله وجلاله وعظمته.‏

2 – وعندما أراد فرعون بجيشه أنْ يلحق ببني إسرائيل أثناء خروجهم من مصر
‏ويُهلكهم عند البحر الأحمر أمر الله موسي أنْ يضرب البحر بعصاة فأنشقّ البحر ‏وصار
فيه طريق يابس فسار فيه بنو إسرائيل ولما تعقبهم فرعون بجيشه عاد البحر ‏إلي ما
كان عليه وغرق فرعون بجيشه ونجا موسي ومن معه (
خر 14/15-29).
أفلم ‏يكن الله قادرًا أنْ يفعل مثل ذلك عندما جاءوا للقبض علي المسيح؟!!‏

3 – وعندما تآمر قورح بن بصهار مع بعض الشعب ضد موسي وهارون وكان ‏ذلك ضد
إرادة الله لذا سحقهم أمام الشعب ”
انْشَقَّتِ
الأَرْضُ التِي تَحْتَهُمْ وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلعَتْهُمْ
وَبُيُوتَهُمْ
” (عدد 16/1-33). وهكذا
أمام الجميع، وكان في إمكان الله أنء يفعل ‏ذلك أو مثله مع أعداء المسيح دون الحاجة
للجوء إلي ما لا يتّفق مع جلال الله ‏وعدله وعظمته.‏

4 – وعندما أراد الملك أخاب أنْ يُهلك إيليّا النبيّ صلّي إيليّا أنء لا
تمُطر السموات ‏ثلاث سنين ولما طلبه الملك اختفى وجعل الغربان تعوله (
1مل17).
ولما أراد الله أنْ ‏ينقله إلي السماء أخذه في العاصفة إلي السماء أمام تلميذه
إليشع وبمعرفة بنو الأنبياء ‏‏(
2مل 11/2)، ولم يكن
ذلك خفيًا بل معلومًا للجميع. وبالطبع كان في إمكان الله أنْ ‏يرفع المسيح بمثل
هذه الطريقة أمام الجموع، فيتمجّد الله ولا يقع أتباع المسيح في ‏ضلالة كبري، حاشا
لله منها!!‏

‏ لو أراد الله إنقاذ المسيح من الصلب والموت لكان أليق بجلاله وعظمته
وقدرته ‏الكليّة أنْ يُنقذه بصورة واضحة وجليّة وظاهرة بأنْ يرفعه أمام الجميع كما
فعل مع ‏أخنوخ وإيليّا أو أنْ يسحق أعداءه كما فعل مع جيش فرعون ومع قورح ومن تبعه
‏أو أنْ يجتاز في وسطهم ويمشي دون أنْ يمسّوه كما فعل عندما حاولوا إلقائه من ‏علي
الجبل وعندما حاولوا رجمه عدة مرات، فيتمجد الله أمام الجميع ولا يقع ‏الشعب في
ضلالة كبري. يقول الكتاب: ”
إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ
ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ.
” ‏‏(1يو1/5).
كما أن ”
ليْسَ اللهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ وَلا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ.
هَل يَقُولُ وَلا يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلمُ وَلا يَفِي؟
” (عد23/19).‏

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى