اللاهوت الطقسي

الفصل الحادى عشر



الفصل الحادى عشر

الفصل الحادى عشر

سنة العطلة SABBATICAL YEAR – YEAR OF RELEASE

إهتم الله بحفظ الإنسان للسبت لتقديس كل بقية
أيام الأسبوع، وبنفس الفكر إهتم أن يحفظ سبت السنوات أى السنة السبتية أو السنة
السابعة. إذ كانت تسمى “سبت الأرض(لاويين25: 6). ودعا
الوحى السنة السبتية بأربعة ألقاب ([1]):

مقالات ذات صلة

أ. راحة الراحة الكاملة Shebath
Shabbathon
أو سبت عطلة (لاويين25:
4)،
إذ تنال الأرض راحة كاملة فلا تُزرع.

ب. سنة الراحة Shenath
Shabbathon
لأن الراحة تمتد لمدة عام.

ج. عتق Shenittah (تثنية15: 1و2)، أى سنة العتق (تثنية15: 9)
حيث تسقط كل الديون.

د. السنة السابعة Shenath
Hashsheba
(تثنية15: 9) حيث
يُحتفل بها فى السنة السابعة.

أما غاية السنة السبتية فهي:

(1) إراحة الأرض (لاويين
25: 1-7)،
فبعد زراعتها وحصادها طوال ست سنوات متتالية، كان يجب أن
“تستريح “، أى أن تبقى بلا زرع أو حصاد فى السنة السابعة، بما فى ذلك
الكرم والزيتون (خروج 23: 10و11) وكان هذا الإجراء يُزيد من إنتاجية الأرض
فى السنوات التالية.

وفضلاً على هذا فإن ترك الأرض سنة بدون زراعة
كانت تُعلمهم الإيمان بالله والإتكال عليه وتصديق مواعيده لأنه وعدهم أن يبارك لهم
فى غلات العام السادس لتكفيهم فى عطلتهم والعام الذى يليه. ولهذا فقد شدد الله
عليهم أن يقدسوا شريعة السنة السابعة.

وكان الحكام يجلدون من يحاول أن يزرع أرضه فيها.
ونستطيع أن نستنتج مما جاء فى سفر أخبار الأيام الثانى (36: 21) أنه طوال
خمسمائة عام لم يحفظ الشعب شريعة السنة السابعة، فسبى الشعب إلى بابل مدة سبعين
سنة، “حتى استوفت الأرض سبوتها “. وبعد العودة من السبى، وعد الشعب
بزعامة نحميا، أن يتركوا السنة السابعة والمطالبة بكل دين (نحميا10: 31). وظل
الشعب يحفظ ذلك فى عصر المكابيين (مكابيين الأول 6: 48-53)، وبعده كما يذكر
يوسيفوس.

(2) كانت فرصة ليحصل
الفقراء على حاجتهم من الطعام، فما كان ينبت من ذاته فى خلال السنة السابعة، سواء
فى الحقل أو الكرم أو الزيتون، كان لا يُحصد ولا يُجمع، بل يُترك “ليأكل
فقراء شعبك. وفضلتهم تأكلها وحوش البرية “ (خروج 23: 10و11). فيستطيع
الفقير والغريب بغير خجل أن يدخل إلى أى حقل ويجمع ما تبقى من السنوات السابقة..
وكأن الأرض فى السنة السابعة تصير مشاعاً للكل، حتى بالنسبة لصاحب الأرض. ولا تقف
الشركة عند البشر وحدهم بل تُترك الحيوانات حتى البرية منها لتتمتع بنصيبها من
منتجات الأرض بلا عائق.

(3) كانت تُلغى الديون (تثنية15:
1-6)،
فكان كل صاحب دين يبرىء أخاه من الدين، ولذلك كانت السنة السابعة تسمى “سنة
الإطلاق ” أو”سنة الإبراء ” (تثنية15: 9و31: 10).
ولكن هذا
الإجراء لم يكن ينطبق على الأجنبي (تثنية 15: 3). وكان الغرض من الإبراء هو
التفريج عن المدين والتخفيف عن الفقير. كما كان يجب عليهم ألا يقبضوا أيديهم عن
إخوتهم الفقراء، وبخاصة عند اقتراب السنة السابعة (تثنية 15: 7-11).

(4) من الجانب الروحى فهى
سنة راحة من العمل اليومى للإنشغال بالعمل الروحى، ففى عيد المظال كانوا يقرأون
الشريعة على الشعب وكان الشعب يعمل على مراجعتها وحفظها وتفهم معانيها بكبيرهم
وصغيرهم حتى الغرباء الذين بينهم (تثنية 31: 10-13) لكى تكون أشبه بذخيرة
للسنة كلها.. وكانت القراءة تتم بطقس جميل فيه يسلم رئيس المجمع التوراة لرئيس
الكهنة، وهذا بالتالى يسلمها للملك ليقرأ الشريعة على الشعب فى مهابة. بعد القراءة
يعطى رئيس الكهنة البركة للشعب، سائلاً من أجل الشريعة والخدمة والإعتراف والتمتع
بمغفرة الخطايا ومن أجل أورشليم والهيكل والشعب والكهنوت المقدس.

(5) فى نهاية السنة
السادسة، أى فى أول السنة السابعة، كان يجب أن يطلق العبد العبرانى حراً، وكان
الأمر: “لا تطلقه فارغاً تزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك، كما باركك الرب
إلهك تعطيه.. وهكذا تفعل لأمتك أيضاً.. “ (تثنية 15: 13-17).

V كانت السنة السبتية تعتبر درساً عملياً فى الإيمان أن الله يبارك
فى إمكانياتهم ويشبعهم، وأن سر البركة لا فى كثرة العمل وإنما فى رضا الله..

V يرى البعض أن عطلة السنة السابعة كانت تبتدىء من شهر نيسان الذى
يتخلله الفصح، ولكن معظم علماء اليهود يرون أنها كانت تبتدىء من يوم الكفارة
(العاشر من الشهر)، وعلى الأرجح من اليوم السادس عشر من الشهر السابع (تشرى) بعد
الإنتهاء من الإحتفال. بتأدية طقوس اليوم الثانى من عيد المظال والجمع، الذى كانوا
يعيّدونه بعد إنتهائهم من جمع محاصيل الأرض، حيث كان اليوم الرابع عشر أقصى حد له
وبعده يبدأون عيد المظال فى اليوم الخامس عشر ومعنى هذا أن السنة السابعة كانت
تبتدىء بعد الإنتهاء من جمع غلات السنة السادسة.

V ومع ذلك فكان الشعب يقضون الأيام الأولى من الشهر حتى إعلان بدء
السنة السابعة فى سرور ومرح وفى رياضة روحية ويكفّون تقريباً عن معظم أشغالهم،
ولذلك كانوا فى أيام الهيكل الثانى يبدأونها من اليوم الأول من شهر تشرى.

V كانت شريعة السنة السابعة ملزمة للشعب اليهودى متى استقروا فى أرض
الميعاد (لاويين 25: 5).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى