علم الملائكة

الشيطان الكروب الساقط



الشيطان الكروب الساقط

الشيطان
الكروب الساقط

1-
الشيطان ملاك ساقط

من
الكتب المقدسة نعلم أن الشيطان ملاك ساقط وأنه من نوع الكروبيم وفى هذا يقول
حزقيال النبى:

 هكذا
قال السيد الرب.. أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال. كنت في عدن (الكرمة
بالسريانية) فردوس الله.. أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك علي جبل الله المقدس
كنت. بين حجارة النار (الملائكة) تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتي وجد فيك
إثم[1]..
فأطرحك من جبل الله[2] (أورشليم
السمائية) وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك..
سأطرحك إلي الأرض وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك (حزقيال 28: 11 – 19).

 ويقول
إشعياء النبى:

 كيف
سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح (لوسيفر) كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم,
وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسى فوق كواكب الله (الملائكة) وأجلس
على جبل الإجتماع فى أقاصى الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلى. لكنك
إنحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب (إشعياء 14: 12 – 15).

 وضح
إذن أن الشيطان ملاك ساقط من ملائكة الكروبيم وأنه سقط بسبب كبرياء قلبه وقوله أنه
إله في هيكل الإله يجلس وجعل فى قلبه أن يتقبل العبادة لنفسه كإله. لهذا طرحه الله
من فردوس الكرمة فى أورشليم السمائية الكائنة فى أقاصى الشمال الكونى إلى الحفرة
فى طبقات الأرض السفلى.

 

2-
من أين سقط الشيطان؟

المحقق
كتابيا أن الشيطان سقط من فردوس المسيح أى مدينته المقدسة أورشليم السمائية
الكائنة فى أقاصى الشمال الكونى وطرح من بين الملائكة سكان أقاصى الشمال إلى أسافل
الأرض.

 وبرهان
ذلك قول الكتاب عن الكروب الساقط ما نصه:

 كنت
في عدن (الكرمة بالسريانية) فردوس الله (أى المسيح).. أنت الكروب المنبسط المظلل
وأقمتك علي جبل الله المقدس (أورشليم السمائية) (حزقيال 28: 11 – 19).

 كيف
سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح (لوسيفر) كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم,
وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السماوات أرفع كرسى فوق كواكب الله (الملائكة) وأجلس
على جبل الإجتماع فى أقاصى الشمال. أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلى. لكنك
إنحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب (إشعياء 14: 12 – 15).

 من
هذه الآيات يتضح أن الشيطان كان مع المسيح الكرمة الحقيقية فى الفردوس حيث أقامه
الله على جبله المقدس أى مدينته المقدسة الكائنة فى أقاصى الشمال الكونى.

 وقد
أوضح الكتاب أن السماء الثالثة هى سماء الفردوس (كورنثوس الأولى 12: 2 – 4) وأن
شجرة الحياة (الكرمة) كائنة فى وسطها (رؤيا 2: 7).

 وأوضح
داود النبى أن جبل الله المقدس هو مدينة إلهنا (أى أورشليم السمائية) جبل قدسه..
وأن فرح أقاصى الشمال (أى فرح الملائكة القائمين فى أقاصى الشمال) هو مدينة الملك
العظيم. حيث الله فى قصورها (مزمور 48: 1 – 2) الذى هو المسيح شجرة الحياة القائم
وسطها أى فى وسط أورشليم السمائية (رؤيا 21: 1، 10) (رؤيا 22: 1، 2) فالمسيح قائم
فى الشمال من حيث سيأتى (إشعياء 41: 25) كما أتى فى مجد يهوه فى صورة إنسان من
الشمال فى سحابة عظيمة ونار متواصلة (حزقيال 1: 4, 26).

 ومن الكتب المقدسة نعلم
أن الشيطان فى سقوطه جذب معه ثلث ملائكة السماء (رؤيا 12: 4) وأنه سينزل إلينا على
الأرض فى الأيام الأخيرة لإضلال البشر.

 وفى
هذا يقول يوحنا الرائى:

 ويل
لساكنى الأرض والبحر لأن إبليس ينزل إليكم وبه غضب عظيم عالماً أن له زماناً قليلاً
(رؤيا 12: 12).

 

3-
الكروب الساقط ملك صور

إذا
تأملنا في كلمات الإصحاح الثامن والعشرين من سفر حزقيال النبي فيما يتعلق بشخصية
ملك صور سوف نجد أنفسنا أمام كائن متأله يتصف بصفات فائقة هي صفات ضد المسيح الذي
هو الشيطان مستعلنا.

 دعونا
نتأمل في بعض آيات هذا الإصحاح والتي فيها يقول حزقيال النبي:

 وكان
إلي كلام الرب قائلا يا ابن آدم قل لرئيس صور (ضد المسيح مستعلنا) هكذا قال السيد
الرب من أجل أنه قد ارتفع قلبك وقلت أنا اله في مجلس الآلهة أجلس في قلب البحار.
وأنت إنسان (إنسان الخطية) لا إله.. من أجل أنك جعلت قلبك كقلب الآلهة لذلك هأنذا
أجلب عليك غرباء عتاة الأمم (أي الملوك العشرة تحت رئاسة ملك اليونان) فيجردون
سيوفهم علي بهجة حكمتك ويدنسون جمالك ينزلونك إلي الحفرة فتموت موت القتلى في قلب
البحار.. موت الغلف تموت بيد الغرباء لأني أنا تكلمت يقول السيد الرب.

 ثم
يستطرد حزقيال النبي قائلا:

 وكان
إلي كلام الرب قائلا يا ابن آدم ارفع مرثاة علي ملك صور وقل له. هكذا قال السيد
الرب.. أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال. كنت في عدن (الكرمة بالسريانية)
فردوس الله.. أنت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك علي جبل الله المقدس كنت. بين
حجارة النار (الملائكة) تمشيت. أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتي وجد فيك إثم..
فأطرحك من جبل الله[3] (أى أورشليم
السمائية) وأبيدك أيها الكروب المظلل من بين حجارة النار. قد ارتفع قلبك لبهجتك..
سأطرحك إلي الأرض وأجعلك أمام الملوك لينظروا إليك.. فأخرج نارا من وسطك فتأكلك
وأصيرك رمادا علي الأرض أمام عيني كل من يراك. فيتحير منك جميع الذين يعرفونك بين
الشعوب (حزقيال 28: 1 – 19).

 يرى
بعض المفسرين أن رئيس صور وملكها مجرد إنسان يشبه سيده الشيطان بسبب ارتفاع قلبه
وكبرياءه, ولكننا إذا أعملنا النظر بتدقيق في النص لن نجد أي أشارة لمثل هذا
التشبيه. فالكتاب لم يقل لملك صور أنت مثل الكروب الساقط. بل قال ” أنت
الكروب المنبسط المظلل ” أي أن ملك صور هو الكروب الساقط بنفسه.

 وأيضا
في قوله “أنت خاتم الكمال”. “أنت الكروب المنبسط المظلل”.
“أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم”. نجد أن ضمير المخاطب
” أنت ” يثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن رئيس صور وملكها هو
الشيطان نفسه مستعلنا كضد المسيح, وأنه لا مجال للرمزية أو التشبيه مطلقا.

 مما
تقدم يتضح أن مدينة صور هي تلك المدينة التي سوف يستعلن فيها إنسان الخطية ابن
الهلاك المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا حتى أنه يجلس في هيكل الله
كإله مظهرا نفسه أنه إله. أي أن تلك المدينة بوجود الدجال علي رأسها ستصير مركزا
للعبادة الشيطانية ووكرا لكل رذيلة ومصدرا لبث كل تعليم دنس.

 من
أجل هذا توعد الله المدينة وملكها بأن يأتي عليهما بملوك الأمم فيجردون أسلحتهم
علي المدينة وعلي ملكها فيدمرونها ويحدرونه فى الحفرة لأن الرب تكلم فيتحير منه
جميع الذين يعرفونه بين الشعوب.

 

 مدينة
صور (الزانية المنسية)

 وقد
تنبأ إشعياء النبي عن مدينة صور باعتبارها الزانية المنسية لكونها تنسي إلي أن
تذكر في الأيام الأخيرة, فتعود إلي أجرتها وتزني مع كل ممالك البلاد علي وجه الأرض
بقوله:

 ويكون
أن صور تنسي سبعين سنة (أي حقبة زمنية كاملة).. من بعد سبعين سنة يكون لصور كأغنية
الزانية. خذي عودا طوفي في المدينة أيتها الزانية المنسية أحسني العزف أكثري
الغناء لكي تذكري ويكون من بعد سبعين سنة أن الرب يتعهد صور فتعود إلي أجرتها
وتزني مع كل ممالك البلاد علي وجه الأرض (إشعياء 23: 15 – 17).

 وهكذا
كشف إشعياء النبى عن سر اسم الزانية العظيمة التى ستعود إلى أجرتها فى آخر الأيام
وتزنى مع كل ممالك البلاد على وجه الأرض. مبينا أن تلك المدينة هى مدينة صور
الزانية المنسية التى ستذكر عندما يملك الكروب الساقط عليها.

 

 دينونة
مدينة صور

 وفى
هذا يقول الرائى:

 ثم
جاء واحد من السبعة الملائكة.. وتكلم معي قائلا لي هلم فأريك دينونة الزانية
العظيمة الجالسة علي المياه الكثيرة التي زني معها ملوك الأرض وسكر سكان الأرض من
خمر زناها، فمضي بي بالروح إلي برية فرأيت إمرأه جالسة علي وحش قرمزي مملوء أسماء
تجديف له سبعة رؤوس وعشرة قرون والمرأة كانت متسربلة بأرجوان وقرمز ومتحلية بذهب
وحجارة كريمة ولؤلؤ ومعها كأس من ذهب في يدها مملوءة رجاسات ونجاسات زناها وعلي
جبهتها اسم مكتوب سر بابل العظيمة أم الزواني ورجاسات الأرض، ورأيت المرأة سكري من
دم القديسين ومن دم شهداء يسوع.

 ثم
قال لي الملاك لماذا تعجبت أنا أقول لك سر المرأه والوحش الحامل لها.. الوحش الذي
رأيت كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية ويمضي إلي الهلاك (إشارة إلي
الإمبراطورية اليونانية التي كان لها تسلط علي الأرض وليس الآن أي ليس لها تسلط
الآن في زمن كتابة سفر الرؤيا وهي عتيدة أن تنهض من سقطتها وتعود لتتسلط علي الأرض
ثم تمضي لنهايتها).

 ثم
قال لي المياه التي رأيت حيث الزانية جالسة هي شعوب وجموع وأمم وألسنة. وأما
العشرة القرون التي رأيت علي الوحش فهؤلاء سيبغضون الزانية وسيجعلونها خربة
وعريانة ويأكلون لحمها ويحرقونها بالنار. لأن الله وضع في قلوبهم أن يصنعوا رأيه.
وأن يصنعوا رأيا واحدا ويعطوا الوحش (ملك اليونان) ملكهم حتي تكمل أقوال الله.
والمرأة التي رأيت هي المدينة العظيمة التي لها ملك علي ملوك الأرض (رؤيا 17: 1 –
18).

 مما
تقدم يتضح أن الزانية أو المدينة العظيمة التي سوف يزني معها كل ملوك الأرض سيكون
لها ملك علي ملوك الأرض أى أنها ستكون مقرا للدجال. وفيها أي في هذه المدينة سوف
يسفك الكثير من دم القديسين ومن دم شهداء يسوع.

 لهذا
وضع الله الذي يدينها في قلب ملك اليونان والملوك العشرة المتحالفين معه أن يصنعوا
رأيه وأن يصنعوا رأيا واحدا ويحرقونها بالنار.

 أما
دينونة صور والخراب الآتي عليها فتكشف عنه مرثية حزقيال النبى التي يرثي فيها صور
علي يوم سقوطها قائلا:

 هكذا
قال السيد الرب. يا صور أنت قلت أنا كاملة الجمال. تخومك في قلب البحور. بناؤوك
تمموا جمالك.. ياوان (اليونان) وتوبال (توبلسك) وماشك (موسكو) هم تجارك. بنفوس
الناس وبآنية النحاس أقاموا تجارتك.. سفن ترشيش (أسبانيا) قوافلك لتجارتك فامتلأت
وتمجدت جدا في قلب البحار.. جميع رجال حربك الذين فيك وكل جمعك الذين في وسطك
يسقطون في قلب البحار في يوم سقوطك. من صوت صراخ ربابينك تتزلزل المسارح, وكل
ممسكي المجذاف والملاحون وكل ربابين البحر ينزلون من سفنهم ويقفون علي البر
ويسمعون صوتهم عليك ويصرخون بمرارة ويذرون ترابا فوق رؤؤسهم ويتمرغون في الرماد
ويجعلون في أنفسهم قرعة عليك ويتنطقون بالمسوح ويبكون عليك بمرارة نفس نحيبا مرا.
وفي نوحهم يرفعون عليك مناحة ويرثونك ويقولون أية مدينة كصور ساكتة في قلب البحار.
عند خروج بضائعك من البحار أشبعت شعوبا كثيرين. بكثرة ثروتك وتجارتك أغنيت ملوك
الأرض. حين انكسارك من البحار في أعماق المياه سقط متجرك وكل جمعك.. التجار بين
الشعوب يصفرون عليك فتكونين أهوالا ولا تكونين بعد إلي الأبد (حزقيال 27: 3, 13,
25, 27 – 36).

 وفي
سفر الرؤيا سجل الرائي مرثية علي الزانية العظيمة اقتبست أكثر كلماتها ومعانيها من
مرثية حزقيال علي صور المتقدم بيانها جاء فيها قوله:

 ثم
سمعت صوتا آخر من السماء قائلا أخرجوا منها يا شعبي لئلا تشتركوا في خطاياها ولئلا
تأخذوا من ضرباتها لأن خطاياها لحقت السماء وتذكر الله آثامها.. لأنها تقول في
قلبها أنا جالسة ملكة ولست أرملة ولن أري حزنا. من أجل ذلك في يوم واحد ستأتي
ضرباتها وتحترق بالنار لأن الرب الذي يدينها قوي، وسيبكي وينوح عليها ملوك الأرض
الذين زنوا وتنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها واقفين من بعيد لأجل خوف عذابها
قائلين ويل ويل المدينة العظيمة.. لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك. ويبكي تجار
الأرض وينوحون عليها لأن بضائعهم لا يشتريها أحد فيما بعد. بضائع من الذهب والفضة,
ومركبات وأجساد ونفوس الناس.. تجار هذه الأشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد
من أجل خوف عذابها يبكون وينوحون ويقولون ويل ويل المدينة العظيمة المتسربلة ببز
وأرجوان وقرمز.. لأنه في ساعة واحدة خرب غني مثل هذا، وكل ربان وكل الجماعة في
السفن والملاحون وجميع عمال البحر وقفوا من بعيد وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها
قائلين أية مدينة مثل المدينة العظيمة. وألقوا ترابا علي رؤوسهم وصرخوا باكين
ونائحين قائلين ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغني جميع الذين لهم سفن في
البحر من نفائسها لأنها في ساعة واحدة خربت (رؤيا 18: 4 – 19).

 مما
تقدم يتضح أن مدينة صور هي الزانية العظيمة وأن دينونتها كما يتضح من مرثيتي حزقيال
ويوحنا الرائي ستكون بضربها بسلاح نووي, وهذا واضح من كلمات هاتين المرثيتين.

 ومما
يبرهن أيضا علي ذلك تلك المرثية التي رفعها إشعياء علي صور والتي جاء فيها ما
يستدل منه عن محو تلك المدينة من الوجود محوا كاملا بقوله:

 ولولي
يا سفن ترشيش (أسبانيا) حتى ليس بيت حتى ليس مدخل (إشارة إلى خرابها خرابا كاملا)
ولولوا يا سكان الساحل أهذه لكم المفتخرة التي منذ الأيام القديمة قدمها.. من
قضي بهذا علي صور المتوجة التي تجارها رؤساء (إشعياء 23: 1 – 8).

 والسؤال
المطروح الآن هو كيفية هذه المجىء الشيطانى وموعده؟ وهو ما سنعرض له فى
المبحثيين التاليين.



[1]
  –  يقول التقليد أنه كان لملائكة الكروبيم ثمانى رئاسات وكان
الشـيطان واحـد منها وبسقوطـه

       
صاروا سبعة.

[2]
  –   ( دانيال 9 : 16 ) ( مزمور 48 : 1 ).

[3]
 –  ( دانيال 9 : 16 ) ( مزمور 48 : 1 )

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى