علم المسيح

الذي يغمس يده معي في الصحفة أم الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه؟



الذي يغمس يده معي في الصحفة أم الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه؟

الذي يغمس يده معي في الصحفة أم الذي
أغمس أنا اللقمة وأعطيه؟

قال
المعترض: يوجد اختلاف بين ما ورد في متى 26: 21-25 وما ورد في يوحنا 13: 21-27،
لقد ورد في متى إن واحداً منكم يسلّمني، فحزنوا جداً وابتدأ كل واحد منهم يقول: هل
أنا هو يارب؟ فأجاب: الذي يغمس يده معي في الصحفة هو يسلمّني,,, فسأل: هل أنا هو
يا سيدي؟ قال له: أنت قلت،

وورد
في يوحنا إن واحداً منكم يسلمني، فكان التلاميذ ينظرون بعضهم إلى بعض وهم محتارون
فيمن قال عنه،,, فاتكأ ذاك على صدر يسوع وقال له: ياسيد من هو؟ أجاب يسوع: هو ذاك
الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه، فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا،

وللرد
نقول بنعمة الله:

 (1)
قال المسيح (له المجد) إن واحداً منكم يسلمّني,

(2)
يُفهم من الروايتين أنهم انذهلوا وتحيروا، وأخذوا يتساءلون عن الشخص الذي يتجاسر
على ذلك,

(3)
تصريحه بأن يهوذا هو الذي أضمر له السوء,

(4)
لما استفهم أحد التلاميذ من المسيح عن الشخص الذي قصد أن يسلّمه قال (بحيث لم
يسمعه سوى السائل): الذي أغمس اللقمة وأعطيه، ثم غمس اللقمة وأعطاها له, وهو لا
ينافي ما ذُكر في إنجيل متى من أن يهوذا استفهم منه بعد ذلك عن مسلّمه فقال له: أنت
هو،

الدافع
الذى دفع يهوذا لخيانه السيد المسيح

سؤال: ما هو
الدافع الذى من أجله خان يهوذا سيده؟

التعليق:
تعددت
الآراء فى هذا الشأن، ولكنها لا تخرج جميعها عن واحد من ثلاث احتمالات:

أ- فقد يكون الدافع حب
المال. لقد تمت هذه الخيانة حالاً بعد حادثة سكب الطيب على يسوع فى بيت عنيا (مت
26: 6-16، مر 14: 1-11). وعندما يروى يوحنا هذه الحادثة يضيف
شارحاً أن
يهوذا اعترض على سكب الطيب، لأنه كان سارقاً. وكان يختلس من الصندوق الذى كان
مودعاً لديه (يو 12: 6).

ب- وقد يكون الدافع هو
الحقد المرير الناتج عن زوال الوهم والأمل الكاذب. كان اليهود يحلمون بالقوة، لذلك
كان بينهم عدد من الوطنيين المتعصبين الذين كانوا على استعداد لاستخدام جميع
الوسائل، بما فيها الاغتيال للوصول إلى هدفهم، وهو طرد الرومانيين من فلسطين. وكان
يطلق عليهم لقب “حملة الخناجر” لأنهم كانوا يستخدمون أسلوب القتل لتحقيق
أهدافهم السياسية. وقد قيل إن يهوذا ربما كان واحداً من هؤلاء، وقد رأى فى يسوع
قائداً وزعيماً أرسلته السماء ليقود ثورة شعبية وسياسية، مستخدماً قدرته المعجزية.
لكنه بعد قليل تبين له أن طريق يسوع هو طريقاً آخر، يقود إلى الصليب. وفى قمة خيبة
أمله، تحول حماسه ليسوع إلى حالة من زوال الوهم، انقلبت إلى كراهية مريرة دفعته أن
يسعى لموت الرجل الذى كان قد علق عليه انتصاراته الخائبة وآماله الضائعة. لقد كره
يهوذا يسوع لأنه لم يكن المسيح الذى أراده هو أن يكون.

ج- وهناك رأى يقول إن
يهوذا لم يكن يقصد موت السيد المسيح. فربما رأى يهوذا فى يسوع الموفد من السماء،
لكنه لاحظ أنه يتقدم ببطء نحو أهدافه، لذلك فكر يهوذا أن يسلم يسوع ليد أعدائه
ليضطر إزاء الأمر الواقع أن يظهر سلطانه، ويبطش بأعدائه. لقد أراد أن يتعجل يسوع
فيما كان يظن أن يسعى إليه. أراد أن يجبره على العمل. ويبدو هذا الرأى مناسباً
للأحداث والوقائع، وهو يفسر سبب انتحار يهوذا عندما رأى أن خطته لم تتحقق. ومهما
يكن من أمر، فإن مأساة يهوذا كانت فى أنه رفض أن يقبل يسوع كما هو، وأراد أن يصنع
من يسوع الشخصية التى يريدها هو.. إن مأساة يهوذا هى مأساة الرجل الذى ظن أنه يعرف
أفضل من الله.

ومهما كان الدافع،سواء
كان سياسياً أو عيباً أخلاقياً، أى الطمع، فقد تآمر يهوذا على سيده وأسلمه إلى يد
أعدائه.

يهوذا طاهر بشهادة
المسيح ولا يمكن أن يخون المسيح.

يهوذا
بشهادة المسيح طاهر. هل هذا صحيح؟

سؤال: قال احد
الكتاب ان السيد المسيح قال بعد أن غسل أرجل تلاميذه، بما فيهم يهوذا: ” الذى
اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه. بل هو طاهر كله” (لو 13: 10).إذن يهوذا
بشهادة المسيح طاهر ولا يمكن أن يخون المسيح ويسلمه.

التعليق:
لو
أن الكاتب كان أميناً فى اقتباسه، لما كان هناك داع للرد على هذا الادعاء، حيث أن
بقية النص يوضح الحق كاملاً.

فى (يو 13: 10-13)
“قال له يسوع: الذى قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله
“. والجزء الذى لم يذكره الكاتب “وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف
مسلمه” لذلك قال: لستم كلكم طاهرين، إذن من الواضح أن المسيح استثنى يهوذا من
هذه الشهادة. ولقبه فى موضع آخر “بابن الهلاك” (يو 17: 12). وقال مرة
لتلاميذه “أليس أنى أنا أخترتكم الاثنى عشر وواحد منكم شيطان. قال هذا عن
يهوذا سمعان الإسخريوطى، لأنه هذا كان مزمعاً أن يسلمه. وهو واحد من الاثنى
عشر” (يو6: 70-71).

فهذا الاقتباس يؤكد أن
يهوذا ليس بطاهر، ولذلك فالخيانة عنده ليست بشئ غريب.

هل قام
يهوذا بتقبيل السيد المسيح أم لا؟

قال
المعترض: ورد في متى 26: 48-50 أن يهوذا كان قد قال لليهود: الذي أُقَبِّله هو هو
أمسكوه، فتقدم وقال: السلام يا سيدي، وقبّله, فأمسكوه, وورد في يوحنا 18: 2-8 وكان
يهوذا مسلّمه يعرف الموضع، لأن يسوع اجتمع هناك كثيراً مع تلاميذه، فأخذ يهوذا
الجند وخداماً من عند رؤساء الكهنة والفريسيين وجاء إلى هناك بمشاعل ومصابيح وسلاح،
فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه، وقال لهم: من تطلبون؟ أجابوه: يسوع الناصري,
قال لهم يسوع: أنا هو, وكان يهوذا مسلّمه أيضاً واقفاً معهم, فلما قال لهم: إني
أنا هو، رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض, فسألهم أيضاً: من تطلبون؟ فقالوا: يسوع
الناصري, أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو, فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون،
وبين القصتين تناقض هل قبيل يهوذا السيد المسيح أم لا؟

 

وللرد
نقول بنعمة الله: (1) من تأمل القصتين رأى أن يوحنا الرسول لم يذكر تقبيل يهوذا
لسيده، اعتماداً على فهم السامع، لأنه لما كان يهوذا تلميذاً للمسيح كان لابد أن
يسلّم عليه ويقبّله، ويؤدي له الاحترام الواجب على التلميذ نحو أستاذه, وهذا أمر
معلوم، سواء ذكره يوحنا أم لا, وإنما المهم هو أنه غدر بسيده, ولما قبّله قال لهم
المسيح: من تطلبون؟ فوقعت هيبته الإلهية، هيبة القداسة والحق والعدالة في أفئدتهم،
وسقطوا على الأرض,

(2)
إنه قال لهم: أنا هو، لئلا يمسّوا تلاميذه بضرر فإنه هو الحافظ, ولا يوجد أدنى
اختلاف في رواية هذه الأخبار المهمة, نعم يكون هناك تناقض لو قال أحدهم إن يهوذا
قبّل المسيح، ثم قال الآخر إنه لم يقبّله,وكذلك لو قال الآخر إنهم سقطوا من هيبته
المقدسة، وقال الآخر لم يحصل شيء من ذلك, ولكن لم يحصل شيء من هذا، فالله أوحى إلى
كل رسول أن يروي ما رآه، وألهم كل واحد أن يقول حسب طريقته، فإن لكل نبي نَفَساً
وروحاً لا يشاركه فيه الآخر,

كيف رد
يهوذا الفضة إلى رؤساء الكهنة في الهيكل،

بينما
كانوا في هذا الوقت عند بيلاطس؟

قال
المعترض: جاء في متى 27: 3 أن يهوذا ردّ الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة
والشيوخ في الهيكل، وهو غلط لأنهم كانوا في هذا الوقت عند بيلاطس يشتكون على
المسيح،

وللرد
نقول بنعمة الله: ورد في متى 27: 5: فطرح الفضة في الهيكل وانصرف أي أنه أوردها في
خزينة الهيكل باسم أئمة الدين، سواء كانوا حاضرين أم غائبين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى