بدع وهرطقات

الباب الرابع – الابن ليس هو ميخائيل رئيس الملائكة ولا غيره من الملائكة



الباب الرابع – الابن ليس هو ميخائيل رئيس الملائكة ولا غيره من الملائكة

الباب الرابع – الابن ليس هو ميخائيل رئيس
الملائكة ولا غيره من الملائكة

الفصل الأول

الابن ليس هو ميخائيل رئيس
الملائكة

يقول
المدعون بأنهم شهود يهوه إن الابن هو الملاك ميخائيل (راجع كتابهم المسمى الحق
يحرركم ص 50)

مقالات ذات صلة

ورداً علي
ذلك نقول، أنه ثابت من كل ما فات أن الابن الوحيد، ما دام هو يهوه بأسمائه وأوصافه
وأفعاله، فلا يمكن أن يكون هو الملاك ميخائيل، ويدل علي ذلك أيضاً ما يأتي:

أولاً – قيل
عن الملاك ميخائيل
وأمّا
ميخائيل رئيس الملائكة، فلمّا خاصم إبليس محاجاً عن جسد موسى، لم يجسر أن يورد حكم
افتراءٍ، بل قال: لينتهرك الرب!
(يهوذا 9). أمّا الابن
الوحيد
فكان بسلطان
يأمر حتى الأرواح النجسة فتطيعه
(مرقس 27: 1) بل
وأيضاً
دعا تلاميذه وأعطاهم سلطاناً علي
أرواح نجسة حتى يخرجوها
(متى 1: 10) ومن ثم
قال له بعضهم
يارب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك!. فقال لهم:
رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من
السماء. ها أنا أعطيكم سلطاناً لتدوسوا الحيّات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم
شيء
(لوقا 17: 10-19) وعليه فالملاك ميخائيل الذي
لم يكن له أي سلطان علي الشيطان لا يمكن أن يكون هو الابن الوحيد الذي له كل
السلطان الشخصي علي الشيطان، بل ومانح حق وقوة ممارسة هذا السلطان لتلاميذه

ثانياً –
قيل عن الملاك ميخائيل
ميخائيل
واحد من الرؤساء الأولين
(دانيآل 13: 10) أمّا الابن
الوحيد
فكما قيل عنه في التوراة المسيح
الرئيس
(دانيآل 25: 9) بأل التعريف أي الرئيس الوحيد
أو الرئيس الأعلى الذي لا رئيس فوقه بل الكل دونه، قيل عنه في الإنجيل
ولد
لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب
(لوقا 11: 2) بأل
التعريف أي الرب الوحيد أو الأعلى الذي الكل دونه. ومن ثم يستحيل للملاك ميخائيل،
ولو أنه واحد من الرؤساء الملائكيين الأولين، أن يكون هو نفسه
الابن
الوحيد
الذي هو إله
الآلهة ورب الأرباب
(تثنية 17: 10، رؤيا
14: 17)

ثالثاً –
قيل عن الملاك ميخائيل لدانيآل النبي
ميخائيل
رئيسكم
(دانيآل 21: 10) أي الرئيس الملائكي المقام من
الله لخدمة بعض الشئون الزمنية الخاصة ببني إسرائيل فقط، الذين هم شعب دانيآل
الإسرائيلي المخاطب كما قيل عنه أيضاً
ميخائيل
الرئيس العظيم القائم لبني شعبك
(دانيآل 1: 12). أمّا الابن
الوحيد
فهو المخلص للكل والملك العتيد علي الكل. ولذلك
كما قيل عن يهوه في التوراة
بنو البشر وليس فقط
بنو إسرائيل
في ظل جناحيك يحتمون (مزمور 7: 36)
قيل عن الابن في الإنجيل أنه لم يبذل نفسه عن
الأمة أي الأمة
الإسرائيلية
فقط، بل ليجمع أبناء الله المتفرقين
(في كل الأمم) إلى واحد
(يوحنا 52: 11)، وأنه
الذي بذل نفسه، كإنسان
فدية لأجل
الجميع
(تيموثاوس الأولى 6: 2) وأنه حمل
الله الذي يرفع خطية العالم
(يوحنا 29: 1) وأنه مخلص
العالم
(يوحنا 42: 4). لذلك في شكر المخلصين له في
السماء يعلنون أنهم
من كل قبيلة
ولسان وشعب وأمة
(رؤيا 9: 5) ومن ثم
فمن المحال للملاك ميخائيل، الرئيس للأمة الإسرائيلية فقط وفي بعض الشئون الزمنية
فقط، أن يكون هو
الابن
الوحيد
المدفوع ليده كل سلطان في السماء وعلى الأرض
والموجود مع كل المؤمنين كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 18: 28-20)

رابعاً –
قيل عن الملاك ميخائيل، بعد الاختطاف
وحدثت
حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين
(رؤيا 7:
12) أمّا
الابن الوحيد فكان الوحي
في نفس الفصل، قد سبق وقال عنه
واختطف
ولدها
أي الابن المتجسد بعد موته وقيامته إلى
الله وإلى عرشه
(رؤيا 5: 12). لذلك قيل عن العرش أنه عرش
الله والخروف
(رؤيا 3: 22)، فبينما كان الابن
الوحيد
جالساً علي العرش الإلهي كان الملاك ميخائيل
واقفاً أمام الله والخروف، محارباً إبليس وملائكته. فمن المحال للملاك ميخائيل
الجندي المحارب أن يكون هو
الابن
الوحيد
الجالس في ذات الوقت مع الله أبيه في عرشه
الإلهي.

خامساً –
إنه في كل مرة ذُكر فيها الملاك ميخائيل لم يُذكر عنه قط أنه يهوه أو ياه أو أهيه،
ولم يوصف قط بالأوصاف الإلهية، أوصاف عدم المحدودية في الوجود والقدرة والعلم وغير
ذلك، ولم ينسب إليه أي عمل إلهي كالخلق أو العناية أو الفداء أو القضاء أو المُلك.
أمّا الابن الوحيد قبل تجسده وفي ظهوره في صورة ملاك، بل وفي تكلمه بلغة ملاك في
قوله للشيطان
لينتهرك الرب (يهوه) يا شيطان (زكريا 2:
3) كشخصية مميزة عن الآب، ذُكر له اسمه الإلهي الخاص
يهوه. وقد مر
بنا أيضاً ما اتصف به الابن من الصفات الإلهية، وما قام به من الأعمال الإلهية مما
يدل علي أنه يهوه بذاته كالآب وكالروح القدس، وواحد معهما كيهوه الواحد الذي لا
ثاني له.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى