اللاهوت الدستوري

البابا بطرس الاول ال 17 خاتم الشهداء



البابا بطرس الاول ال 17 خاتم الشهداء

البابا
بطرس الاول ال 17 خاتم الشهداء

مولده

يمكن
أن نلقب البابا بطرس أنه ابن الصلاة فهو ابن الكاهن الأسكندرى تيؤدوسيوس وأمه تدعى
(صوفيا) ولم يكن لهما أبناء. ذهبت السيدة التقية زوجة الكاهن فى عيد الرسل حيث
التف الناس حول ايقونة الرسل يدهنون أطفالهم من زيت القنديل. رفعت صوفيا صلاة حارة
نحو الرب بشفاعة الاباء الرسل أن يمنحها ابنا يخدم الله كل ايام حياته. استجيبت
طلبتها وظهرت لها فى هذه الليلة رؤيا اخبرها فيها شخصان يلبسان ثيابا بيضاء بأن
الله سيرزقها ابنايكون أبا لامم كثيرة ويكون اسمه (كصموئيل النبى) وأمرها الرجلان
ان تذهب الى البابا (ثاونا) فباركها وطمأنها بوعود الله الصادقة المينة. فكان لها
فى عيد الرسل أن أنجبت إبنا قال البابا (ثاونا) لها أن يسمياه بطرس تبركا بعيد
الأباء الرسل الذى ولد فيه الطفل.

 

اعداده
كنسيا.

لقد
كان بطرس اناءا مستعدا جهزه الروح القدس للمهمة الكبرى التى يعده لجلها، وكان أول
هذا التجهيز انه عندما بلغ من العمر ثلاثة سنوات حمله والداة الى البابا (ثاونا)
فباركه. وما أن بلغ الخامسة حتى أرسله والداه ليتعلم أصول الدين والعلوم الكنسية
وفى السابعة من عمره رسم شماسا فنما فى النعمة لينال نعمة الكهنوت وهو فى السادسة
عشر من عمرة نما فى هذه الخدمة المملؤة سرا حتى نال نعمة الكشف فى أنه كان يرى
المسيح وهو يناول بيد البابا (ثاونا) ورآة مرة وهو يمنع البابا ان الكنسية حتى صار
عميدا لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية ونال لقب (المعلم العظيم).

ظهرت
موهبة القس بطرس عندما جاء سابيليوس أسقف بطولماس (
porolemais) (ميناء يتبع الخمس المدن الغربية) وهذا الرجل صاحب بدعة كنسية
انكر فيها وجود ثلاثة اقانيم فى الجوهر الالهى وعلم انها ثلاثة مسميات تختص بثلاثة
ادوار يقوم بها الله. أتى هذا المبتدع ليناقش البابا (ثاونا) فى هذا الامر فدفع
اليه بطرس الذى استهان بحد اثته اولا ولكن مجرد أن باحثه افحمه بقوة مؤكدا له وجود
الثلاثة اقانيم.

اناء
معد للبطريركية.

+
ان نعمة الله اعدت البابا بطرس واهلته لهذه الرسالة الكبيرة ويظهر لنا ذلك من عدة
احداث.

 

+
اخراجه لروح نجس.

فى
احدى الاعياد فؤجى المؤمنون برجلمصاب بروح نجس يرشقهم بالحجارة فأسرعوا واخبروا
البابا بهذا فأرسل القس بطرس (البابا بطرس فيما بعد) ان يخرج الروح النجس فأخذ
القس بطرس باتضاع وطاعة اناء من الماء وطلب من البابا ان يرشم عليه ثم أخذ الماء
ورش به المصاب وقال (بأسم سيدى يسوع المسيح ابن الله الحى الذى اخرج لجئيون وابرا
المرض أخرج منه أيها الشيطان بصلوات البابا القديس البابا (ثاونا) ولا تعد له
فللوقت خرج الروحالنجس.

 

+
نبوة البابا عنه

عندما
دنت ساعة رحيل البابا (ثاونا) اجتمع الكهنة والشعب حوله يبكون قائلين (تمضى يا
ابانا وتتركنا يتامى) ابتسم البابا واشار بيده الى القس بطرس وهو يقول هذا ابوكم
الذى يرعاكم من بعدى.

وبدا
يعلن لهم مارآة فى رؤياة بقوله اننى فى احدى الليالى وانا مستلقى اسبح المزامير
طلبت من الرب ان يرسل راعيا صالحا لشعبه فظهر لى رب المجد وقاللى. (ايها البستانى
للحديقة الروحية لا تخف على البستان ولا تقلق سلمه الى بطرس الكاهن ليرويه وتعالى
انت لتستريح مع ابائك) ثم نظر الى بطرس وقال له تشجع فأن الله معك يا ابنى فلح
البستان جيدا) فمجرد ان سمع بطرس هذه الكلمات مقدرا المسئولية وقال (انى غير مستحق
وليس لى قوة لعمل عظيم كهذا) فرد عليه البابا بثقة وقال (لا تقاوم الرب فأنه يهبك
قوة)

+
عندئذ استراح البابا (ثاونا) فى 2 طوبة 18 للشهداء الموافق 28 ديسمبر سنه 301
ميلادية.

وفى
اول امشير سنه 18 (25 يناير سنه 302م) اجتمع الاكليروس الاسكندرى وسائر الشعب وتمت
رسامة الانبا بطرس البابا السابع عشر على الاسكندرية.

 

++
جهاد البابا فى مدة بطريركيته.

+
جاد البابا بطرس فى مدة خدمته فى اربع مجالات كل مجال منها يحتاج الى صلابة وصبر
وصلاة وحكمة وقد نجح البابا فى هذه المجالات الاربعة.

 

المجال
الاول.

اضطهاد
قلديانوس ومكسيمانوس

بدا
القديس خدمته وسط عاصفة من الاضطهاد العنيف الذى اثارة دقلديانوس واحد مساعديه
مكسيمانوس. قد حلت الضيقات بالمؤمنين وكم تسبب هذه الضيقات للاب والراعى والمسئول
من ضيقات والامفى كل نتيجة تحدث فهو يتالم اذا قتل احد وكثيرون هم الذين قتلوا
وهرب بعضهم الى الصحارى وهؤلاء يحتاجون الى رعاية ومتابعة وسجن كثيرون وهؤلاء
يحتاجون الى تثبيت وزيارات وصلوات وانكر البعض ثم قوانينه الخمسة عشر خاصة بكيفية
عودة هؤلاء المرتدين عن الايمان. وتهدمت كنائس وكل هذه الامور قدام البابا القديس
فى كل صباح جديد يزرف لاجلها الدموع ويكثر من الصلوات والعمل حتى ينضم هو الى
هؤلاء المضطهدين ويلقى فى السجن ويختتم حياته على الارض بالاستشهاد وبالصلاة من
اجل اولاده الذين تألم كثيرا لأجلهم فقد تجمهروا حول السجن ولكن حرصا على سلامتهم
اتفق مع الجنود ان يخرج سرا لتقطع رأسه بعد ان استجيبت صلواته فى ان يكون دمه آخر
دم سفك عهد الامبراطور دقلديانوس وحمل هذا اللقب المميز له (خاتم الشهداء) هذه
نصرته فى المجال الاول ان كلل هو باكليل الشهادة وصلى لاجل اولاده والكنيسة
لتستريح زمانا انه كمال الحب الابوى ومثال للبذل والتضحية.

 

المجال
الثانى.

انقسام
ميلاتيوس.

ميلاتيوس
او ميليتوس هو اسقف ليكوبولس (اسيوط) بصعيد مصر وقد خرج هذا الاسقف عن طاعة
البطريرك والكنيسة وقد اختلفت الروايات حول سبب انشقاق هذا الاسقف. فقد كتب القديس
اثناسيوس بعد خمسين عاما ان ميليتوس قد بخر للاصنام انقاذا لحياته فجمع البابا
مجمعا من الاساقفة فى الاسكندرية أدان ميلاتيوس وجرده ولكن الاسقف لم يتمثل لحكم
المجمع بل سلك بعجرفة وانقسام وبدا يرسم قسوس بل واساقفة متخطيا القوانين الكنسية
التى لا تسمح بأن يقوم اسقف برسامة اسقف آخر.

وراوية
اخرى للقديس ابيفانيوس تحوى انه فى سنة 304م سجن بعض من الاساقفة المصريين من
بينهم البابا والاسقف ميلايتوس وحدثت بينهما مناقشة تختص بعودة المرتدين عن
الايمان حتى تابوا فكان موقف الاسقف متشددا ضد هؤلاء بعكس موقف البابا الذى تتمثل
فيه مراحم الله التى تقبل الكلفى التوبة لذلك لم يحتمل تشدد الاسقف ميلاتيوس فوضع
بينهما ملاءة تحجز رؤيته عنه تعبيرا عن عدم موافقته على رايه وفعلا حارب البابا
بطرس هذا الاتجاه المتشرد ويظهر ذلك من القوانين التى وضعها بهذا الموضوع.

واستمر
هذا الانشقاق حتى تاريخ انعقاد مجمع نقية حيث حضر ميلاتيوس والاساقفة الذين رسمهم
الى المجمع ونظرت مشكلته واذ أعلن توبته حكم عليه المجمع برفق ان قبله اسقفا فى
الكنيسة والكهنة الذين سامهم اما الاساقفة فرسامتهم غير قانونية ولكن كلما احتاجت
ايبارشية الى اسقف يتم رسامة احدهم فيها كل هذا لتتم معالجة الموقف الى نهايته.

 

المجال
الثالث.

(بدعة
اريوس)

ظهرت
بدعة اريوس فى ايام باباوية القديسبطرس وارتبط اريوس بميلاتيوس ولكن ابتعد عنه
واقترب الى البابا الذى قام برسامته شماسا. ثم رسامته كاهنا على الاسكندرية فى
بوكاليا ظهرت بدعة اريوس وعباراته الخاطئة ضد لاهوت السيد المسيح فحاول البابا ان
يكشف له خطأة لكنه رفضمستندا على شعبيته التى صارت كبيرة فاضطر البابا الى عقد
مجمع بالاسكندرية يحرمه ولكن اريوس استمر فى بدعتة.

وانتظر
اريوس حتى دخل البابا بطرس السجن وادرك اريوس انه قادم على الاستشهاد فأرسل جماعة
من الاراخنة يشفعون فيه لدى البابا فكانت اجابته لهم (ليكن اريوس محروما فى هذا
العالم وفى الدهر الاتى ليس له نصيب فى مجد ابن الله يسوع المسيح ربنا.)

واكثر
من هذا ان البابا بروح النبوة اخد اليه تلميذيه الكاهنين (ارشيلاوس. الكسندروس)
على انفراد وقال لهما (ليعيننى الرب اله السماء حتى اتم شهادتى على اسمه. وانت يا
ارشلاوس ستاتى بعدى على هذا الكرسى والكسندروس سياتى بعدك.) واوصاهما محذرا ان لا
يقبلان اريوس المبتدع فى شركة الايمان واوضح لهما رؤيا قد رآها اذ راى شابا يرتدى
ثوبا كتانا ممزق الى اثنين ولما سأله من مزق ثيابك قال اريوس فأحذره تماما ولا
تقبله فى الشركة فلا يكون هذا الشاب سوى يسوع المسيح واوصاها بشده واذ ختم حديثه
معهما جثا على ركبتيه وصلى معهما. وبعد ها اخذ القديس بطرس خفية حتىلا يحدث بسببه
هياج من الشعب وطلب من الجنود وقطع رأسه. ونال اكليل الشهادة اكليل المجد. ولما
وصل الخبر الى شعب الاسكندرىة اخذوا جسده الطاهروالبسوه ثياب القديس واجلسه على
كرسى مارمرقس الذى كان يرفض ان يجلس عليه ياتى ويجلس كان يجد الفضيلة جالسه على هذا
الكرسى فيخشع ويتراجع ويجلس على سلم الكرس واخيرا دفنوه باكرام جليل فى المقبرة
التى كانت قد بناها لنفسه فى موضع يقال له (لوكابتس) على البحر وزاستمرت الكنيسة
تعيد لهعيدا فى اليوم التاسع والعشرين من هاتور من كل عام

صلاته
تكون معنا امين

 

قوانينة

اهم
ما اشتهر بها القديس بطرس هو الرسالة الفصحية التى اصدرها بعد الاضطهاد الذى اثير
عام 302م وتحوى هذه الرسالة اربعة عشر قانونا وتسمى (الرسالة الخاصة بالقوانين) من
وهذه القوانين الاربعة عشر تختص بعودة المرتدين التائبين الراجعين الى الايمان.
وقد تم ذكرهم فى موضوع عودة المرتدين الذى كتبته فى الجزء الثالث من كتاب القوانين
الكنسية فى اطار الموضوعية. واما القانون الرابع عشر فهو يختص بصوم يومى الاربعاء
والجمعة وعدم صوم يوم الرب الذى هو يوم الاحد وعدم الركوع منة وهذا نصه:


يجب الصوم يوم الاربعاء تذكارا لمؤامرة اليهود على تسليم يسوع المسيح ويجب الصوم
يوم الجمعة تذكارا لالام الفادى لأجلنا أما يوم الرب فهو يوم فرح لان ربنا قام فية
وفى تقليدنا أنه لا يجوز ان نركع فى الصلاة فى ذلك اليوم “.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى