عهد قديم

الإصحاح الخامس والعشرون



الإصحاح الخامس والعشرون]]>الإصحاح الخامس والعشرون

 

الآيات(1-9): “وكلم الرب موسى قائلاً. كلم بني إسرائيل أن يأخذوا لي تقدمة من كل منيحثه قلبه تأخذون تقدمتي. وهذه هي التقدمة التي تأخذونها منهم ذهب وفضة ونحاس.وأسمانجوني وأرجوان وقرمز وبوص وشعر معزى. وجلود كباش محمرة وجلود تخس وخشب سنط.وزيت للمنارة وأطياب لدهن المسحة وللبخور العطر. وحجارة جزع وحجارة ترصيع للرداءوالصدرة. فيصنعون لي مقدساً لأسكن في وسطهم. بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكنومثال جميع آنيته هكذا تصنعون.”

طلبالله من موسى أن يسأل شعبه لكي يقدم كل إنسان حسبما يسمح قلبه (خر5:35) أي قدر ماتسمح محبته يساهم في التقدمة التي تستخدم في صنع المقدس الذي يسكن فيه الرب وسطشعبه. وأنها لكرامة أن يشترك كل إنسان في أن يقدم شيئاً للرب. ولاحظ قول اللهتقدمتي فالله ينسبها إلى نفسه ليدل على أنه له الحق أن يطلبها لأن الإنسان وكلماله هو لله. والتقدمة تشير:-

1.     للعذراء: هي تقدمةالبشرية لله حتى يأتي الروح القدس ويصنع للمسيح جسداً منها.

2.     لنا: فعلينا أننطيع ونحيا في أمانة فيأتي الآب والابن ويصنعوا عندنا منزلاً (يو23:14). ومسكنالرب يبني خلال طهارة القلب والجسد.

والآنليبحث كل واحد في قلبه ماذا قدم ولمن قدَّم؟ لو قدمنا لله فسيملك الله على حياتناوفي اليوم الأخير نكون معه. ولو قدمنا القلب لشهوات وخطايا العالم يأتي رئيس هذاالعالم في اليوم الأخير ويثبت ملكيته لهذا المكان. لذلك قال السيد المسيح”رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيّ شئ”.

راجعشرح المواد في الفصل المخصص لذلك.

يصنعونلي مقدساً: ليسكن فيه الله معهم. يكون ظلاً للسماويات. وهكذا يقام في القلب أيضاًمسكناً للرب يحمل صورة السماويات (عب14:12).

واللهأظهر لموسى صورة للسماويات= مثال المسكن. إذاً هذا المسكن هو ظل للسماويات إذاًفخيمة الاجتماع كانت ظلاً لصورة السماء عينها. حتى بدأ فك رموزها في العهد الجديدحيث دخلنا لعربون السماويات. وفهمنا تدبير وخطة الله. ولكن مع كل ما حصلنا عليهفهو مازال كما قلنا في بعد واحد ولم يتم حتى الآن ظهور كل عطايا الله بوضوح فمازلنا نحيا كما في لغز كما في مرآة في عربون السماويات. ونستطيع أن نقول أن الخيمةهي ظل للكنيسة في العهد الجديد والكنيسة هي ظل لمجد السماويات في الحياة الأبدية(1كو12:13)

الآيات(10-22): “فيصنعون تابوتاً من خشب السنط طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصفوارتفاعه ذراع ونصف. وتغشيه بذهب نقي من داخل ومن خارج تغشيه وتصنع عليه إكليلاًمن ذهب حواليه. وتسبك له أربع حلقات من ذهب وتجعلها على قوائمه الأربع على جانبهالواحد حلقتان وعلى جانبه الثاني حلقتان. وتصنع عصوين من خشب السنط وتغشيهما بذهب.وتدخل العصوين في الحلقات على جانبي التابوت ليحمل التابوت بهما. تبقى العصوان فيحلقات التابوت لا تنزعان منها. وتضع في التابوت الشهادة التي أعطيك. وتصنع غطاء منذهب نقي طوله ذراعان ونصف وعرضه ذراع ونصف. وتصنع كروبين من ذهب صنعة خراطةتصنعهما على طرفي الغطاء. فاصنع كروباً واحداً على الطرف من هنا وكروباً آخر علىالطرف من هناك من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفيه. ويكون الكروبان باسطينأجنحتهما إلى فوق مظللين بأجنحتهما على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر نحوالغطاء يكون وجهاً الكروبين. وتجعل الغطاء على التابوت من فوق وفي التابوت تضعالشهادة التي أعطيك. وأنا اجتمع بك هناك وأتكلم معك من على الغطاء من بين الكروبيناللذين على تابوت الشهادة بكل ما أوصيك به إلى بني إسرائيل.”


تابوتالعهد

 

الإصحاح الخامس والعشرون

أبعادالتابوت ½2× ½1× ½1أبعاد الغطاء ½ 2 × ½ 1

منبين الكاروبين كان يظهر الشكيناه أي مجد الحضرة الإلهية (آية22)

 

الغطاء:كرسي الرحمة

تابوتالعهد هو القطعة الوحيدة داخل قدس الأقداس. وقدس الأقداس رمز للسماء فيكون تابوتالعهد رمز لعرش الله. وقد رأى حزقيال رؤياه التي ذكرها في (حز1،10) أن الله جالسعلى عرشه والعرش موضوع على مقبب والمقبب فوق الكاروبيم أي الله جالس على الشاروبيم(مز1:80). والله على عرشه هناك يعلن مجده وإرادته وقضاؤه. وكان مجد الله يظهر بينالكاروبين المظللين لتابوت العهد. وكان اليهود يطلقون على مجد الله الذي يظهر بينالكاروبين الشكيناه. راجع (عد89:7 + 1صم4:4 + مز1:99 + أش16:37 + 2صم2:6)

وفي(أش6) نجد السيرافيم يصرخون قدوس قدوس قدوس. فوجود السيرافيم هنا إشارة وشهادةلمجد الله الحال في هذا المكان. والكاروبيم أيضاً يشيروا أن مشيئة الله وقضاؤه هممسئولون عن تنفيذها. فهم منعوا آدم عن الفردوس (تك24:3 + عد23:22 + 1أي16:21 +2مل15:19) وفي حز10 وفي سفر الرؤيا نراهم يسكبون جامات غضب الله ونجد لديهم جمراًمشتعلاً لحرق أورشليم تنفيذاً لأوامر الله لغضبه على أورشليم.

ولنلاحظأن الغطاء ليس هو مجرد غطاء عادي لصندوق لكنه يشير لأكثر من هذا فنحن نجد في(1أي11:28) أن بيت الله يسمى بيت الغطاء وكأنه يريد أن يقول أنه أهم قطعة في البيتلماذا؟

هناكقاعدة عامة أن الخشب يشير لناسوت أي جسد المسيح والذهب يشير إلى لاهوت المسيح فيمجده والنحاس يشير للاهوت المسيح في عدله ودينونته للخطية فحينما نجد التابوت أوالمائدة أو مذبح البخور مصنوع من خشب سنط لا يسوس فهذا يشير لجسد المسيح. والخشبمغشى بالذهب، إذاً هذا الخشب المغشى بذهب يشير للإله المتأنس ذو الطبيعة الواحدةالتي من طبيعيتين وواضح أن هذه الصورة تشرح بقدر ما نفهم أن الطبيعيتين ظلاّ بلااختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ونفس الكلام ينطبق على مذبح المحرقة فهو خشب مغشىبنحاس. كل هذا يرمز للمسيح المتجسد.

أمالو ذكر الذهب لوحده فهو لا يشير للمسيح المتجسد بل يشير لله بلاهوته. وهذا ينطبقهنا على غطاء التابوت فهو ذهب خالص ويشير للمنارة فهي أيضاً ذهب خالص وللمرحضة فهينحاس بدون خشب. أما المنارة والمرحضة فهي تشير للروح القدس وعمله في جسد المسيح أيالكنيسة. أما الغطاء يشير لله في مجده وعلى عرشه.

المنظرالذي نراه هنا متطابق تقريباً مع حزقيال (1). فمجد الله حال بين الكاروبيم هنا كماكان عرش الله فوق الكاروبيم في حزقيال. ولاحظ أن الكاروبيم كان قطعة واحد معالغطاء، هي عرش الله حيث يظهر مجد الشكيناه وشكيناه كلمة عبرية تعني بهاء الرب،هكذا ترجمت كلمة شكيناه في (خر34:40،35). وهذه الكلمة تعنى في أصلها سكينة أو هدوءواطمئنان، إشارة لما كان يشعر به من يرى مجد الله الحال بين الكاروبين.

وكانرئيس الكهنة يوم الكفارة يرش دم تيس الخطية على الغطاء. ولاحظ أن الكاروبيم وجوههمإلى الغطاء أي إلى الدم، دم الكفارة فكأنهما ينظران برأسيهما ليروا الدم فلاينفذوا الضربات ضد البشر. هنا إنما هم يراقبون بفرح فاعلية دم الذبيحة في تسكينغضب الله وعودة الصلح بين السماء والأرض. وراجع قول المسيح (يو51:1) من الآن ترونالسموات مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان. ولذلك حينما قاممترجمو الترجمة السبعينية بترجمة كلمة غطاء وهو كافورت لم يستعملوا كلمة غطاءعادية فهي لا تؤدي المعنى بل أسموه كرسي الرحمة. لأن كلمة غطاء لا تعني غطاء عاديبل الدم الذي يغطي الخاطئ فيرحمه الله برحمته، من هنا كانت الترجمة كرسي الرحمة.ولأن هذا هو أهم خبر لنا كبشر أن الله رحمنا سمى البيت كله بيت الغطاء أو مكانكرسي الرحمة.

ولاحظأن الغطاء مقاسه هو مقاس التابوت تماماً. وإذا كان التابوت يمثل المسيح المتجسد،فهذا يعني أن المسيح وفّى تماماً مطاليب[1]العدالة الإلهية. هذا ما يعنيه نظرة الكاروبين على الغطاء في فرح لأجل الخلاص(1بط12:1 + رؤ8:5-14) فالسماء التي تفرح بخاطئ واحد يتوب نجدها هنا في فرح بسببالخلاص. الكاروبين هنا أمام عرش الله (كرسي الله) شهود على مراحمه تجاه البشر.

ولاحظأن الكاروبين أجنحتهما مبسوطة فهم على استعداد دائمً لتنفيذ أوامر الله وقضاؤه ضدالخطاة لكن الدم يؤجل هذا. نجد هنا الرحمة والعدل يتلاقيان. ومن عند كرسي الرحمةكان الله يتكلم مع موسى بدلاً من كلامه معه من على الجبل حيث ارتعب موسى والشعبولكن على أساس الرحمة يُشْعِرْ الله موسى براحة وسكينة عندما يرى مجده (الشكيناه)راجع (عب18:12-24 + تث16:18). بدم المسيح صار هناك مصالحة (2كو18:5)

 

التابوت:

يسمىبالعبرية “عارون” وهي تعني صندوق وهو أشبه بصندوق خشب سنط مغشى بصفائحذهبية خالصة من داخل ومن خارج يحيط برأسه إكليل ذهب وفوقه غطاء (الكافورت) والكلمةمشتقة من كافار التي تعنى يغطى ومنها يُكَّفِّر وكما ذُكِرَ فالذهب يمثل اللاهوتوالخشب يمثل الناسوت “وكان الكلمة الله والكلمة صار جسداً” (يو1) هذا هوالذهب والخشب. والخشب أيضاً إشارة للصليب فهو مصنوع من الخشب. والمسيح أتى من أجلالصليب وما كان ممكناً أن نتقابل نحن كخطاة إلا عن طريق الصليب، فالصليب هو سرإتحادنا مع الله وهو سبب دخولنا للمقدسات الإلهية. ولنا طريق واحد لهذا أن نقدمأنفسنا ذبيحة ونحمل نحن أيضاً كل منا صليبه ونسير وراءه فنصل للمجد، ونحيا حياةسماوية داخلياً (فالتابوت مغشى بذهب من داخل) وخارجياً (التابوت مغشى بذهب منخارج) ومعنى هذا أن تكون حياتنا في بر وطهارة خارجياً ونشعر داخلياً بالأمجاد التيأعدها لنا الله.

وجودتابوت العهد في قدس الأقداس يعني أن المسيح حملنا فيه إلى داخل أمجاد السماء”أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً لأنه حيث أكون أنا تكونون أنتم” وهذا معنىظهور الرقم ½  في كلأبعاد التابوت. ولاحظ أن الغطاء فوق التابوت. هنا يتحول البشر في السماء إلى مكانيستريح الله فيه ويجلس عليه كما كان يجلس على الشاروبيم (حز1 + مز1:80).

 

الإكليل:

هوحافة على طول الجوانب العليا الخارجية وظيفتها تثبيت وضع الغطاء وأيضاً تعلن أنالرب يسوع نجده مكللاً بالمجد والكرامة. وطالما عروس المسيح متحدة به فهذا يعلنأيضاً أن العروس هناك ستكلل. هذا قمة الرحمة والحب أن نذوق نحن المزدري وغيرالموجود الأمجاد (الإكليل).

 

العصوين:

هماأسفل التابوت داخل أربع حلقات ويستعملوا لحمل التابوت وكون العصى أسفل التابوت هذايجعل بنو قهات حينما يحملونه لا تصيبهم اللعنة ويموتوا إذا لمسوا التابوتبأجسامهم. والحلقات تعنى أن الله ينتقل مع شعبه في كل مكان، لا يتركهم لذلك لاتنزع العصوان ولم ينزعوا سوى في الهيكل فالله لا يرتاح إن لم يريح شعبه أولاً.والعصوان يمثلان حياة الغربة في هذا العالم. لكن في غربتنا هذه فالله لا يتركنا(مت20:28).

 

ارتحالالتابوت:

عدد(4) ينزل بنو هرون الحجاب ويغطون به تابوت الشهادة ثم يجعلون عليه غطاء من جلد تخسويبسطون فوقه ثوباً إسمانجوني، فالتابوت السائر في البرية يرمز لحياة المسيح فيالعالم. والحجاب هو رمز لجسد المسيح (عب20:10) أي شخص ابن الله في ناسوته. وجلدالتخس للوقاية فهو يحمي من شرور العالم، والإسمانجوني لأن حياته سماوية. وكانالشعب في حركته يتقدمهم عمود السحاب نهاراً وعمود نار ليلاً وكان متى حملوه يقال”قم يا رب فلتتبدد أعداؤك ويهرب مبغضوك من أمامك” وعند حلوله كان يقول”إرجع يا رب إلى ربوات ألوف إسرائيل” (عد33:10-36) وعندما عبر الشعب نهرالأردن حملوا التابوت أمامهم فإنشق النهر (يش14:3-17).

 

تابوتالشهادة:

هوأحد أسماء تابوت العهد فداخل تابوت العهد نجد لوحي الشهادة. واسم الشهادة ليكوناشهادة مستمرة لكونهما من الله ولوعد الشعب أنهم يطيعوا أقوال الله. وكلمة شهادة هيكلمة عبرية تحمل معنى التأكيد، فإن شهادات الله تحمل صفاته وإرادته وأغراضه التيتضمنتها الكتب المقدسة. والمسيح جاء ليشهد للآب. وكانت الشهادة في قلبه أما نحنفقد أنحرفنا عنها، لذلك فهو لم يصنع خطية راجع (مت2:15،3 + لو27:2 + يو34:4، 38:6،29:8،46). ووجود الكاروبين شهادة على قيمة عمل الكفارة وكما كان هناك ملاكينللشهادة عن القيامة فهنا ملاكين كاروبين للشهادة أن ثمن الخطية قد دفع وأنه لا شئمن الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع.. (رو1:8) ولكن بقية الآية “السالكينليس حسب الجسد بل حسب الروح. فالكاروبيم شهود علينا الآن هل نسلك حسب الجسد أمبحسب الروح بعد أن اشترانا المسيح بدمه.

والتأملفي عمل المسيح لنا بصليبه يبعث فينا مشاعر الحب ومن يحبه يحفظ وصاياه بل تكتبوصاياه على قلبه لا على ألواح حجرية. (أر33:31 + حز26:36 + رو5:5) ووجود الغطاء منخارج ولوحي الشهادةمن داخل يشير لعدل الله ورحمته في وقت واحد. وتصوَّر عدم وجودالغطاء لظهر لوحي الشهادة يدينون العالم كله فلا يوجد من لم يكسر وصية ويستحقاللعنة (يع10:2). لذلك يوجد من قال أن موسى قد كسَّر لوحي الشريعة حين إغتاظ من خيانةالشعب حتى لا يكونا شاهدين على الشعب ويموت الشعب بسبب خطيته فبدون ناموس لا يوجدتعد (رو3:4) وظل لوحي الشهادة والناموس يحكمان علينا بالموت ويدينوا كل البشريةحتى جاء المسيح الذي حفظ الشهادة في قلبه وقدم كفارة (غطاء) لكل خطايانا.

ولكنلوحي الشهادة لهم نظرة أخرى فالله لم يعطنا الشريعة كنوع من التحريم والتجريموالتحكم ولكن لأن الله يعلم أن الالتزام بهذه الوصايا هو السبيل الوحيد حتى يحياالإنسان لذلك في (حز11:20،12) فالله أشار هنا فقط كتدليل على محبته أنه أعطاهمالوصايا والسبت فمن يلتزم بها يحيا. إذاً لوحي الشهادة هم شهود أننا بعد أن تركناالله لم يتركنا هو “بل أعطانا الناموس عوناً” كما يقول القداس الغريغوريحتى لا نهلك. كان الناموس مؤد بنا إلى المسيح (غل24:3).

 

صنعةخراطة:

أيليس بالسبك ولا بالطرق. ولكنهم صنعوا كتلة واحدة ثم صوروها بالإزميل والآلاتالموجودة وقتئذ. إذاً كان الغطاء واحداً مع الكاروبيم علامة على وحدة هذهالمخلوقات السمائية الملائكية بالله. وكان الله يريد أن يكون الإنسان أيضاً فيوحدة معه لكن بسبب الخطية حدث الإنفصال وجاء المسيح ليصيرنا واحداً مرة أخرى(يو21:17) ومن هناك كان الله يكلم موسى أي على أساس الوحدة.

 

ماذافي داخل التابوت:

يذكربولس الرسول في (عب4:9) أن تابوت العهد كان يحوي لوحي الشريعة وقسط المن وعصا هرونالتي أفرخت وفي (خر21:25) لا نجد سوى لوحي الشريعة وهذا يعني أن عصا هرون وقسطالمن أضيفا للوحي الشريعة بعد ذلك ولكنهما لم يكونا هناك طول الوقت. ولنرى كيفيشير كل هذا لعمل المسيح.

1.     لوحيالشريعة: فلكوننا عجزنا عن أن نلتزم بالناموس جاء المسيح الذي حفظ هذه الشريعة فيقلبه وحفظها هو. ومن يثبت فيه لذلك يثبت ويخلص، ولذلك يطلب المسيح أن أثبتوا فيّوأنا فيكم. ومن يثبت فيه يحيا.

2.     قسطالمن: يشير للمسيح الذي قدم نفسه لنا لنأكله ونحيا به.

3.     عصاهرون: هي تمثل البشرية بدون المسيح، ميتة لا رجاء فيها، وبالمسيح صار لها حياة.

إذاًالتابوت يرمز للمسيح ويرمز للكنيسة التي هي جسده الثابت فيه فيصير له حياةوالتابوت يشير للعذراء فهي أم الكنيسة وهي التي حوت المسيح بلاهوته في بطنها وهيعصا هرون التي أفرخت بدون زرع بشر. وتسربلت بمجد اللاهوت داخلها (الذهب من داخل)وكان حياتها مثمرة وبارة وقديسة (ذهب من خارج) وكما رقص داود أمام تابوت العهدهكذا ارتكض الجنين بابتهاج في بطن إليصابات حينما زارتها العذراء مريم، التابوتالذي يحمل المسيح داخله.

وكلما في التابوت أيضاً شاهد على كسر وصية أو مخالفة (لوحي الشريعة) وعلى العجلالذهب. وطاس المن يشير لتذمرهم في الصحراء. وعصا هرون تذكرهم بتمرد قورح”خطيتي أمامي في كل حين”

إذاًكان كل ما في التابوت يذكر بخطية أي شاهد على خطية. لكن شكراً لله فهو غطى على كلخطية بدمه وإعطانا المن الحقيقي جسده ودمه فصارت فينا حياة مقامة بدلاً من الموتووهبنا روحه القدس يعيننا على حفظ الوصية.

ولاحظأن العصا التي أفرخت تشير للقيامة من بعد الموت ولذلك فحينما أفرخت العصا أفرختلوزاً واللوز هو أول الثمار والمسيح باكورة الراقدين (1كو20:15).

 

تابوتالعهد والمذبح في الكنيسة:

·       وعاء المن يشير له الجسد والدم على المذبحوالوعاء يشير للصينية والكأس.

·       عصا هرون يشير لها الصليب على المذبح فبدون عملالصليب لا حياة.

·       الكاروبيم يشير لهم وجود شمعدانين حول الذبيحة.

·       وعصا هرون التي أفرخت تشير للكاهن فهي تشيرللكهنوت المعين من قبل الله (عب4:5).

·       لوحا العهد تشير لهما البشارة أي الإنجيلالموضوع دائماً على المذبح حاملاً بشارة الخلاص التي نتقبلها خلال العمل الذبيحيالذي يغفر الخطايا ولكن طالما ذكرنا غفران الخطايا فلا غفران خطية لمن لا يعترففمن يكتم خطاياه لا ينجح (أم13:28 + مز3:32،5).

 

تأملات:

·       لا يوجد أي مصدر للضوء داخل قدس الأقداس، فهويمثل السماء وفي السماء وهناك لا توجد شمس لأن الرب الإله ينير (رؤ5:22). فقدسالأقداس رمز لعرش الله في السماء. لذلك فالنور الوحيد داخل قدس الأقداس هو نورالشكينه.

·       أما القدس فيشير للكنيسة في غربة هذا العالم،يشير لجسد المسيح خلال رحلة غربته. ولدخول القدس يلزم المرور من باب الخيمة =المسيح هو الباب.

·       مذبح المحرقة= الإيمان بصليب المسيح.

·       المرحضة = التوبة لغفران الخطية، والمعموديةأولاً.

ولايدخل القدس سوى الكهنة أي المؤمنين الذين لهم الكهنوت العام الذين يقدمون ذبائحروحية، صلوات وتسبيح ويقدمون أنفسهم ذبائح حية.

·       أما الدار الخارجية فتشير لمن دخل المسيحية لكنهلا يريد أن يدخل للأعماق واكتفى بالقشور راجع (رؤ1:11،2).

·       وجد ثلاث أبواب في الطريق إلى قدس الأقداس وكلباب يشير للمسيح الذي قال لا أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يو6:14).

·       ان رئيس الكهنة ينضح من دم الكفارة سبع مراتللغرب ومرة واحدة للشرق (لا14:16). والغرب إشارة للأقداس الأرضية وهذه تحتاجلتكرار الرش حتى يتأكد الشعب من كمال الغفران (7مرات). والشرق يشير للأقداسالسماوية الحقيقية وهذه لا تحتاج للرش إلا مرة واحدة وهكذا فعل المسيح بدخولهللأقداس السماوية مرة واحدة (عب12:9).

·       كان لا يمكن إلا لرئيس الكهنة أن يدخل إلى قدسالأقداس سوى مرة واحدة يوم الكفارة ومن دخل غير ذلك يموت. وكان يحجب قدس الأقداسالحجاب الذي هو رمز لجسد المسيح. لذلك وقت أن صلب المسيح على الصليب تمزق الحجابوصار قدس الأقداس مفتوحاً لنا جميعاً.

 

حجابالهيكل الأرثوذكسي:

هومغلق دائماً إن لم يكن هناك صلاة وهذا ليس إعلاناً عن أن السماء مغلقة!! إنما حينيفتحه الكاهن يكون ممسكاً بصليبه إعلاناً أن بالصليب فتح الحجاب. هذا جمال الطقسالقبطي.

 

ترتيبذكر القطع كما جاء بالكتاب المقدس:

يبدأبالتابوت حيث قدس الأقداس الذي يشير للسماء، هناك الله على عرشه وفي مجده. ثم نجدالمسيح يعبر الهوة السحيقة التي تفصل بين السماء والأرض، ثم يأتي ذكر المائدةليشير لأن المسيح أتى لتكون لنا شركة معه. ثم يأتي دور المنارة لتشير أن المسيحأرسل روحه القدوس كسر إستنارة لنا. كل ذلك ليحملنا فيه، بعد أن نكمل رحلة غربتناعلى الأرض، ليدخل بنا للأقداس السماوية.

الآيات(23-30): “وتصنع مائدة من خشب السنط طولها ذراعان وعرضها ذراع وارتفاعها ذراعونصف. وتغشيها بذهب نقي وتصنع لها إكليلاً من ذهب حواليها. وتصنع لها حاجباً علىشبر حواليها وتصنع لحاجبها إكليلاً من ذهب حواليها. وتصنع لها أربع حلقات من ذهبوتجعل الحلقات على الزوايا الأربع التي لقوائمها الأربع. عند الحاجب تكون الحلقاتبيوتا لعصوين لحمل المائدة. وتصنع العصوين من خشب السنط وتغشيهما بذهب فتحمل بهماالمائدة. وتصنع صحافها وصحونها وكأساتها وجاماتها التي يسكب بها من ذهب نقيتصنعها. وتجعل على المائدة خبز الوجوه أمامي دائماً.”

مائدةخبز الوجوه:

أبعادالمائدة 2 × 1 × ½1 ذراع

الإصحاح الخامس والعشرون
هي منخشب مغشى بذهب إذاً هي تشير للمسيح المتجسد، الذي قدم نفسه بصفته خبز الحياة منيأكله يحيا (يو6). ولاحظ الطقس. أن الكهنة يضعون الخبز ساخناً على المائدة يومالسبت ويبقى أسبوعاً ويأتي الكهنة بخبز ساخن جديد يوم السبت التالي ليضعوه علىالمائدة ويأكلوا الخبز الذي كان موضوعاً. فمن هو هذا الخبز الذي يوضع على المائدةالذي يقدمه الكهنة ثم يأكلونه إلا المسيح.

كلمةمائدة في العبرية SHULMAN مشتقة من الفعل يرسل أو يمد ومن نفس المصدر اشتقت كلمة سلوام SILOAM أي مرسل (يو9) فهو المرسل الذي أرسله الآب ليجمعنا (أف4:2-6).وهذه المائدة هي مكان يوضع فيه الخبز وراجع (مز23) “هيأت قدامي مائدة تجاهمضايقي” + (يو32:6).

الأبعاد2 × 1 × ½1 = 2 × 1 ×2/3 = 4 : 2 : 3.

رقم4 هو كل العالم ورقم 2 يشير للتجسد ورقم 3 يشير للإعلان الإلهي. فشركة جسد المسيحأي التناول هي لكل إنسان وهي تعطي لمن يتناول إعلان إلهي به نعرف الله. فالتناوليعطي حياة. والحياة هي معرفة “وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلهالحي ويسوع المسيح الذي أرسلته. وفي السماء، من يغلب ويصل للسماء سيأكل من شجرةالحياة ومن المن وهذا يعني أن في السماء الله سيعطينا أن نعرفه ومعرفته هي ستكون لناحياة، فالمعرفة هي اتحاد مع المسيح. (في9:3،10) “وأوجد فيه.. لأعرفه”

الإصحاح الخامس والعشرونالإصحاح الخامس والعشرونالإصحاح الخامس والعشرون 4 : 2 : 3= التجسد هو شركة بين الله وبين العالم

 2         :        3   :   4

 

خبزالوجوه:

ويسمىخبز الحضرة والترجمة الحرفية للكلمة العبرية خبز الوجه وهذا يشير إلى وجود الخبزأمام الله وفي حضرته. كأن الله ملتزم بإشباع شعبه. لذلك كان عدد الخبز 12 بعددأسباطهم وكأن الله ملتزم بإشباع ال12 سبطاً طوال ال12شهراً أي إشباع الكل دائماًولذلك يسمى الخبز الدائم. راجع (رؤ2:22) وكان يقدم بلا إنقطاع فهذا عهد دائم بينالله والشعب (لاحظ نفس الشيء فنحن نعطى لله والله هو الذي أعطانا لنعطيه). ويسمىالخبز المقدس، لأن الذي يأكله هم الكهنة المقدسين للعمل ويأكلونه في الخيمة يومالسبت (يوم الراحة) فهو لا يشير للشبع الجسدي بل لشبع روحي يليق بحياة القداسة.وهو يؤكل يوم الراحة لذلك يشير أو يخص الراحة الأبدية (رؤ7:2،17:2)

ورقم12 يشير للأسباط وللتلاميذ أي لشعبه أو للكنيسة. إ      ذاً هذا الخبز هو جسدهالذي يعطيه للكهنة ليأكلوه. وعموماً فالمائدة تشير للشركة. فهنا نجد أن للمؤمنينشركة مع الله في لذته وشبعه بإبنه الوحيد (1يو3:1). فالله لا يريد فقط أن يقيم وسطشعبه بل أن يجعل بيته وليمة. وحيث أنه يقدم جديداً دائماً فهذا يشير أنه دائما لناجديد في المسيح. وأما اللبان فهو إشارة لرائحة المسيح الذكية.

طقسالدقيق: (لا5:24-9) يصنع يوم السبت حيث لا يجوز أي عمل. لذلك هو يشير للخبزالسماوي الذي ليس من هذا العالم أي المسيح نفسه.

تقديمهساخناً: إشارة لقلبه الملتهب حباً لإشباعنا.

كانالخبز يوضع في صفين: رقم 2 يشير للشهادة فهذا الخبز شهادة بمحبة الله. وراجع(1كو16:10،17) فإننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد لأننا جميعنا نشترك في الخبزالواحد. إذاً نحن في المسيح خبز واحد.

العصوين:إشارة لأن المسيح معنا دائماً كخبز سماوي.

المائدةلها إكليلان ذهب وحاجب على شبر حواليها: الحاجب هو حائط أو سور يحيط بالمائدة.فالله هو سور وحصن لشعبه. وهو شبر إشارة ليد الله التي تحفظ شعبه. قارن مع(حز15:42-20) فالله يحيط بشعبه ويحفظهم من العالم الخارجي، من الذين يحاولون أنيعتدوا على شعبه وقارن مع (زك5:2) فهذه اليد قوتها لا نهائية ونعمتها لا نهائيةوتعطي بسخاء ولا تعير.

والإكليلليحمي الخبز من السقوط. ولكونه إكليل فهو يشير للمسيح في مجده (عب9:2 + يو4:17،5)لذلك الإكليل كله من ذهب فهو يشير لمجد المسيح الأزلى قبل تجسده والإكليل الآخريحفظ شعب المسيح في علاقة معه هو إكليل للحاجب.

إكليلمنهم يشير للمسيح في مجده الأزلى والأخر يشير للمسيح الذي في طاعته أتى وأكمل عملهوأتى بالبشر الذين كانوا قد تمردوا على الله، هو مجد نعمته المتمثل في أرغفة الخبزالتي وحدنا بها فيه فأمسك بنسل إبراهيم (عب16:2) وسيج حوله حتى لا يخطفهم أحد منه(يو28:10). والحاجب يذكرنا بأن نمتحن أنفسنا قبل أن نقترب لنأكل (1كو28:11)

وكانتالصحاف تستخدم في إحضار الخبز إلى المائدة ورفعه عنها. أما الصحون ففيها البخور(لا7:24) ويوضع في الكاسات الخمر للتقدمة. وتستخدم الجامات في صب الخمر. والأدواتكلها ذهب. أي لا يمكن التمتع بالبركات الروحية إلا بالروح القدس فالذهب هنا يرمزللروح القدس الذي يأخذ مما للمسيح ويخبرنا.

والسكيبيشير لسكب حياته ودمه على الصليب فكان موضع سرور وفرح الآب.

 

قوسنصر تيطس بروما:

وجدوامنقوشاً عليه شكل المنارة والمائدة وصحافها وقد نقشهم تذكاراً لانتصاره سنة 70مومن هذه الأشكال تصورنا أشكال القطع.

الآيات(31-40): “وتصنع منارة من ذهب نقي عمل الخراطة تصنع المنارة قاعدتها وساقهاتكون كأساتها وعجرها وأزهارها منها. وست شعب خارجة من جانبيها من جانبها الواحدثلاث شعب منارة ومن جانبها الثاني ثلاث شعب منارة. في الشعبة الواحدة ثلاث كأساتلوزية بعجرة وزهر وفي الشعبة الثانية ثلاث كأسات لوزية بعجرة وزهر وهكذا إلى الستالشعب الخارجة من المنارة. وفي المنارة أربع كأسات لوزية بعجرها وأزهارها. وتحتالشعبتين منها عجرة وتحت الشعبتين منها عجرة وتحت الشعبتين منها عجرة إلى الستالشعب الخارجة من المنارة. تكون عجرها وشعبها منها جميعها خراطة واحدة من ذهب نقي.وتصنع سرجها سبعة فتصعد سرجها لتضيء إلى مقابلها. وملاقطها ومنافضها من ذهب نقي.من وزنة ذهب نقي تصنع مع جميع هذه الأواني. وانظر فاصنعها على مثالها الذي اظهر لكفي الجبل.”

الإصحاح الخامس والعشرون

المنارة:

المنارةهي المصدر الوحيد للإضاءة داخل القدس. وحيث أنها من ذهب خالص فهي لا تشير للمسيحبل للروح القدس. فهنا لا يوجد خشب سنط. إذاً لا إشارة للتجسد ففي المائدة رأيناالشركة في جسد المسيح وفي المنارة نجد الروح القدس يعطي استنارة لذلك فطقس كنيستناالرائع يحدد قراءة فصل المولود أعمى يوم عيد أحد التناصير فالمعمودية وبعدهاالميرون يعطي استنارة ويفتح الأعين لتدرك أسرار السماويات.

 

الكأساتوالعجر والأزهار:

غالباًهي ثلاثة أجزاء لنبات اللوز. والأجزاء الثلاثة هي برعم النبات (أي وهو يبدأ فيالنمو) ثم الزهرة ثم الثمرة. في شكل عنقود واحد. وبالتالي فالمنارة تصبح كأنهاشجيرة لوز. وهي تشير للحياة المقامة من الأموات. وقد رأينا في (عد8:17) عصا هرونوقد أفرخت الثلاث أشياء (فروخاً وزهراً ولوزاً أي نفس مراحل الحياة لشجرة اللوزالموجودة في المنارة) والعصا مقطوعة من شجرة إذاً هي ميتة. وهذه العصا قد أفرخت،أي الموت تحول إلى حياة، وهذا دليل الحياة المقامة. ولاحظ أن كل فرع به 3 وحداتوكل وحدة تشتمل على الكأس والعجرة والزهرة. ورقم 3 يشير للقيامة، قيامة المسيح منبين الأموات بعد أن كان قد قطع من أرض الأحياء (أش53). ورقم 3 هو رقم الأقنومالثالث فهو الذي يعطي الحياة الآن لكل من مات بالخطية.

وكلمةلوز في العبرية تعني المستيقظ WAKEFUL أو يقظ أو أرق وتعنى أيضاً المتعجل HASTENERأو المسرع فهي أول شجرة تستيقظ بعد الشتاء وتظهر براعمها في شهر يناير. والمسيحيسميه بولس الرسول باكورة الراقدين (1كو20:15) ولاحظ أن عمل الروح القدس أن يجعلنافي حالة يقظة.

والثلاثالمراحل تشير لعمل الروح القدس في الأحداث والشباب والرجال (1يو13:2) أو لثلاثمراحل النضج الروحي. ومعنى ظهور الثلاثة مراحل معاً شاملة عدم النضج وشاملة الثمروالزهر يشير أن الروح يعمل في الجميع ويعمل على نمو الجميع، فحتى المسيح كان ينموفي القامة والحكمة والنعمة. فعدم النضج في مفهومنا يعني النقص. ولكن في مفهوم اللهأنه مرحلة تعقبها مرحلة حتى يكون للشخص ثمار في حالة نضجه والروح القدس له ثمار(غل22:5). وأيضاً لأن شجرة اللوز تعنى التيقظ فعلى كل مؤمن أن يظل في حالة سهر علىخلاص نفسه حينئذ سيكون لهم ثمر.

 

لامقاسات للمنارة

لأنالمنارة تشير للروح القدس والروح القدس لم يتجسد فلا تعطى أبعاد للمنارة هكذاللمرحضة وهكذا للغطاء، إلا أن الغطاء له بعد واحد فقط معطى وهو ½ 2 × ½ 1 ليشير أنالمسيح بعمله الفدائي استوفى المطالب الإلهية. وهي قد صنعت من وزنة واحدة من الذهبأي حوالي 4كجم صنعة خراطة.

 

الفتائلوالأسرجة

هيإشارة للمؤمنين الأواني البشرية الضعيفة التي يستخدمها الروح القدس ليظهر نورالمسيح “ولكن لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا”(2كو7:4) ولكي يظهر النور فلابد من وجود فتائل “أنتم نور العالم”. وكانتالأدوات المستخدمة هي الملاقط وهذه تستخدم في إصلاح فتائل المنارة والمنافض كانتتوضع فيها الأشرطة أو الفتائل المحترقة. والأدوات كلها ذهب فهي تشير لأن العمل هوعمل الروح القدس وكان عمل هرون هو إيقاد السرج السبعة والاعتناء بها. وهرون رمزللمسيح وهنا نرى كيف أن عمل الروح القدس مرتبط بعمل المسيح على الأرض وبعمله فيالسماء وأيضاً نرى أن العناية والرعاية الكهنوتية لازمة لخدمة أولاد الله. والمؤمنحين يحترق لينير للآخرين يصير فتيلة في سراج منير. ولاحظ عمل الخدمة في إزالة مااحترق وتجديده حتى يستمر في عمله كنور للعالم “يجدد كالنسر شبابك”.

ولاحظأنه لم يذكر أية أداة لإطفاء السرج فالله يريد أن يكون النور دائم والله لا يطفئحتى الفتيلة المدخنة (مت20:12). إذاً عمل الخدمة هو لحفظ نور الفتائل (المؤمنين)لامعاً. ولاحظ أن الفتائل التي تحترق تجمع أيضاً في أواني ذهبية. لذلك فحين ماتالعازر الفقير حملته الملائكة ونحن نصلي في صلاة الغروب للعذراء بقولنا “وعندمفارقة نفسي من جسدي احضري عندي” هذا عن نفس الإنسان، لكن حتى أجسادنا حينتموت فالله يهتم بها. وتنقية الفتائل يتمشى مع قول المسيح كل ما يأتي بثمر ينقيهليأتي بثمر أكثر. والفتائل لا تضئ من نفسها بل هي تنقل الزيت خلال فتائلهافالفتيلة لو تعرضت للنار وحدها لاحترقت. ولكن وجود الزيت هو الذي يجعلها تنير.فالمؤمن هو مجرد قناة توصل لكن الفتيلة المحترقة تشير للإعجاب بالذات. والمقصودالفتيلة التي بلا زيت، أي إنسان غير مملوء من الروح القدس.

 

النور:

النوريذكرنا بالله الذي أوجده كأول أعمال خليقته (تك3:1) والمسيح كان نوراً للعالم يضئوسط الظلمة (أش2:9 + 6:42 + 6:49) والمسيح جعلنا نوراً للعالم. والكنائس في سفرالرؤيا ظهرت كسبع منائر فالروح القدس يعمل فيها ليجعلها تنير للعالم. والكنيسةكانت تصلي القداس في وجود أنوار كثيرة (أع8:20) والكنيسة تضع شموع أمام صورالقديسين فهم بالمسيح صاروا نوراً للعالم والشمعدانات تشير للملائكة النورانيين.والكاهن في صلاة عشية ورفع بخور باكر يبارك الشعب بصليب وثلاث شمعات وأثناءالإنجيل تضاء كل أنوار الكنيسة ويقف حول الإنجيل اثنين من الشمامسة يمسكون بشمعةمضيئة. ولاحظ أن المنارة وحدها هي التي كانت تضئ داخل القدس فلا يوجد نور غريب فيالداخل بل الروح القدس وحده سر الاستنارة. وهذا النور الداخلي يسطع على الذهب(الألواح الذهبية) وعلى الشقق الملونة فيظهر جمالها ويسطع على المائدة ويجعلهاتبرق بلمعان ذهبي. وهذا كله له معنى واحد أن نور الروح القدس أو أن الاستنارة التييعطيها الروح القدس تجعلنا نمجد المسيح ونراه كإله سماوي (ذهب) ونرى حياته النقيةوفداؤه وملكه (الشقق الملونة) فنحبه ونمجده ونراه في شركته معنا (المائدة). أي نرىمجد المسيح ومحبته وعظمته في نور واستنارة الروح القدس. فالمنارة إذاً هي النورالإلهي الكامل بقوة الروح القدس في القدس. وهي تشير لكمال ونور وتأثير الروح القدسالمؤسس على عمل المسيح الكامل والمقترن به اقتراناً تاماً. ولاحظ أن ذكر المنارةجاء بعد ذكر المائدة فالروح القدس لم يعطي إلا بعد أن تمجد يسوع (يو39:7) وكانيستعمل للإضاءة زيت نقي جداً والزيت إشارة للروح القدس الذي مُسِحَ به المسيح(أش1:61 + 2كو21:1،22).

 

سبعةسرج:

المنارةمكونة من 6 شعب + ساق (به شعبة) + قاعدة. الكل سبع أسرجة والسبعة سرج تشير لعملالروح القدس الناري الذي يضئ ويلهب الكنيسة بنار الحب الإلهي. عاملاً في أسرارهاالسبعة. بل وفي كل عمل روحي تمتد إليه الكنيسة لكي يعيش المؤمنين في استنارةدائمة. وفي (رؤ1:3) نسمع أن المسيح له سبعة أرواح الله هذا يشير لعمل الروح القدسالكامل في المسيح فرقم 7 يشير للكمال.

(أش2:11) يحل عليه روحالرب/ روح الحكمة والفهم/ روح المشورة والقوة/ روح المعرفة ومخافة الرب. هناالسبعة أرواح المذكورة على نسق تركيب المنارة الذهبية. أي ساق رئيسية وثلاثمجموعات زوجية والساق هنا تمثل المسيح الذي حل عليه الروح القدس أقنومياً (روحالرب)

روحالحكمة والفهم: الحكمة هي المعرفة وهي مرتبطة بالفهم أي بالحكم الصحيح وكلمة فهمفي أصلها تعني إفراز أي تمييز الغث من الثمين (هذا يمثل حلول الروح على المسيح ثمعلى الكنيسة)

روحالمشورة والقوة: كلمة مشورة تعنى أن الإنسان يكون قوي يستطيع أن يسيطر ثم يعطيالنصيحة والمسيح كان يعلم بسلطان (هذا يمثل حلول الروح على المسيح ثم على الكنيسة)

روحالمعرفة ومخافة الرب: المعرفة التي بها حاول الإنسان أن يعرف بالإنفصال عن اللهكانت مدمرة. والإنسان يحتاج أن يعرف لكن ليس بالإنفصال عن الله لأن هذه هي الخطيةفالإنفصال وعدم الطاعة نتيجتهما عالم مخرب. أما الحكمة الحقيقية فهي من الله(1كو20:1) والحكمة العالمية سدت منافذ حكمة الله (1كو21:1) وكبرياء الإنسان يطردمخافة الله. أما خوف الله هو بدء الحكمة (أم57:1) وسقوط آدم كان نتيجة أنه ظن أنهيريد أن يعرف مثل الله. ولننظر للمسيح الذي يعرف كل شئ ولكنه يطيع الآب حتى الموت.

ولاحظرقم 7 = 6+1 = الإنسان الناقص + المسيح والروح يحل على المسيح وكنيسته.

وكانتسرجها لتضئ إلى مقابلها وبمقابلة (35:26 مع 24:40) نجد أن المنارة مقابل المائدةوربما يشير هذا لأن المنارة تضئ للمائدة لتظهر أن المسيح هو سر الشبع الحقيقي. أوأن الأسرجة تضئ للساق وهنا رأى بأن كل سراج له فتحتان واحدة للفتيلة والأخرى ليملأمنها الزيت. والمطلوب أن تكون الفتائل كلها في اتجاه الساق. والساق يرمز للمسيح.إذاً المقصود إعلان مجده.



[1] المسيح استوفى مطاليب العدالة الإلهية، لكن منيستفيد من دم المسيح هو من آمن بالمسيح وجاهد حتى الدم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى