عهد قديم

الإصحاح التاسع والأربعون



الإصحاح التاسع والأربعون]]>الإصحاح التاسع والأربعون

 

أية1:

” 1 ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الايام

أخرالأيام: هو تعبير كتابي يشير للمستقبل بوجه عام. وقد يشير لنهاية الأيام أو لنهايةالعالم وقد يشير لأيام كنيسة المسيح وبهذا يعني نهاية أيام اليهود كشعب لله.

 

أية2:

” 2 اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب واصغوا الى اسرائيل ابيكم

يعقوبيجمع أولاده لينبئهم بما يحدث لهم. ولقد رأي بروح النبوة المسيح الخارج من سبطيهوذا ورأي الكنيسة الخارجة من الشعب القديم.

 

الأيات3،4

” 3 راوبين انت بكري قوتي واول قدرتي فضل الرفعة وفضل العز 4 فائراكالماء لا تتفضل لانك صعدت على مضجع ابيك حينئذ دنسته على فراشي صعد

رأوبين:

أنتبكري قوتي: كان البنون يعدون قوة الأباء ولأنه البكر فهو أول قدرته وقوته.

وأولقدرتي: هو نتيجة قوة الإنسان. ولكن ما هي نتيجة قوة الإنسان الساقط سوي الشهوة التيأفقدت أبوينا آدم وحواء بساطتهما وها هي تفقد رأوبين بكوريته.

فضلالرفعة: أي أفضلها لأنه أولها فهو البكر.

فائراًكالماء: أصل الكلمة “فعل قباحة” وفعل فجور بإنغماس في اللذات والشهواتوالماء يفور ولكنه يهبط سريعاً للدلالة علي شدة هياج إنفعالاته.

لاتتفضل: هذا جزاء كل من يسير وراء شهواته، هو يفقد كرامته.

كانيعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته، نال أفضل رفعة وعز. ولكنه سار وراءشهوته. ولم ينس له أبوه ما فعله مع بلهة حتي وهو علي سرير موته. ولهذا فقد بكوريتهلينالها إبنا يوسف. والبكورية الروحية أخذها يهوذا.

هنارأوبين يمثل سقوط آدم وحواء، آدم الذي كان بكراً للخليقة وسقط وخسر بركته. ويمثلالشعب اليهودي قبل المسيح الذي حسب بكراً في معرفة الله، لكنه بالجحود فقد بكوريتهوقوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بصلبهم المسيح وإضطهادهم لكنيسته. بل فيالأيام الأخيرة عن طريق ضد المسيح الذي يسيرون وراءه سيهاجمون الكنيسة مضجع اللهأبيهم (فالكنيسة عروسة الله) بقصد إفسادها.

 

الأيات5-7

” 5 شمعون ولاوي اخوان الات ظلم سيوفهما 6 في مجلسهما لا تدخل نفسيبمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا انسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا 7ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس اقسمهما في يعقوب وافرقهما في اسرائيل

 

شمعونولاوي:

هنانري وجه آخر لسقوط البشرية قبل المسيح. فرأوبين يمثل الفساد والشهوة. بينما شمعونولاوي يمثلان القسوة والظلم. وإذا مثل رأوبين آدم فهما يمثلهما قايين سافك الدم.

أخوان:أي متشابهان في قسوتهما وتخطيطهما الماكر للقتل.

فيمجلسهما لا تدخل نفسي= لا أشترك في مؤامرتهما الردئية. بمجمعهما لا تتحد كرامتي=أي أن اتفاقهما علي الشر لا يتفق مع كرامتي. لذلك فأفعالنا الشريرة لا تتفق معكرامة أبينا السماوي. وفي رضاهما عرقبا ثوراً: قمة الشر في الأنسان أن يفعل الشروهو راضي أي يفرح بشره وهو يخطط لشره، يخطط بهدوء وسرور. وهذا ما فعله شعب اليهودفي المسيح. وهكذا كان شاول الطرسوسي مع إسطفانوس “وكان شاول راضياًبقتله” أع 1:8. وكلمة ثور تستخدم للرجال العظماء عند العبرانيين فكلمة ثورقريبة جداً من كلمة أمير (مزمور 12:22) ملعون غضبهما فإنه شديد= شمعون ولاوي أخوانأي متشابهان في السمات، أخذ كل منهما سيفه وأتي كلاهما إلي شكيم حيث قتلا كل ذكرولم يراعيا العدل فيما يصنعون فسببا تعباً لأبيهما. ولاوي جاء منه الكهنة وشمعونجاء منهم الكتبة وهؤلاء وأولئك هم الذين دبروا بمكر قتل المسيح. وكان الكتبةوالكهنة أخوان في هذا. قتلا إنساناً فالمسيح هو إبن الإنسان وعرقباه كثور: فهو أتيليقدم نفسه كذبيحة (كثور). ولقد كان غضبهما شديداً علي المسيح كما كان غضبهما شديدعلي شكيم وغالباً أيضاً علي يوسف فهم كانوا أكثر قسوة عليه من باقي الإخوة لذلكإحتجز يوسف شمعون.

أقسمهمافي يعقوب: لاوي تم توزيعه في كل إسرائيل. وشمعون لم يعين له نصيباً مستقلاً بلكانوا في داخل نصيب يهوذا (يش 1:19) بل في أسوا أماكن في نصيب يهوذا. ولم يذكرشمعون في بركة موسي. ثم تشتتوا في أماكن أخري كونوا فيها قبائل شمعونية (ا أي39:4…) أما لاوي فلأن أولاده وقفوا وقفة مقدسة نجد أن الله قد أستخدم تفريقهم وسطإسرائيل للبركة وكان الرب نصيبهم. وهم كلاويين وكهنة تفرقوا ليعلموا الشعب الشريعة.

 

الأيات8-12

” 8 يهوذا اياك يحمد اخوتك يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك 9يهوذا جرو اسد من فريسة صعدت يا ابني جثا وربض كاسد وكلبوة من ينهضه 10 لا يزولقضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب 11 رابطابالكرمة جحشه وبالجفنة ابن اتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه 12 مسودالعينين من الخمر ومبيض الاسنان من اللبن

 

يهوذا:

رأينافيما سبق الفساد والشهوة والظلم والقسوة ونري هنا مجئ المسيح. فيهوذا هو أبوالمسيح بالجسد. لقد نال يهوذا نصيب الأسد في البركة إذ رأي يعقوب السيد المسيحالملك والكاهن يأتي من نسله.

يهوذاإياك يحمد إخوتك: يهوذا يعني يحمد. ومن هو يهوذا هذا الذي يحمده إخوته ويرفعونهويسبحونه إلا السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا. يدك علي قفا أعدائك: لقد تمهذا مع داود النبي في حروبه وإنتصاراته. وبالنسبة للمسيح فهو وضع بصليبه يده عليقفا إبليس عدوه فحطمه وحرر البشرية من سلطانه. ويسجد لك بنو أبيك: داود كملك حررالأرض سجد له الجميع. والمسيح تجثو له كل ركبة في 10:2. ويسجدون هنا تكون بمعنييعبدون. وقوله بنو أبيك أي كل أسباط أي اولاد يعقوب يسجدون للسبط الملوكي الذي خرجمنه داود. وبالنسبة للمسيح فقد قال عن الآب “أبي وأبيكم” فقد صرنا فيه أبناءللآب.

يهوذاجرو أسد… كأسد وكلبوة: كان يهوذا قد إختار لخاتمه شعاراً هو صورة أسد. والتطور هنايبدأ بجرو أسد ثم أسد ثم لبؤة. ويقال أن جرو الأسد يشير لكالب الذي نما وصار أسداًفي أيام داود. ومن نسل داود خرج ملوك شرسين شبهوا هنا باللبؤة التي هي أكثر شراسةمن الأسد. وإذا نظرنا لهذا النبوة علي أنها عن المسيح نقول أن جرو أسد تشير لولادةالمسيح كإبن. والأسد يشير للملك ولقد ملك المسيح علي الصليب لذلك يقول جثا وربضكأسد: لقد رأي يعقوب في يهوذا المسيح الخارج من نسله ودعاه بالأسد الذي خرج من حربالصليب غالباً أعدائه الروحيين. لقد جثا أي سُمِر في ضعف أو في ما يشبه الضعف ونامعلي الصليب ولكنه كان كأسد يربض متحفزاً للمعركة فهو سلم نفسه بإرادته ليقاتل فيضراوة (يو 18:10). وكلبوة: هنا إشارة للكنيسة عروس الأسد التي يجب أن تصلب معهوتحمل الصليب فتصير تلميذة له، يصلب لها العالم وتصلب هي للعالم. من ينهضه: بمعنيأنه ليس هناك إنساناً يقيمه بل يقوم هو من نفسه يو 19:2 من فريسة صعدت: هو كأنأسداً في حربه ولكن ماذا كانت صورته أمام الناس سوي فريسة مستسلمة، كشاة سيقتللذبح، صعد إلي صليبه في إستسلام لصالبيه.

لايزول قضيب من يهوذا: القضيب هو صولجان الملك. والملوك تناسلوا من داود. ومشترع منبين رجليه: مشترع أي مشرع للقوانين. ومن بين رجليه أي من نسله. حتي يأتي شيلون:شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من الله يو 7:9+ لو 18:4 + يو 36:5-38. وفي أش5:8 كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام. (وقد فتحت عيني الأعميفي سلوام وقارن مع مسود العينين من الخمر). ومعني هذه الأية أن المسيح سيأتي بعدأن يزول الملك عن يهوذا ولا يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي. وهذا تم فيأثناء الحكم الروماني حين قال اليهود “ليس لنا ملك سوي قيصر. والأكتتاب الذيقام به وأمر به أغسطس قيصر شمل اليهودية فهي إذا كانت خاضعة لحكمه (لو 2،1:2).وكون اليهود لم يعد لهم سلطاناً ليحكموا يتضح من الأية يو 31:18. فاليهود إذاكانوا خاضعين تحت الحكم الروماني، لا سلطان لهم علي القضاء أو التنفيذ وكان ملكهمأو واليهم هيرودس أدومياً. وتكون هذه النبوة أية: 10 تشير:

1.                الملك سيكون في يهوذا (القضيب والتشريع).

2.                شيلون أي المسيح المرسل سيأتي من نسل يهوذا. وقدإتفق علي أن شيلون هو المسيح وأتفق علي هذا اليهود والمسيحيين. وإتفق أن الكلمةتشير أيضاً للراحة والسلام. وأن فترة المسيح ستكون فترة سلام وهذا ما حدث فإن فترةوجود المسيح علي الأرض كانت فترة بلا حروب في الدولة الرومانية وأغلقت الهياكلالوثنية التي تفتح فقط في أيام الحروب، وفتحت هياكل السلام وتفتح في أوقات السلام.

3.                يستمر يهوذا في الحكم حتي يأتي المسيح. والمسيحسيأتي بعد أن ينتقل القضيب لشعب اخر. رابطاً بالكرمة جحشه، وبالجفنة إبن أتانه=الكرمة والجفنة مترادفان، ومعناهما شجرة العنب. وقد جاءت الجفنة في الإنجليزيةالكرمة المختارة. والمعني المباشر للآية أنها تعبير عن الرخاء والثروة التي سيتمتعبها السبط فمن كثرة الأشجار والخصب لن يجد الرجل مكاناً بربط فيه جحشه سوي الكرمة.والكرمة شجرة ضعيفة، فيكون معني أن يربط الرجل جحشه أنها ستكون قوية حتي تحتمل.ولكن الكرمة هي بالمفهوم الرمزي إشارة لشعب إسرائيل ثم صارت تشير للكنيسة (مز 8:80+ هو 1:10 + أش 1:5-7 + أر 21:2 + مت 33:21 + يو 1:15) إذاً الكرمة هي شعب الله فيالعهد القديم والعهد الجديد. ولاحظ أن المسيح يوم دخوله إلي أورشليم طلب جحشاً(هذا إستعمله وركبه الناس من قبل) وإبن أتان (هذا لم يركبه أحد من قبل) وقد ركبإبن الأتان. ورأي الأباء أن الجحش يشير لليهود وإبن الأتان يشير للأمم وقد ربطالمسيح كلاهما بكرمته فهو الكرمة وكلنا الأغصان. وهو الذي جعل الإثنين واحداًولاحظ أنه ربط إبن الأتان رمز الكنيسة بالجفنة أي الكرمة المختارة.

غسلبالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه: من وفرة الخيرات يصير الخمر كالماء فيغسلون بهالثياب ولكن الثوب يشير للكنيسة (كما أشار ثوب يوسف الملون للكنيسة متعددةالمواهب) وكون الثوب يغسل بالخمر بل ويقول دم العنب فهذه نبوة واضحة بأن الكنيسةتطهرت بدم المسيح رؤ 14:7 + ا يو 7:1. والخمر هو إشارة لكأس دم الرب الذي يعطيلغفران الخطايا.

مسودالعينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن: مسود العينين مترجمة لامع العينان أيعيناه جميلتان ولا معتان. والخمر إشارة للوفرة والخير الكثير وكذلك اللبن والمعنيأن الخيرات الكثيرة (كروم ولبن) أعطته عينين قويتين وحدة بصر وأسنان قوية وروحياًفالمسيح أعطانا فرحاً روحياً كثمرة من ثمار روحه القدوس (غل 22:5 + يو 22:16)والروح القدس الذي يعطي فرحاً للقلب يعطي أيضاً إستنارة ووضوح رؤيا. ويعطي تعليميو 26:14 + عب 11،10:8. بل الأقوياء يحصلوا علي الطعام القوي ويحولونه إلي لبنيعطونه للصغار 1كو 2:3 + ا بط 2:2. فالروح القدس يعطي الطعام القوي للبالغينوهؤلاء يعطون غذاء الضعفاء 2 تي 2:2. وراجع أش 1:55. والروح القدس يستخدم كلمةالله كغذاء يشبع به النفوس. وهو يعطي بسخاء.

 

أية13

” 13 زبولون عند ساحل البحر يسكن وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون

زبولون:

زبولونتعني مسكن. فبعد أن رأينا العالم قبل المسيح في فساد وقسوة ورأينا المسيح أتيا منيهوذا بالجسد. نري الآن سكن الجميع في الكنيسة يهوداً وأمماً. فسبط زبولون سكنبجانب البحر وهم جاوروا الفينيقيين تجار البحر وجاءوا منهم بتجارتهم وباعوا لهم.فيكون زبولون تجاراً. وهذا يشير للكرازة خصوصاً أن البحر يشير للأمم والنهر يشيرلليهود. ويكون سكن زبولون (اليهود). بجانب البحر (الأمم) إشارة للكنيسة الواحدة منكلاهما. وصيدون هي صيدا علي البحر المتوسط. (لقد عرف العالم المسيحية من الشعباليهودي الذي آمن).

 

الأيات14، 15

” 14 يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر 15 فراى المحل انه حسن والارضانها نزهة فاحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبد

 

يساكر:

يساكرحمار جسيم: غالباً فإن يساكر إختار الحمار شعاراً لخاتمه. وحمار جسيم أي ضخم وقويوبالإنجليزية Strong donkey. فقد إشتغل هذا السبط بالفلاحة وكان دأبهم الصبر.وكانت أرضهم خصبة فإكتفوا بالزراعة ولم ينشغلوا بالسياسة. وكانوا معرضين لدفعالضرائب. وتشبيه يساكر بحمار يشير لعمله الشاق فهو حمل حملين 1) عمله الشاق فيالزراعة       2) الجزية. وماذا كانت مكافأتهم؟ أرضهم الخصبةوزراعتهم الناجحة. وحظائرهم كثيرة أي أغنامهم كثيرة : رابض بين الحظائر… والأرضنزهة. ونزهة أي مبهجة بخصبها ودسمها. وهم لم يهتموا بالضرائب لأن أرضهم خصبة.

وماأجمل هذا التشبيه عن الكنيسة والذي أتي في مكانه. فبعد أن سمعنا عن مجئ المسيح منسبط يهوذا وسكن اليهود والأمم معاً نسمع أن أرضهم دسمة إشارة للكنيسة التي هي جسدالمسيح وتتغذي علي جسده ودمه. وأن الكنيسة مخصبة ورعاياها يزيدون جداً (حظائركثيرة للرعاية). لقد أدرك خدام الله أن الأرض نزهة ففي السماء مالم تره عين ولمتسمع به أذن وعلي الأرض رأوا عمل المسيح في كنيسته فإهتموا بكرازتهم وعملهم في حقلالمسيح دون أن يهتموا بأي ألام تفرض عليهم. وهذا ما قاله بولس الرسول “إذ كنتحراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين 1كو 19:9 + 2 كو 15:12.

 

 

الأيات16-18

” 16 دان يدين شعبه كاحد اسباط اسرائيل 17 يكون دان حية على الطريقافعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه الى الوراء 18 لخلاصك انتظرت يارب

 

دان:

رأينافيما سبق الكنيسة المثمرة وخدامها. ورأينا خدامها كيف يتألمون فمن أين تأتي هذهالألام؟ لابد من أنها تأتي بحيل إبليس الحية القديمة. لذلك كان دان حية عليالطريق. هو دائما يثير المشاكل في طريق الله وخدامه. وهذه الحرب بين إبليسوالكنيسة تصل لذروتها في نهاية الأيام حين يطلق إبليس من سجنه ويعمل بقوته مع ضدالمسيح. وكان سبط دان هم أول من أدخل العبادة الوثنية في إسرائيل بوضعهم تمثالميخا في مدنية دان. وبسبب هذا حذف إسم دان من المختومين في الرؤيا (رؤ 7). وهذا قديكون بسبب وثنية سبط دان إلا أن كثير من الأباء رأوا أن نبوة يعقوب هذه مع حذف إسمدان من رؤيا 7 راجع إلي أن ضد المسيح سيأتي من سبط دان. وبسبب الألام الكثيرة التيسيوقعها ضد المسيح بالكنيسة صرخ يعقوب لخلاصك إنتظرت يارب فالمسيح سيأتي مباشرةعقب هذه الأحداث، فلا خلاص حقيقي لكل إرتداد سوي بالمسيح. وهذه الآية هي إيمانبعمل المسيح المخلص. وقد عرفت ذرية دان بالمكر والدهاء قض 18،17.

دانيدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل: أي مع كونه إبن جارية إلا أنه يكون سبطاً مستقلاًأو لأن ضد المسيح سيخرج منه فسيكون هذا سبب دينونة لإسرائيل كله الذي يسير وراءه.

 

أية19

” 19 جاد يزحمه جيش ولكنه يزحم مؤخره

 

جاد:

كاننصيب سبط جاد شرق الإردن كطلبه. وهذا جعلهم معرضين للقتال من الأعداء من حولهمبصفة مستمرة (أمثال أرام والعموينين والأموريين) إلا أنهم كانوا يحاربون أعدائهمدائماً ولا يسكتون وكانوا محاربين أقوياء (1 أي 8:12-14) لهم وجوه الأسود. إذاًجاد كان في حرب مستمرة: يزحمه جيش. ولكنه سرعان ما يضرب مؤخرة جيوش أعدائه ويستردغنائمه: ولكنه يزحم مؤخره في الإنجليزية هو سيتغلب وينتصر أخيراً إذا فجاد يمثلالكنيسة التي هي في حرب مستمرة ولكنها ستنتصر أخيراً فهي مرهبة كجيش بألوية.

 

أية20

” 20 اشير خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك

 

أشير:

خبزهسمين وهو يعطي لذات ملوك: تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة الخيرات. وقال عنه موسي فينبوته أنه يغمس في الزيت قدمه تث 24:33. وفعلاً تحققت النبوتان فقد تمتع سبط أشيربأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون التي يستخرج منها الزيت. وكانت غلات أرضه وفيرةفقيل أن خبزه سمين. ويصدر من خيراته للملوك ولباقي الأسباط. هذا يشير لشبع أولادالله ولفيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين.

 

أية21

” 21 نفتالي ايلة مسيبة يعطي اقوالا حسنة

 

نفتالي:

أيلة:أنثي الأيل. وهي مسيبة: أي كانت ممسوكة ثم جاء من حررها وسيبها حرة وهنا نفتالييشبه في محبته للحرية بأيلة منطلقة في برية مفتوحة تتحرك في خفة وسرعة أينماأرادت. ولكن حرية هذا السبط لم تكن فرصة للإنحلال والشر، بل إلتزم بعلاقات طيبة معبقية الأسباط فكانت كلماته : أقوالا حسنة. وهذه صورة رائعة للكنيسة التي حررهاالمسيح “إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً. والذي حرره المسيح يسبحويشهد للمسيح أي يعطي أقوالاً حسنة.

 

الأيات22-26

” 22 يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين اغصان قد ارتفعت فوقحائط 23 فمررته ورمته واضطهدته ارباب السهام 24 ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددتسواعد يديه من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر اسرائيل 25 من اله ابيك الذييعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمرالرابض تحت بركات الثديين والرحم 26 بركات ابيك فاقت على بركات ابوي الى منيةالاكام الدهرية تكون على راس يوسف وعلى قمة نذير اخوته

 

يوسف:

ناليوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أميناً مع الله ومحباً للجميع أيا كان موقعه.ولقد كان مثمراً : غصن شجرة مثمرة. وهذه أعلي درجات النمو أن يكون الإنسان الروحيمثمراً مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررتهورمته وإضطهدته أرباب السهام. ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان غصن شجرة مثمرة. فهورغماً عن الإضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع، فهى ثمارمحبته لله وللجميع. وهنا يوسف يشير للمسيح الذي إضطهدوه ولكن تمتع بخلاصه الجميعحتي من إضطهدوه. ثم قال يعقوب أغصان قد إرتفعت فوق حائط= كان غصن وصار أغصان، إذاهو نمو وزيادة وهكذا الكنيسة جسد المسيح. فالمسيح هو الغصن (أش 1:11 + أر 5:23 +زك 8:3) ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم 2 يشير للتجسد الذي جعل به الإثنينواحداً وصار المسيح الكرمة ونحن الأغصان. فالأغصان إشارة للكنيسة جسد المسيح يو5:15 وهذه الكنيسة مسنودة علي حائط، هو المسيح الصخرة الحقيقية. فالكروم تحتاجلحائط قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد. وهذه هي بركات المسيحلكنيسته المضطهدة وهذا الغصن علي عين= عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يرويالكنيسة فتثمر. وبالرغم من الإضطهاد ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانةقوسه وتشددت سواعد يديه بمساعدة من الله من يدي عزيز يعقوب. فالله هو عزيز يعقوبأي ألهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له. ويعقوب يطلب لإبنه المحبوب كلالبركات. بركات السماء من فوق: أي مطر وندي. وبركات الغمر الرابض تحت= أي الأنهاروالينابيع. وبركات الثديين والرحم: أي كثرة النسل وصحة وبركة للأطفال من لبنالثديين. بركات أبيك لك فاقت علي بركات أبوي. أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوييعقوب ليعقوب. هذه البركات رمز للبركات الروحية التي يعطيها الله لكنيسته وهي تزيدبكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب الله في العهد القديم. إلي منيةالأكام الدهرية= الأكام هي التلال العالية. والدهرية أي إلي مدي الدهر. والمعنيفلتحل هذه البركات عليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت الأكام باقية وطالما هيباقية إلي الأبد. إذا فالبركات لك تكون إلي الأبد. وهذه هي بركات المسيح التي صارتللكنيسة وتستمر حتي تزول السماء والأرض. وعلي قمة نذير إخوته: إخوة يوسف أبعدوهعنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص لله فالنذير يعتزل إخوته وكل الناس. ومن تكرس للهيستحق كل هذه البركات له. وقمة نذير إخوته في الإنجليزية علي تاج رأس نذير إخوته.

 

أية27

” 27 بنيامين ذئب يفترس في الصباح ياكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا

بنيامين:

إذافهمنا أن كل ما مر من نبوات لأولاد يعقوب يشير للكنيسة المجاهدة جسد المسيحوالألام التي تقع عليها والجهاد المفروض عليها، فنجد أن نهاية الأمر أن تجلسالكنيسة بعد طول جهاد عن يمين الأب فبنيامين تعني إبن اليمين. وبركة موسي لبنيامينتشير لنفس الشئ في تث 12:33 حبيب الرب يسكن لديه آمناً. فبعد طول جهاد نسكن عندالرب في أورشليم السماوية مسكن الله مع الناس رؤ 3:21.

بنيامينذئب مفترس: إشارة لشجاعة السبط في الحروب قض 16:20. وتشير لشجاعة الكنيسة المجاهدةالتي هي مرهبة كجيش بألوية. وقيل هي نبوة عن شاول الطرسوس الذي خرج كذئب في الصباحليفترس المسيحيين المؤمنين ويقتلهم كمضطهد للكنيسة وبعد إيمانه أمن علي يدهالكثيرين فقسم نهباً: أي المؤمنين الذي آمنوا بكرازته.

 

الأيات28-33:

” 28 جميع هؤلاء هم اسباط اسرائيل الاثنا عشر وهذا ما كلمهم به ابوهموباركهم كل واحد بحسب بركته باركهم 29 واوصاهم وقال لهم انا انضم الى قومي ادفنونيعند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي 30 في المغارة التي في حقل المكفيلةالتي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها ابراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملكقبر 31 هناك دفنوا ابراهيم وسارة امراته هناك دفنوا اسحق ورفقة امراته وهناك دفنتليئة 32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث 33 ولما فرغ يعقوب من توصيةبنيه ضم رجليه الى السرير واسلم الروح وانضم الى قومه

عنديعقوب نجد الموت أهم من الحياة. فالحياة جعلته حبيس مصر أرض العبودية. أما الموتفمركبة تحمله إلي كنعان، ويضمه إلي أبائه وإله أبائه. فهو حين يوصي أولاده بدفنهفي أرض أبائه، ينظر إلي ما وراء الحياة، إلي خارج مصر. هو يوفد جسده الميت ليمتلكالميراث علي الرجاء. لذلك يوصي أولاده ويوصي يوسف بأن ينقلوا جسده إلي كنعان(30:47 + 29:49).فتبقي أيضاً قلوب أولاده متعلقة بكنعان.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى