عهد قديم

الإصحاح التاسع عشر



الإصحاح التاسع عشر]]>الإصحاح التاسع عشر

 

هذا الإصحاح هو مختصر الشريعة. وهو أقسامتنتهى كل منها بقوله أنا الرب إلهك. وكأن هذه العبارة هى محور الشرائع فالشعب مقدسلأنه شعب الله ( نسعى كسفراء…. ) ونجد هنا ترجمة الحياة المقدسة عملياً خلالعلاقتنا بالله والوالدين والإخوة…. الخ

 

آية 2 :- كلمكل جماعة بني اسرائيل و قل لهم تكونون قديسين لاني قدوس الرب الهكم.

إذاً الله هو سر قداستنا.ولأننا شعبه فيجب علينا الإلتزام بالقداسة لأنه هو قدوس “لكى يرى الناسأعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات” نسعى كسفراء كأن المسيح يعظبنا” والقداسة ليست إمتناعاً عن الشر فحسب ولا حتى مجرد ممارسة لأعمال صالحةوإنما هى قبول لله القدوس فنحمل سماته هبة من عنده وهذا يتم بالمعمودية وبهاإنتسبنا لله وصرنا أبناء ودورنا الآن أن نكرس القلب له ونهتم بما فوق لا بما علىالأرض ونعتزل الشر أش 52 : 11 + رؤ 18 : 4) وبهذا نتقدس.

مقالات ذات صلة

 

آية 3 :- تهابون كل انسانامه و اباه و تحفظون سبوتي انا الرب الهكم.

تهابون كل إنسان أمه وأباه = قوله كل إنسانتجعل حتى رئيس الكهنة بما له من مركز أسمى من كل إنسان أن يهاب أبويه. وقوله أمهقبل أباه لأن العادة جرت أن الإنسان يحب الأم ويهاب الأب فالوصية هنا تشدد علىهيبة الأم وفى الكنيسة نعتبر أن الله هو الأب والكنيسة هى الأم. وتحفظون سبوتى= إقتران الوصيتين معاً تجعلنا نفهم أن دور الأبوين مهم فى تلقين الأولاد أهميةحفظ السبت. وعلى الأولاد أن يطيعوا والديهم ويحفظون السبت. والسبت أهميته أنه عهدبين الله وشعبه. هو علامة راحة وبذلك يشير للراحة الأبدية فكل حياتنا علينا أننسلك وعيوننا على الراحة الأبدية والسماء. وكان للسبت طقسه الخاص وصلواتهوالإنشغال بالله وهذا ما يجب أن نهتم به فى حياتنا. وطاعة الوالدين والسبت علامةالخضوع للسلطة فمن يحترمهم سيخاف الله حتماً

 

آية 4 :- لا تلتفتوا الىالاوثان و الهة مسبوكة لا تصنعوا لانفسكم انا الرب الهكم.

الأوثان الحالية هى بطونناوشهواتنا والمجد العالمى

 

الأيات 5 – 8 :- و متى ذبحتم ذبيحة سلامة للرب فللرضا عنكم تذبحونها. يوم تذبحونهاتؤكل و في الغد و الفاضل الى اليوم الثالث يحرق بالنار. و اذا اكلت في اليومالثالث فذلك نجاسة لا يرضى به. و من اكل منها يحمل ذنبه لانه قد دنس قدس الرب فتقطعتلك النفس من شعبها.

راجع شريعة ذبيحةالسلامة. ولكن لماذا أتت هذه الوصية هنا ؟ لاحظ أن ما قبلها معاملات الشخص معأبائه وما بعدها الإهتمام بالفقراء. وطبيعة هذه الذبيحة هى إشتراك الجميع فيها فىمحبة. والغرض من أن تؤكل ولا يبقى منها منعهم من الشراهة والإبقاء منها لأنفسهم.وما دام هذا ممنوعاً فسيضطرون لأن يشركوا الجميع.

 

الأيات 9، 10 :- وعندما تحصدون حصيد ارضكم لا تكمل زوايا حقلك في الحصاد و لقاط حصيدك لا تلتقط. و كرمكلا تعلله و نثار كرمك لا تلتقط للمسكين و الغريب تتركه انا الرب الهكم.

هذه الأيات تعلمإتساع القلب للمحتاج والغريب فكان عليهم أن يتركوا زوايا الحقل بلا حصاد ولايلتقطوا الحزم التى تسقط أثناء نقلها. وترك الجوانب هذا يسهل للمسكين أن يأخذإحتياجه دون إحراج. فهذه الوصية تطلب العطاء ولكن بدون جرح للكرامة والمشاعر. (هذاما حدث مع راعوث). وكرمك لا تعلله = أى لا تجمعه عدة مرات حتى لا يبقى فيهعنقود واحد. أنا الرب الهكم = الذى أهتم بكم وبالفقراء.

 

آية 11 :- لاتسرقوا و لا تكذبوا و لا تغدروا احدكم بصاحبه.

لا تسرقوا = لأنها جاءتبعد وصية زوايا الحقل فكان الله يعتبر أن من يجنى حقله كله أنه سارق. ولاتغدروا = منها عدم سداد الحقوق وعدم الوفاء بالوعود وظلم الأرامل ومنها صورةإخوة يوسف. إذاً هى خطية عدم إنفتاح القلب بالحب للآخرين

 

آية 12 :- و لا تحلفوا باسميللكذب فتدنس اسم الهك انا الرب.

سمح الله بالقسمفى العهد القديم حتى لا يتشبهوا بالشعوب الوثنية ويحلفوا بآلهتهم.

 

آية 13 :- لاتغصب قريبك و لا تسلب و لا تبت اجرة اجير عندك الى الغد.

لا تغضب قريبك = أى لا تظلم أحدفى حق له. وهناك ظلم قد يحدث عفواً كأن لا يحصل الأجير على أجرته فى نفس اليوم.(يع 5 : 4).

 

آية 14 :- لاتشتم الاصم و قدام الاعمى لا تجعل معثرة بل اخش الهك انا الرب.

لا تشتم الأصم = هذا نوعاً آخرمن الظلم، أى إستغلال ضعف الأخرين عوض مساندتهم. وقد تشير لمن يغتاب أحد ويظلمهوهو غير قادر على الدفاع عن نفسه فكأنه أصم. وعلى هذا القياس فيكون من يشتم منيسمع، خطيته أكبر لأنه سمع وجرح وحزن بل إخشى الهك، أنا الرب = الذى يسمعالإهانه ويرى وينتقم. والأعمى الذى نضع أمامه عثرة يدخل فيها من يعثر الأخرينوالأطفال الصغار أو أى إنسان برئ.

 

آية 15 :- لاترتكبوا جورا في القضاء لا تاخذوا بوجه مسكين و لا تحترم وجه كبير بالعدل تحكملقريبك.

لا تحترم وجهكبير = أى لا تنحاز له فى القضاء بسب مركزه

 

آية 16 :- لاتسع في الوشاية بين شعبك لا تقف على دم قريبك انا الرب.

الوشاية = هى النميمةوالإفتراء على الآخرين أمام الناس. ولا تقف على دم قريبك = أى لو أمكنك أنتنقذ حياته ودمه فلتفعل. فمعنى لا تقف على دم أنك تعرف الحقيقة التى يمكنها إنقاذهلكنك تقف عليها بقدميك وتخبئها. وإرتباط الوشاية بالوقوف على الدم هو أن الوشايةأو النميمة قد تتسبب فى هلاكه. وقوله أنا الرب = تعنى أنا أرى وأدافع عنالمظلومين

 

آية 17 :- لا تبغضاخاك في قلبك انذارا تنذر صاحبك و لا تحمل لاجله خطية.

لا تبغض أخاك فىقلبك = هنا وصل الشارع إلى أعماق القلب لينزع منه الحقد. ويطلب أن أعاتبأخى وأنبهه لخطأه = إنذاراً تنذر صاحبك = ربما دافع عن نفسه. عوضاً عن أنتحمل فى قلبك خطية حقد وكراهية. فمن يبعض أخاه هو قاتل نفس (1يو 3 : 15) أى يقتلنفسه فالغضب والكراهية تقتلان صاحبهما.

 

آية 18 :- لا تنتقم و لاتحقد على ابناء شعبك بل تحب قريبك كنفسك انا الرب.

تحب قريبك كنفسك=هى محور النظام الأدبى فالله لا يطيق الكراهية (مت 7 : 12)

 

آية 19 :- فرائضيتحفظون لا تنز بهائمك جنسين و حقلك لا تزرع صنفين و لا يكن عليك ثوب مصنف منصنفين.

لا تنز بهائمكجنسين = هذه الوصية تمنع التهجين بين جنسين من الحيوانات لإنجاب جنس ثالث.فالله خلق كل شئ كجنسه وكان كل ما فعله حسن (تك 1) والله هو الذى جعل التمييزالطبيعى فى رتب مخلوقاته ومن يحاول عكس ذلك يشوش خليقة الله وإذا كان ما جمعه اللهلا يفرقة إنسان فلا يجب أن ما يفرقة الله يجمعه الإنسان. وقد يكون المنع حتى لايظن الإنسان أنه يخلق خلقة جديدة أو يعدل من خليقة الله. والطبيعة أظهرت أن مثلهذه الحالات تنتج مخلوقات ينقصها شئ. فهناك البغل وهى نتيجة تهجين الحصان والحمارولكنه جنس عقيم إذن به عيب فالتشويش على خليقة الله يلحق بها عيوب

وروحياً فالجسدالإنسانى رمزه هنا الحيوان ولو إستسلم للشهوات الجسدية ولم يخضع للروح سيكونعقيماً مشوشاً بلا ثمر يفرح قلب الله.

وحقلك لا تزرعنصفين = كان الوثنيون يعتقدون أن هذا يسر الهتهم فيباركون زرعهم بالإضافةإلى أن كل نوع له طريقته فى الرى ومراعاة التلقيح والحصاد.

وروحياً فالحقلقد يشير للنفس التى لا يجب أن تخلط بين حب الله وحب العالم وهو يشير للكنيسة التىيجب أن تضم صنفاً واحداً من أولاد الله “جسد واحد فكر واحد رب واحد”

ولا يكن عليك ثوبمصنف من صنفين = هى أيضاً عادة وثنية سحرية صف 1 : 8. والثوب هو كنيسة المسيح(لذلك فثوب المسيح لم يشق) ويجب على الكنيسة أن تتمتع بوحدانية الفكر.

 

الأيات 20 – 22:- و اذا اضطجع رجل مع امراة اضطجاع زرع و هي امة مخطوبة لرجل و لم تفد فداء ولا اعطيت حريتها فليكن تاديب لا يقتلا لانها لم تعتق. و ياتي الى الرب بذبيحةلاثمه الى باب خيمة الاجتماع كبشا ذبيحة اثم. فيكفر عنه الكاهن بكبش الاثم امام الربمن خطيته التي اخطا فيصفح له عن خطيته التي اخطا.

شريعة الزنا معجارية = أمة = هى مازالت أمة لم يفدها خطيبها أى لم تتحرر. هنا نجد تساهلفالشريعة تتعامل مع بدائيين يعتبرون الجوارى والعبيد ملكاً لهم. والتأديب قد يكونلكلاهما إذا ثبت خطأ الأمة (جلدهما ولكن ليس الرجم وهذا هو التساهل) لكن على الرجلتقديم ذبيحة إثم. أما الأمه إذ لا تملك شئ فلا تقدم شئ. وفى الكنيسة فلا تفريق بينالحر والعبد غل 3 : 28

 

الأيات 23 – 25:- و متى دخلتم الارض و غرستم كل شجرة للطعام تحسبون ثمرها غرلتها ثلاث سنينتكون لكم غلفاء لا يؤكل منها. و في السنة الرابعة يكون كل ثمرها قدسا لتمجيد الرب.و في السنة الخامسة تاكلون ثمرها لتزيد لكم غلتها انا الرب الهكم.

طالبهم الله حين يزرعون أشجارفاكهة لا يأكلوا منها ثلاث سنوات وذلك حتى متى ظهرت أى ثمار تقطع فى بدايتهاوتلقى. وكانوا يقطفون الثمر فى بدايته قبل أن ينضج أو يقطفون الزهر ويدفنونه فىالأرض كما هو أو محروقاً فيكون سماداً للأرض ليعطى قوة للشجر. وفى شجر الزيتونمثلاً لو فرح الغارس بالثمار فى السنوات الأولى تمتص الثمار العصارة ويصيب الشجرةبالعجز، أما أن نزعت الثمار فى السنوات الأولى تنمو الشجرة. وفى السنة الرابعةيكون الثمر كثيراً فيقدم كبكور لله. فلا يصح أن نقدم البكور من الثمر الضعيف. وكانثمرها فى السنة الرابعة لتمجيد الرب فكانوا يبيعون الثمر وينفقون الثمن علىالهيكل. ولأن الثمر الأولى تقطع ويرمى ولا يستعمل أسماه الله غرلة = ثمرهاغرلتها. لتزيد لكم غلتها = بهذا تتقدس الشجرة وتتبارك وبالنسبةللإنسان :- السنة الأولى  = الفردوس  والسنة الثانية = الناموسالطبيعى والسنة الثالثة = ناموس موسى وفى كلها فشل الإنسان أن يقدم ثمراًأما فى الرابعة فقد وجد المسيح البكر الحقيقى الذى قدمته البشرية من شجرتها للآبفتقدست الشجرة كلها.

 

آية 26 :- لا تاكلوا بالدم لا تتفاءلوا و لا تعيفوا.

لا تأكلوا بالدم = كان الوثنيون يجمعون الدمفى طسوت ثم يجتمعون ليأكلوا حولها ويرون فى هذا شركة مع الآلهة، هم لهم اللحموالآلهة لها الدم. وسبق الحديث عن حكمة منع أكل الدم.

لا تتفائلوا ولا تعيفوا = لا تتفائلوا بالعبرية لاتنحشوا ومنها كلمة نحس أى لا تعتبرون أن شيئاً نحساً عليكم وهم كانوا يتشائمونمثلاً من وقوع اللقمة من الفم أو سقوط العصا من اليد أو من صراخ الولد وراء والدهوحين يخرج أو من نعيب البوم وهذه أنواع من السحر والشعوذة. ومنها ما يستخدم لمعرفةالمستقبل كما قال يوسف لإخوته “كيف يتفاءل المصريون وذلك من خلال الفقاعاتالتى تظهر فى الكأس أما العيافة فهى كانت بمراقبة إتجاه طيران الطيور بحسب الإتجاهويتشائمون أو يتفائلون. ولاحظ أن إعتبار شيئاً نحس هو طريقة لمعرفة المستقبلأيضاً.

 

آية 27 :- لا تقصروا رؤوسكم مستديرا و لا تفسد عارضيك.

كانت عادةالوثنيين قص شعرهم وإبقاء جزءاً فى شكل سطح مستدير وسط الرأس إرضاء لألهتهم (أر 9: 26) أما العارضان فهى جانباً اللحية يقصونهما وتترك اللحية فى الجزء الأسفل يغطىالذقن =  لا تفسد عارضيك

 

آية 28 :- ولا تجرحوا اجسادكم لميت و كتابة وسم لا تجعلوا فيكم انا الرب.

كان الوثنيون فىإفراطهم فى الحزن على ميت يدهنون وجوههم بصبغة سوداء وزرقاء ويمزقون ثيابهمويجرحون أجسادهم. وهذه التصرفات تكشف عن فقدان الرجاء (1تس 4 : 13، 14). والوشم =كان الوثنيون يرسمون الهتهم الوثنية على أجسادهم كوشم علامة تعلقهم بهذه الألهةوللتمتع ببركتها.

 

آية 29 :- لاتدنس ابنتك بتعريضها للزنى لئلا تزني الارض و تمتلئ الارض رذيلة.

قديماً كان بعضالرجال يسلمون بناتهم للزنى لأجل مكسب مادى أو كعمل تعبدى للآلهة الوثنية حيثيسمونهم ناذرات أنفسهن. وهم يقدمون أجرهن للهيكل الوثنى.

 

آية 31 :- لاتلتفتوا الى الجان و لا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم انا الرب الهكم.

كانوا يتصورون أنالجان مخلوقات روحية مستقلة أو هم أرواح الموتى ومنهم من قال أنها الشياطينومنهم من قال إنها صورة خيالية. وهم كانوا يحاولون الأتصال بها كقوى فوق الطبيعةلمعرفة المستقبل وإلحاق الضرر بأعدائهم. وكان هناك من يسمونهم التوابعوهؤلاء أشخاص تدخل فيهم هذه الأرواح وتتكلم على ألسنتهم. وكان هؤلاء التوابعينبئون عن المستقبل مثل روح العرافة الذى أخرجه بولس الرسول (أع 16 : 16 – 18)(هذا ما يسمى الأن تحضير الأرواح والعمل وفك العمل والحجاب….الخ من أعمالالشياطين). وهذا يحرمه الله لأن معناه الوحيد أن الله غير قادر على حمايتى وتدبيرأمورى لذلك أنا أذهب للشيطان.

 

آية 32 :- منامام الاشيب تقوم و تحترم وجه الشيخ و تخشى الهك انا الرب.

إذا تعلمناإحترام الكبار سنتعلم إحترام الرب فهو القديم الأيام. ولذلك فى هذه الأية يربط بينإحترام الشيخ وخشية الرب

 

آية 33 :- واذا نزل عندك غريب في ارضكم فلا تظلموه.

 

يربط دائماً بينالغريب واليتيم والأرملة فالغريب يشعر أنه متيتم (تث 10 : 18) والمسيح كان كغريبوسط شعب إسرائيل ولكن الشعب لم ينفذ الوصية بل لم يكن له أين يسند رأسه.

 

آية 35 :- لاترتكبوا جورا في القضاء لا في القياس و لا في الوزن و لا في الكيل.

الإلتزامبالعدالة وعدم الغش

 

آية 36 :- ميزانحق و وزنات حق و ايفة حق و هين حق تكون لكم انا الرب الهكم الذي اخرجكم من ارض مصر.

الإيفة = مكيال للحبوب =10 عُمُر = 22.961  لتراً

الهين = 5 لتر تقريباً

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى