علم المسيح

إبليس يجرب المسيح



إبليس يجرب المسيح

إبليس يجرب المسيح

 

رأينا
في أخبار طفولة يسوع شيئاً من أعمال إبليس التي ظهرت في تصرُّفات هيرودس الملك.
لكننا لم نعثر إلى الآن في تاريخ يسوع على ذكر إسم إبليس، ولا على أخبار صريحة
عنه. أما الآن فقد وصلنا في درسنا إلى رؤية صورته بجلاء، إذ تُذكر أسماؤه الثلاثة
«المجرب» و «إبليس» (أي: المشتكي) و «الشيطان» (أي: العدو). ويصوّره الإنجيل يهاجم
يسوع ويريد أن يجعله يخطئ. ويروي لنا قصة تجريب إبليس للمسيح في إنجيل متى 4:
1-11، ولوقا 4: 1-13.

 

يتبيَّن
من الكتاب المقدس أن الشيطان شخص حقيقي روحي، مجرَّد من المادة وشرير جداً، وأنه
رئيس ملائكة الشر الذين أشار إليهم المسيح في كلامه عن «ٱلنَّارِ
ٱلأَبَدِيَّةِ ٱلْمُعَدَّةِ لِإِبْلِيسَ وَمَلائِكَتِهِ» (متى 25:
41). قيل «إن الله لم يشفق عليهم لأنهم أخطأوا ولَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ،
بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ. ففي سلاسل الظلام طرحهم في جهنم، وسلّمهم محروسين
للقضاء، وحَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ
بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ ٱلظَّلامِ» (يهوذا 6) ويُسمى أيضاً «رَئِيسَ
هٰذَا ٱلْعَالَمِ» (يوحنا 16: 11) و «إِلٰهُ هٰذَا
ٱلدَّهْرِ» (2 كورنثوس 4: 4). و «رَئِيسِ سُلْطَانِ ٱلْهَوَاءِ» (أفسس
2: 2) لأنه بذكائه الفائق، يتسلَّط على البشر تسلُّطاً عظيماً وغريباً جداً. وأهم
البراهين على أنه شخص حقيقي مهم ومقتدر أمر يسوع لتابعيه أن يذكروه في صلاتهم مهما
اختصروها، ويقولوا: «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ» (متى 6: 13) ليس من الشر
ولا من الأشرار، بل «من الشرير».

 

ويتضح
أيضاً من الكتاب المقدس أن هذا التسلُّط مقيَّد بالسماح الإلهي، وأن إبليس يعترف
بذلك، ويطلب هذا السماح ويُعطاه أحياناً. إنما القصد الإلهي في هذا السماح هو حبّي
محض نحو الذين يُجرَّبون، لأن المنتصرين منهم ينالون التزكية والتقوية والتمجيد.
والذي يدفع كل ريب في مزية الحب الخالص في هذا السماح هو تجربة المسيح، لأن الروح
القدس هو الذي أصعده إلى البرية ليجربه إبليس.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى