علم المسيح

أمجاد المسيح الإلهية



أمجاد المسيح الإلهية

أمجاد
المسيح الإلهية

الباب الخامس براهين ألوهية المسيح

الفصل الرابع: أمجاده الإلهية

يقول
الرسول يوحنا (يوحنا37: 12- 41) «ومع أنه كان قد صنع
أمامهم
(أي أمام اليهود) آيات هذا عددها لم
يؤمنوا به لأن إشعياء قال: أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم قال إشعياء هذا حين رأي مجده
وتكلم عنه
».

مقالات ذات صلة

واضح
أن الكلام هنا وخاصة كلمة «مجده», وكلمة «عنه» المقصود بها المسيح «ابن
الله
» فهو إذن السيد الرب الذي رأى إشعياء
النبي مجده
(إشعياء 1: 6- 10).

فالابن
يتكلم عنه يوحنا أنه هو «رب المجد» الذي رأي
إشعياء النبي مجده وفي (يوحنا14: 1) «والكلمة صار جسدا
وحل بيننا ورأينا مجده
» وقال البشير لوقا عن الذين كانوا معه على جبل
التجلي في تجليه «فلما استيقظوا رأوا مجده»
(لوقا32: 9) وقال هو لتلميذي عمواس بعد قيامته «أما كان
ينبغي أن يتألم المسيح بهذا ويدخل إلى مجده
» (لوقا25: 24, 26).

وكما
قيل عن الله يهوه «إذا بني الرب صهيون يرى بمجده»
(مزمور 16: 102) وفي (مزمور 9: 24, 10) ارفعن أيتها الأرتاج رؤوسكن, وارفعنها
أيتها الأبواب الدهريات فيدخل ملك المجد. من هو هذا ملك المجد? رب الجنود هو ملك
المجد».

هكذا
قيل أيضا عن الله الابن الرب يسوع المسيح «ومتى جاء ابن
الإنسان في مجده.. يجلس على كرسي مجده
» (متى 31: 25- 40).

فهو
بل اشك الله رب المجد وملك المجد, وهذا ما صرح به الروح القدس عندما قال عن صالبيه
«لو عرفوا لما صلبوا رب المجد» (1كورنثوس8: 2).

ولقد
أوصى يعقوب المؤمنين قائلا «يا إخوتي لا يكن لكم إيمان
ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة
» (يعقوب 1: 2). لذلك لم يقل الكتاب
المقدس عن موسى وإيليا إنهما ظهرا بمجدهما كما قال عنه هو: بمجده, بل قال إنهما
ظهرا بمجد (لوقا31: 9).

ولم
يقل عنا نحن المؤمنين في ظهوره «تظهرون أنتم معه في مجدكم»
كما قال عنه «بمجده» بل قال «في المجد» (كولوسي 4: 3) لأن المجد مجده هو وليس مجدنا
نحن ولا مجد موسى أو إيليا.

ولقد
قيل عن الله إنه «إله المجد» (أعمال 2: 7).

كما
قيل عن الآب «أبو المجد» (أفسس17: 1).

والروح
القدس أيضا لأنه الله فقد قيل عنه تسمى «روح المجد»
(1بطرس 14: 4).

ولأن
الابن أيضا هو الله فقد سمي «رب المجد»
(1كورنثوس8: 2, يع 1: 2), ملك المجد (مزمور 9: 24,
10).

وتتجلى هذه الأمجاد في الأمور الآتية:

1- إنه موضع إيماننا.

2- إنه موضع إكرامنا وسجودنا.

3- إننا نعتمد في كل شيء على اسمه.

4- إنه موضوع محبتنا وإكرامنا.

 

هو موضوع إيمان شعبه

لقد
جاء عن الله في العهد القديم هذا القول «أنتم شهودي يقول
الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو: قبلي لم يصور
إله وبعدي لا يكون أنا الرب وليس غيري مخلص
» (إشعياء 10: 43, 11).

وفي
الإنجيل جاء عن المسيح «ومتى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ
تفهمون أني أنا هو
» (يوحنا28: 8) أيضا «أنتم
تؤمنون بالله فآمنوا بي
» (يوحنا1: 14).

أي
كما أن الله الآب موضوع إيمان القلب فكذلك آمنوا بي أيضا بأنني الله موضوع إيمان
القلب وحده. ولذلك يقول يوحنا المعمدان «الذي يؤمن
بالابن له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله
»
(يوحنا36: 3).

وهذا
ما يقابله في (مزمور 12: 2) «قبلوا الابن لئلا يغضب
فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضب
».

وكما
يقول عنه الآب في العهد القديم «هأنذا أؤسس في صهيون
حجرا، حجر امتحان, حجر زاوية كريما أساسا مؤسسا. من آمن لا يهرب
» (إشعياء
16: 28). جاء عن المسيح في العهد الجديد «يسوع المسيح
نفسه حجر الزاوية
» (أفسس20: 2).

وأيضا:
«كل من يؤمن به لا يخزى. لأنه لا فرق بين اليهودي
واليوناني لأن ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم
الرب يخلص
» (رومية 11: 10- 13).

وفي
(أعمال 31: 16) قال بولس للسجان «آمن بالرب يسوع المسيح
فتخلص أنت وأهل بيتك
» والسجان «تهلل مع جميع بيته
إذ كان قد آمن بالله
» (أعمال 34: 16).

مع
أنه كان قد آمن بالرب يسوع, ومن هنا يتضح أن المسيح هو الله وقيل عن الذين آمنوا
أيضا بالرب يسوع أن برنابا وبولس استودعاهم «للرب الذي
كانوا قد آمنوا به
» (أعمال 23: 14).

ويقول
الرسول بولس في (أعمال 32: 20) «أستودعكم يا أخوتي لله
ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم. وتعطيكم ميراثا مع جميع القديسين
».

ومن
هنا يتضح أن الرب يسوع المسيح هو الله. وقد قال الرب يسوع ابن الله «هذا يقوله الذي له السيف الماضي ذو الحدين.. أنت متمسك باسمي
ولم تنكر إيماني
» (رؤيا 8: 2, 13).

وفي
(رؤيا 12: 24) «الذين يحفظون وصايا الله وإيمان يسوع».

نعم:
لقد قال بطرس عنه في (أعمال 43: 10) «له يشهد جميع
الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا
».

وبالإيمان به ننال:

1- تبريرا: «فإذ قد تبررنا
بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح
» (رومية 1: 5).

2- تطهيرا: «إذ طهر بالإيمان
قلوبكم
» (أعمال 9: 15) ومعروف من (1يوحنا7: 1) «أن
دم يسوع المسيح ابنه يطه رنا من كل خطية
».

3- خلاصا: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص»
(أعمال 31: 16).

4- غفرانا: «له يشهد جميع
الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا
» (أعمال 43: 10).

5– الحياة الأبدية: «الحق الحق
أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية
» (يوحنا47: 6).

6- نجاة من الدينونة: «الذي يؤمن به لا يدان.
والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد
» (يوحنا18: 2).

7- انتقالا من الموت إلى الحياة: «الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله
حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة
» (يوحنا24:
5).

8- بنوة: «وأما كل الذين قبلوه
فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه
» (يوحنا12: 1).

9- شبعا وارتواء: فقال لهم يسوع «أنا هو
خبز الحياة. من يقبل إلى فلا يجوع. ومن يؤمن بي فلا يعطش أبدا
».

10- نوال الروح القدس: «من آمن بي كما
قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به
مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد
»
(يوحنا38: 7, 39).

11- نجاة من الهلاك الأبدي: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل
من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية
» (يوحنا16: 3).

12- غلبة وانتصارا على العالم: «من هو الذي يغلب العالم إلا الذي يؤمن أن يسوع هو ابن الله»
(1يوحنا5: 5).

تقديم الإكرام الإلهي والسجود للمسيح

لقد
قال في (يوحنا23: 5) «لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون
الآب من لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله
» ومكتوب في (مزمور 8: 81,9)
«اسمع يا شعبي فأحذرك يا إسرائيل إن سمعت لي. لا يكن فيك
إله غريب ولا تسجد لإله أجنبي
» وأيضا في الوصية المقدسة مكتوب «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى 10: 4).

فلو
كان المسيح مجرد إنسان وقبل السجود والعبادة لكان هذا التصرف ضلالا محضا واختلاسا
ليس له. لكن إذا كان هو الله فلابد أن يسجد له لأنه يستحق الإكرام والسجود.

ولقد
قبل المسيح السجود, بينما رفضه رسله القديسون كما رفضه الملائكة.

فبطرس الرسول:

عندما
دخل قيصرية استقبله «كرنيليوس» وسجد واقعا عند
قدميه فلم يقبل بطرس هذا السجود «فأقامه بطرس قائلا: قم
أنا أيضا إنسان
» (أعمال 25: 10- 26).

وبولس وبرنابا:

رفضا
عبادة الناس لهما وتعرض بولس من جراء رفضه هذا للرجم وهذا عندما شفى الأعرج عاجز
الرجلين المقعد من بطن أمه «فالجموع لما رأوا ما فعل
بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين: إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا..
فأتى كاهن زفس الذي قدام المدينة بثيران وأكاليل عند الأبواب مع الجموع وكان يريد
أن يذبح. فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما واندفعا إلى الجمع صارخين
وقائلين: أيها الرجال لماذا تفعلون هذا? نحن أيضا بشر تحت الآلام مثلكم. نبشركم أن
ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها.
وبقولهما هذا كف الجموع بالجهد عن أن يذبحوا لهما
» (أعمال 11: 14- 20).

والملائكة:

أيضا
رفضوا سجود الناس, ففي (رؤيا 9: 19, 10) يقول الرائي «وقال
لي اكتب.. وقال هذه هي أقوال الله الصادقة. فخررت أمام رجليه لأسجد له فقال لي
انظر لا تفعل. أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله فإن شهادة
يسوع هي روح النبوة
»أي إن الملاك رفض السجود من يوحنا الرسول. وأيضا تكرر
المشهد مرة أخرى في (رؤيا 8: 22, 9) وأنا يوحنا.. وحين
سمعت ونظرت خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا. فقال لي انظر لا تفعل.
لأني عبد معك ومع إخوتك الأنبياء والذين يحفظون أقوال هذا الكتاب. اسجد لله
»
أما الرب يسوع له كل المجد فقد قبل السجود لأنه ابن الله الذي تسجد له الملائكة
والبشر ففي أيام جسده قدم له السجود الذي لا يليق إلا لله وحده في أربع عشرة
مناسبة نذكرها, وقبل السجود دون أن يوبخ الساجدين له:

1-
لا يمكن أن ننسى سجود المجوس له وهو صبى صغير, ومع أنه كانت معه أمه مريم لكن يقول
«أتوا (المجوس) إلى
البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا
ذهبا ولبانا ومرا
». فلم يقل سجدوا لهما أو قدموا لهما لكن يقول «له» تبارك اسمه إلى الأبد.

2-
عندما أتى إليه الأبرص طالبا الشفاء (متى 2: 8) «وإذا
أبرص قد جاء وسجد له قائلا يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني
».

3-
في (متى 18: 9) «وإذا رئيس قد جاء فسجد له قائلا إن
ابنتي الآن ماتت
».

4-
عندما مشى المسيح على البحر في وسط العاصفة الشديدة (متى 32: 14- 33) ثم أمر بطرس
بأن يأتي إليه ماشيا على الماء. ثم نجاه من الغرق عندما دخل الشك في قلبه نقرأ: «ولما دخل السفينة سكنت الريح والذين في السفينة جاءوا وسجدوا
له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله
».

5-
في (متى 25: 15) عن الكنعانية التي جاءت إليه طالبة لأجل ابنتها يقول الوحي «فأتت وسجدت له قائلة يا سيد أعني».

6-
في (متى 14: 17, 15) «تقدم إليه رجل جاثيا له وقائلا يا
سيد ارحم ابني
».

7-
بعد شفاء نازفة الدم «جاءت مرتعدة وخر ت له وأخبرته قدام
جميع الشعب لأي سبب لمسته وكيف برئت في الحال
» (لوقا47: 8).

8-
عندما أتى إليه السامري غريب الجنس بعد أن طه ر من برصه «هذا
رجع يمجد الله بصوت عظيم وخر على وجهه عند رجليه شاكرا له
» ولقد امتدحه عن
التسعة الآخرين. وقال له: «قم وامض. إيمانك خلصك»
(لوقا15: 17- 19).

9-
عندما أعاد البصر للمولود أعمى, وطرده اليهود من مجمعهم بسبب اعترافه بقوة وقدرة
المسيح يقول الكتاب.

«فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجا فوجده وقال له أتؤمن بابن الله?
أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لأؤمن به? فقال له يسوع: قد رأيته والذي يتكلم معك هو
هو فقال أؤمن يا سيد. وسجد له
» (يوحنا35: 9- 38).

10-
في (متى 20: 20) «تقدمت إليه أم ابني زبدي مع ابنيها
وسجدت وطلبت منه شيئا
».

11-
في (يوحنا32: 11) «فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع ورأته
خرت عند رجليه
».

12-
في (متى 9: 28) بعد القيامة «فتقدمتا (المرأتان) وأمسكتا بقدميه وسجدتا له».

13-
في (لوقا50: 24- 52) «وأخرجهم خارجا إلى بيت عنيا ورفع
يديه وباركهم وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء فسجدوا له ورجعوا إلى
أورشليم بفرح عظيم
».

14-
في (متى 17: 28) بعد القيامة قيل عن التلاميذ «ولما رأوه
سجدوا له
».

وعن
قريب جدا عند ظهوره, يقول «ولتسجد له كل ملائكة الله»
(عبرانيين 6: 1) «كما ستجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في
السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض
» (فيليبي 10: 2).

وكما
قيل عن الله في (إشعياء 21: 45- 23). «إنه لي تجثو كل
ركبة
» هكذا سيسجد له في السماء كل سكان السماء بمن فيهم نحن, ونحن حوله في
بيت الآب في العلي إذ يقول في (رؤيا 8: 5- 14) «لما أخذ
السفر خرت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخا أمام الخروف والشيوخ الأربعة
والعشرون خروا وسجدوا للحى إلى أبد الآبدين
». نعم لقد سجدوا للذي قال في
(رؤيا 18: 1) عن نفسه «وها أنا حي إلى أبد الآبدين»
(رؤيا 18: 1).

أبعد هذا تقول لي: إن يسوع ليس هو الله.

إننا
لا نستطيع إلا أن نقول ومن القلب ما جاء في (رؤيا 12: 5).

«مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغني والحكمة والقوة
والكرامة والمجد والبركة..
للجالس على العرش
وللخروف
البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد
الآبدين. آمين
» (رؤيا 12: 5- 13).

الاعتماد على اسمه

إن
اسم الرب عظيم جدا بما لا يقاس, فقيل عنه في العهد القديم «اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع» (أم 10: 18).

وقد
قيل عنه في (تثنية 58: 28) «لتهاب هذا الاسم الجليل
المهوب الرب إلهك
».

وأيضا
«ولا يدنسوا اسمي القدوس» (لا 2: 22, خر 22: 36).
وجاء عنه في (خر 23: 36) «فأقدس اسمي العظيم» وفي
(ملا 11: 1) «اسمي عظيم بين الأمم».

وقال
عنه صاحب المزمور (مزمور 1: 8) «ما أمجد اسمك في كل
الأرض
» وفي (مزمور 9: 52) «وانتظر اسمك فإنه صالح
قدام أتقيائك
». وفي (مزمور 6: 54) «أحمد اسمك يا
رب لأنه صالح
». وفي (نش 3: 1) «اسمك دهن مهراق».
وفي (مزمور 9: 111) «قدوس ومهوب اسمه». وفي
(مزمور 13: 148) «لأنه قد تعالى اسمه».

هذا
هو الاسم المبارك الذي عليه نتكل كما يقول في (مزمور 21: 33) «على اسمه القدوس اتكلنا» وأيضا يجب أن نعليه سامعين
للقول الذي قاله داود:

«عظموا الرب معي ولنعل اسمه معا» (مزمور 3: 34) وهو
الاسم الذي نرنم له «غنوا لله رنموا لاسمه»
(مزمور 4: 68).

وأيضا
«رنموا لاسمه لأن ذاك حلو» (مزمور 3: 135)، وأيضا
«رنموا للرب باركوا اسمه» (مزمور 2: 96) وهذا هو
الاسم الذي نفتخر به «افتخروا باسمه القدوس»
(مزمور 3: 105).

ولنعظم
اسمه «وليتعظم اسمك إلى الأبد» (2صم 26: 7). ونحب
هذا الاسم فنبتهج به «ويبتهج بك محبو اسمك»
(مزمور 11: 5).

وأيضا
نحمده «واسمك نحمد إلى الدهر» (مزمور 8: 44, 6: 54)
وندعو باسمه «أجبنا فندعو باسمك» (مزمور 18: 80).

ونمجده
«يا رب ويمجدون اسمك» (مزمور 9: 86) ونخافه «وحد قلبي لخوف اسمك» (مزمور 11: 86). وليكن هذا الاسم
هو شهوة قلوبنا «إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس»
(إشعياء 8: 26). ونخبر باسمه «ولكي يخبر باسمي في كل
الأرض
» (مزمور 16: 9).

ويجيبنا
إذ ندعو باسمه: «هو يدعو باسمي وأنا أجيبه»
(زكريا 9: 13) «ولتعطوا مجدا لاسمي» (ملا 2: 2).
لكن دعنا الآن نتأمل ما جاء في العهد القديم والعهد الجديد معا عن هذا الاسم لن
درك أن للمسيح ابن الله ذات عظمة الاسم.

فقد
قيل عن المسيح ابن الله في العهد الجديد ما يدل على أنه هو الرب «الله يهوه» نفسه الذي باسمه ت فعل الأشياء «قد حكمت.. باسم ربنا يسوع المسيح» (1كورنثوس3: 5- 4). «وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع»
(كولوسي 17: 3).

وقيل
أيضا في العهد القديم «بركة الرب عليكم. باركناكم باسم
الرب
» (مزمور 8: 129) كذلك قيل عن «الابن»
في العهد الجديد «كل من يؤمن به ينال باسمه غفران
الخطايا
» (أعمال 43: 10) و«قد غفرت لكم الخطايا
من أجل اسمه
» (1يوحنا12: 2) و«اغتسلتم بل تقدستم
بل تبررتم باسم الرب يسوع
» (1كورنثوس11: 6).

وليس
اسم آخر تحت السماء قد أعطى بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال 16: 3, 12: 4)
وكما قيل عن الله في العهد القديم «اسمعوا كلام الرب
أيها المرتعدون من كلامه. قال إخوتكم الذين أبغضوكم وطردوكم من أجل اسمي ليتمجد
الرب فيظهر لفرحكم. وأما هم فيخزون
» (إشعياء 5: 66).

وهكذا
قيل عن الابن في العهد الجديد ما يدل على أن الابن هو الله. فقال هو بنفسه
لتلاميذه: «طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل
كلمة شريرة من أجلى كاذبين. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات
»
(متى 11: 5, 12).

وقيل
«وإن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله
يحل عليكم
» (1بطرس 14: 4).

وقيل
عن التلاميذ في محاكمتهم أمام رؤساء الكهنة «ودعوا الرسل
وجلدوهم وأوصوهم أن لا يتكلموا باسم يسوع, وأما هم فذهبوا فرحين من أمام المجمع
لأنهم ح سبوا مستأهلين أن يهانوا من أجل اسمه
» (أعمال 40: 5, 41).

وقال
عن شاول الطرسوسي «لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل
اسمي
» (أعمال 16: 9) وأيضا قيل عنه في العهد القديم «يجتمع كل الأمم إلى اسم الرب» (إرميا 17: 3).

وقيل
في العهد الجديد «وحيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي
هناك أكون في وسطهم
» (متى 20: 18).وبهذا الاسم قد حصلنا على الحياة الأبدية
«لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا
آمنتم حياة باسمه
» (يوحنا31: 20).

وقيل
في العهد القديم في (تكوين 26: 4) عندما ولد أنوش «حينئذ
أبتدئ يدعى باسم الرب
» وأيضا عن إبراهيم في (تكوين 4: 13) «ودعا هناك أبرام باسم الرب» وفي (مزمور 6: 99) «موسى وهرون بين كهنته وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. ودعوا
الرب وهو استجاب لهم
». وفي (يؤ 32: 2) «ويكون أن
كل من يدعو باسم الرب ينجو
».

وقيل
عن المسيح في العهد الجديد ما يدل على أنه هو ذات الله المدعو باسمه «كل من يؤمن به لا يخزى. لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني.
لأن ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص
»
(رومية 9: 10- 13).

)
وبهذا الاسم الكريم يرفع المؤمنون صلواتهم فيستجيب لهم الآب: ففي (يوحنا23: 16,
24) يقول: «وفي ذلك اليوم لا تسألونني شيئا. الحق الحق
أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمي يعطيكم. إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمي.
اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا
».

وفي
(يوحنا14: 14) «إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله»
وصلى إستفانوس له قائلا: «أيها الرب يسوع اقبل روحي»
«يا رب لا تقم لهم هذه الخطية» (أعمال 59: 7, 60).
وصلى إليه اللص أيضا «ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت
في ملكوتك
» وهذا الاسم الذي اعتمد به المؤمنون «اذهبوا
وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس
» (متى 19: 28).
ولقد قال الرسول بطرس في يوم الخمسين لليهود «توبوا
وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح
القدس
» (أعمال 38: 2). وفي (أعمال 5: 19) «فلما
سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع
» وفي (غلاطية 27: 3) «لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح».

واسمه
أيضا موضوع كرازتنا كما قال هو بنفسه للتلاميذ «وأن يكرز
باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم
» (لوقا47: 24).

وعن
بولس الرسول قال الرب «لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي
أمام أمم وملوك إسرائيل
» (أعمال 15: 9). كما إن هذا الاسم هو موضوع الإيمان
«ولما كان في أورشليم. آمن كثيرون باسمه إذ رأوا الآيات
التي صنع
» (يوحنا23: 2).

وباسمه
أيضا ت صنع المعجزات ففي (أعمال 6: 3- 8, 16) «فقال بطرس
(للأعرج) باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش.. في الحال تشددت رجلاه وكعباه.. وصار
يمشى.. وبالإيمان باسمه شدد اسمه هذا الذي تنتظرونه وتعرفونه.. أعطاه هذه الصحة
أمام جميعكم
».

وبهذا
الاسم قبلنا النعمة «يسوع المسيح ربنا الذي به لأجل اسمه
قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان
» (رومية 5: 1).

ونحن
يجب أن نضحي بكل شيء لأجل اسمه «وكل من ترك بيوتا أو
إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من أجل اسمي يأخذ مئة
ضعف ويرث الحياة الأبدية
» (متى 29: 19).

وبهذا
الاسم تخرج الشياطين. فقد قال له كل المجد بعد قيامته «وهذه
الآيات تتبع المؤمنين يخرجون الشياطين باسمي
» (مرقس17: 16).

وقال
يوحنا للرب «يا معلم رأينا واحدا يخرج شياطين باسمك. وهو
ليس يتبعنا فمنعناه. لأنه ليس يتبعنا. فقال يسوع لا تمنعوه لأنه ليس أحد يصنع قوة
باسمي ويستطيع سريعا أن يقول على شرا
» (مرقس38: 9, 39).

وأيضا
قال التلاميذ للرب يسوع «يا رب حتى الشياطين تخضع لنا
باسمك
» (لوقا17: 10). لذلك في صلاة التلاميذ قالوا لله «بمد يدك للشفاء. ولت جر آيات وعجائب باسم فتاك القدوس يسوع»
(أعمال 30: 5) وفي (أفسس20: 5) يقول الرسول بولس: «شاكرين
كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب
».

و
«لكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم وأنتم فيه بنعمة
إلهنا والرب يسوع المسيح
» (2تسالونيكي 12: 1).

هو موضع محبة وإكرام المؤمنين الذين هم له

جاء
في الوصية المقدسة عن محبة الإنسان لله, «فتحب الرب إلهك
من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك
» (تثنية 5: 6).

وجاء
في العهد الجديد ما يدل على أن الرب يسوع هو الله الذي يجب أن نحبه, فقال هو بنفسه:

«من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني, ومن أحب ابنا أو ابنة
أكثر مني فلا يستحقني
» (متى 37: 10, 38). وقال في (يوحنا15: 14) «وإن كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي». وفي (يوحنا21: 14) «والذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني. والذي يحبني يحبه
أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي
».

وفي
(يوحنا23: 14) قال: «إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي
وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا
». وقيل في (1كورنثوس22: 16) «إن كان أحد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن أناثيما (محروما أو ملعونا)».

وفي
(أفسس24: 6) «النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع
المسيح في عدم فساد
». وقال بولس لفليمون «سامعا
بمحبتك نحو الرب يسوع المسيح ولجميع القديسين
» (غلاطية 5: 5) هؤلاء الذين
يحبونه ويكرمونه هم قديسون. فقد جاء في العهد القديم أنهم «قديسوا الله» (مزمور 9: 34) «اتقوا
الرب يا قديسيه, لأنه ليس عوز لمتقيه
».

وفي
العهد الجديد هم قديسوا المسيح يقول حنانيا عن شاول للرب يسوع المسيح «يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل
بقديسيك
» (أعمال 13: 9) ويقول الرسول بولس عن ذلك «في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه» (1تسالونيكي 13: 3) وأيضا
«إستعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قو ته.. متى جاء
ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين
» (2تسالونيكي 6: 1- 10).

وهؤلاء
أيضا هم شعب الله في العهد القديم فقد قال الله «ألصقت
بنفسي كل بيت إسرائيل.. يقول الرب ليكونوا لي شعبا
» (إرميا 11: 13) وقيل عن
المسيح ابن الله: «مخلصنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه
لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا
» (تيطس 13: 2, 14).

وقال
الرب في العهد القديم «فيعلمون أني أنا الرب إلههم معهم
وهم شعبي بيت إسرائيل يقول الرب وأنتم يا غنمي غنم مرعاي, أناس أنتم. أنا إلهكم
يقول السيد الرب
» (حز 30: 34, 31).

وقال
الرب يسوع لبطرس «ارع غنمي» (يوحنا16: 21, 17).
وفي (يوحنا27: 10) «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها»
وكذلك هم أيضا شهوده لذلك جاء في العهد القديم في (إشعياء 10: 43- 12) «لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو قبلي لم يصور إله
وبعدى لا يكون أنا أنا الرب وأنتم شهودي هل يوجد إله غيري
».

وفي
العهد الجديد في (أعمال 36: 10- 43) قال الرسول بطرس عن الرب يسوع «هذا هو رب الكل.. له يشهد جميع الأنبياء». وفي (يوحنا39:
5, 40) يقول هو بنفسه لليهود «فتشوا الكتب.. وهي التي
تشهد لي
» وفي (أعمال 8: 1) يقول: «ستنالون قوة
متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا
».

ولقد
جاء في العهد القديم: «فقال له الرب من صنع للإنسان فما.
أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيرا أو أعمى? أما هو أنا الرب? فالآن اذهب وأنا أكون
مع فمك وأعلمك ما تتكلم به
» (خر 11: 4, 12).

وفي
العهد الجديد يقول الرب يسوع لتلاميذه «أنا أعطيكم فما
وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها
» (لوقا15: 21).

وجاء
في العهد القديم «فأرسل الرب إله آبائهم إليهم على يد
رسله مبكرا ومرسلا.. يهزأون برسل الله ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه
» (أخ
15: 36, 16).

وفي
العهد الجديد قيل «سر المسيح.. الذي.. أعلن لرسله
القديسين وأنبيائه بالروح
» (أفسس4: 3, 5).

كما
قيل عن الرسل «إنهم رسل المسيح» (2كورنثوس13: 11).
«ورسل الخروف» (رؤيا 14: 21).

ومن
ثم كان كل رسول من رسل العهد الجديد يسمي نفسه «رسول
يسوع المسيح
» (أفسس1: 1,2بط 1: 1).

وقيل
عن الشعب القديم «يقترنون بالرب ليخدموه» (إشعياء
6: 56) «وأما أنتم فت دعون كهنة الرب تسم ون خدام إلهنا»
(إشعياء 6: 61) وجاء في العهد الجديد في (رومية 17: 16, 18) هذا القول «الذين يصنعون الشقاقات والعثرات.. أعرضوا عنهم لأن مثل هؤلاء
لا يخدمون ربنا يسوع المسيح بل بطونهم
».

وفي
(كولوسي 23: 3, 24) «وكل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما
للرب. ليس للناس. عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاء الميراث لأنكم تخدمون الرب
المسيح
». وفي (رؤيا 3: 22) «وعرش الله والخروف
يكون فيها وعبيده يخدمونه
».

وجاء
في العهد القديم في (مزمور 91: 119) «الكل عبيدك»أي
عبيد الله هكذا جاء في العهد الجديد أن الرب يسوع قال لتلاميذه «يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه والعبد كسيده» (متى 25: 10).
وقال بولس عن نفسه «بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح»
(فيليبي 1: 1) وقال بطرس «سمعان بطرس عبد يسوع المسيح
ورسوله
» (2بط 1: 1) وقال يعقوب «يعقوب عبد الله
والرب يسوع المسيح
» (يعقوب 1: 1).

وعن
كلام الله جاء في (إرميا 4: 2) «اسمعوا كلمة الرب»
وفي العهد الجديد «لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى»
(كولوسي 16: 3).

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى