علم الكنيسة

ألقاب المديح



ألقاب المديح

ألقاب
المديح

 بالارتباط
مع التعيين البشري تعطي ألقاب المديح مثل “الموقر” و “الآب”
الخ.. للشخص الذي تتم رسامته، وحيث أن هذه الألقاب منتشرة في المسيحية بصفة عامة،
فهي تتطلب الفحص في ضوء الكتاب المقدس.

 

 ومن
الجدير بالملاحظة أن كلمة “موقر” أو “محترم” ترد في الكتاب
المقدس مرة واحدة بالارتباط مع الله في مزمور (111: 9) “أرسل فداء لشعبه.
أقام إلى الأبد عهده. قدوس وموهوب (موقر) اسمه” ويخبرنا هذا العدد بوضوح أن
إسم الرب مهوب، ولا نجد اسماً آخراً في الكتاب يحمل هذا اللقب. فكيف إذاً يُطلق
على شخص مائت. مهما بلغ اعتباره أو تقواه. اسماً أو يمنح لقباً لا يعطى إلا لله
فقط في كلمته؟. إن كلمة “مهوب” صفة لا تخص إلا الله، ولا تستخدم الكلمة
مطلقاً لأي خادم لله في العهدين القديم والجديد. ولذلك فإن هذا اللقب لا يجب أن
يستخدم بواسطة أي خادم لله في أيامنا هذه، ولا يعطي من أي شخص لأي خادم.

مقالات ذات صلة

 

 وبالتأكيد
فإن كلمة الله تُعلمنا أن خدام المسيح يجب أن يقدّروا ويكرموا. ففي 1 تسالونيكي 5:
12 و 13 يقول الرسول “ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم
ويدبرونكم في الرب وينذرونكم. وأن تعتبروهم كثيراً جداً في المحبة من أجل
عملهم”. وفي تيموثاوس الأولى 5: 17 يحرض على أن “الشيوخ المدبرون حسناً
فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة ولا سيما الذين يتعبون في الكلمة والتعليم”.
ولكن لا يوجد في أي مكان في الكتاب أي تلميح عن أن الذين يعملون هكذا يلقبون بكلمة
“موقر” أو “مبجل”، فتقديرنا وتكريمنا لهم لا يأتيان عن طريق
إعطائهم ألقاباً لا تخص إلا الله وحده فهذا يعد عدم توقير لله، وبالتأكيد فإنه لا
يُسر بذلك، ذاك الذي ينبغي أن يقدم له كل الإكرام والمجد.

 

 ومن
المناسب في هذا المجال أن نقتبس كلمات سبرجن في هذا الصدد: (هناك كثيرون موقرون،
وموقرون جداً، ما يوجد خطاة محترمين في العالم، أما بالنسبة إلى نفسي فإنني أود أن
أكون منذ الآن معروفاً ببساطة كخادم لله. وأريد أن أثبت بسلوكي سيرتي أنني فعلاً
خادم حقيقي له. وإذا كنت كخادم لله موضوع تقدير بعض إخوتي المسيحيين، فينبغي ألا
يكون ذلك بسبب الألقاب الإلهية المسروقة أمام اسمي بواسطة المجلس الذي قام بتعييني،
ولا لأن ياقتي بها أزرار من الخلف، أو لأنني أرتدي معطفاً كهنوتياً، بل يجب أن
يكون التقدير لأجل عملي).

 

 ولقد
تكلم الله عن موسى بهذه الكلمات “وأما عبدي موسى… فهو أمين في كل
بيتي” (عدد 12: 7). ويا له من تكريم عظيم أن يدعى من الله “عبدي”.
كذلك تكلم الرسل عن أنفسهم عندما كانوا يصلون “عبيدك” (أعمال 4: 29).
وفي فيلبي 1: 1 يدعو بولس وتيموثاوس نفسيهما “عبداً يسوع المسيح”. وهذا
بالتأكيد تكريم كاف.

 

 وقال
الرب لتلاميذه “وأما أنتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وانتم
جميعاً إخوة. ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات، ولا
تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح، أكبركم يكون خادماً لكم” (متى 23: 8 –
11). وهذه الكلمات واضحة كل الوضوح بالتأكيد ضد أية ألقاب تعطى حالياً لذوي
الخدمات.

 

 وحتى
قديماً في أيام أيوب قال أليهو “لا أُحابين وجه ولا أملث إنسان. لأني لا أعرف
الملث لأنه عن قليل يأخذني صانعي” (أيوب 32: 21 و 22). ومن غير اللائق حقاً
لهؤلاء الذين يتبعون مخلصاً مرفوضاً من العالم ومصلوباً أن يحملوا ألقاب المديح،
بل بالأولى أن نتوقع من العالم أن يلصق بنا ألقاباً كلها تحقير كما فعل مع ربنا.
ولم يعط الروح القدس لقب “دكتور في اللاهوت” لأي إنسان قط. وكلمة
“راعي” تصف طبيعة الموهبة المعطاة من الرب ولا تستعمل كلقب من الكتاب.
ولو أننا نقرأ عن فيلبس “المبشر” (أعمال 21: 8).

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى