اللاهوت العقيدي

الفصل الثامن



الفصل الثامن

الفصل الثامن

هل هل يغار الله من أولاده

مقالات ذات صلة

87- غيرة خاطئة من مُنكري الكهنوت

1- الذين ينكرون الكهنوت، يغارون لله غيرة خاطئة..!

 

ويظنون أننا نأخذ ويظنون أننا نأخذ مجد الله،
ونعطيه للكهنوت!

 

ويحتجون بقول الله: “مجدى لا أعطيه لآخر
“” (إش 42: 8). كما لو كنا نحن نمنح الكهنوت صفات أو ألقاباً ليست له!
أو نمنحه سلطاناً واختصاصات ليست له، أو نقابله باحترام وتوقير يليق بالله وحده،
ولا يجوز منحه للبشر!

 

وفى هذا الفصل نريد أن نبحث هذه الغيرة في ضوء
التعليم الكتابى، في ضوء كلام الله نفسه، ونرى هل هى غيرة عن معرفة أم لا (رو 10: 2).

 

1- تذكرنى غيرة هؤلاء الاخوة بغيرة يشوع لموسى
(عدد 11).

 

حدث أن الله أمر موسى النبى أن يختار سبعين
رجلاً من الشيوخ المشهورين بالمعرفة لكى يحملوا معه ثقل الشعب ن فلا يحمل ذلك وحده.
قال له ” فأنزل أنا معك هناك، وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون
معك ثقل الشعب” (عد 11: 16، 17).

 

وحدث كما أمر الرب. ونزل الرب في سحابة وكلم
موسى. وأخذ من الروح الذي عليه وجعله على السبعين رجلاً الشيوخ. فلما حل عليهم
الروح تنبأوا. ولكنهم لم يزيدوا (عد 11: 25). ” وبقى رجلان في المحلة: اسم
الواحد ألداد، واسم الآخر ميداد، فحل عليهم الروح.. فتنبآ في المحلة. فركض غلام
وأخبر موسى ويشوع. فغار يشوع لموسى، وأراد ردعهما. ولكن النبى العظيم موسى، وبخ
تلميذه يشوع على هذا قائلاً له:

 

هل تغار أنت لى؟! يا ليت كل شعب الله كانوا
أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم” (عد 11: 29).

 

هكذا كان موسى النبى أعلى من مستوى الغيرة..
فلماذا نقول إذن عن الله – في كل عظمته التي لا تقاس -؟! أيغار الله؟!

 

إن الله أعظم من أن يغار، فالغيرة هى للصغار..

 

3- على أننى أحب أيضاً أن لا أترك هذه القصة
التي فيها يشوع لموسى، بدون ملاحظة وهامة، ترينا مدى إكرام الله لأولاده ومعاملته
لهم بمعاملة ترتفع جداً عن مستوى الغيرة. إننا ولا شك نقف مبهوتين من جهة قول الله
لموسى عن الشيوخ:

 

” آخذ من الروح الذي عليك، وأضع عليهم..”
(عد 11: 17).

 

ويكرر الكتاب نفس العبارة عن الله انه بعد أن
تكلم مع موسى: “أخذ من الروح الذي عليه، وجعل على السبعين رجلاً الشيوخ”
(عد 11: 25). حقاً إن في هذا لعجباً..

 

الله معطى كل موهبة، يأخذ من الروح الذي على
موسى، ويعطى للشيوخ!!

 

أليس الله هو الذي أعطى موسى هذا الذي يريد الآن
أن يأخذ من الروح التي عليه؟! أليست مواهب الله بلا حصر، وبإمكانه أن يعطى هؤلاء
الشيوخ من عنده مباشرة، كما أعطى موسى من قبل؟! نعم. كل هذا سليم منطقياً ولا
هوتياً.

 

ولكن.. ولكن ماذا؟ الإجابة هى: إن الله أراد في
هذا الموقف أن يكرم موسى أمام الناس. وكيف؟

 

موسى هو الذي يختار الشيوخ، وأيضاً يأخذون من
الروح الذي عليه. وبهذا يصيرون خاضعين له، وليسوا مساوين. وبهذا يتمجد موسى أمامهم
وأمام الناس، بيد الله..

 

4- هنا يبدو واضحاً تماماً، أن الله لا يغار من
أولاده، وإنما على العكس هو يعظم أولاده، ويكرمهم ويظهرهم ويمجدهم. وسنشرح كل هذا
بالتفصيل، حتى لا يعود أحد فيغار لله غيرة خاطئة، ويغار له من أولاده! ومن مجد،
الله نفسه أعطاه لهم!!

 

5- على أن الذين يغارون لله من الكهنوت يقولون: كيف
يمكن للبشر أن يأخذوا وظائف الله والقابه؟!

 

كيف يلقب أحدهم بأنه كاهن، والكاهن الوحيد هو
المسيح؟

 

كيف يلقب أحدهم بسيد أو أب أو معلم، بينما الله
هو السيد، وهو الأب وهو المعلم؟ كيف يصيرون رعاة، بينما المسيح هو الراعى الصالح
(يو 10) كيف يغفرون الخطايا، بينما لا يغفر الخطايا إلا الله؟

 

كيف يصيرون واسطة بين الله والناس، بينما لا
يوجد سوى وسيط واحد هو يسوع المسيح (1تى 2: 5).

 

كيف..؟ كيف..؟ باسئلة عديدة أجبنا على الكثير
منها في الفصول السابقة، وسنجيب عن الباقى في الفصل الأخير من هذا الكتاب. أما
الآن فنعرض لإجابة عامة هى:

 

88- ألقاب المسيح لتلاميذه

6- يحتجون ويقولون: كيف تؤخذ ألقاب السيد المسيح
وتعطى للبشر؟! وكما راينا في كتب ظهرت حديثاً: البعض يعتبرون هذا تجديفاً!! والبعض
يسميه: “ضلالات شيطانية “! حسبما تسمح رقة ألفاظهم في التعبير! والأمر
الذي أريد أن أقوله هو:

 

إن الكتاب أعطى بعض القاب السيد المسيح للناس،
والسيد المسيح نفسه أعطى بعض ألقابه للناس..

 

السيد المسيح أعطى بعض القابه للشعب كله، لكل
جماعة المؤمنين.

 

بينما بعض القابه أعطاها لوكلائه من الرسل
ولخلفائهم من بعدهم، حسب المسئولية الملقاة عليهم. وسنضرب أمثلة لهذا كله، لنرى
بماذا يرشدنا التعليم الكتابى:

 

89- لقب المسيح باعتباره الراعي

قال السيد المسيح: “أنا هو الراعى الصالح.
والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو 10: 11). وكرر نفس عبارة: “أنا
هو الراعى الصالح” (يو 10: 14). بل حدد الأمر وقال عن الخراف: “تسمع
صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد” (يو 10: 16)..

 

فهل معنى ذلك أن من بلقب نفسه راعياً، يكون
معتدياً على ألقاب المسيح، ناسباً إياه لنفسه؟!

 

وهنا نقول: كم من خادم في البروتستانتية يقول
إنه: “راعى كنيسة كذا “، ولا يرى أنه ” يرتئى فوق ما ينبغى”
(رو 12: 3). ولا يتعبه ضميره مطلقاً، حينما يسمع السيد المسيح يقول عن رعاية الشعب:
“أنا هو الراعى”. ولا تتعبه عبارة: “راع واحد”.. ولا يأتى هنا
يذكر الحق الكتابى!

 

إن الحرف يقتل (2كو3 ك 6) وما أخطر استخدام
الآية الواحدة في تفسير الكتاب..

 

إن السيد المسيح الذي قال: “أنا هو
الراعى”.. قال للقديس بطرس الرسول: “ارع غنمى.. ارع خراف” (يو 21: 15
– 17)، مكرراً لقب الرعاية لبطرس ثلاث مرات..

 

وبطرس الرسول الذي يقول عن السيد المسيح: “كنتم
كخراف ضالة. لكنكم رجعتم الآن إلى راعى نفوسكم وأسقفها ” (1بط 2: 25)، هو
نفسه يقول للرعاة في نفس الرسالة: “ارعوا رعية الله التى بينكم نظاراً (أو
أساقفة) لا عن اضطرار بل باختبار” (1بط 5: 4). والقديس بولس الرسول يقول
لأساقفة أفسس: “احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى لأقامكم الروح القدس
فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي أقتناها بدمه ” (أع 20: 28).

 

8- ها نحن نرى أن لقب الراعى، اطلق على المسيح
وعلى الرسل والأساقفة. ولكنه للمسيح بمعنى، وللرعاة من البشر بمعنى آخر.

 

المسيح هو الراعى بطبيعته. وهم رعاة بتكليف منه،
كمجرد وكلاء الله (تى 1: 7). المسيح هو الراعى للكل، حتى للرعاة أنفسهم. ولذلك هو
” راعى الرعاة”. الكاهن يرعى شعبه، شعب المسيح هو معهم واحد من خرافه..
ولذلك يقول القديس بطرس عن السيد المسيح إنه: ” رئيس الرعاة”. أما
الرعاة فيقول لهم: “صائرين أمثلة للرعية. ومتى ظهر رئيس الرعاة، تناولون
اكليل المجد الذي لا يبلى” (5: 3، 4).

 

9- إن لقب الراعى هو لقب لله منذ القديم:

 

ولذلك يقول في سفر حزقيال النبى: “أنا أرعى
غنمى وأربضها – يقول السيد الرب – وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير،
وأعصب الجريح” (حز 34: 15، 16). ويقول داود النبى: “الرب راعى، فلا
يعوزنى شئ” (مز 23: 1). ومع ذلك نرى الكتاب يقول إن الله: “اعطى البعض
أن يكونوا رسلاً، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين” (أف 4:
11).

 

هو الذي أعطى. فلماذا نغار نحن له ولألقابه؟!

 

على أن العبارة الأخيرة من (أف 4: 11) تنقلنا
إلى لقب آخر من ألقاب السيد المسيح، أطلق عليه، وعلى تلاميذه.

 

90- المسيح هو المُعَلِّم

هكذا كان الكل يلقبونه: “أيها المعلم
الصالح” (مت 19: 16).

و السيد المسيح نفسه قال لتلاميذه حينما غسل
ارجلهم: “أنتم تدعوننى معلماً وسيداً. وحسنا تقولون لأنى أنا كذلك. فإن كنت.
وأنا السيد والمعلم – قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل
بعض” (يو 13: 13، 14)

 

فعلى الرغم من أن السيد المسيح هو العلم، وعلى
الرغم من قوله لرسلة ولخفائهم – وليس لكل الشعب – ” لا تدعوا معلمين، لأن
معلمكم واحد، المسيح” (مت 23: 10).. على الرغم من كل هذا: “أعطى البعض
أن يكونوا رعاة ومعلمين” (أف 4: 11).

 

11- نكرر ونقول: اللقب واحد، ولكن الاستعمال
مختلف.

 

المسيح هو المعلم بمعنى. ووكلاؤه معلمون بمعنى
آخر. والآيات الخاصة بهم كمعلمين كثيرين جداً (أنظر مقال “معلمون” من
هذا الكتاب).

 

المسيح هو المعلم الحقيقى، هو مصدر كل علم
ومعرفة. أما الكاهن فهو معلم من حيث هو ينقل تعليم الله للناس، لأنه من فم الكاهن
تطلب الشريعة (ملا 2: 7).

 

هل يغار أحد للمسيح، من حيث لقبه كمعلم؟!
اطمئنوا: لقب المسيح في حصن حصين وبكل حرص مصون.

 

12- ولكن رسالته كمعلم، عهد بها إلى أناس أمناء
أكفاء أن يعلموا آخرين (2تى 2: 2). وقال لكل منهم: “لاحظ نفسك والتعليم،
وداوم على ذلك” (1تى 4: 16)

 

فلا تظنوا إذن أن لقب المسيح كراع ومعلم، حينما
يمنح إلى رجال الكهنوت، يكون مجد الله قد أعطى لآخرين!! كلا، بل إن مجد الله يشعر
به الكل، عن طريق التعليم.. ننتقل إذن إلى لقب من ألقاب المسيح.

 

91- لقب المسيح كابن الله

المسيح هو ابن الله. والآيات فى هذا اللقب عديدة
جداً. وكمثال لذلك استخدام السيد المسيح هذا اللقب في حديثه مع المولود أعمى
قائلاً له: “أتؤمن بابن الله” (يو 9: 35) فآمن ذلك الأعمى وسجد له (يو 9:
38).

 

ومع ذلك أعطانا نفس اللقب: أبناء الله، إذ قيل: وأما
كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله” (يو 1: 12).

 

وقال القديس يوحنا: “انظروا أية محبة
أعطانا الآب، حتى ندعى أولاد الله” (1يو 3: 1).

 

14- ولكن نحن أبناء بمعنى. والمسيح ابن الله
بمعنى آخر.

 

نحن أبناء بالإيمان، بالمحبة، بالتبنى. أما هو
فإنه ابن الله بمعنى انه من جوهره وله نفس طبيعته، لذلك دعى ” الابن”
(يو 8: 36) ودعى الابن الوحيد (يو 3: 16، 18، يو 1: 18، 1يو 4: 9)

 

أخذنا لقب أبناء الله، دون أن يؤثر هذا على
السيد المسيح في شئ. وهذا اللقب بالذات لقب ابناء الله، دون أن يؤثر هذا على السيد
المسيح في شئ. وهذا اللقب بالذات ليس فقط للرسل ولرجال الكهنوت، بل هو لجميع لناس.
وهناك لقب آخر للمسيح، وفى نفس الوقت أعطى لجميع الناس وهو النور:

 

92- السيد المسيح هو النور

قال: “أنا هو نور العالم ” (يو 8: 12)
وكرر نفس العبارة: “أنا نور العالم” (فى (يو 9: 5). وقال عن نفسه إنه هو
النور (يو 12: 35).. ومع ذلك قال لنا: “أنتم نور العالم.. فليضء نوركم هكذا
قدام الناس، لكى يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا اباكم الذى في السموات” (مت 5:
14، 16).

 

فهل تنازل السيد المسيح هنا عن مجده، وأعطاه
للناس؟! كلا، بل كما قلنا سابقاً، نقول ايضاً إنه نور بمعنى، بينما المؤمنون نور
بمعنى آخر.

 

16- هو النور الحقيقى (يو 1: 9). أما نحن فبنوره
نعاين النور.

 

هو الذي ينير لكل إنسان (يو 1 ك 9). لذلك يقول
المرتل في المزمور ” ” الرب نورى وخلاصى، ممن أخاف” (مز 27: 1)..
” أنه نور لا يدنى منه” (1تى 6: 16) وهو النور العجيب (1بط 2: 9).

 

نورنا بالنسبة إلى نور الله، يشبه نور القمر
بالنسبة إلى الشمس. فالشمس نورها حقيقى، والقمر يستمد نوره منها.

 

إذن هو نور بذاته. أما نحن فننير حينما نستمد
نورنا منه. وهو نور ليس فيه ظلمة البتة (1يو 1: 5). أما نحن فكثيراً ما يكتنفنا
الظلام بسبب خطايانا. ولذلك فإن يوحنا المعمدان، مع انه كان عظيماً أمام الرب (لو
1: 15). إلا أن الكتاب قال عنه: “هذا جاء للشهادة، ليشهد للنور، لكى يؤمن
الكل بواسطته. لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور” (يو 1: 7، 8).

 

93- المسيح ولقب أسقف ومدبر

17- بنفس الوضع نتكلم عن لقب أسقف، ولقب مدبر:

قيل عن السيد المسيح: “راعى نفوسكم
وأسقفها” (1بط 2: 25). وقيل في الكهنوت: “يجب أن يكون الأسقف بلا لوم
كوكيل لله” (تى 1: 7). فالمسيح هو الأسقف، لأنه هو الراعى الحقيقى. أما
الأسقف فهو بهذا الصفة، لأنه وكيل للمسيح الذي هو أسقف نفوسنا.

 

وقيل عن المسيح – في الحديث عن بيت لحم: “منك
يخرج مدبر يرعى شعبى إسرائيل” (مت 2: 6). بينما قيل عن رجال الكهنوت: “الشيوخ
المدبرون حسنا، فليحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة” (1تى 5: 17).

 

18- ولكن ما أعظم الفرق بين المسيح كأسقف ومدبر،
وبين رجال الكهنوت..

 

المسيح هو اسقف الكل، ومدبر الكل. أما رجال
الكهنوت فلهم دائرة محدودة وهم في رعابتهم وتدبيرهم تحت رعاية المسيح وتدبيره.
وتنطبق عليهم – كما على الشعب – عبارة: “راعى نفوسكم واسقفها” (1بط 2: 25).
والمسيح راع وأسقف من حيث طبيعته. أما هم فرعاة وأساقفة ومدبرون من حيث أنهم وكلاء
الله، استؤمنوا على وكالة (2كو 5).

 

94- لقب المسيح ككاهن

19- بنفس الوضع نتكلم عن لقب كاهن:

قيل عن السيد المسيح إنه: “كان إلى ألأبد
على طقس ملكى صادق” (مز 110، عب 5: 6). وقال بولس الرسول عن نفسه: “حتى
أكون خادماً.. مباشراً لإنجيل الله ككاهن” (رو 14: 16).

 

ولكن بين كهنوت المسيح، كهنوت البشر فرقاً
جوهرياً.

 

20- المسيح كاهن باعتبار أنه مقدم الذبيحة، وهو
نفسه الذبيحة. أما كهنوت البشر، فانهم خدام لهذا الذبيحة عينها. أما المسيح فهو
الذبيحة

 

ولهذا قال عنه القديس بولس الرسول إنه: “قدم
نفسه” (عب 7: 27). وإنه ” بدم نفسه دخل مرة إلى الأقداس فوجد فداء
ابدياً” (عب 8: 12). فالمسيح هو الكاهن وهو الذبيحة، وهذا هو الفارق الجوهرى
بين كهنوته وكهنوت البشر.

 

كما أن البشر يستمدون كهنوتهم من كهنوت المسيح.
ولولا أن المسيح ككاهن قد نفسه ذبيحة، ما كان الكهنوت المسيحى يستطيع أن يقف على
مذبح. والمسيح يعطى الغفران بكهنوته وذبيحته. أما الكهنة فيمنحون الغفران بسلطان
منه، كوكلاء له على استحقاق دمه..

 

إذن عمل البشر ككهنة، لا يتعارض مع عمل المسيح
ككاهن، بل على العكس هو استمرار له.

 

21- بعد أن استعرضنا كيف أن ألقاباً كثيرة
للمسيح اعطيت لتلاميذ، دون المساس بمجده، أقول للذين يغارون لمجد الله أن يعطى
لآخر، ما رايكم في قول السيد المسيح عن تلاميذ، حديثه مع الآب في (يو 17):

 

” وأنا قد أعطيتهم المجد الذي
أعطيتنى” (يو 17: 22).

هل تقفون مبهوتين أمام هذه العبارة؟! لا مانع ن
قفوا مبهوتين، وأنا أيضاً معكم أقف مبهوتاً أمام محبة الله لأولاده ولخدامه. ولكن
لا نغار لله. فالمسيح لم يعطهم المجد الذي كان له عند الآب قبل كون العالم (يو 17:
5). وإنما المجد الذي يمكن أن تحتمله طبيعتهم البشرية، كخدام. أعطاهم مجد هذه
الخدمة، التي مسح فيها السيد المسيح كاهناً وملكاً ونبياً.

 

22- سلمهم بعضاً مما قدمه المجوس: ذهبا ولباناً
ومراً:

 

فكان لهم المجد في الذهب، في تاج الكهنوت، في
رئاسة شعبه.. وكان لهم مجد اللبان، في عمل الكهنوت وتقديم البخور عن الشعب. وكان
لهم مجد المر، مجد الصليب الذي يحتملونه في الخدمة. مع الفارق.. إذ كان مجد الذهب
واللبان والمر غير محدود بالنسبة إلى السيد المسيح، بينما هو محدود بالنسبة إلى
الكهنوت

 

و الذين يغارون لمجد الله، ننقلهم بعد إلى
نقطتين بعد إلى نقطتين هما:

أ- المجد الذي يعطيه الله لخليقته.

ب- و العظمة التي يمنحها الله لخدامه.

 

95- الله يُمَجِّد خليقته

 23- إن
الله يمنح مجداً الخليقته، حتى الجامدة منها:

وفى هذا يقول القديس بولس الرسول: “مجد
السماويات شئ، ومجد الأرضيات شئ آخر. مجد الشمس شئ، ومجد القمر آخر، ومجد النجوم
آخر. لأن نجماً يمتاز عن نجم في المجد” (1كو 15: 40، 41). حتى زنابق الحقل
أعطاها الله في جمالها مجداً لم يكن لسليمان الملك. وفى ذلك قال الرب: “تأملوا
زنابق الحقل.. ولا سليمان في كل مجده، كان يلبس كواحدة منها..” (مت 6: 28،
29).

 

24- بل تأملوا الملابس الكهنوتية التي أمر الله
أن تصنع لهرون رئيس الكهنة بالذهب والاسمانجونى.. للمجد والبهاء (خر 28، 40).

 

الله هو الذي اختار بنفسه هذه الملابس لكاهنه،
وأختار نوع قماشها وزينتها وطريقة تفصيلها، وأمر أن الذين يقومون بصنعها يكونون
مملوءين من روح الحكمة. وهكذا قال لموسى النبى:

 

” واصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد
والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب، الذين ملاتهم روح حكمة، أن يصنعوا ثياب هرون
ليكهن لى” (خر 28: 2، 3) ” فيصنعون الرداء من ذهب واسمانجونى وقرمز وبوص
مبروم صنعة حائك حاذق” (خر 28: 6)، وكذلك الصدرة (خر 28: 15) ” وتصنع
على الصدرة سلاسل مجدولة صنعة الضفر من ذهب من نقى. وتصنع على الصدرة حلقتين من
ذهب..” (خر 28: 22) ” وتصنع صفيحة من ذهب نقى. وتنقش عليها نقش خاتم
(قدس للرب) وتصنعها على خيط اسمانجونى لتكون على العمامة” (خر 28: 36، 37).
وتكون على جبهته دائماً للرضا عنهم أمام الرب (خر 28: 38). أآ أن الله يرضى عن
الشعب، حينما ينظر إلى الصفيحة الذهب التى على جبهة هرون المكتوب عليها ” قدس
للرب”.

 

أى مجد هذا أعطاه الله لهرون فى ملابسه وفى
شفاعته؟! وليس هرون فقط، بل يقول الرب عن أولاد هرون:

 

“ولبنى هرون تصنع أقمصة، وتصنع لهم مناطق،
وتصنع لهم ملابس للمجد والبهاء. وتلبس هرون أخاك إياها وبنيه وتمسحهم..” (خر
28: 40 / 41).

 

فهل المجد الذي أحاط الله به هرون، انقص من مجد
الله؟! أم الله فرح بهرون وأولاده، وألبسهم المجد والبهاء؟

 

وإلى هذه الدرجة بلغ اهتمام الله بكهنته وبرئيس
كهنته. أتريد نت أن تصف هرون بالكبرياء والعظمة، وهو في ملابس الذهب والارجوان
والاسمانجونى؟! إذن عليك أن تصف زنابق الحقل بهذه التهمة ايضاً، لأنه ولا سليمان
في كل مجده كان يلبس كواحدة منها..!

 

وما ذنب هرون وما ذنب الزنبقة، ان الله البسهما
هكذا؟!

 

إن كان الله يعطى بهاء لزنابق الحقل، أفلا يعطى
خدمه ووكلاءه؟! بل هو يعطى بالأكثر.

 

24- بل انظروا المجد الذي أعطاه لموسى وإيليا
على جبل التجلى.

 

حتى أن القديس بطرس الرسول قال: “.. نصنع
هنا ثلاث مظال. لك واحدة، ولموسى واحدة، ولايليا واحدة” (مت 17: 4). ولكن هذا
المجد يعطيه الله لخادمين له، قدما له الذبائح من قبل.. إنه مجد يحسب كعربون
لأمجاد القيامة، التي سنكون فيها كملائكة الله في السماء (مت 22: 30).

 

25- ومن أمثلة المجد الذي أعطاه الله لخليقته،
المجد الذي أعطاه للملائكة ” المقتدرين قوة” (مز 103) الذى يقال عن
الواحد منهم إنه ملاك نور (2كو 11: 14)، بكل مواهبهم وجمالهم ونقاوتهم..

 

26- و المجد كما أعطاه الله للقديسين، أعطاه
كذلك للتائبين.

 

انظروا إلى الخاطئة يهوذا (فى سفر حزقيال)، هذه
التي كانت مطروحة بدمها، كيف طهرها الله وقال لها: “حممتك بالماء، وغسلت عنك
دماءك، وسحتك بالزيت ” ليس هذا فقط ن بل يقول ايضاً: “وألبستك مطرزة..
وحليتك بالحلى.. وتاج جمال على راسك. فتحليت بالذهب والفضة، ولباسك الكتان والبز
والمطرز وجملت جدا جداً، فصلحت لمملكة. وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان
كاملاً ببهائى الذي جعلته عليك، يقول السيد الرب” (خر 16: 9 – 14).

 

أى مجد هذا، أن يلقى الله بهاءه على البشر،
ليكون جمالهم كاملاً ببهائه؟!

 

27- ولكن ليس هذا غريباً على الله عندما خلق
الإنسان قال: “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ” ” فخلق الله
الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه” (تك 1: 26، 27).

 

هذا هو أول مجد، إن الإنسان خلق على صورة الله.

 

28- ومن المجد الذي مجد الله به الإنسان، صنع
العجائب

 

وهى معجزات عظم الله بها أولاده في أعين الناس،
وكانت وسيلة لنشر أو تثبيت الإيمان. ونحن نرى في معجزة شق الأردن أن الله قال
ليشوع بن نون قبلها: “اليوم أبتدئ أعظمك في أعين جميع إسرائيل، لكى يعلموا
انى كما كنت مع موسى أكون معك” (يش 3: 7). وسمح الله أن معجزة شق البحر
الأحمر لا تكون بيده الإلهية مباشرة، وإنما بيد موسى..

 

على أنى لا ارى في الكتاب المقدس كله ىية تدل
على تمجيد الله لأولاده بالمعجزات، أكثر ن قول السيد المسيح لتلاميذه:

 

” من يؤمن بى، فالأعمال التي أنا أعملها،
يعملها هو أيضاً، ويعمل أعظم منها” (يو 14: 12).

 

الكتاب المقدس مملوء بالمعجزات، وهناك سجل
بالمواهب ذكره بولس الرسول (1كو 12) ولم يكن ضد مجد الله في شئ أن يتمتع أولاده
بهذه المواهب التي أعطاهم الله إياها..

 

29- إن المجد لم يطلبه أولاد الله، بل هو الذي
أعطاه.

 

ولو كان الله يرى في ذلك شيئاً ضده، ما كان يعطى.
ولكن هوذا الرسول يقول: “الذين دعاهم، فهؤلاء بررهم أيضاً. والذين بررهم
مجدهم أيضاً” (رو 8: 30). ويقول: “إن كنا نتألم معه، فلكى نتمجد أيضاً
معه” (رو 8: 17).

 

30- ومن أروع أنواع المجد، ذلك المجد العتيد
الذي نناله في القيامة وفى العالم الآخر، مجد الأبدية:

 

يقول بولس الرسول: “أن آلام الزمان الحاضر،
لا يقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا” (رو 8: 18). ولعل أولى بشائر هذا
المجد الجسد الروحانى الذي ستقوم به ” على صورة جسد مجده” (فى 3: 21)،
هذا ” الذي دعانا إلى مجده الأبدى” (1بط 5: 10) دعانا إلى ملكوته ومجده
(1تس 2: 12)

 

وعن جسد القيامة يقول بولس الرسول: “يررع
في هوان ن ويقام في مجد. يزرع جسما حيوانياً، ويقام جسماً روحانياً.. وكما لبسنا
صورة الترابى، سنلبس ايضاً صورة السماوى” (1كو 15: 43 – 49).

 

وبطرس الرسول يقول عن نفسه: ” شريك المجد
العتيد أن يعلن”.. ويقول للرعاة: “ومتى ظهر رئيس الرعاة، تنالون إكليل
المجد الذي لا يبلى”.

 

96- الله يُعَظِّم خليقته

يشهد السيد المسيح لعظمة يوحنا المعمدان الكاهن
فيقول:

لم يقم بين المولودين من النساء، أعظم من يوحنا
المعمدان (مت 11: 11). بل العجيب في يوحنا هذا، ان يقال عنه أثناء البشارة بمولده
انه: “يكون عظيماً أمام الرب” (لو 1: 15). يمكن أن يكون عظيماً أمام
الناس، أما عبارة: ” عظيما أمام الرب ” فتدل على تواضع كبير من الله،
ومحبته لأولاده تجعلهم عظماء أمامه، وهم تراب ورماد.

 

32- وهوذا إبراهيم أبو الاباء، يقول له الرب: “أجعلك
أمة عظيمة، وأباركك وأعظم اسمك، تكون بركة (تك 12: 2).

 

و الكتاب يشرح لنا الكثير عن عظمة إبراهيم، وعن
شفاعته في أهل سادوم (تك 18)، وعن ان لعازر المسكين حملته الملائكة إلى حضن
إبراهيم (لو 16: 22). كما يحدثنا الكتاب عن نسل إبراهيم، وقول الرب لهذا القديس: “تتبارك
فيك جميع قبائل الأرض” (تك 12: 3).

 

33- ولا ننس العظمة التي وهبها الله للسيدة
العذراء.

 

هذه الوحيدة التي قال لها الرب: “الروح
القدس يحل عليك. وقوة العلى تظللك. لذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله”
(لو 1: 35). وشعرت القديسه مريم بأن القدير صنع معها عجائب، لذلك قالت: “هوذا
منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى” (لو 1: 48، 49).

 

وبلغ من تكريم الله للقديسة العذراء، انه بمجرد
وصول سلامها إلى اذنى اليصابات، أن اليصابات امتلأت من الروح القدس، وارتكض الجنين
بابتهاج في بطنها (لو 1: 41، 44).

 

34- وعظم الرب من شأن موسى جداً..

 

وصنع على يديه معجزات وعجائب عديدة. بل انه بلغ
من المجد الذي اسبغه الرب على موسى أن قال له: “أنا جعلتك إلها لفرعون”
(خر 7: 1)!! ولما تقولت مري وهرون على موسى، قال الرب لهما مدافعاً عنه:

 

” إن كان منكم نبى للرب، فبالرؤيا استعلن
له، في الحلم أكلمة. أما عبدى موسى فليس هكذا، بل هو أمين فى كل بيتى. فما إلى فم
وعيانا أتكلم معه.. وشبه الرب يعاين” (عد 12: 6 – 8). وضرب الرب مريم بالبرص
عقاباً لها لأنها تكلمت على موسى..

 

35- وأعطى عظمة، حتى للعامة أيضاً..

 

فقال: “وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما
في ملكوت السموات” (مت 5: 19). وقال عن المتضعين أيضاً إنهم هم: “الأعظم
في ملكوت السموات” (مت 18: 1، 4). والمرأة الكنعانية، على الرغم من أنها من
شعب لعنة أبونا نوح بعد الطوفان، إلا أن السيد المسيح وجد فيها شيئاً حسناً، فقال
لها: “عظيم هو إيمانك” (مت 15: 28).

 

36- ووصف الله بالعظمة، حتى الطبيعة والمدن.

 

فوصف الشمس والقمر بعبارة: النيرين
العظيمين” (تك 1: 16) وجعل أحدهما لحكم النهار والآخر لحكم الليل. وقال عن
نينوى: “المدينة العظيمة ” لمجرد أنها كانت مدينة ذات شعب كبير (يون 4: 11).

 

37- بعد هذا نتكلم عن العظمة التى منحها الله
الكهنوت:

 

شرحنا في الأبواب السابقة السلطان الذي منحه
الله للكهنوت، حتى أن رجال الكهنوت يمكن أن يمنحوا الروح القدس للناس، وان يمنحوهم
أيضاً المغفرة. وذكرنا اللقاب والاختصاصات التي اسندها الله لرجال الكهنوت، وما
خصهم به الله من دعوة واختيار وإرسالية ومسحة.. إلخ. ونذكر هنا مثالاً ورد في سفر
الرؤيا:

 

رأى القديس يوحنا حول العرش الإلهى، ”
أربعة وعشرين كاهناً جالسين متسربلين بيض وعلى رؤوسهم أكاليل من ذهب ” (رؤ 4:
4).

 

من هؤلاء الذين يمكنهم الجلوس فى حضرة الله،
وعلى رؤوسهم أكاليل، بينما الملائكة وقوف قدامه، الشاروبيم والسارافيم (إش 6: 2)

 

ويتابع الرائى حديثه عن هؤلاء الكهنة، بأن لهم
جامات (مباخر) من ذهب، مملوءة بخوراً هى صلوات القديسين (رؤ 5: 8) يرفعونها إلى
الله..

 

ولقب العظمة يلصقه الله برئيس الكهنة، فيقول عنه
” الكاهن العظيم” (زك 3: 1)، وأحياناً يقول عنه: “الكاهن
الأعظم” (لا 21: 10).

 

إذن لا تغاروا لله، فألقاب العظمة، هو الذي
يمنحها لأولاده، دون أن تؤثر هذه على عظمته هو.

 

38- حقا إن العظمة الطبيعية هى الله وحده. ولكنه
من تواضعه منح العظمة لأولاده. ولكن بين عظمة الله والناس فروقاً.

 

عظمة الله طبيعية بحكم لاهوته. أما العظمة
بلنسبة إلى افنسان، فهى إما مكتسبة أو هى منحة من الله. وعلى أية الحالات، ليست هى
منه، من ذاته، لأنه تراب ورماد..

 

عظمة الله هى عظمة شاملة. أما الإنسان زاوية
معينة.

 

عظمة الله هى عظمة حقيقية تتصف بالكمال ولقدسية
والدوام، بعكس الإنسان في كل هذه الصفات..

 

39- إذن لا داعى مطلقاً لأن يغار البعض لله من
عظمة يسبغها هو على بعض عبيده، ويبقون على الرغم من ذلك عبيداً كما هم. فعظمتهم
ومجدهم، كلها أمور نسبية، في المقارنة مع اخوتهم. أما أمام الله فهم خدامه. وكل
اكرام منه لهم يزيدهم نواضعا قدامه..

 

40- وأخيراً نقول لكل من يغار لله من الكهنوت:

 

الله يريد أن يعطى غيرك. فلماذا تتذمر على
عطاياه؟!

 

الله يمجد أولاده. فماذا يضايقك أنت من هذا؟!

 

الله لا يحسب هذا انتقاصاً لمجده. فما سبب
الغيرة؟! أتريد أن تكون ملكياً أكثر من الملك نفسه؟! أتود أن تحسب عطايا الله
ومواهبه ضد مجده؟!

 

ما هو غيرتك على مجد الله؟ أهو قوله تبارك اسمه:
“مجدى لا أعطيه لآخر (إش 42: 8)0 إذن لنبحث معنى هذه الآية.

 

97- معنى آية: مجدي لا أعطيه لآخر

41- المقصود به بلا شك، هو مجد اللاهوت:

فالله قد منحنا أمجاداً كثيرة، وأنواعاً كثيرة
من العظمة. وكلها لا تقاس بعظمة الله غير المحدودة ومجده غير المحدود. لشئ الوحيد
الذي لا يمكن منحه للبشر هو مجد اللاهوت، هذا الأمر الذي اشتهى الشيطان أن يناله،
قائلاً في قلبه: “اصير مثل العلى” (إش 14: 14). وهذا الذي أغرى به
الشيطان أبوينا الأولين، قائلا لهما: “تصيران مثل الله..” (تك 3: 5).

 

42- و تكملة الآية (إش 42: 8)، تدل على أنها ضد
عبادة الاصنام: إذ قال الله: “أنا الرب. هذا اسمى – ومجدى لا أعطيه الآخر،
ولا تبيحى للمنحوتات (أى للتماثيل المنحوتة)”.

 

43- وكل الاصحاحات الثالية من سفر اشعياء تدور
في هذا المعنى، كأن يقول الرب: “ولكى تعرفوا وتؤمنوا بى، تفهموا إنى أنا هو.
قبلى لم يصور إله، وبعدى لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيرى مخلص” (إش 43: 10،
11). ” أنا الأول وأنا الآخر، ولا إله غيرى” (إش 44: 6) ” أنا الرب
وليس آخر. لا إله سواى.. أنا صانع كل هذه” (إش 45: 5، 7)

 

44- ولا يمكن لأحد أن يدعى بأن الكهنوت أخذ مجد
اللاهوت. وكل ما يعمله، إنما يعمل كوكيل لله مفوض منه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى