اللاهوت الدفاعي

الفصل الثامن



الفصل الثامن

الفصل الثامن

الوثائق التي تثبت صحة
العهد الجديد واستحالة تحريفه

 

 برهنا
في الفصل السابق عن كيفية وصول كلمة الله، في العهد القديم، إلينا سالمة ومحفوظة
بكل دقة بدون أن تنقص حرفاً أو تزيد حرفاً واحداً، كما سلمها الأنبياء للآباء،
خاصة خلفاءهم من بنى الأنبياء والكتبة (السوفريم) والماسوريين. وفي هذا الفصل
نبرهن على كيفية وصول كلمة الله، في العهد الجديد، إلينا سالمة ومحفوظة بكل دقة
كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين (شهود عيانٍ) وخداماً
للكلمة
” (لو2: 1)، وذلك من خلال مخطوطات العهد الجديد اليونانية وترجماته
إلى اللغات القديمة الأخرى كالسريانية واللاتينية والقبطية ومخطوطاتها التي لا
تزال موجودة معنا تشهد للجميع من يؤمن ومن لا يؤمن عن صحة كل كلمة وكل حرف في
العهد الجديد أنها كلمة الله التي سلمت إلينا بكل دقة وبدون زيادة أو نقصان أو
تبديل لحرف أو كلمة أو جملة أو فقرة أو فصل من كتاب الله المقدس.

1 مخطوطات العهد الجديد اليونانية(1):

 كتبت أسفار
العهد الجديد باللغة اليونانية الكيونية (
Koine Greek– اكويني – العامية) إحدى عائلة اللغات الهند أوربية Indo-European، التي كانت منتشرة في أرجاء الإمبراطورية
اليونانية في القرن الأول(2)، إلى جانب اللغة اللاتينية التي كان
يتكلم بها الجنود الرومان في سائر الإمبراطورية الرومانية، أيام الرب يسوع المسيح،
والتي كتبت بها بعض مصطلحات العهد الجديد، خاصة في الإنجيل للقديس مرقس. وأستخدم
في كتابتها القلم والحبر وورق البردي والرقوق المصنوعة من الجلد، فيذكر القديس
بولس في رسالته الثانية لتيموثاؤس ” الكتب أيضا ولا سيما الرقوق
” (2تى4: 13)، ويذكر القديس يوحنا في رسالتيه الثانية الكتابة ”
بورق وحبر ” (2يو12)، ” اكتب إليك بحبر وقلم ” (3يو13).

(1)
انتشارها في القرون الثلاثة الأولى للميلاد:
انتشرت نسخ مخطوطات العهد الجديد
في القرون الثلاثة الأولى على أيدي تلاميذ المسيح ورسله وخلفائهم. وكان قد تم نسخ
عشرات النسخ بأيديهم أو تحت أشرافهم، خاصة مع انتشار المسيحية في بلاد كثيرة من
العالم، وذلك للقراءة في الكنائس، في العبادة والاجتماعات العامة، أو للدراسات
الخاصة. كما كانت هناك سرعة كبيرة إلى حد ما في انتقال
نسخ
من هذه الأسفار من بلد إلى بلد ومن دولة إلى أخرى. وعلى سبيل المثال فقد وجدت نسخة
من الإنجيل للقديس يوحنا في مقبرة راهب في صحراء الفيوم ترجع إلى حوالة سنة 117 م
وأن كان بعض العلماء يرجح أنها ترجع لما قبل سنة 100 م، في حين أن هذا الإنجيل كتب
فيما بين سنة 80 و95 م في أفسس في آسيا الصغرى، وبذلك يكون قد انتشر في بلاد كثيرة
بعد كتابته في مدة تتراوح ما بين10 سنوات إلى 30 سنة رغم المسافات وبدائية
المواصلات.

 وكان يقوم
بنقل هذه المخطوطات ونسخها، في القرن الثاني، كتبة (نساخ) متعلمون ومدربون ولهم
خبرة في ذلك، ونظراً للاحتياج الشديد إلى الكثير من النسخ، سواء للكنائس أو
الأفراد فقد كانت هناك حجرات للنسخ تسمى سكريبتوريم
Scriptorium والتي وجد أقدمها في الإسكندرية حوالي سنة
200م، وكان يقوم أحد الأفراد بإملاء مجموعة من الكتبة لنسخ مجموعة من النسخ في وقت
واحد، وذلك إلى جانب المخطوطات التي كان ينسخها بعض الأفراد لأنفسهم، وهؤلاء كانوا
متفاوتين في كفاءتهم وثقافتهم وتعليمهم وبيئتهم. وهكذا انتشرت آلاف النسخ
والمخطوطات في قرى ومدن جميع البلاد المحيطة بالبحر المتوسط والمجاورة للخليج
العربي (الفارسي) وما بين النهرين (العراق وسوريا) خلال القرن الأول وبداية القرن
الثاني للمسيحية وزادت كثافة في النصف الثاني من القرن الثاني ثم في القرن الثالث.

 ونظراً لأن
المسيحية كانت مضطهدة في هذه العصور فقد انتقلت وانتشرت معظم مخطوطات أسفار العهد
الجديد في مخطوطات جزئية تضم إنجيل واحد أو الأناجيل الأربعة معاً أو رسائل القديس
بولس الرسول أو سفر الرؤيا 00الخ وأستخدم فيها ورق البردي كثيراً. وقد بقى لنا من
هذه الفترة معظم البرديات ال 96 التي وجدت لأجزاء العهد الجديد والتي ترجع لهذه
القرون الثلاثة الأولى للميلاد.

(2)
انتشارها في القرنين الرابع والخامس:
في هذين
القرنين صارت المسيحية هي الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية ومن ثم نسخت
عشرات بل ومئات المخطوطات، سواء لأجزاء من الكتاب المقدس أو للعهد الجديد كاملاً
أو لجميع أسفار العهدين القديم والجديد معاً، وقد نسخت بصفة قانونية ورسمية، من
مخطوطات أقدم ترجع إلى القرنين الأول والثاني للميلاد، وذلك للاستخدام في الكنائس
أو للدراسات الخاصة، وعلى سبيل المثال فقد أمر الإمبراطور قسطنطين بنسخ 50 مخطوطة
كاملة وأرسلت للكنائس. كما نشطت ترجمة الكتاب المقدس بعهديه إلى الكثير من اللغات،
وقد اتخذت هذه الترجمات الصفة الرسمية مثل ترجمة القديس جيروم سكرتير بابا روما
المعروفة بالعامية أو الفولجاتا التي تمت بناء على تكليف من البابا. وقد كُتبت
معظم هذه المخطوطات على الرقوق والجلد. وقد تبقى لنا من هذه المخطوطات الإسكندرية
والسينائية والفاتيكانية، التي هي أصلا من مصر.

 ومنذ القرن
السادس وما بعده نشط الرهبان، في جميع أديرة العالم، في جمع مخطوطات الكتاب المقدس
ونسخ العشرات من المخطوطات الجديدة. وبعد القرن العاشر استخدم الخط الصغير المتصل
في الكتابة مما سهل عملية الكتابة ومن ثم فقد انتشرت المخطوطات بكثافة عالية.

(3)
قيمة هذه المخطوطات في تأكيد صحة العهد الجديد:
يوجد لدينا
الآن أكثر من 25,… مخطوطة، سواء جزئية أو كاملة للعهد الجدي، وبالرغم من أنه،
كما يقول جيسلر ونكس ” ليس لدينا مخطوطات أصلية متبقية إلى الآن للكتاب
المقدس. إلا أن وفرة المخطوطات تتيح لنا إمكانية إعادة جمع النسخة الأصلية بدرجة
بالغة الدقة “(3).

 ويقول
السير فردريك ج. كنيون، الذي كان مديراً وأمين أول للمتحف البريطاني ومسئولاً عن
شئون المخطوطات في كتابه ” الكتاب المقدس وعلم الآثار “: ومن ثم فإن
الفترة الفاصلة بين تاريخ كتابة الأصل وأقدم المخطوطات المتبقية إلى الآن تصبح
قصيرة للغاية بحيث يمكن إهمالها، وهكذا يزول كل شك في وصول الأسفار المقدسة إلينا
كما كتبت تماماً. ويمكن اعتبار كل من موثوقية وسلامة أسفار العهد الجديد قد تم
التثبت منها أخيراً “(4).

 ويقول ج.
هارولد جرينلي: ” إن عدد مخطوطات العهد الجديد الموجودة بين أيدينا تفوق
كثيراً مثيلاتها في أي عمل أدبي قديم 00 كما دونت أقدم مخطوطات العهد الجديد
الموجودة لدينا بعد فترة قصيرة من كتابة النص الأصلي بالمقارنة بمعظم الأعمال
الأدبية القديمة(5).

 ويقول
إدوارد جليني: ” لقد منحنا الله 5.656 مخطوطة كاملة أو جزئية للنص اليوناني
للعهد الجديد. وهو يعد أكثر الكتب بقاءً واكتمالاً من بين ما وصل إلينا من العصور
الغابرة. ليس فقط أن لدينا هذا العدد الكبير من المخطوطات ولكن هذه المخطوطات
يقترب زمن كتابتها جداً من زمن كتابة النصوص الأصلية. فهناك بعض المخطوطات الجزئية
للعهد الجديد ترجع إلى القرن الثاني الميلادي وهناك الكثير من المخطوطات التي لا
يفصل بينها وبين الأصل إلا أربعة قرون أو أقل. ويزداد المرء دهشة إذا ما قارن
بينها وبين الكتابات القديمة الأخرى المتبقية “(6).

 ويوجد الآن
حوالي 25,… مخطوطة للعهد الجديد في بلاد كثيرة ومن عصور متنوعة، ويتكون هذا
العدد من حوالي 5,656 مخطوطة باللغة اليونانية التي كتبت بها أسفار العهد الجديد،
وأكثر من14,… مخطوطة للترجمات الأخرى وعلى رأسها اللاتينية والسريانية
(الآرامية) والقبطية والأرمينية.

 ويذكر كل
من
Kurt
and Barbara Aland
في
كتابهما ” نص العهد الجديد ” في طبعته الثانية (1989م) أن المخطوطات
اليونانية الباقية للعهد الجديد 99 مخطوطة بردية و306 مخطوطة بالحروف الكبيرة
المنفصلة و2.855 من مخطوطات الحروف الصغيرة المتصلة و2.396 مخطوطة للقراءات.
ومجموع هذه المخطوطات يساوي الرقم المذكور سلفاً “(7).

 ويذكر لي
ستروبل في أحد كتبه الحديثة (نشر عام 1998) آخر الإحصائيات للمخطوطات اليونانية
للعهد الجديد على النحو التالي: 99 مخطوطة بردية و306 مخطوطة بالحروف الكبيرة
و2.856 مخطوطة بالحروف الصغيرة و2.403 مخطوطة للقراءات فيصبح المجموع 5.664 مخطوطة
(8).

 أما مايكل
فيلت بمعهد دراسات العهد الجديد في مونستر بألمانيا فيورد لنا أحدث الإحصاءات
للمخطوطات اليونانية للعهد الجديد (في أغسطس 1998) على النحو التالي: 109 مخطوطة
بردية و307 مخطوطة الحروف الكبيرة و2.860 مخطوطة بالحروف الصغيرة و2.410 مخطوطة
للقراءات بمجموع 5.686 مخطوطة(9).

 ويرجع وجود
هذه الاختلافات الطفيفة بين هذه الإحصاءات إلى احتساب البعض للأجزاء الصغيرة من
المخطوطات ضمن المجموع. على أية حال فهذا الكمّ الهائل من المخطوطات يعطي للعهد
الجديد مصداقية تاريخية غير محدودة. وهي كالآتي(10):

(1) مخطوطات
اللغة اليونانية:

… مخطوطات
الحروف الكبيرة المنفصلة 307.

… مخطوطات
الحروف الصغيرة المتصلة 2.860.

… مخطوطات
القراءات الكنسية 2.410.

… المخطوطات
البردية 109.

مجموع
المخطوطات اليونانية 5.686

(2) مخطوطات
بلغات أخري:

…
ا
لفولجاتا اللاتينية أكثر من 10…..

… المخطوطات
الأثيوبية أكثر من 2…..

… المخطوطات
السلافية 4.101.

… المخطوطات
الأرمينية 2.587.

… مخطوطات
البشيتا السريانية أكثر من 350
+ 3 للسريانية القديمة.

… المخطوطات
القبطية البحرية 100 + عدد من مخطوطات اللهجة الصعيدية.

… المخطوطات
العربية 75.

… مخطوطات
اللاتينية القديمة 50.

… المخطوطات
الأنجلوساكسونية 7.

… المخطوطات
القوطية 6 + 3 للسوجدانية (
Sogdian).

… المخطوطات
الفارسية 2 + المخطوطات الفرنكية 1.

مجموع
المخطوطات غير اليونانية أكثر من 19.284

المجموع
الكلي أكثر من 24.970

 وتنقسم
المخطوطات اليونانية حسب أحدث الدراسات والاكتشافات إلى ثلاث مجموعات هي:

1- المجموعة
الأولى:

 وتضم
99 مخطوطة مكتوبة على ورق البردي ويرجع تاريخ أقدمها
P52 (حسب الدراسات السابقة لسنة 1995م) إلى سنة 125م وأحدثها (P73) إلى القرن السابع الميلادي. وهذه المجموعة
يرمز لها بحرف
P)) من Papyrus أي بردى ونضعها مع الأرقام مثل ب1(P1)، أي مخطوطة بردى رقم 1 وهكذا.

 وهذه
البرديات أو المخطوطات البردية برهنت بصورة قاطعة وحاسمة على صحة العهد الجديد
وأوصلتنا إلى زمن تدوين النص الأصلي الذي لا يفصلها عنه سوى فترة زمنية بسيطة جداً
تتراوح فيما بين 25 إلى 220 سنة حيث يوجد ضمن هذه المجموعة 8 مخطوطات يتراوح زمن
كتابتها بين سنة 125 و 220م كما يوجد أيضاً 34 مخطوطة ترجع للقرن الثالث وبداية
الرابع وهى متفقة تماماً مع المخطوطات الثماني الأولى، وبالتالي فإن حوالي40 % أو
41 مخطوطة من هذه المجموعة (ال 96) ترجع للقرنين الثاني والثالث وبداية الرابع
وتسد الفجوة الزمنية التي كانت موجودة قبل اكتشاف أهم مخطوطات هذه المجموعة (سنة
1930 وسنة 1950م) وبين المخطوطة السينائية التي ترجع لسنة 340م والتي تتفق معها
بصورة مذهلة، وهذا يبرهن للعلماء والنقاد ومدعى تحريف الكتاب المقدس والذين
افترضوا وتصوروا احتمال وجود اختلافات كثيرة بين نصوص القرنين الثاني والثالث
ونصوص القرون التالية خطأ افتراضاتهم ومزاعمهم وادعاءاتهم ؛ فقد أثبتت المخطوطة (
P75) والتي ترجع لسنة 180م اتفاق مذهل ورائع مع
المخطوطة الفاتيكانية التي ترجع لسنة 325م بل ويرى علماء العهد الجديد أن هذه
المخطوطة (
P75) قد
أوجدت المفتاح لمعرفة وفهم التاريخ المبكر للعهد الجديد.

 

التاريخ

المخطوطات
وأرقامها(11)

117 135م

150 200م

نهاية ق2
وبداية ق3

القرن
الثالث

 

 

ق3/4

P52

P32، P54/ 67، P66، P90.

P77 + 189. (على رقوق جلد).

P1،P4، P5، P9، P12، P15، P20، P23، P27، P28، P29، P30، P39، P40، P45، P46, P47، P48، P49، P53، P65، P69، P70، P75، P80، P87+ 220، 212، (رقوق).

P13، P16، P18، P37، P38، P72، P68، P92+171، + 162. (رقوق).

 

كما أن هذه
المخطوطات المبكرة جداً تحتوى على كل أسفار العهد الجديد عدا 1و2 تيموثاوس وعلى
معظم آياته ونصوصه إذ يوجد السفر الواحد في أكثر من مخطوطة عدا 2 تسالونيكي و2
يوحنا و3 يوحنا إذ يوجد كل منهما في مخطوطة واحدة مبكرة. وفيما يلي أهم مخطوطاتها:

(1) مخطوطة
جون رايلاندز
John Rylands (P52): والتي اكتشفت بصحراء الفيوم بمصر
سنة. وتحتوى على (يوحنا 31: 18-33). 1935والمحفوظة بمكتبة جون رايلاندز في مانشستر
بإنجلترا وعندما قام روبرتس
C. H. Roberts خبير البرديات في أوكسفورد بدراستها واستشارة علماء البرديات
الأكثر خبرة منه وجدوا أنها ترجع لما بين 117 و 135م، على أكثر تقدير. ويرى أدولف
ديسمان
Adolf Deissmann أنها ترجع لزمن أقدم(12). ثم أعيد دراسة تاريخ المخطوطة،
مؤخراً، ووجد العلماء أن أسلوب الكتابة الذي كتبت به غطى الفترة من بداية
ثمانينيات القرن الأول إلى سنة 130م مما يؤكد، في رأى الكثيرين منهم، أنها
كتبت بين سنة 85 و95م
، وهو نفس تاريخ كتابة الإنجيل للقديس يوحنا. وكانت

حتى سنة
1994 تعتبر أقدم شاهد للعهد الجديد(13).

 وقد برهنت
هذه المخطوطة على أن الإنجيل للقديس يوحنا قد كتب في القرن الأول وأبطلت مزاعم
النقاد الذين زعموا أنه كُتب سنة 160م! يقول بروس ميتسجر ” لو أن هذه
المخطوطة الصغيرة كانت معروفة في منتصف القرن الماضي، فإن مدرسة نقد العهد الجديد
التي أسسها فيرديناند كريستيان باور الأستاذ الشهير بجامعة توبنجن
Tübingen لم تكن لتفترض أن الإنجيل الرابع لم يكتب حتى
عام 160م تقريباً
(14).

(2) مجموعة
بودمير
؛ التي اكتشفت بمصر سنة 1950م ومحفوظة بمكتبة بودمير بجنيف بسويسرا
وتضم خمس مخطوطات تحتوى على جزء كبير من العهد الجديد:

1 – مخطوطة
(
P66) ؛ موجودة في مجلد مكون أصلاً من 146
ورقة ويوجد منها الآن 104ورقة وبعض الأوراق القليلة في مكتبات أخرى(15)،
وتشتمل على الإنجيل للقديس يوحنا بالكامل باستثناء بعض الأجزاء التي تلفت صفحاتها
(يوحنا1: 1-6: 11؛35: 6-14: 26،29
30؛2: 15- 21؛2: 16 4،6-7،10: 16 20،22-23؛25: 20 9: 21). وترجع حسب احدث الدراسات بين سنة
125 و 150م
.
فيرى هنجر
Hunger أنها ترجع ل 100 إلى 150م، وقال بعض آخر أنها ترجع ل 125 إلى 175م(16).

2- مخطوطة (P72) وتشتمل على رسالتي بطرس
الرسول الأولى والثانية ورسالة يهوذا بالكامل وترجع لسنة 200م. ويصفها ميتسجر
بأنها أهم اكتشاف لمخطوطات العهد الجديد منذ شراء برديات تشستربيتي(17).

3 – مخطوطة
(
P73) وترجع للقرن السابع ونصها رائع وتشتمل على جزء من الإنجيل للقديس
متى (صفحة من مخطوطة
P66) (متى43: 25؛2: 26-3).

4 مخطوطة(P75) وتضم الجزء الأكبر من الإنجيل للقديس يوحنا
والإنجيل للقديس لوقا (لوقا18: 3
2: 4؛34: 4؛10: 5؛37: 5 18: 18؛4: 22 53: 24؛ يوحنا1: 1؛45: 11،48-57؛3: 12 1: 13،8-9؛8: 14- 30؛7: 15 8). وترجع لحوالي سنة 180م ونصها شبيه تماماً
بنص المخطوطة الفاتيكانية والتي ترجع للقرن الرابع وهى بذلك تبطل بصورة حاسمة
وقاطعة مزاعم النقاد الذين ادعوا أنه حدثت مراجعة للعهد الجديد في القرن الرابع
وتثبت سلامة نصوص وآيات العهد الجديد عبر كل العصور.

5 – مخطوطة
(
P74) وترجع للقرن السابع ويضعها العلماء ضمن
المخطوطات الأكثر دقة وتشتمل على أعمال الرسل والرسائل الجامعة باستثناء بعض
الفقرات والآيات التي تلفت صفحاتها من رسائل بطرس ويوحنا ويهوذا (أعمال2: 1
31: 28؛ يعقوب1: 1 20: 5؛ 1بطرس1: 1-2،7-8،13،19-20،25؛6: 2 7،11-12،18،24؛ 4: 3-5؛ 2بطرس21: 2؛4: 3،11،16؛1 يوحنا
1: 1،6؛1: 2-2،7،13-14،18-19،25-26؛1: 3-2،8،14،19-20؛1:
4؛1،6-7،12،16-17؛ 2يوحنا6: 1-7،12-13؛ 3يوحنا 6،12، يهوذا 3، 7، 12، 18، 24).

(4) مجموعة
تشستر بيتى:
المحفوظة في مكتبة تشستر بيتى في دبلن والتي ظهرت
أيضا بمصر سنة1930 / 1931م وتلي مجموعة بودمير مباشرة من حيث الزمن أو المحتوى.
وقد تم شراء مخطوطات هذه المجموعة في الثلاثينيات من أحد التجار في مصر. وتضم هذه
المجموعة
مخطوطات بردية تحتوي ثلاث منها على أجزاء كبيرة من العهد الجديد(18). وقد
كتب سير فردريك كنيون في كتابه ” الكتاب المقدس والدراسات الحديثة “:
” النتيجة النهائية لهذا الاكتشاف – الذي يعدّ الأهم من نوعه منذ اكتشاف
المخطوطة السينائية – هي في الواقع تقليل الفجوة الزمنية بين المخطوطات
القديمة والتواريخ المعروفة لكتابة أسفار العهد الجديد حتى أصبحت غير ذات قيمة في
أي مناقشة تدور حول موثوقية هذه الأسفار
. ليس هناك أي كتاب آخر من الكتب
القديمة له مثل هذا الكمّ الكبير من المخطوطات التي تؤيده، ولا يمكن للباحث المنصف
أن ينكر أن النص الذي وصل إلينا صحيحاً جوهرياً “(19).

1 – مخطوطة
(
P45) وترجع لحوالي 220م وتحتوى على أجزاء كبيرة من
الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل (متى24: 20- 32؛3: 21
19؛1: 25 39: 26؛ مرقس36: 4 31: 9؛27: 11 28: 21؛ لوقا 31: 6 7: 7،26: 9 33: 14؛ يوحنا7: 10-25،30: 10 10: 11،18-32،42-57؛ أعمال27: 4 7: 17) ولهذه البردية جزء آخر موجود في المكتبة
الوطنية بفيينا يحتوى على جزء من الإنجيل للقديس متى (41: 25-39: 26)، وكان يعتقد
أنها ترجع لحوالي سنة 200م، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لسنة
150م.

2 – مخطوطة
(
P46) وترجع لحوالي 220م وتحتوى على جزء كبير من تسع
رسائل للقديس بولس الرسول هي: رومية و1 كورنثوس و2 كورنثوس وغلاطيه وأفسس فيلبى
وكولوسى و1تسالونيكى وعبرانيين (رومية 17:
14: 6؛ 15: 8 9: 15؛11: 15 27: 16؛1كورنثوس1: 1-16: 22؛2كورنثوس1: 1 13: 13؛ غلاطية1: 1 18: 6؛أفسس1: 1 24: 6؛فيلبى1: 1 23: 4؛كولوسى1: 1 18: 4؛1تسالونيكى1: 1؛9: 1 3: 2؛5: 5 9؛23 28،عبرانيين1: 1 25: 13). وكان يعتقد أنها ترجع لحوالي سنة
200م. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنها ترجع لحوالي سنة 85 م، أي
أنها نسخت في حياة القديس يوحنا.

 فقد قام
عالم البرديات يونج كيو كيم
Young Kyu Kim بعمل مقارنة بين أسلوب وخط الكتابة المكتوبة به المخطوطة فوجد أنه
نفس أسلوب الكتابة والخط الذي كتبت به مخطوطات نهاية القرن الأول والذي لم يوجد له
مثيل لا في القرن الثاني أو الثالث(19).

3
مخطوطة (
P47) وتحتوى على ثلث سفر الرؤيا (10: 9-2: 17) في عشر
ورقات وترجع لحوالي سنة 280م. ويوجد منها ثلاثون ورقة في جامعة ميتشجان بأمريكا.

2 –
المجموعة الثانية:

 المخطوطات
المكتوبة بالخط البوصي الكبير المنفصل على رقوق من جلد ويوجد منها 299مخطوطة ويرجع
أقدمها للقرن الثالث الميلادي وأحدثها للقرن العاشر، وفيما يلي أقدمها:

(1)
المخطوطة (0189)
وهى أقدم مخطوطة على رقوق وترجع لنهاية القرن
الثاني وبداية القرن الثالث وتحتوى على (أعمال3: 5-21) ومحفوظة في برلين.

(2)
المخطوطة (0171)
وترجع لحوالي سنة 300م وتحتوى على (متى17:
10-23،25-32؛ لوقا44: 22-56، 62) ومحفوظة في فلورنسا.

(3) المخطوطة
(0220)
وترجع للقرن الثالث وتحتوى على (رومية23: 4 – 3: 5؛13: 8) ومحفوظة في
بوسطن.

(4)
المخطوطة (0212)
وترجع للقرن الثالث وتحتوى على جزء من
الدياتسرون ومحفوظة في جامعة ييل بنيوهافن.

(5)
المخطوطة (0162)
وترجع لنهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع
وتحتوى على (يوحنا11: 2-22).

 وفيما يلي
أهم مخطوطاتها، والتي ترجع أهميتها ليس لمجرد قدم تاريخها فقط بل لدقة وسلامة
نصوصها وطولها (كمية ما تحتويه من نصوص):

(1)
المخطوطة السينائية (الف (
a) عبري 01) ؛ وكان قد اكتشفتها العالم الألماني
قسطنطين فون تشندروف في دير سانت كاترين بسيناء سنة 1844م(20)،
وترجع سنة 350م وتضم العهد الجديد كاملاً ونصف العهد القديم (الترجمة اليونانية
السبعينية) وتمثل النص الأصلي بدقة شديدة. وهى محفوظة الآن بالمتحف البريطاني.

(2)
المخطوطة الإسكندرية (
A02) ؛ وتضم الكتاب المقدس بعهديه القديم
والجديد كاملاً عدا أجزاء من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس يوحنا و
2كورنثوس، وترجع لسنة 450م، وتذكر الموسوعة البريطانية أنها كتبت باليونانية في
مصر، وهي محفوظة في المتحف البريطاني إلى جانب المخطوطة السينائية.

(3)
المخطوطة الفاتيكانية (
B03) ؛ ومحفوظة بمكتبة الفاتيكان، وهى
مكتوبة في الإسكندرية، وترجع لما بين 325 و 350م وتضم معظم العهد الجديد والعهد
القديم، وهى مثل المخطوطة السينائية تمثل النص الأصلي بدقة شديدة وتتفق مع البردية
P75 التي ترجع لحوالي سنة 180م.

(4)
المخطوطة الأفرايمية (
C 0 4) ؛ وترجع لسنة 450م وتضم أجزاء كبيرة
من كل أسفار العهد القديم وتضم جميع أسفار العهد الجديد ما عدا الرسالة الثانية
إلى أهل تسالونيكي ورسالة يوحنا الثانية. وتمثل النص الأصلي بدرجة كبيرة وهى
محفوظة في المكتبة القومية في باريس. وتقول عنها الموسوعة البريطانية: ” تعود
أهميتها بالنسبة لبعض أجزاء العهد الجديد في أنها تعود إلى القرن الخامس وتحقق
نصوص العهد الجديد “(21).

(5)
المخطوطة البيزية (
D05) ؛ وترجع لسنة 450م وتضم الأناجيل الأربعة وسفر أعمال الرسل
ومكتوبة باللغتين اليونانية واللاتينية على صفحتين متقابلتين ومحفوظة في مكتبة
جامعة كامبردج.

(6) مخطوطة
واشنطن (أو المخطوطة الفريرية) ؛ ونرجع لحوالي450 م وتحتوي على الأناجيل الأربعة(22).
وتوجد في معهد سميثونيان في واشنطن.

(7) مخطوطة
كلارومنت
(06 Dpaul):
وترجع لحوالي سنة 500م، وتحتوي على رسائل بولس الرسول. وهي مخطوطة ثنائية اللغة
ومحفوظة في المكتبة القومية بباريس.

(8)
المخطوطة الأرجوانية
(022 N) ؛ وترجع إلى القرن السادس مكتوبة بحروف فضية على رقوق أرجوانية،
ومعها المخطوطات (023
Q، 024، 043) وترجع هذه المخطوطات الأربعة إلى القرن السادس ويوجد
معظم المخطوطة في لينينجراد (بطرسبرج).

(9)
المخطوطة الزاكيثينية
(040، 14) ؛ وترجع للقرن الثامن
وتحتوى على إنجيل لوقا، كما تحتوى على شروح للآباء ومحفوظة في مكتبة جمعية التوراة
بلندن.

(10) مخطوطة
بورجيانوس
(029 T) وترجع للقرن الخامس وتحتوى على إنجيلي لوقا ويوحنا وتمثل النص
المصري والفئة الثانية التي تمثل النص الأصلي بدرجة كبيرة ومحفوظة في مكتبة
بييربونت مورجان بنيويورك.

3 –
المجموعتين الثالثة والرابعة:

أ –
المجموعة الثالثة ؛
وهى المخطوطات المكتوبة بالخط الصغير
المتصل الذي أستخدم في نقل مخطوطات العهد الجديد ابتداء من بداية القرن التاسع
ويوجد منها أكثر من 2812 مخطوطة. وترجع أقدم مخطوطة بالخط الصغير (مخطوطة 461) إلى
سنة 835م ومحفوظة في مكتبة لينجراد (بطرسبرج). وقد برهنت دراسة العلماء لهذه
المخطوطات أنه يوجد حوالي 10%، أي 279 مخطوطة، منها تقدم النص الأصلي بدقة وتتساوى
مع أحسن المخطوطات البوصية. وفيما يلي بعض من أهم هذه المخطوطات:

(1) مخطوطة
رقم (1) ؛
وترجع للقرن الثاني عشر وتضم كل العهد الجديد، عدا سفر الرؤيا
ومحفوظة في مكتبة بازل بسويسرا، ومع هذه المخطوطة يوجد مجموعة من المخطوطات التي
يطلق عليها عائلة المخطوطة رقم (1) وهى رقم (1، 118، 131، 209، 1582) وهى متماثلة
جداً في نصوصها وترجع جميعاً إلى القرن 12، 14 وكانت المخطوطة رقم (1) من
المخطوطات التي استخدمها إرازمس
Erasmus في إعداده لأول عهد جديد ينشر سنة 1516م باليونانية (طباعة).

(2)
المخطوطة رقم (12) ؛
وترجع للقرن الثاني عشر وتضم
الأناجيل الأربعة ومحفوظة أيضاً في بازل بسويسرا.

(3)
المخطوطة رقم (13) ؛
وترجع للقرن الثالث عشر وتضم
الأناجيل الأربعة ومن عائلتها التي تتماثل معها بشدة المخطوطات رقم (69، 124، 346،
543، 788، 726، 828) وبعض المخطوطات الأخرى وبينها وبين مخطوطات العائلة رقم 1
علاقة وثيقة ومحفوظة في المكتبة القومية بباريس.

(4)
المخطوطة رقم (33) ؛
وتسمى ملكة المخطوطات المكتوبة
بالخط الصغير بسبب نصها الرائع وترجع للقرن التاسع أو العاشر وتضم العهد الجديد
كله عدا سفر الرؤيا ومحفوظة في المكتبة القومية بباريس وتمثل الفئة الثانية في
الأناجيل الأربعة والفئة الأولى في بقية العهد الجديد أي أنها تمثل النص الأصلي
للعهد الجديد.

(5)
المخطوطة رقم 81
؛ وترجع لسنة 1044م وتضم سفر الأعمال والرسائل
الجامعة ورسائل بولس الرسول في نص رائع وهى من الفئة الثانية التي تمثل النص
الأصلي بدرجة كبيرة ومحفوظة في المكتبة البريطانية بلندن.

(6)
المخطوطة رقم (565) ؛
وترجع للقرن التاسع وتضم الأناجيل
الأربعة ومكتوبة بحروف ذهبية على رقوق أرجوانية وتنتمي إلى عائلتي المخطوطات رقم
1،13 ومحفوظة في المكتبة القومية بلينينجراد (بطرسبرج).

(7)
المخطوطة رقم (700) ؛
وترجع للقرن إلحادي عشر وتماثل
المخطوطة رقم 565 وعائلتي المخطوطات رقم 1،13.

(8)
المخطوطة رقم 1424 ؛ وترجع إلى القرن 9/10 وتحتوى على العهد الجديد كله عدا سفر
الرؤيا وتشكل هذه المخطوطة مع مجموعة من حوالي 25 مخطوطة يرمز لها بحرف
M عائلة من المخطوطات برقم 1424 ومحفوظة في كلية
اللاهوت اللوثرية (مادى وود).

ب -المجموعة
الرابعة ؛
وهى مخطوطات القراءات الكتابية التي كانت ولا تزال مستخدمة في
الخدمات الكنسية أيام السبوت والآحاد والأعياد والأيام العادية ويوجد منها 2300
مخطوطة. وكانت القراءات التي تحتوى على دروس من الأناجيل تسمى ”
إيفانجليستاريون ” والقراءات التي كانت تحتوىعلى دروس من الرسائل تسمى ”
ابسطوليكون “. ويتكون جزء من هذه القراءات من الرسائل وجزء أكبر من الأناجيل
والرسائل والجزء الباقي من الأناجيل. وبرغم أن القراءات الكتابية استخدمت في
الكنيسة منذ أوائل القرن الثاني للميلاد إلا أن اقدم مخطوطة وصلتنا ترجع للقرن
السادس وتوجد كمية معتبرة من هذه المخطوطة بالخط البوصي والباقي وهو العدد الأكبر
بالخط الصغير المتصل. وترقم بأرقام مسبوقة بحرف
L ” وقد أستخدم في طبعات العهد الجديد
اليوناني حوالي 150 مخطوطة من هذه المخطوطات.

 وهذه
المخطوطات، كما بينا، تضم العهد الجديد كاملاً أو تضم بعض أسفاره وقد أحصى العلماء
(قبل سنة 1985) هذه المخطوطات ووصلوا للنتيجة التالية:

(1)
الأناجيل الأربعة ؛
وتوجد في 2328 مخطوطة منها 178
مخطوطة جزئية و1942 مخطوطة كاملة تضم الأناجيل الأربعة معاً و149 مخطوطة تضم العهد
الجديد كاملاً، بدون سفر الرؤيا، و59 مخطوطة للعهد الجديد كاملاً.

(2) أعمال
الرسل والرسائل الجامعة ؛
وتوجد في 655 مخطوطة منها 42 مخطوطة
جزئيه و405 مخطوطة كاملة و149 مخطوطة تضم معها رسائل بولس الرسول و59 مخطوطة للعهد
الجديد كاملاً.

(3) رسائل
بولس الرسول ؛
وتوجد في 779 مخطوطة منها 62 مخطوطة جزئيه و 509
مخطوطة كاملة و149 مخطوطة مع سفر أعمال الرسل والرسائل الجامعة و59 للعهد الجديد
كاملاً.

(4) سفر
الرؤيا ؛
ويوجد في 287 مخطوطة منها 62 مخطوطة جزئيه و220 مخطوطة كاملة و59
مخطوطة للعهد الجديد كاملاً.

4 – توزيع
مخطوطات البردي حسب أسفار العهد الجديد:

 كما أن
هناك تصنيفات أخرى موجودة لمخطوطات العهد الجديد بحسب ما تضمه هذه المخطوطات من
أسفار محددة، مثل:

أ – مخطوطات
تضم الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل الجامعة.

ب – مخطوطات
تضم الأناجيل وأعمال الرسل والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا.

ج- مخطوطات
تضم أعمال الرسل والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا.

د – مخطوطات
تضم الأناجيل ورسائل بولس الرسول.

 ومن أهم
هذه التصنيفات تصنيف العهد الجديد في المخطوطات البردية بحسب كل سفر وعدد تكرار
وجوده فيها وقربه من عصر الرسل والآباء الرسوليين(23):

 

متى

18

7 من عصر
مبكر

1تيموثاوس

 

مرقس

3

1 من عصر
مبكر

2 تموثاوس

 

لوقا

8

4 من عصر
مبكر

تيطس

2

2 من عصر
مبكر

يوحنا

22

11 من عصر
مبكر

فليمون

2

2 من عصر
مبكر

أعمال
الرسل

13

6 من عصر
مبكر

عبرانيين

6

6 من عصر
مبكر

رومية

8

3 من عصر
مبكر

يعقوب

4

4 من عصر
مبكر

1 كورنثوس

7

2 من عصر
مبكر

1 بطرس

3

3 من عصر
مبكر

2 كورنثوس

2

1 من عصر
مبكر

2 بطرس

2

2 من عصر
مبكر

غلاطية

2

1 من عصر
مبكر

1 يوحنا

2

2 من عصر
مبكر

أفسس

3

3 من عصر
مبكر

2 يوحنا

1

1 من عصر
مبكر

فيلبي

3

2 من عصر
مبكر

3يوحنا

1

1 من عصر
مبكر

كولوسي

2

1 من عصر
مبكر

يهوذا

3

2 من عصر
مبكر

1 تسالونيكي

4

3 من عصر
مبكر

رؤيا

5

2 من عصر
مبكر

2
تسالونيكي

2

2 من عصر
مبكر

 

 

 

 

وهكذا تقترب
أقدم المخطوطات التي تضم أجزاء من العهد الجديد، من صعود المسيح بمدة تتراوح ما
بين 25 و50 سنة وتقع في قلب عصر الرسل، تلاميذ المسيح، وتقترب من زمن تدوين
الأناجيل، بالروح القدس، بسنوات تعد على أصابع اليد، وبمتوسط 25 سنة لرسائل القديس
بولس. وتقترب المخطوطات التي تضم العهد الجديد كاملاً من زمن تدوينه بحوالي 275
سنة. ومن ثم تبطل كل حجج وادعاءات النقاد من كل نوع وفئة وتثبت صحة وحقيقة كل نقطة
وكل حرف في أسفار العهد الجديد.

 مما سبق
يتبين لنا أنه يوجد لدينا مخطوطات قريبة جداً من زمن الرسل ومعاصرة لبعض تلاميذهم
الذين كانوا لا يزالون يحفظون الإنجيل الذي تسلموه وحفظوه شفوياً والذين كانت
لديهم المخطوطات الأصلية التي كتبها الرسل بالروح القدس أو على الأقل كانت لديهم
نسخ منقولة عن الأصل مباشرة.

2 أحدث الدراسات التي برهنت على وجود
مخطوطات من القرن الأول(24):

 حدثت
تطورات كثيرة في السنوات العشر الماضية نتيجة للاكتشافات الحديثة وما توصل إليه
علم دراسة المخطوطات القديمة مؤخراً جعل العلماء يعيدون تأريخ المخطوطات القديمة
ثانية، ونتيجة لذلك فقد توصلوا لنتائج قلبت نظريات نقاد الكتاب المقدس رأسا على
عقب ودقت المسمار الأخير في نعش النظريات التي نادت بأن شخصية المسيح لم يكن لها
وجود تاريخي بالمرة!! وحطمت النظريات الإلحادية التي زعمت أن الأناجيل كتبت بعد
رحيل الرسل عن هذا العالم. كما برهنت على صحة العقيدة المسيحية.

1 – بردية
الإنجيل للقديس يوحنا
: بردية جون رايلاندز التي
أرجعوها لما بين 117 و135م. كان النقاد قد زعموا أن القديس يوحنا لم يكتب الإنجيل
المعروف باسمه وإنما الذي كتبه هو أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في القرن
الثاني!! ولكن بعد اكتشاف مخطوطة جون رايلاندز والتي توصل العلماء إلى أنها ترجع
لما بين سنة 117 و135م انهارت هذه النظرية تماماً وتأكد لهم صدق ما سلمته لنا
الكنيسة بالتقليد وأن كاتب هذا الإنجيل بالروح القدس هو القديس يوحنا الرسول. وبعد
إعادة دراسة المخطوطة ثانية تأكد العلماء أن هذه المخطوطة لا يمكن أن تكون قد كتبت
بعد هذا التاريخ، بل، ويمكن أن ترجع لما بين سنة 85 وسنة 95م(25) ومن
ثم فقد ثبت بطلان ادعاءات النقاد نهائياً.

2 – مخطوطات
قمران والعهد الجديد:
كما أدى اكتشاف مخطوطات قمران في
كهوف وادي قمران بالبحر الميت إلى وجود أجزاء صغيرة من مخطوطات العهد الجديد ترجع
لما قبل سنة 68م. وفيما يلي هذه الأجزاء:

1- مخطوطة (7Q5)(26) والإنجيل للقديس مرقس ؛ فقد
وجد في كهف 7 مجموعة من المخطوطات باللغة اليونانية وعند دراسة العالم الأسباني
جوسي آو كالاجان
O Callagghan وجد بها بعض القصاصات بها آيات من العهد الجديد، وبعد الدراسة
توصل للآتي ؛

(1) أن كهف
7 هو الكهف الوحيد في كهوف قمران الذي وجد به نصوص يونانية.

(2) أقفل
الكهف نهائياً سنة 68 م عندما استولت الكتيبة الرومانية العاشرة على المنطقة في
ذلك التاريخ، وبالتالي فكل ما بالكهف مكتوب قبل سنة 68م.

(3) المخطوطة(7Q5) تحتوى على الآيات (52: 6-53) من الإنجيل للقديس مرقس.

(4) بعد
دراسة اللغة وأسلوب الكتابة توصل إلى أن التاريخ المحتمل لهذه المخطوطة يرجع لسنة
50م. ويجب أن نضع في الاعتبار أن وجود جزء من الإنجيل في مغارة متعبد يهودي يعنى
أنه قد توصل إليها بعد انتشارها في الأوساط المسيحية بعدة سنوات، وبما أن الكهف قد
أغلق سنة 68 م فلابد أن يكون قد حصل عليها قبل ذلك بفترة وبعد أن كتب الإنجيل
واستدار وأنتشر بعدة سنوات. وهذا يعنى أن هذه المخطوطة قد كتبت في الوقت الذي كان
فيه القديس مرقس ومعظم الرسل أحياء.

2 – مخطوطات
قمران وبقية أسفار العهد الجديد ؛
كما وجد أيضاً في نفس الكهف
8 قصاصات أخرى غير (
7Q5)(27) تتطابق مع بعض فقرات العهد الجديد
منها ثلاثة من الإنجيل للقديس مرقس، وهي كالآتي:

7Q6 = مر28: 4 7Q7 = مر17: 12

 7Q6= أع38: 27 7Q9 = رو11: 5- 12

7Q4= 1تى 16: 3-3: 4 7Q8 = يعقوب 23: 1-24

 7Q10=2بط15: 1 7Q15 = مر48: 6

 وكان منطقه
في ذلك هو ؛ مادام أن هناك نصوص في الكهف من العهد الجديد فمن الطبيعي أن يكون
هناك نصوص أخرى منه. وقد تبين له أن الأربع قصاصات المأخوذة من الإنجيل للقديس
مرقس نسخها أربعة نساخ مختلفين.

3- بردية
الإنجيل للقديس متى (
P64) ؛ أما احدث وأروع هذه الاكتشافات
الحديثة فهو الخاص بالإنجيل للقديس متى حيث زعم البعض أن كاتبه ليس هو القديس متى
ولا أحد الرسل الآخرين!! فقد وجدت بردية (
P64) تتكون من ثلاث قصاصات من الإنجيل للقديس متى في كنيسة بالأقصر
سنة 1901م واستقرت بعد ذلك في كلية مجدالين
Magdalene Collage بأكسفورد، وكانت تؤرخ على أنها قد كتبت فيما
بين سنة 150 -200 م. ثم أعاد عالم البرديات الألماني البارز كارستن ثيد
Carsten Thiedeاكتشاف
هذه المخطوطة ثانية بعد أن رآها للمرة الأولى في فبراير 1994م ثم زار أكسفورد
بسببها أربع مرات حتى يتمكن من دراستها بالتفصيل وبعد دراسات عديدة معقدة اكتشف
أنها ترجع بكل تأكيد لسنة 65م وأن كاتب الإنجيل لا بد أن يكون أحد رسل المسيح وأن
كاتب المخطوطة نفسها لابد أن يكون أحد الذين شاهدوا المسيح شهادة عيان. وأثار هذه
الخبر ضجة في العالم وحطم كل النظريات المضادة للكتاب المقدس والعقيدة المسيحية.
ونشر الخبر في الصحف ووكالات الأنباء العالمية سنة 1994م، ثم نشرت الخبر
جريدة الديلى ميل البريطانية في 23 مارس 1996م تحت عنوان “ هل هذه شهادة
شاهد عيان تبرهن على أن يسوع عاش على الأرض
” في صفحتين كاملتين معلنة
نهاية مزاعم
وادعاءات النقاد الذين زعموا أن الأناجيل قد كتبت بعد فترة طويلة من
صعود المسيح وأكدت على أن ناسخ هذه البردية لا بد وان يكون أحد الذين
شاهدوا الرب يسوع المسيح واستمعوا إليه. كما يؤكد كاتب المقال على أن اللغة
المستخدمة في البردية واضحة ومباشرة وغير مزينة وتدل دلالة قاطعة على أن كاتبها
عاش الإثارة والشد في اللحظات الحاسمة من حياة يسوع، كما تبين أن التلاميذ كانوا،
وقت العشاء الرباني وإعلان السيد أن واحد منهم سيخونه، يتكلمون، جميعاً، في الحال
متذمرين وخائفين: ” لست أنا يا رب حقاً ” وتسيطر اللغة على توتر ورعب
تلك اللحظة المضطربة.

4 – بردية
الإنجيل للقديس لوقا (
P4)(28)؛ وتوجد
البردية (
P4) والتي
تضم أجزاء من الإنجيل للقديس لوقا في المكتبة القومية في باريس وكانت تؤرخ على
أنها ترجع للقرن الثالث الميلادي، وبعد الدراسات الحديثة التي تمت مؤخراً أعلن
العلماء ومنهم العالم الألماني كارستين ثيد، أيضاً، في كتابه ”
Jesus Papyrus ” أن هذه البردية كانت جزء من نفس مجلد
بردية الإنجيل للقديس متى وترجع لنفس تاريخ نسخها، أي قبل سنة 68م، ويرى البعض
أنها ترجع لنهاية القرن الأول أو بداية القرن الثاني على الأكثر.

 وهكذا يتأكد
لنا بطلان كل نظريات النقاد الذين هاجموا العهد الجديد وزعموا وادعوا أنه كتب بعد
المسيح بسنوات طويلة. كما يتأكد لنا بطلان كل دعاوى الذين زعموا وادعوا أنه قد حرف
أو تبدلت كلماته حيث يوجد لدينا 100مخطوطة كتبت في القرن الأول والثاني وبداية
الثالث وتضم آيات من كل أسفار العهد الجديد.

… فلدينا مخطوطات بها آيات من كل الأناجيل الأربعة ومعظم رسائل
القديس بولس من القرن الأول. صحيح أن مخطوطات الأناجيل هذه لا تزيد عن آيات قليلة
ولكن قيمتها لا حد لها إذ أثبتت لنا المطابقة التامة بين هذه الأجزاء التي كتبت في
عصر الرسل والآباء الرسوليين والعهد الجديد كما هو بين أيدينا الآن.

… كما يوجد لدينا أجزاء كبيرة لكل أسفار العهد الجديد ترجع لما بين
سنة 125م وسنة 220م، وعلى سبيل المثال تضم البرديات
P45 , P46 , P47 , P66 ,
P75
الإنجيل
للقديس يوحنا كاملاً والإنجيل للقديس لوقا كاملاً و11 رسالة كاملة من رسائل القديس
بولس (هي رومية و1و2 كورنثوس وغلاطية وأفسس وفيلبى وكولوسى و1و2 تسالونيكى
والعبرانيين) وأجزاء كبيرة من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس مرقس وسفر
الأعمال وسفر الرؤيا.

… ويوجد لدينا عدد كبير من المخطوطات التي ترجع إلى الربع الثاني من
القرن الثالث وبداية الرابع، والتي تغطى بقية آيات العهد الجديد.

… ويوجد لدينا مخطوطات من القرن الرابع تضم الكتاب المقدس كاملاً،
مثل

المخطوطات
السينائية والإسكندرية الفاتيكانية والتي تتفق بدقة مذهلة مع مخطوطات القرنيين
الأول والثاني. وفيما يلي جدول بأهم وأقدم المخطوطات اليونانية حسب الدراسات التي
قام بها العالم الألماني ثيد والعالم الأمريكي د. فيليب كُمفورت
Dr. Philip
Comfort
وآخرين:

 

المخطوطة

محتوياتها

تاريخها

بردية
الكلية المجدلية
P64

متى: 726-
8 10و14-15

و21-23و31

قبل سنة
66م

مخطوطة
قمران
7Q5

مرقس52:
6-53

ما بين
سنة 50 و 68م

مخطوطة
قمران
7Q4

1
تيموثاؤس 16: 3-3: 4

قبل سنة
68م

مخطوطة
برشلونة
P67

متى 9:
3،15؛

متى 20:
5-22 ,25-28

قبل سنة
66م

مخطوطة
باريس
P4

لوقا 23:
3؛38: 5

قبل سنة
66 م

مجموعة
رسائل ق. بولس

10 من
رسائل القديس بولس

سنة 85 م

مجلد
يوحنا
P66

معظم
الإنجيل للقديس يوحنا

ما بين
125 و 150 م

P32

تيطس 11:
1-15 ؛ 3: 2-8

سنة 175 م

P45

11 من
رسائل القديس بولس

سنة 150 م

P77

متى 30:
23-39

سنة 150 م

P87

فليمون 13
– 15 و 24 – 25

سنة 125 م

P90

يوحنا36:
18 – 7: 19

سنة150 م

جون
ريلاندز
P52

يوحنا 31:
18 – 33 و37و38

ما بين
سنة 100 – 125 م

P77

30: 23
-39

سنة 150م

P1

متى 1:
1-9 و 12 و14 – 20

حوالي سنة
100 م

P90

يوحنا 36:
18 -7: 19

ما بين
125 – 150 م

مجموعة
تشستر بيتى

P45 , P46 , P47

وتضم
أجزاء كبيرة من العهد

الجديد

سنة 200 م

المخطوطة
الفاتيكانية

كل العهد
الجديد

سنة 325 م

المخطوطة
السينائية

كل العهد
الجديد

سنة 340 م

المخطوطة
الإسكندرية

كل العهد
الجديد

سنة 450 م

 

3 ترجمات العهد الجديد ومخطوطاتها(29):

 كتب
العهد الجديد كله باللغة اليونانية ونتيجة لحاجة الذين اعتنقوا المسيحية في بلاد
كثيرة إلى فهم كلمة الله بلغاتهم فقد ترجم العهد الجديد وأيضاً العهد القديم إلى
اللغات السريانية واللاتينية والقبطية في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث
ثم

ترجم الكتاب
المقدس بعد ذلك إلى لغات عديدة تعدت 2… لغة ولهجة حتى الآن

 

الترجمات
القديمة ومخطوطاتها.

 ويوجد أكثر
من (15,…) خمسة عشر ألف مخطوطة للترجمات القديمة منها أكثر من عن 10….
للفولجانا (اللاتينية العامة) وأكثر من 500 مخطوطة للترجمة اللاتينية القديمة
والقبطية والسريانية والترجمات الأخرى الأحدث، وترجع أهمية هذه الترجمات
ومخطوطاتها، خاصة اللاتينية القديمة والسريانية القديمة والقبطية الصعيدية لأنها
مترجمة في نهاية القرن الثاني الميلادي وبداية الثالث وبالطبع فهي مترجمة عن
مخطوطات أقدم منها بكثير قد ترجع لنهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني أو على
الأقل معاصرة لها ولا تزيد عن سنة 180م وهى تمثل النص الأصلي في لغته الأصلية في
مرحلة مبكرة جداً ولا يستبعد أبداً أن تكون إحداها مترجمة عن المخطوطة الأصلية
لأحد الأسفار التي دونها أحد كتاب الوحي.

 ومن ثم
فهذه الترجمات ومخطوطاتها تقدم لنا دليل من أقوى الأدلة على صحة وسلامة آيات العهد
الجديد ونصوصه وإننا نملك بين أيدينا نفس كتاب العهد الجديد بنفس كلماته وحروفه
كما كان في القرن الأول والثاني الميلادي.

(1) الترجمة
اللاتينية (إيطالاً) ؛
وقد وجدت أقدم نصوصها في اقتباسات
العلامة ترتليان والتي كتبت حوالي سنة 195م والذي كان يقتبس من اليونانية مباشرة.
ويوجد حالياً، من الترجمة اللاتينية إبطالاً، خمسون مخطوطة يحتوى كل منها على
أجزاء كبيرة للعهد الجديد وترجع إلى ما بين القرن الرابع والقرن الثالث عشر

(2) ترجمة
جيروم أو الفولجاتا ؛
التي بدأها القديس جيروم سنة 382م
بتكليف من البابا داماسوس أسقف روما وقد وصلنا منها أكثر من 10…. مخطوطة وهذا
يوضح مدى انتشارها إذ صارت الترجمة المعتمدة للكنيسة الكاثوليكية.

(3) الترجمة
السريانية القديمة
وقد وصلتنا مخطوطتان هما:

(أ) مخطوطة
سيناء السريانية
(Syr 8 وترجع للقرن الرابع وتحتوى على الأناجيل
الأربعة وقد وجدت في دير سانت كاترين.

(ب) مخطوطة
كورتون السريانية
(Syr C) وترجع للقرن الخامس وتحتوى على الأناجيل
الأربعة ويبدو أنها تنقيح للأولى، قام بنشرها وليم كورتون سنة 1858م.

(ج) الترجمة
السريانية، البشيتا (أي البسيطة) ؛ ويوجد منها أكثر من 350 مخطوطة يرجع بعضها
للقرنين الخامس والسادس وتشمل على معظم العهد الجديد.

(د) ترجمة
فيلوكسينيون (508م) وقد وصلنا جزء من هذه المخطوطة يحتوى على 2بطرس 2و3، يوحنا
ويهوذا ورؤيا.

(ر) الترجمة
الهركلية (616م) والأثر الباقي لها هو نفس ما تبقى من الفيلوكسينية. وصلت إلينا في
ثلاث مخطوطات من القرنين إلحادي عشر والثاني عشر ومترجمة أصلاً عن كتاب قراءات
باليونانية.

(4) الترجمة
القبطية ؛
كانت اليونانية شائعة في مصر ولقد كتب بها كل الكتاب واللاهوتيين
أمثال ” اكليمندس الإسكندري وأوريجانوس والبابا أثناسيوس الرسولي، باستثناء
القصاصات الباقية من رسائله الفصيحة، والبابا كيرلس عمود الدين وغيرهم ثم قام
العلامة بنتينوس في نهاية القرن الثاني وبداية الثالث بترجمة العهد الجديد إلى
القبطية ولقد بقى لنا عدد من مخطوطات هذه الترجمة حتى أن العالم جورج هورنر، قام
بنشر طبعتين غزيرتين على أساس اللهجتين الصعيدية والبحرية في أربعة مجلدات وسبعة
مجلدات وتعتبر الترجمة القبطية ضمن النص الإسكندري الذي يجمع العلماء على أنه أدق
نص يمثل النص الأصلي ويتطابق معه. وتنقسم الترجمة القبطية إلى:

(أ) الترجمة
القبطية في اللهجة الصعيدية ؛ وقد وصلنا منها عدد من المخطوطات ترجع إحداها لسنة
300م وتحتفظ لنا بالعهد الجديد كله تقريباً.

(ب) الترجمة
القبطية في اللهجتين الأخميمية والفيومية (لهجمات مصر الوسطى) وقد وصلنا منها
مخطوطات لإنجيل يوحنا إلى جانب أجزاء من الأناجيل الثلاثة الأخرى والرسائل الجامعة
ترجع إلى القرنين الرابع والخامس.

(ج) الترجمة
القبطية باللهجة البحيرية وقد وصلنا منها أكثر من 100مخطوطة، ضمنها مخطوطة لإنجيل
يوحنا موجودة في مكتبة بودمبر ترجع للقرن الرابع.

 وترجع قيمة
هذه الترجمات ومخطوطاتها في أنها مترجمة أصلاً عن مخطوطات يونانية أقدم منها ترجع
إلى القرن الأول أو الثاني، ومن ثم فهي تمثل النص في لغته الأصلية في مرحلة مبكرة
جداً ولا يستبعد أبداً أن يكون بعضها مترجم عن المخطوطة الأصلية. كما أنه يوجد عدد
كبير من مخطوطات هذه الترجمات يرجع للقرن الثالث والرابع، وعلى سبيل المثال توجد
مخطوطة للترجمة القبطية الصعيدية تحتفظ بالعهد الجديد كله وترجع لسنة 300م ومخطوطة
لإنجيل يوحنا في الترجمة القبطية البحيرية وتوجد في مكتبة بودمير وترجع للقرن
الرابع.

 ومن ثم
فهذه الترجمات ومخطوطاتها تقدم لنا دليل من أقوى الأدلة على صحة ودقة انتقال كلمة
الله عبر العصور.

4 الدراسة النقدية العلمية لمخطوطات العهد
الجديد وسلامة آياته:

أولاً: نقل
المخطوطات من القرن الأول إلى العصر الحالي:
كتبت أسفار
العهد الجديد على ورق البردي في القرون الأربعة الأولى للميلاد. ومنذ نهاية القرن
الثالث الميلادي بدأ استخدام الرقوق الجلدية وكانت المخطوطات تنسخ يدويا باستخدام
القلم المصنوع من البوص (
reed) وفي منتصف القرن الخامس بدأ استخدام الريشة (quill) وأستمر ذلك حتى عصر الطباعة في القرن 15م.
وكان يقوم بنقل المخطوطات ونسخها كتبة (نساخ) متفاوتين في كفاءتهم وتعليمهم
وبيئتهم. وكانت هناك مخطوطات تنسخ للكنائس والجماعات المسيحية بصفة عامه، وهذه
المخطوطات كان يقوم بنسخها كتبة مدربين ولهم خبرة في ذلك وكانت هناك حجرات للنسخ
scriptoria وتسمى حجرة النسخ scriptorium وقد وجدت أقدم هذه الحجرات في الإسكندرية حوالي
سنة 200م. وكان يقوم أحد الأفراد بإملاء مجموعه من الكتبة لنسخ مجموعه من
المخطوطات في وقت واحد، خاصة في عهد الإمبراطور قسطنطين وبعده.

وهذه
المخطوطات بالذات كانت الأكثر تعرضا للمصادرة والحرق والتلف في أوقات الاضطهادات
العنيفة. وكان هناك أيضا مخطوطات ينسخها الأفراد للاستخدام الشخصي في المنازل،
وهذه كانت أكثر عرضة للوقوع في الخطأ.

 وبسبب
عمليات النسخ المتكررة، خاصة النسخ التي كان ينسخها الأفراد لاستخدامهم الشخصي،
وجدت قراءات متنوعة بسبب تشابه بعض الحروف وبخاصة في الحروف الكبيرة المنفصلة
وتماثل بعض الكلمات في النطق مع اختلاف المعنى مثل كلمتي ”
to و two ” في الإنجليزية وكلمتي ” حمام وحمام ” في العربية
أو الخلط بين اختصار لإحدى الكلمات وكلمات قريبة الشبه من هذا الاختصار، أو تكرار
كلمة أو الخلط بين كلمتين متشابهتين في الحروف أو دمج كلمتين منفصلتين إلى كلمة
واحدة أو العكس (مثل
– BackgroundوBack ground “، أو عدم تكرار كلمة أو مقطع أو حرف أو
العكس أو تغير مكان الحروف أو بعض الكلمات وأحيانا يضع الناسخ كلمة في غير موضعها
أو يضع مرادف للكلمة نتيجة لاعتماده على الذاكرة مثل ” ملكوت السموات ”
الموجودة في إنجيل متى و” ملكوت الله ” الموجودة في الأناجيل الأخرى
وأحيانا كان يضع أحد النساخ ملحوظة هامشية ويتصور غيرة إنها جزء من النص. أو ينقص
منه حرف من كلمة، سهوا، أو يزيد حرف، دون تغيير في المعنى. والمثال التالي يوضح
لنا ذلك:

Jesus Christ is the
Savior of the whole worl(d)
فتوجد في مخطوطة

is the Savior of the
whole world
Christ Jesus وفي مخطوطة ثانية

Jesus Christ (i)s
the Savior of the whole world
وفي مخطوطة ثالثة

Jesus Christ is th(e)
Savior of the whole world
وفي مخطوطة رابعة

Jesus Christ is the Sav(i)or
of the whole world
وفي مخطوطة خامسة

في الأولى
تنقص كلمة
world حرف d فتصبح worl بدون (d)، وتتغير عبارة Jesus Christ في الثانية إلى Christ Jesus، وفي الثالثة ينقص الفعل is حرف (i) فيصبح s، وفي الرابعة تنقص أداة التعريف the حرف (e) فتصبح th، وفي الخامسة تنقص كلمة Savior حرف (i) فتصبح Savor. مع ملاحظة أنه لا يوجد أي تغيير في المعنى في الحالات الخمسة،
وتصحح الآيات من مقارنتها بعضها البعض بسهولة ودون أي صعوبة.

 ونظراً
لتكرار مثل هذا الخطأ في آلاف المخطوطات فلا يحسب خطأ واحد بل يعد بالآلاف، ويقال
أن هناك آلاف الأخطاء في العهد الجديد.

 وأحيانا
تفقد كلمة من إحدى المخطوطات وتنقل عنها عشرات المخطوطات، وعلى الرغم من وجودها
هذه الكلمة في آلاف المخطوطات الأخرى ألا أن ذلك يحسب خطأ ويعد بالآلاف!! والمثال
التالي يوضح لنا ذلك:

ومما ساعد
العلماء في الوصول إلى نتائج حاسمة لصالح النص الأصلي هو وجود أعداد كبيرة جدا من
المخطوطات التي توالى ظهورها بصورة كبيرة في القرون الأخيرة، خاصة وان أقدمها ظهر
في القرنين 19 و20 بل أن أقدم المخطوطات البردية ظهرت في القرن العشرين. وأيضا
وجود عدد كبير من المخطوطات تضم العهد الجديد كاملا وأعداد كبيرة جدا تضم أسفار
على حدة أو في مجموعات.

ثانياً:
دراسة العلماء للمخطوطات والاقتباسات الآبائية:
قام جماعة
من العلماء المتخصصين في دراسة نصوص وآيات الكتاب المقدس. والمعروفين بعلماء النقد
النصي العلمي. بدراسة وبحث المخطوطات القديمة باللغة اليونانية التي كتب بها العهد
الجديد والنسخ المنقولة منها ومخطوطات الترجمات القديمة التي تمت في نهاية القرن
الثاني وبداية القرن الثالث للميلاد وذلك في أزمنة وعصور مختلفة وبيئات جغرافية
وبلاد مختلفة، إلى جانب اقتباسات أباء الكنيسة في القرون الأربعة الأولى للميلاد
والتي تزيد عن 38,… اقتباسا بكثير حتى مجمع نيقية سنة 325 م، وتزيد عن 200,…
اقتباسا بضم آباء القرن الرابع الميلادي وبداية القرن الخامس، وذلك للتأكد من صحة
وسلامة كل حرف وكل كلمة وكل عبارة وجملة وفقرة في العهد الجديد. وهؤلاء العلماء
وصلوا إلى درجة عالية من الخبرة والتمرين والدراسة ولديهم موهبة مميزة ومقدرة
عالية على دراسة النصوص والآيات دراسة دقيقة للتأكد من صحتها والوصول بها إلى
التطابق الكامل مع النص الأصلي الذي ” كتبة أناس الله القديسون مسوقين من
الروح القدس. ويصف السير فردريك كنيون في كتابه ” كتابنا المقدس والمخطوطات
القديمة ” هذه العملية بقوله:

 ” إن
هؤلاء العلماء يقومون باختيار أكبر عدد ممكن من مخطوطات الكتاب المقدس في اللغات
الأصلية التي كتب بها، العبرية واليونانية، وهذه المخطوطات مبعثرة في كل المكتبات
العظيمة في العالم، فيزورونها ويدرسونها بعناية ويقومون بعمل الكثير لتميز الأقدم
ويستخدمون حكمهم بتقرير الأحسن … والأجزاء التي توضع فورا على أساس إنها مؤكدة …
وفي بعض الحالات يكون من السهل رؤية القراءات المتنوعة أو أين سقطت كلمة بإهمال أو
أسيء قراءة كلمة في الشكل الأصلي الذي نقل عنه. وبهذه الطريقة يحصلون على تمثيل
دقيق للجزء الأعظم من النص (الخالي تماما من القراءات المتنوعة) ويظل، بعد ذلك عدد
من الفقرات التي تتنوع المخطوطات في قراءتها … ثم يصبح من الضروري أن يميز
العلماء بين المخطوطات. وقد بينت الفحوصات المبكرة لعلمائنا أي المخطوطات موثوق
بها بصفة عامة وأي المخطوطات تحتوى على قراءات متنوعة.

 وكقاعدة
عامة يفضل العلماء القراءة التي تؤيدها أقدم المخطوطات لأنها الأقرب لزمن النص
الأصلي، وإذا كانت كل المخطوطات الأقدم في جانب واحد والمخطوطات المتأخرة في جانب
أخر، يجب أن نقبل قراءة الأقدم بكل تأكيد …

وهناك قاعدة
أخرى هي أن يحاول العلماء تصنيف المخطوطات في مجموعات، مخطوطات تتفق فيها المجموعة
مع الأخرى لاحتمال انحدارها من اصل أقدم مشترك، والقراءة التي تؤيدها مجموعتان أو
اكثر هي الأصح، على أكثر احتمال عن القراءة التي تؤيدها مجموعة واحدة فقط. ومع
الوقت يتقدم العلماء، حتى الآن في عملهم ويكونوا قد كونوا رأيا ممتازا وموثوقا به
من جهة تحديد أي المخطوطات والمجموعات الأكثر ثقة … ثم يتجه العلماء بعد ذلك إلى
ترجمات الكتاب المقدس في اللغات القديمة المختلفة، خاصة اللاتينية والقبطية
والسريانية فقد تمت ترجمات العهد الجديد في تاريخ أقدم من المخطوطات في اللغات
الأصلية … فقد تمت أقدم الترجمات اللاتينية قبل سنة 200 م وأقدم الترجمات
السريانية في بداية الثالث وبالمثل القبطية.

 وهذا يرجع
بنا للوراء بدرجة قريبة جدا من الوقت الذي دونت فيه أسفار العهد الجديد الأصلية
ولدى علمائنا مصدر أخر يتجهون إلية كدليل على النص الأصلي -هو اقتباس فقرات فردية
في كتابات الأباء الأولين. إذ أن كثيرا من الكتاب المسيحيين الأولين الذين حفظت
كتاباتهم لنا على سبيل المثال: إريناؤس وأوريجانوس وأثناسيوس وجيروم قد استخدموا
مخطوطات للكتاب المقدس أقدم من التي لدينا … “.

 وتقول
الموسوعة البريطانية ” عندما يفحص أحد العلماء المخطوطات والترجمات لا يكون
قد أنهي دراسته لنصوص العهد الجديد فإن كتابات أباء الكنيسة الأوليين تلقى مزيدا
من الضوء لأن بها اقتباسات من العهد الجديد قد تختلف عن إحدى أو بعض المخطوطات
الحالية، لأنها مأخوذة من مخطوطات أقدم لم تصل إلينا، وعلى هذا فإن شهادة هؤلاء
الأباء للنص، ونجاحه عندما تتطابق مع المصادر الأخرى، يجب أن تضاف إلى ما عندنا من
مراجع “(30).

 كما أن هذه
المخطوطات لا توجد في مكان واحد بل توجد في كل أنحاء العالم وفي كل أديرته
ومكتباته العظمى مثل كامبردج وفلورنسا وموسكو وليننجراد (بطرسبرج) وأورشليم القدس
والقاهرة ولندن (المتحف البريطاني وجمعية التوراة) والمكتبة القومية في باريس وجبل
أثوس وجوتا فيرانا وبطمس واكسفورد وروما والفاتيكان وأثينا وبرلين ودبلن وفيينا
والولايات المتحدة الأميركية (خاصة جامعة ميتشجان وييل وكلية اللاهوت اللوثرية
ومعهد سيمثسون بواشنطن ومكتبة بييربونت مورجان بنيورك) ومكتبة بازل بسويسرا وغير
ذلك من البلاد في كل أنحاء العالم.

 وهذا في حد
ذاته يجعل الزعم بحدوث تحريف في الكتاب المقدس أمر مستحيل لأن أي جزء يمكن أن يحرف
في مكان يقوم العلماء بتصحيحه بالمقارنة بالمخطوطات التي في الأماكن الأخرى
العديدة. وفيما يلي جدول بأهم مجموعات مخطوطات العهد الجديد وأماكن وجودها حول
العالم(31):

كامبردج

فلورنسا

موسكو

أورشليم

لينينجراد

سيناء

باريس

66

79

96

146

233

301

373

جبل أثوس

جروتوفيراتا

بطمس

أوكسفورد

لندن

روما

أثينا

900

69

81

158

271

367

914

الإجمالي

4054

عدا
المخطوطات

الموجودة
في أماكن أخرى في العالم.

 

ثالثاً:
دراسة المخطوطات القديمة وقاعدة المخطوطة الأقدم: وقد
توصل العلماء نتيجة لدراستهم الدقيقة والمتأنية إلى قاعدة جوهرية هي انه ”
كلما كانت المخطوطة أقدم كانت أدق وأصح “، فالمخطوطة الأقدم هي الأدق والأصح
لأنها الأقرب لزمن النص الأصلي ويوجد لدينا الآن 45 مخطوطة ترجع للقرنين الثاني
والثالث منها 8 مخطوطات ترجع لسنة 125م و220م وتحتوى على معظم العهد الجديد. وقد
كتبت هذه المخطوطات في الجيل الثالث والرابع للمسيحية عندما كان بعض خلفاء الرسل،
الذين كانوا يملكون التقليد الشفوي (الإنجيل الشفوي) على قيد الحياة وبالتالي
كانوا شهودا لكل حرف وكل كلمة وعبارة وجملة وفقرة في هذه المخطوطات.

 كما أن هذه
المخطوطات كانت منقولة عن مخطوطات منقولة مباشرة من الأصل الذي ” كتبة أناس
الله القديسون مسوقين من الروح القدس “، وربما يكون بعضها منقولاً عن
المخطوطات الأصلية مباشرة. وذلك إلى جانب المخطوطات التي تضم العهد الجديد كاملا وعلى
رأسها المخطوطات الإسكندرية والسينائية والفاتيكانية والتي ترجع إلى النصف الأول
من القرن الرابع (325 – 35م) والتي يجمع العلماء على إنها تمثل النص الأصلي كما
يجمعون على سلامتها وصحتها.

رابعاً:
تقسيم نصوص المخطوطات إلى مجموعات أو عائلات:
قسم العلماء
نصوص المخطوطات والاقتباسات إلى أربع عائلات أو مجموعات على أساس الصياغة. لأن
اللغة اليونانية كانت تكتب في القرون الأولى بدون نقط أو فواصل أو فراغ الفقرات أو
علامات التنفس والنبرات التي تميز النطق وتوضح المعنى وبدون أي زخارف نحوية ثم
بدأت هذه الصياغة النحوية تدخل مع مرور الوقت. وهنا نشأت القراءات المتنوعة وقد
بدأ هذا التقسيم وستكوت وهورت
Westcott and Hort(81/1882م) إذ قسما النص إلى أربع مجموعات هي: النص السرياني والنص
الغربي والنص الإسكندري والنص المحايد وفي العصر الحالي قسم العلماء نصوص
المخطوطات اليونانية ومخطوطات الترجمات واقتباسات الأباء إلى أربعة عائلات هي:

1 – عائلة
النص السكندرى:
وتضم أقدم المخطوطات البردية والبوصية والترجمة
القبطية خاصة البحيرية والآباء الإسكندريون مثل أكليمندس الإسكندري وأوريجانوس
(خاصة كتاباته التي كتبها في مصر) والبابا أثناسيوس الرسولي والبابا كيرلس عمود
الدين. وقراءات هذه المجموعة تتميز بالدقة النحوية اللغوية، كما إنها خشنة وأكثر
صعوبة ومعقولة. وهذا النموذج للنص يجمع العلماء على انه أحسن وأروع نموذج نصي.
ويعتقد وستكوت وهورت أنة يمثل النص الأصلي بكل دقة. وهذا راجع – كما يقول العلماء
– إلى عاملين هما سلطان بطاركة الإسكندرية الذي كان مركزا بصورة فعالة مما حافظ
على النص بصورة دقيقة ورائعة وذلك إلى جانب مناخ مصر العلمي وبيئتها الأدبية
ووجودها في قلب الحضارة اليونانية ومركزها وعظمتها العلمية والذي يدل عليه وجود
مدرسة للفلسفة في الإسكندرية ومكتبة الإسكندرية العظمى التي كانت تضم آلاف
المخطوطات التي تحوى كل فلسفات وآداب العلم القديم وذلك إلى جانب الكم الهائل من
اليهود في الإسكندرية والمعتادين على حفظ كلمة الله والدفاع عنها حتى الموت وقد
أنضم الكثير منهم إلى المسيحية. وقد قامت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية المسيحية
بدور عظيم في حفظ العهد الجديد ونقده نقدا علميا وضبطه نحويا والحفظ علية بعناية
فائقة ودقة شديدة. وكانت الإسكندرية من أكثر البلاد التي دافعت عن العهد الجديد
وصحة الإيمان المسيحي وسلامته كما كانت من أكثر البلاد التي تنسخ فيها نسخ للعهد
الجديد بصفة خاصة والكتاب المقدس بصفة عامة، وقد وجدت بها حجرات النسخ والتي ترجع
لسنة 200م.

 لقد حافظت
مصر على نصوص وآيات العهد الجديد والكتاب المقدس ككل كما حافظت على الإيمان
المسيحي السليم (المستقيم الأرثوذكسي) حتى الموت، لدرجة أن أقدم المخطوطات التي
ظهرت للعهد الجديد في العصر الحديث والتي ترجع للقرون الأربعة الأولى (ق 1 و2 و3
وبداية 4م) وجدت بنسبة 100 % تقريبا في مصر. فقد حافظ المناخ العلمي والأدبي في
الإسكندرية على نصوص وآيات العهد الجديد بكل أمانة ودقة كما حافظ مناخها وجوها
الجاف على أقدم المخطوطات لبردية، بل وأقدم المخطوطات على الرقوق الجلدية.

 ونتيجة
لذلك تعتمد أحدث طبعات العهد الجديد اليوناني بالدرجة الأولى على هذه المخطوطات
المصرية (التي وجدت في مصر) وبالتالي كل الترجمات الحديثة سواء العربية أو
الفرنسية أو الإنجليزية وغيرها من اللغات. حقا مبارك شعب مصر ومباركة هي أرض مصر
(إش 18: 19 – 15).

2 – النص
القيصري:
(في الأناجيل فقط) ويوجد في مجموعة من المخطوطات (w، ب 45، 700، 565، ثيتا(q) وعائلات الخط الصغير و13 والترجمات الجورجية والأرمنية القديمة
وكتابات كيرلس الأورشليمى ويوسابيوس وكتابات أوريجانوس التي كتبها في قيصرية
بفلسطين، وشهود آخرين ويقع في منتصف الطريق بين النص الإسكندري والنص الغربي.

3 – النص
البيزنطي:
ويوجد في كثير من مخطوطات الخط الكبير المتأخرة وتقريبا كل مخطوطات
الخط الصغير ومعظم أباء الكنيسة المتأخرين والترجمات المتأخرة.

4 – النص
الغربي:
ويوجد في بعض مخطوطات الخط الكبير وبعض البرديات وقليل من مخطوطات
الخط الصغير والترجمات اللاتينية القديمة والسريانية القديمة وإريناؤس ويعض الأباء
اللاتين ويرجع للقرن الثاني.

رابعا:
مقارنة المخطوطات المختلفة والوصول إلى القراءات الصحيحة للقراءات المتنوعة:
قام
العلماء – علماء النقد النصي العلمي – بعمل مقارنات دقيقه لمخطوطات العهد الجديد،
خاصة المتأخرة منها، وحصروا الأجزاء الخالية تماما (بنسبة 100%) من القراءات
المتنوعة ووجد أنها تمثل 8/7 كما حصروا الأجزاء التي يوجد لها قراءات متنوعة أولا،
ثم قاموا بدراسة هذه الأجزاء التي لها قراءات متنوعة دراسة علمية دقيقة وقابلوها
معا وعملوا لها مقارنات حتى توصلوا لعدة نتائج هامة وحاسمة، وهي:

أ –
المخطوطة الأقدم هي الأصح والأدق.

ب – أن هذه
القراءات، برغم كثرة عددها لا قيمة لها لأنها أخطاء إملائية.

ج – كما
إنها لا تؤثر على العقيدة بأي حال من الأحوال.

د – وقد
وضعوا لها قواعد دقيقة توصلوا من خلالها إلى القراءات الصحيحة بكل دقة وأمانة.

1 – ”
كلما كانت المخطوطة أقدم كانت أدق وأصح “، بينا في (ثانيا) كيف توصل العلماء
لهذه القاعدة، وكيف انه يوجد لدينا 45 مخطوطة ترجع للقرنين، الثاني والثالث، وهي
تحتوى على معظم العهد الجديد إلى جانب مخطوطات بداية القرن الرابع التي تضم كل
العهد الجديد، والذي يجمع العلماء على أنها تضم النص الأصلي بكل دقة (انظر ثانيا).

2 – وبرغم أن الغالبية العظمى من القراءات المتنوعة توجد في
المخطوطات المتأخرة، وأنة يوجد لدينا المخطوطات الأقدم والتي تمثل النص الأصلي،
ألا أن العلماء لم يهملوا هذه القراءات بل درسوها وأحصوا أعدادها وقيموا قيمتها
ووجدوا أن معظمها هي مجرد أخطاء إملائية في الهجاء والنحو وما شابة ذلك إلى جانب
أن القراءة الواحدة التي تتكرر في أكثر من مخطوطة، لا تحسب كقراءة واحدة بل تحسب
بعدد المخطوطات التي وجدت فيها وعلى سبيل المثال، فقد جاء في متى 7: 1و8 ”
وأبيا ولد أسا. وأسا ولد يهوشافاط “، وقد جاء الاسم ” أسا ” كما هو
في 35 مخطوطة، بينما في 23 محطوطة (أساف) بإضافة حرف (ف) الذي وقع فيه أحد النساخ
سهوا، وهو لا يؤثر في المعنى ولا في جوهر العهد الجديد ولا في العقيدة ويمكن
تصحيحه بالرجوع لأقدم واحسن المخطوطات وأيضا بالرجوع للعهد القديم (1أخبار
الأيام3: 10) ؛ ” وابن سليمان رحبعام وابنة أبيا وابنة أسا وابنه يهوشافاط)
كما أن هذه القراءات برغم أنها واحدة إلا إنها تعد بالآلاف، فقد تكررت في 23 +35
مخطوطة = 58× 2 لأنها تكررت في آيتين 7 و8) = 116 وهذه المخطوطات نقل عنها آلاف
المخطوطات الأخرى فإذا كان لدينا حوالي 2350 مخطوطة للأناجيل × 2 = 4,700 قراءة
متنوعة. هكذا تحسب أربعة آلاف وسبعمائة قراءة متنوعة أو كما يقول البعض (4,700
خطأ) برغم أنها قراءة واحدة وخطأ هجائي في حرف واحد تم تصحيحه.

 ولكن البعض
لا يدرك ذلك ولا يريد أن يتكلم بالحق. قال أحد الكتاب من أصحاب المناظرات الشهيرة
والذي نقل عن مجلة
Awake [ لشهود يهوه ]: ” في عددها الصادر في 8 من سبتمبر 1958 نجد
هذا العنوان المفزع ” خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس؟ ” ويضع، هذا
الكاتب صورة لصفحة من هذه المجلة جاء فيها أنة كان يوجد سنة 1720م على الأقل
” 200,… خطأ ” خطأ في طبعتي العهد الجديد التي يقرأها البروتستانت
والكاثوليك وأنه حاليا يوجد حوالي ” 50,… خطأ “(33).

 ويقول كاتب
أخر ” ولقد تبين لعلماء المسيحية استحالة الوصول إلى النص مهما بذلوا من
مجهودات، ولم يبق، إذن، سوى صرخة حسرة تقول: يالسوء طالعنا ” … ثم ينقل عن
أحد المراجع قولة: ” ولا يرجى في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسة …
(34)!!

 ثم يضيف:
” لقد اصبح الحل الذي يراه أباء الكنيسة وعلماء المسيحية إزاء مشكلة النص، هو
قبول الوضع الحالي بكل ما عليه من مأخذ، باعتباره أحسن ما استطاعت مجهوداتهم
البشرية الوصول إلية. على أن يستمر هذا الوضع مقبولا إلى الوقت الذي تظهر فيه
وثائق جديدة تساعد على إعادة النظر فيه وتطويره ليكون أقرب ما يكون ذلك إلى ذلك
الأصل المجهول , بعد تنقيته من التحريف الذي لحق به ” ثم بقول: ” إن
الإنسان لا يجاوز الحقيقة إذ قال تعقيبا على هذه الأقوال التي جاءت من مصادر
مسيحية موثقة: أن العهد الجديد الحالي هو عهد جديد مؤقت إنه معرض للتغير والتبديل
حسبما تأتى به الأيام “(35)!!

 علماً بأنه
يعتمد في أقواله هذه إلى بعض مما جاء في مقدمة إحدى الترجمات الفرنسية للكتاب
المقدس. وبرغم انه من الأول يعرف من المصدر نفسه الذي اعتمد علية أن هذه الأخطاء
قد تم تصحيحها إلا أننا نضيف له، وللحقيقة، ولنا أن الأعداد المذكورة لا تعبر عن
الواقع بل تعبر عن تكرار مجموعه قليلة من القراءات في آلاف المخطوطات، كما بينّا
أعلاه. تقول دائرة معارف ويكليف
Wycliffe (36): ” أحصى جون ميل John Mill حوالي 30,… قراءة متنوعة في مخطوطات العهد
الجديد حوالي 1707م، وأحصى سكرايفنز
F.H.Scrivener 150,… قراءة متنوعة حوالي سنة 1864 م وقد تم تقييم حوالي 200,…
قراءة متنوعة حتى اليوم (1975). وهذا يبدو ظاهرياً أنه هائل. ولكنه سوء فهم شديد
لأن القراءات المتنوعة تقع في 10,… مكان مختلف فقط في العهد الجديد (وعلى سبيل
المثال إذا كتب هجاء كلمة واحدة خطأ في 2,… مخطوطة يقال أنه يوجد 2,… اختلاف).
وعلاوة على ذلك فالعدد الأكبر من هذه القراءات المتنوعة لا يؤثر على معنى الكلمة
“.

 يقول جسلر
ونيكس (37)
Norman Geisler and
William Nix
: ” إن
هناك غموضا في قولنا أن هناك ” قراءات متنوعة ” – فمثلا لو أن هناك كلمة
واحدة أسيء إملاؤها في ثلاثة آلاف ” قراءة متنوعة ” في العهد الجديد
” ثم يقولان: ” إن واحد من ثمانية من هذه الاختلافات قد يكون له قيمته
لكن البقية هي اختلافات في الهجاء أو ما شابه ذلك.

 كما قدر
عزرا ابوت(38)
Ezria Abbot أن 19 من 20 (أي 95 %) من هذه القراءات هو تنوع
في القراءة أكثر من أن يكون قراءة منافسة تشكل اختلاف قليل في معنى الفقرة. وقال
” الحقيقة هي أن 95 % من هذه القراءة المتنوعة تعوزها الأدلة … و 95 % منها
لا يؤثر على لمعنى، لأنها إملائية أو نحوية أو في ترتيب الكلمات. هذا يترك لنا نحو
400 ” قراءة متنوعة ” قد يكون لها تأثير طفيف على المعنى أو تتضمن إضافة
كلمة أو كلمات أو حذفها. والقليل جدا منها يمكن أن يعتبر هاما. ولكن بحوث العلماء
دلتنا على القراءة الصحيحة الموثوق بها

وقال
روبرتسون
A.T.Robertson (39) أن 001,% (واحد في الألف) من هذه
القراءات له مغذى و 99.9% خالي من الاختلافات التي لها مغزى.

 وقال
المؤرخ الكنسي الغربي المشهور فيليب شاف(40)
Philip Schaff (1890م) أن 400 فقط من هذه القراءات تؤثر على
المعنى وأن 50 فقط منها له تأثير حقيقي ولكن لم تؤثر واحدة منها على حقيقة
إيمانية.

 وقال بروس(41)
Bruce في كتابه ” الكتب والرقوق “:
القراءات المتنوعة في العهد الجديد لا تحتاج إلى تخمين لضبطها، فهناك شاهد واحد
على الأقل بين آلاف الشواهد المضبوطة يحتفظ لنا بالقراءة الصحيحة “.

 وقال
فريدريك كنيون(42) ” أننا نؤكد بكل يقين أنه لا
توجد عقيدة مسيحية مبنية على قراءة موضع اختلاف؟ ” إن نصوص الكتاب المقدس أكيدة
في مادتها، وهذا ينطبق بصورة خاصة على العهد الجديد، فإن عدد مخطوطات العهد الجديد
المتوفرة لدينا والترجمات القديمة له والاقتباسات المأخوذة من كتابات الأقدمين
كثيرة بالدرجة التي تؤكد لنا صحة النص، وأن القراءة الأصلية لكل جزء من هذه
الأجزاء موضع الاختلاف، موجودة في هذه المراجع القديمة، وهو ما لم يحدث مع أي كتاب
قديم في العالم. والعلماء مقتنعون أنهم يمتلكون صورة النص الحقيقي … إذ تعد
مخطوطات العهد الجديد بالمئات وحتى الآلاف … ويمكن للمسيحي أن يمسك بالكتاب
المقدس كله في يده ويقول بدون خوف أو تردد أنه يمسك بكلمة الله الحقيقية التي سلمت
عبر القرون من جيل إلى جيل بدون أن يفقد شئ من قيمتها
“.

خامساً:
القواعد التي وضعها العلماء للوصول إلى القراءات الصحيحة:
وقد
تمكن العلماء من تحديد القراءات الأصلية للقراءات المتنوعة بوضع قواعد استنبطوها
من دراساتهم الدقيقة المخطوطات وخبرتهم الطويلة في ممارسة النقد النصي العلمي وهي:

… تفضيل
القراءة الموجودة في المخطوطة الأقدم لأنها أقرب لأصل، لأنه كلما كانت المخطوطة
أقدم كانت أدق وأصح.

… تفضيل
القراءة الصعبة عن القراءة السهلة لضمان دقتها وعدم محاولة تبسيطها، وهذه القراءات
تتوفر في عائلة النص الإسكندري.

… تفضيل القراءة التي توضح القراءات الأخرى التي بها شئ من التنوع
في حروف الهجاء.

… القراءات
التي توردها مخطوطات وترجمات من مناطق جغرافية مختلفة، هي الأفضل، لعدم وجود
احتمال تأثير هذه المخطوطات من بعضها البعض.

… تفضيل
القراءة التي تماثل أسلوب كاتب النص الأصلي المعتاد بدرجة كبيرة.

… تفضيل
القراءة التي لا تتأثر بالعقائد الطائفية
.

… تفضيل
القراءة الأقصر في حالة القراءة التي بها زيادة للإيضاح.

… تفضيل
القراءة الأطول في حالة القراءة المختصرة بشكل واضح.

… كما وضع
العلماء أيضاً قواعد التسلسل الجيلي أو الأصولي
Genealogy لتصحيح القراءات المتنوعة والوصول بكل دقة إلى
القراءة الأصلية الصحيحة لهذه القراءات. ويقدم لنا العلماء الرسم التالي(43):

 

موضحاً أن
العلماء يقومون بمقارنة أكبر عدد من المخطوطات المتأخرة التي وصلت إلينا ويحددون
عمرها وعددها. وفي هذا الرسم تمثل المخطوطة رقم 1 المخطوطة الأصلية ورقم
3,2مخطوطتين منقولتين عنها ورقم 7,6,5,4 منقولة عن 3,2 وهكذا. والأخطاء التي وقعت
(حدثت) في مخطوطة 2 لا يمكن أن تكون هي نفس الأخطاء التي وقعت في مخطوطة 3 وهكذا
بالنسبة لرقم 4 و5 و6 و7 وبقية المخطوطات المنقولة عنها في الجيل السابق له.
وبالتالي تصحح المخطوطات رقم 16 إلى 26 بعضها البعض بمقابلتها بعضها مع بعض، كما
تصحح أخطاء المخطوطات من 8 إلى 15، والتي تصحح أيضاً بعضها البعض، ثم تصحح أيضاً
أخطاء
المخطوطات رقم 4 إلى 7، وهكذا تم تصحيح المخطوطة رقم 3 أخطاء المخطوطة رقم 2 لأنه
عندما نسخت 2 و3 من 1 لم تقع في كليهما نفس الأخطاء وهكذا نصل إلى الأصل ذاته.

 ونظراً لأن
بعض المخطوطات كانت تنسخ بكثرة من مخطوطة واحدة أقدم بينما ينسخ عدد قليل من أخرى،
كما أن هناك مخطوطات متأخرة منقولة عن مخطوطة أقدم بكثير، (مثلاً مخطوطة من القرن
13 منقولة عن مخطوطة منسوخة عن مخطوطات أقدم وهذه المخطوطات الأقدم مازالت موجودة،
لذلك أستنبط العلماء قواعد أخرى أيضاً موضحة في الرسمين التاليين الذين يقدمهما
لنا هارولد جرينلى ” مقدمة للنقد النصي للعهد الجديد “(44):
للوصول إلى النص الأصلي بدقة شديدة. وإذا تبقت بعض القراءات التي لم يصلوا إلى
القراءة الأصلية لها يلجأ العلماء بعد ذلك إلى الترجمات والاقتباسات الآبائية.

 وبهذه
القواعد وبالطرق العلمية توصل العلماء بكل دقة وأمانة إلى النص الأصلي لكل حرف وكل
كلمة وكل جملة في العهد الجديد. وهكذا يمسك المسيحي العهد الجديد والكتاب المقدس
بأكمله بين يديه ويرفعه لأعلى صائحاً بكل فخر وبدون خوف أو تردد بكل يقين وثقة
قائلاً مع السير فريدريك كنيون ” أنه يمسك بكلمة الله الحقيقية التي سُلمت
عبر القرون من جيل إلى جيل بدون أن يفقد شيئاً من قيمتها “.



(1) Normal L.
Geisler and
William E. Nix, A General Introduction to the Bible,
pp. 357-408 & Kurt Aland and Babara Aland , pp.72-170.

(12) Metzger, the Text of
the New Testament p, 39 & Geisler and Nix Gen Int. NT p,388.

(14) Metzger,
the Text of the New Testament p, 39.

(19)The Origin
of the Bible, Philip W. Comfort
,
Manuscripts of the NT p. 193.

(20)
ويروي لنا بروس متسجر الأحداث المثيرة التي أدت إلى هذا الاكتشاف: في عام 1844 بدأ
تشيندورف، الذي كان أستاذاً بجامعة ليبزج ولم يكن قد تجاوز الثلاثين من العمر،
رحلته الطويلة في الشرق الأدني بحثاً عن مخطوطات الكتاب المقدس. وفي زيارته لدير
سانت كاترين بجبل سيناء، وجد مصادفةً بعض الرقوق في سلة للمهملات كانت ممتلئة
بالأوراق التي كان مصيرها أن تستخدم في إشعال الفرن الخاص بالدير. وبفحص هذه
الرقوق تبين أنها نسخة من الترجمة السبعينية للعهد القديم مدونة بالحروف الكبيرة
المنفصلة اليونانية. وقد استعاد من هذه السلة ما لا يقل عن ثلاثة وأربعين من هذه
الأوراق، وذكر له رهبان الدير أن ضعف ما يمكن أن تحمله السلة في المرة الواحدة من
هذه الأوراق قد احترق بهذه الطريقة !. وبعد ذلك، عندما عرض على تشيندورف أجزاء
أخرى من المخطوطة نفسها (وكانت تحوي سفر إشعياء كاملاً وسفري المكابيين الأول
والثاني)، حذَّر الرهبان من استخدام مثل هذه الرقوق في إشعال النيران وذلك لقيمتها
البالغة. أما الأوراق الثلاث والأربعون التي سمح له بالاحتفاظ بها فكانت تحوي
أجزاء من سفر أخبار الأيام الأول وإرميا ونحميا وأستير، وعندما عاد إلى أوروبا
أودعها مكتبة جامعة ليبزج، حيث تبقي إلى الآن. وفي عام 1846 نشر محتوياتها وأطلق
عليها اسم مخطوطة فريدريك أوغسطس تكريماً للملك فريدريك أوغسطس الذي كان ملكاً
لموطن المكتشف وراعياً له. (
Metzger,the Text of the NT p.43.).

 ولم تثمر زيارة تشيندورف التالية إلى الدير عام 1853 عن اكتشاف أي
مخطوطات جديدة إذ كان الرهبان مرتابين بسبب الحماس الذي أبداه للمخطوطات أثناء
زيارته الأولي عام 1844. ثم قام بزيارة ثالثة في عام 1859 بتوجيه من القيصر الروسي
ألكسندر الثاني. وقبل مغادرته الدير بفترة قصيرة، قدم تشيندورف لمشرف الدير نسخة
من الترجمة السبعينية التي كان قد نشرها في ليبزج.

 وعندئذ ذكر له المشرف أن لديه أيضاً نسخة من الترجمة السبعينية وأخرج
من خزانة قلايته مخطوطة ملفوفة في قطعة قماش حمراء. فرأي العالم تشيندورف أمام
عينيه، وقد استولي عليه الذهول، الكنز الذي طالما كان يتوق لرؤيته. وطلب، مخفياً
مشاعره ومتظاهراً بعدم الاكتراث، تصريحاً بفحص المخطوطة في ذلك المساء. وعندما حصل
تشيندورف على هذا التصريح عاد إلى حجرته وظلَّ ساهراً طوال الليل مبتهجاً بدراسة
المخطوطة – لأنه، كما يقول في يومياته (التي كتبها باللاتينية لكونه عالماً)، بدا
النوم وكأنه تدنيساً للمقدسات! وسرعان ما وجد أن المخطوطة تحتوي على أكثر مما كان
يرجوه، لأنها لم تكن تحتوي فقط على معظم العهد القديم ولكن أيضاً على العهد الجديد
الذي كان سليماً بل وفي حالة ممتازة، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك الأعمال المسيحية
الأولي للقرن الثاني الميلادي، فكانت هناك رسالة برنابا (ولم تكن تعرف قبلاً إلا
من خلال إحدى الترجمات اللاتينية الضعيفة) وجزء كبير من راعي هرماس، الذي لم يكن
يعرف منه حتى ذلك الوقت إلا اسمه فقط. (
Metzger, TNT p.44)

(26) Thiede, p.23-41.

(27)Ibid.p.42-63&
Greek
Qumran Fragment 7Q5: Possibilities and Impossibilities.

 

(31) Kurt and Barbara
Aland TNT, p. 79.

 

(33)
أحمد ديدات ” هل الكتاب المقدس كلمة الله ” ص 20 -22.

(34) لواء أحمد عبد الوهاب ”
اختلافات في تراجم الكتاب المقدس وتطورات هامة في المسيحية ” ص25و26.

(35) السابق ص 26.

(37) Geisler
and N
ix, p.468.

(44) J. Harold
Greenlee, Int
roduction to the New TTC,p.14.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى