علم المسيح

معجزة المسيح يلعن شجرة التين غير المثمرة



معجزة المسيح يلعن شجرة التين غير المثمرة

معجزة المسيح يلعن شجرة
التين غير المثمرة

 

«وَفِي
ٱلْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَةَ
تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً.
فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إِلا وَرَقاً، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
وَقْتَ ٱلتِّينِ. فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لا يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ
ثَمَراً بَعْدُ إِلَى ٱلأَبَدِ». وَكَانَ تَلامِيذُهُ يَسْمَعُونَ.

 

مقالات ذات صلة

وَفِي
ٱلصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوُا ٱلتِّينَةَ قَدْ
يَبِسَتْ مِنَ ٱلأُصُولِ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي
ٱنْظُرْ، اَلتِّينَةُ ٱلَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» فَأَجَابَ
يَسُوعُ: «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللّٰهِ. لأَنِّي
ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ،
ٱنْتَقِلْ وَٱنْطَرِحْ فِي ٱلْبَحْرِ، وَلا يَشُكُّ فِي
قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ
لَهُ. لِذٰلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا
تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ. وَمَتَى وَقَفْتُمْ
تُصَلُّونَ فَٱغْفِرُوا إِنْ كَانَ لَكُمْ عَلَى أَحَدٍ شَيْءٌ، لِكَيْ
يَغْفِرَ لَكُمْ أَيْضاً أَبُوكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ
زَلاتِكُمْ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لا يَغْفِرْ أَبُوكُمُ ٱلَّذِي
فِي ٱلسَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاتِكُمْ» (مرقس 11: 12-14، 20-26).

 

دخل
المسيح إلى أورشليم، وكان ذلك اليوم يوم الأحد. وفي صباح الإثنين ترك بيت عنيا وعاد
إلى أورشليم. ويظهر أنه لم يتناول طعاماً فجاع. وكان جوعه مهماً لأنه من البراهين
القاطعة على ناسوته، وأدى إلى تعليم رمزي مهم جداً، ضد النفاق، رسخ في أذهان
تلاميذه وذاكرتهم بشهادة العين، والأذن أيضاً. لم يعاقب أحداً من البشر المرائين
الذين وبَّخهم لأنه «لم يأتِ ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم». لكنه فعل
بالشجرة معجزة من باب الغضب – هي الوحيدة في بابها. إنها ليست بشراً، بل فقط شجرة
تمثّل المرائين المتظاهرين بصلاح ليس في قلوبهم، فهي خضراء مورقة، لكنها لا تحمل
ثمراً. وقد أيَّدت هذه المعجزة قول المعمدان في زمانه إن «قَدْ وُضِعَتِ
ٱلْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ ٱلشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لا تَصْنَعُ
ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي ٱلنَّارِ» (متى 3: 10).

 

رأى
المسيح من بعيد شجرة تينٍ عليها علامات الإِثمار (وإنْ لم يكن وقت التين). لذلك
استلفتت نظره، فقصدها لعله يجد فيها ثمراً. كانت بعض أشجار التين تحمل باكورة
الثمر، وهي ثمار صغيرة الحجم، لكنها كثيرة الحلاوة. ولما كانت هذه الشجرة مورقة،
فقد توقع المسيح منها باكورة التين، فلم يجد سوى الورق. فصارت تلك الشجرة مثال
الخطية الإيجابية التي ارتكبوها وهي الرياء، والخطية السلبية وهي إهمال الصلاح، أي
عدم الإِثمار، فلعنها بقوله: «لا يأكل أحد منك ثمراً بعد إلى الأبد». قال ذلك
بغاية سامية ليعلّم تلاميذه وليعلمنا ضرورة الإتيان بالثمر. ولم يلعن التينة عن
حمقٍ أو طيش، لأن ذلك لا ينطبق على صفاته وتاريخه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى