عهد قديم

الإصحاح الحادى عشر



الإصحاح الحادى عشر]]>الإصحاحالحادى عشر

 

تذمر الشعب

هى نفس القصة المكررة دائماً، فكما خلقالله آدم فى الجنة ثم أخطأ آدم وسقط  هكذا نجد الشعب هنا. ولنكرر ما أعطاه اللهلشعبه أو بالأحرى ما أعطاه الله لنا

1- نحن منتسبين لله ننتمى لهُ (ص1)

2- علمهُ فوقى محبة (ص2)

3- لنا خدمة كهنوتية والمسيح رئيس كهنتنا(ص3)

4- الله فى وسطنا خلال الرحلة (ص4)

5- لنعزل الخطية (البرص…) (ص5)

6- نحن لله ” أنا لحبيبى وحبيبى لى” (ص6)

7- فلأقدم لله مما أعطانى  (ص7)

8- الروح القدس ينير ويطهر (ص8)

9- الله يقود الكنيسة والمسيرة (ص9)

10- كلمة الله تنذر وتبكت (ص10)

 

إذاً كل شىء كان مُعد حتى تكمل المسيرةلأرض الميعاد بسلام ولكن هناك تذمر!!

فالله قد أعد المحلة ليسكن فيها لكننانجدهم هنا مهتمين بشهوة بطونهم. وهكذا سكر نوح وتعرى. وهكذا سكر الشعب ولعب أمامالعجل الذهبى. وهكذا سَكِرَ الكهنة فقدموا ناراً غريبة. ولنلاحظ أن الإرتدادللشهوات القديمة قاتل. فقد مات آدم ونسله ودخلت اللعنة بيت نوح (كنعان) وهلك كثيرمن الشعب بسبب العجل الذهبى وأحرقت النار الكاهنين. وهكذا نرى الشهوات قاتلة مدمرةوهو محزن أن نرى الله وقد تحول لعدو يضرب شعبه فالله قدوس لا يحتمل الخطية. وهذا السفريكشف الضعفات البشرية. وأن الخطية مازالت موجودة ولكن من يشتهيها يُدمر نفسه. لقدتأملنا قبل ذلك فى إحسانات الله وها نحن نتعرف على طريق الإنسان المعوجة. وسنلاحظأن هناك تدرج فى العقوبات وهناك تدرج فى الخطية فقد بدأت الخطية فى الداخل بتذمرداخلى ثم وصات للتذمر المعلق والتمرد.

 

الآيات 1-3:-

كأنهم يشتكون شراً = كأن خروجهم من مصر وكل ماحدث لهم هو شر. ربما كانت الشكوى من السير فى الطريق والجو حار أو لأنهم تركواوادى النيل. وهذه هى طبيعة الإنسان القديم فينا، إنه دائم الشكوى والتذمر بلا سببحقيقى ولكن السبب الحقيقى هو فراغ القلب إذ أفقدته الخطيئة سلامه الداخلى فهويتلمس أى علة للتذمر والقلق. والشعب سبق لهُ أن تذمر عدة مرات لكن الله لم يضربهموكان ذلك لسببين:-

1-                همخارجين من أرض عبودية ونفسيتهم مُرة والله يطيل أناته لمن عنده أعذار مُرة

2-                كانوالم يحصلوا على الشريعة والآن بعد أن حصلوا عليها ورأوا إحسانات الله كان تذمرهميعتبر تعدى، وهذا يحتاج لتأديب خصوصاً بعد كل ما غمرهم الله به من إحسانات.

ولنلاحظ أنه كان هناك تذمر بعد كل عطيةفالله يعطينا الكثير لكننا ننسى بعد أن نفرح ونعتاد على البركة التى أعطاها اللهفنبدأ بالتذمر. لذلك تعلمنا الكنيسة أن نشكر كل حين لنتذكر إحسانات الله علينادائماً ولا نعطى لإبليس المشتكى فرصة أن يجعلنا نشتكى.

إشتعلت فيهم نار الرب = سمح الله بهذا ليؤدبهم.كان التذمر داخلياً فى القلب لكن الله أراد كشفه ليعطى فرصة للتوبة ولا يبقىالفساد كامناً فى الداخل بلا علاج. فحين نشتكى للاشىء فمن العدل أن يعطينا اللهشيئاً نصرخ منه ولذلك هم صرخوا لموسى. صرخوا لأنهم فشلوا فى إطفاء الناروشعورهم بأنها قوة فوق الطبيعة وربما كانت صواعق. والنار إشتعلت فى أطرافالمحلة = غالباً حيث كان هناك المتذمرين ولنلاحظ أنهم تواجدوا عند أطرافالمحلة فحيثما إبتعدنا عن الله تنفتح قلوبنا للشر. ولنلاحظ شفاعة موسى وربعايتهوصلاته   تبعيرة = إشتعالاً (راجع مزمور 106 لترى نتيجة الشهوة).

 

الايات 4-9:-

نجد هنا التذمر التالى وهو بسبب نقصاللحم وغالباً هم كان لهم مواشيهم ولكنهم لبخلهم لم يذبحوا منها ليأكلوا بل كانوايريدون معجزة. واللفيف الذى فى وسطهم = هذه هى لعبة الشيطان أن يجمع قلةفاسدة لشعب الله تقودهم للفساد. وهذا اللفيف هم الذين خرجوا معهم من مصر وهمغالباً من المصريين (خر38:12) وهؤلاء يمثلون الأفكار الغريبة التى تدخل للنفسفتفسد أعماقها. لذلك كان الرب يطلب من شعبه أنهم متى دخلوا مدينة يبيدها تماماً.وها اللفيف من المصريين ربما أعجبوا بإله اليهود حينما رأوا قوته فتبعوهم أو هم منأولاد العبرانيين من نساء مصريات ومتأثرين بأمهاتهم وهؤلاء لم ينضجوا روحياً بلكانت لهم صورة التقوى وهم ينكرون قوتها. ولنلاحظ أنه لم يكن هناك خطر من الشعوبالذين هم من خارج (عماليق…) لكن الخطر من الذين هم من داخل. إذاً المهم أن ننقىالقلب ولا نشتكى من قوة المهاجمين. فهذا اللفيف إستطاع أن يرد قلوب الكثيرين منالشعب إلى ارض العبودية.

 

آية5:-

السمك… مجاناً = هم يريدون أن ياكلوامجاناً دون أن يذبحوا مواشيهم. ولاحظ أن السمك لم يكن مجاناً بل بإذلال وعبوديةوسخرة. لكن هكذا الشيطان دائماً يذكرنا بهذه الخطية دون أن يذكرنا بأيام التعاسةوالشقاء فيها.

آية6:-

ليس شىء غير أن أعنينا إلى هذا المن = أى شئمنا وسئمت أنفسنا هذاالمن هذا كمن يقول ” أليس هناك شىء سوى المسيح والروحيات، حد ثونا عن شىءأكثر تسلية وظرفاً. فالمن هو إشارة للمسيح خبز الحياة لكن الجسد يطلب متعتهالمؤقتة.

آية8:-

وصنعه لحلاوته ليخجل الذين إشتكوا منهوتذمروا ضده. ولم يكن العيب فى طلب اللحم فاللحم ليس خطية وإلا ما كان الله أعطاهملحماً ولكن الخطية هنا هى إستخفافهم وإزدرائهم بعطية الله والتذمر ضده

آية7:-

كبزر الكزبرة = كان حبوب كروية صغيرةلونها يميل للصفرة والمقل = نوع من الصمغ لونه أيضاً أصفر مشرب بالبياضورائحته طيبة (غالباً هو اللبان الذكر) ويستعمل كبخور

وكلمة المقلتترجم أيضاً در أو لؤلؤ والمسيح هو اللؤلؤة الكثيرة الثمن

ملات :- (تك 6:18) هو خبز غير مختمر ويخمر علىالحجر المحمى أو فى الرماد المحمى.

الآيات 10-15:-

نرى هنا موسى العظيم يمر بلحظات ضعف فهويتهم الله بأنه اساء إليه وثقل عليه بهذا الشعب بل إشتهى أن الله يقتله قتلاً. بلهو ظن أنه هو الذى حبل بهذا الشعب وولده فهو الملتزم بهم يعولهم ويحمل أتعابهم…كأن الله لا يرعى شعبه!!

وموسى هنا نسى أنه قبل الأبوة كعطية منالله الذى وحده أب كل البشرية. ومع هذا لم يغضب الله من موسى بل أعطاه حلاً يريحه” أنتِ جميلة يا حبيبتى لا عيب فيكِ”

يبكون بعشائرهم = هى إذاً مؤامرة دنيئةحقيرة ضد الله، هؤلاء يمثلون من يبكى على خسارة شىء فى هذا العالم ولا يهتم أنيبكى على خطاياه ولا يحزن على بركة خسرها. وحقاً فموسى لا يستطيع أن يطعم هذاالشعب جميعه لكن كان عليه أن ينظر لله القادر. لكن يُذكر أن موسى قد غضب وذُكر أنهساء ذلك فى عينيه بعد أن ذُكر أن الرب غضب من تذمر الشعب. هو إذاً غضب مقدس.

الآيات16-30:-

إستغل الله هذا الحادث لبنيان الجماعةوأقام 70 شيخاً ليكتمل التنظيم الكنسى (بنى / رئيس كهنة / كهنة / لاويين / رؤساءأسباط / 70 شيخ علمانى يشتركوا فى التدبير) ونجد هنا إشتراك العلمانيين فى التدبيرمع الإكليروس.

70 رجلاً = 70 رقم كامل ونجد سنوات السبى 70 سنةورؤيا دانيال لـ 70 أسبوعاً ونجد فى إيليم 70 نخلة والمسيح أرسل 70 رسولاً. همشيوخ للشعب وعرفاؤه = فهم ليسوا فقط كبار سناً بل لهم نصيب من المعرفةومشهود لهم بالحكمة.

آية17:-

يرى البعض فى هذا أن موسى قد خسر جزءاًمن الروح الذى عليه وخسر بهاء إكليلهفقد قل بهاؤه عما كان قبلاً. ولكن هذا كلام لامعنى لهُ فالرسومات فى الكنيسة تتم بنفس الطريقة فهل حين يقوم إسقفاً برسامة كاهنهل يقل الروح الذى عليه؟ بالتأكيد هذا لا يحدث. ولكن المعنى أن يشعر هؤلاء الشيوخبأبوة موسى وبوحدة الروح بينهم هذا مثل مصباح ساطع وأضئنا منه عدة مصابيح فلنيتأثر المصباح الأول. هنا الله يعطيهم من الروح القدس الذى سبق وأعطاه لموسىوالعجيب أن الله يفعل هذا عن طريق موسى فيشعر الشيوخ بتلمذتهم وبنوتهم لموسىويقتدوا به ويوقروه.

أنزل = هى تعبير بشرى وقد يمكن أن يكون الشعبقد رأى السحابة تستقر على خيمة موسى

آية8:-

تقدسوا غداً = يتوبوا ويعترفوا بخطاياهم ويغسلواملابسهم وأجسادهم فالله سيعطيهم اللحم غداً بمعجزة. وموسى قد إستصعب الحل لكن اللهلا يستحيل عليه شىء.

آية19:-

تاكلون لا يوماً واحداً = هذا يشير أن السلوى حينجاءتهم قبل ذلك كانت لمدة قصيرة يوماً أو يومين (خر13:16) أما فى هذه المرة فستكونلمدة شهر بالكامل

آية25:-

ولم يزيدوا  = هذه ومعناها لم يعملوا شيئاً سوىأنهم تنبئوا. وكلمة نبا فى العبرية معناها يصلى أو يتضرع ومنها نبى لأن النبى يصلىويتشفع عن شعبه. ولعل كلمة يتنبأون تعنى أنهم قاموا بعملهم فى قيادة الشعب وبدأوابالصلاة والتسبيح. وكلمة يزيدوا ترجمت يزالوا = والمعنى أنهم مازالوا يتنبأون. ولميزيدوا أيضاً تعنى أنهم لم يصنعوا معجزات مثل موسى. ولنلاحظ أن ال 70 شيخاً كانواهم أساس مجمع السنهدريم الذى كونوه فيما بعد ليكون بمثابة المحكمة العليا أوالمجلس الأعلى أو البرلمان.

آية26:-

لا نعرف لماذا بقى هذين الشيخين فىالمحلة وربما لتواضعهم وشعورهم أنهم غير مستحقين. ولكن حلول الروح القدس عليهماكانا إشارة لحلول الروح القدس على كل الأمم حين ضم الله إليه الذين كانوا قبلاً فىالخارج. كان هذا نبوة عما حدث للكنيسة ففى يوم الخمسين

آية28:-

هذا ما حدث مع تلاميذ يوحنا حين غارا منالمسيح وتكلما مع يوحنا المعمدان

آية29:-

هذههى عظمة موسى فهو لم يغار من الشيوخ وقارن مع الخادم الذى يغير من زميله.

الآيات 31-35:-

سلوى = هى طيور السمان. ولاحظ أن الله يستخدمقوانين طبيعية سبق فوضعها لينفذ مشيئته فالريح تسوق كميات ضخمة من الطيور وتجعلهاتسقط أمام الشعب فالله يحل مشاكلنا بطرق لا نتصورها، وها هم يأكلون لحماً ليس بسمكولا لحم مواشى كما قال موسى ولاحظ كثرة الطيور نحو ذراعين فوق وجه الأرض =وقد تعنى أن الشعب حين ذبحوا الطيور وكوموها كانت ذراعين. الحومر = والجمعحوامر هى حمل حمار، 10 حوامر = 250 كجم فبالرغم أن الله قال لهم تاكلوا شهراً إلاأنهم لم يصدقوا وجمعوا كثيراً جداً. وربما كانوا يملحون هذه الطيور لحفظها منالفساد ثم سطوها على مساطح لتجفيفها

آية 33:-

لقد قدم لهم الله لحماً كثيراً ولكنهمإنقضوا بشراهة وشهوة فغضب الرب عليهم وضربهم ضربة عظيمة جداً لأن الشهوة تملكتعليهم وليس لأنهم أكلوا لحماً. وموسى لم يذكر كيف ماتوا ولكن هناك إحتمال أنهمماتوا من التخمة بعد تعودهم على المن. وفى (مز106) نجد أن الشهوة تتسبب فى هزالللنفس حين تتم. وفى مزمور (4:20) ” يعطيك الرب حسب قلبك ” فأحياناًيعطينا الرب طلبات وشهوات قلوبنا حين نُصر عليها ولكن لا يكون هذا فى صالحنا ويعودعلينا بالضرر فعلينا أن نقول ” لتكن مشيئتك ”

آية 35:-

تبرمت هتأوة = قبور الشهوة إذاً الشهوة تسبب الموتلو كانت خاطئة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى