علم التاريخ

الكنيسة القبطية فى القرن الرابع عشر



الكنيسة القبطية فى القرن الرابع عشر

الكنيسة
القبطية فى القرن الرابع عشر

كانت
مصر خلال هنا القرن تحت حكم المماليك، وقد توالى عليها خلاله ثلاثة منهم هم: الملك
الناصر بن قلاوون، والملك الصالح، والملك المنصور

 

اولا:
الملك الناصر قلاوون من سنه1299

عندما
تولى الملك تفشت فى مصر عدة امراض فتكت بالانسان والحيوان، فأوعز احد القضاه
المسلمين اليه بأن هذه الأدواء بسبب وجود المسيحيين فى البلاد، وكان هذا القاضى
ابنا لا حد المسيحيين واسلم، وكان يكره المسيحيين فرض على كل فرد من الاقباط
دينارا سنويا زيادة على الجزية التى كانوا يدفعونها بالاضافة الى ما كان يحيى من
كل من المسلمين والاقباط (زكاة الدولة) زائد نفقات الاحتفال بوفاء النيل وغير ذلك،
واشتد الاضطهاد وتباعا حتى عاد واللبس العمائم الزرق وشد الزنانير على اوساطهم
ومنعهم من ركوب الخيل

وقد
اختلفت الاراء حول ما اصاب الاقباط، فمنهم من قال انه بفضل هذا القاضى ومنهم من
قال انه بسبب تكبر بعضهم وركوبهم الخيول المطهمه واذلال المسلمين ومنهم من يقول
انه نتيجة تذمرهم وشكاياتهم من الظلم الذى وقع بهم، وهذا ما دفعهم الى العناد ولبس
العمائم البيض وتأنقوا فى لباسهم وظهر بعض الموظفين منهم فى الشوارع وهم راكبون
الخيول فاشتد النكير عليهم من المسلمين

وقد
راى احد زوار القاهرة من مسلمى المغرب هذا المنظر فاستنكره وذهب ليشكو حال
المسلمين وذلهم ازاء الاقباط راكبى الخيول فانقلبت الدائرة عليهم فردوا من وظائفهم
واستهذا الرعاع بهم فى الشوارع وجعلوا يلقونهم بالحجارة وتحطمت الكثير من الكنائس

كما
كان النصارى يحتفلون فى شبرا الخيمة (الخيام) بعيد وفاء النيل الذى سموه عيد
الشهيد لانهم كانوا يجتمعون فى منطقة شبرا الخيمة الان على شاطئ النيل بجوار كنيسة
كانت هناك ويضربون خيامهم لعدة أيام حيث يلقون بصندوق يحوى اصبع احد الشهداء فى
النيل كى يزيد فيضانه (ولذلك سميت شبرا الخيام ثم شبرا الخيمة). وفى هذه الايام
منعوا من اقامة هذا العيد اعتبارا من عام 1302

وحدث
انه لما خلع الملك الناصر وتولى بعده بيبرس الجانكيز ولقب بالملك المظفر ثم قام
بيبرس وقتله واسترد عرشة، وفى هذه الحالة تاب الى رشده واحس بأن ما حل به هو من
ظلمة للاقباط، فعاد ليحميهم من ظلم المماليك وتعصب الجهله من المسلمين الإ ان تغير
موقف الملك الناصر الى صف الاقباط لم يرق بعض المتعصبين من المسلمين فجعلوا
يتصيدون لهم الاخطاء وكى يواقعوا بهم، وحدث انه لما اراد الملك الناصر ان ينشئ
ميدانا فسيحا فيما يعرف الأن بالناصرية، وكانت تشغل المكان كنيسة كبيرة جميلة
البناء ومتينة فاشار عليه بعض المتعصبين بهدمها، اما هو فلم يواقفهم اول الامر ثم
امر بأن يحفر حولها حتى تسقط وجدها، الا انه لمتانه مبانيها لم تسقط فاغتاظوا
وفكروا فى امر اخر فلجأوا الى استصدار امر بهدم بعض الكنائس لبناء عمارات بانقاضها
تعطى البلد رونقا جميلا فهدموا الكثير من الكنائس والاديرة فى القاهرة وامتدت يد
الهدم الى الكنائس حارة زويلة والموسكى وبابليون فسار اليهم السلطان بنفسه ليهدئ
الاحوال ويمنعهم من مواصلة هذه الاعمال وامر بفرقة من الجند للتعرض لهم وانقاذ من
بقى من الاقباط الذين كانوا محاصرين فى قصر الشمع بل اسرع هو بنفسه اليهم ومعه
اربعة من الامراء ولم يقو عليهم حتى انهم كانوا يقاومونه بإلقاء الحجارة عليه، وفى
النهاية هجم عليهم هجمة شديدة ففروا من امامه هاربين ويصف المقريزى هذه الايام
بالصعوبة وان كثيرا من الكنائس هدم فيقول ” خرب من الكنائس كنيسة بخرائب
التتر من خلقة الجبل وكنيسة الزهرى فى الموضع الذى فيه الان بركة الناصرية وكنيسة
الحمراء وكنيسة السبع سقايات وكنيسة بحارة الروم وكنيسة بالنبدقانيين وكنيستان
بحارة زويلة وكنيسة بخزانه البنور وكنيسة بالفندق واربع كنائسبثغر الاسكندرية
وكنيستان بدمنهور الوحش واربع كنائس بالغربية وثلاث كنائس بالشرقية وست كنائس
بالهنساوية وباسيوط ومنفلوط ومنيةالحطيب (المنيا حاليا) ثمان كنائس، وخرب من
الديارات شئ كثير..”

وقد
رد بعض الاقباط على هذا العنف باحراق بعض الاماكن فى القاهرة الا انه قبض عليهم
واعدموا، واستمرت المظاهرات واستعمال العنف والارهاب فتره طويلة واعادوا الاقباط
الى لبس الزى الخاص بهم فى ازمان الاضطهاد

ولم
يخف اضطهاد الاقباط الا عندما ارسل ملك الحبشة بعد ان وصله خبر ما جرى للاقباط
انذار للملك فى مصر بأنه ان لم يوقف هذا التيار فإز سيحل بمسلمى الحبشة ما يحل
بالاقباط فى مصر

 

من
اشهر الاقباط:

كان
من اشهر الشخصيات القبطية الانبا رويس الملقب بابى فريج ولد فى احدى قرى الغربية،
وترك موطنه فى سن العشرين وتوجه الى صعيد مصر وعاش ناسكا زاهدا فأحبه الناس ثم عاد
الى القاهرة حيث قبض عليه مع من كان يقبض عليهم والقى فى السجن الى ان اطلق سراحة
بتدخل الاب البطريرك، فطاف يعلم ويصلى حتى تنيح بسلام فى عام 1397 واودع جسده بدير
الخندق المعروف الان بدير الانبا رويس بالعباسية

 

الاباء البطاركة

الانبا يوحنا الثامن البطريرك ال 80

 اختير
بمجمع من الاساقفة والشعب وكان رئيسا لدير شهران بحلوان وهو من مواليد المنيا حدث
فى ايامه اضطهاد وكبير للاقباط وزيادة فى الضرائب كما راينا، ولما ضجروا واشتكوا
اراد بعض المسلمين الرد عليهم بهدم الكنائس خصوصا وانهم بدأوا يستعملون العنف
للدفاع عن انفسهم وحاول هذا البابا تهدئه الموقف ولم يفلح، وتنيح فى 1320 م

 

البابا يوحنا التاسع البطريرك ال 81

كان
من المنوفية وسيم بطريركا فى عام 1321 فى عهد الملك الناصر وفى عهد شب حريق كبير
فى القاهرة اتهم فيه بعض الرهبان ووقفعت فتنه زادت من وطأة العنف الذى كان سائرا
بين الاقباط والمسلمين، فقبض على البابا الا انه برئت ساحته بعد اهوال من الاهانات
واعيد فى حراسة مشددة الى الدار البطريركية، وظلت الكنيسة فى عهده فى اضطهاد الى
ان تنيح بسلام فى 1328 م

 

الانبا بنيامين الثانى البطريرك ال 82

بعد
43 يوما من نياحة الانبا يوحنا اجمع الاساقفة فى اجتماعهم فى البطريركية على
انتخاب راهب من دير البقل بجبل طرة مرشم هذا البطريرك فى 15 بشنس 1043 ش/ 1328م
ودعى بنيامين

ورغم
ما كان سائرا من الاضطهاد الا انه استطاع بتجديد دير الانبا بيشوى بوداى النطرون
وعمره بعض الرهبان، وتنيح يوم عيد الغطاس من سنه 1339 وظل الكرس خاليا بعده لمدة
عام

الانبا بطرس الخامس البطريرك 83 (1340 – 1348)

الانبا مرقس الرابع البطريرك 84 (1349- 1363)

الانبا يوحنا العاشر البطريرك 85 (1363 – 1369)

الانبا غبريال الرابع البطريرك 86 (1370 – 1378)

الانبا متاؤس الاول البطريرك 87 (1378 – 1409)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى