اللاهوت المقارن

20- المطهر ليس هو



20- المطهر ليس هو

20- المطهر ليس هو..

هذا
الإقتباس الذي أستدل به أخوتنا الكاثوليك من (1كو3)، ليس هو عن المطهر اطلاقاً.
وما كان بولس يتحدث عن المطهر، وإنما عن الخدمة.. وقد شرحنا هذا الأمر بالتفصيل.

 

نضيف
هنا بضعه إثباتات للدلاله على أن حديث الرسول لا يمكن أن ينطق على مفهوم المطهر
عند الكاثوليك.

 

(14)
هنا الكل يتعرض للنار، بينما المطهر لنوعية من الناس!

النار
هنا يتعرض لها الذهب، كما يتعرض لها القش. ويتعرض لها الأحجار الكريمة، كما يتعرض
لها العشب. وهذا ضد المعتقد الكاثوليكى في المطهر. فلو طبقنا المثل حسب تفسيرهم،
فإن الذهب يرمز إلى القديسين الكبار الذين يذهبون تواً إلى الفردوس، ولا يمكن أن
يمروا على نار المطهر! بل لهم (زائد) تصلح لإعانة الذين في المطهر!! وكذلك الفضة
والأحجار الكريمة..

 

(15)
هنا النار للامتحان، وليست للتعذيب كنار المطهر. لاختبار العمل، وليس لتعذيب الشخص..

 

إذ
يقول الرسول ” وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو” (ع13) لبيان معدن العمل..
تعلنه وتبينه. بينما نار المطهر- حسب المعتقد الكاثوليكى- هي للعقوبة، والتكفير عن
الذنب، ولإيفاء العدل الإلهى..! وكل هذه أمور لا علاقة لها إطلاقاً بهذا الإمتحان
أو الاختبار الذي يذكره الرسول..

 

(16)
والنار هنا تحرق البعض وتبيده، بينما نار المطهر المفروض فيها أنها تطهير..!

 

النار
في هذا المثل تحرق القش والعشب والخشب.. بينما المفروض في نار المطهر أنها تطهر
الإنسان وتنتقيه، وتعده لحياه أفضل بالدخول إلى الفردوس، لا أن تحرقه وتبيده..!
وواضح جدا أن المثل هنا لا ينطبق، لأنه لا يؤدي إلى الغاية الموجودة من المطهر.
فالقش لا يمكن أن يتطهر ويتحول إلى ذهب أو فضة. والعشب لا يمكن أن يتطهر ثم يدخل
إلى الملكوت.. هنا كما نرى صورة غير المطهر تماماً. الناس الذين كالذهب والفضة
والحجارة الكريمة، لا يحتاجون إلى تطهير. والذين كالخشب والعشب والقش يدخلون
الملكوت، بل يحترقون..

 

(17)
هنا النار للخسارة بالنسبة إلى الخشب والعشب والقش، بعكس النار في المطهر!

 

يقول
الرسول ” إن أحترق عمل أحد، فيخسر)” (ع15). وفي المطهر لا حريق ولا
خسارة- حسب المعتقد الكاثوليكى- وإنما سداد لديون، وإعداد لأبدية سعيدة، وإعانة من
الكنيسة ومن صلوات القديسين، وانتفاع بالذبيحة التي تقدم عن تلك النفوس.. أين
الحريق والخسارة.

 

(18)
نار المطهر لها تأثير واحد، بعكس النار في هذا المثل.

 

النار
هنا: تأثيرها على الذهب. أما نار المطهر، فعملها واحد في كل النفوس، حسب اعتقاد
أخوتنا الكاثوليك. إذن المثل لا ينطبق. لأنه هنا يوجد عمل يبقى في النار، ويأخذ
صاحبة أجرة أي مكافأة. بينما عمل آخر يحترق، صاحبه يخسر..

 

(19)
لا يجوز يا أخوتى أن نأخذ عبارة قيلت في مناسبة، فنفصلها عن هذه المناسبة، وعن كل
ما قيل من كلام، ونرض عليها معنى من عن دياتنا لا تحتمله.

 

وإذا
وقفت أمامنا كلمة (نار) لابد أن نفحص ما المقصود بها: هل هي نار الاختبار
والامتحان، كما في (1كو3: 13)؟ أم هي نار التعذيب كالبحيرة المتقدة بالنار
والكبريت (رؤ20: 10)؟ أم هي مار الإثم وما يتبعه من هلاك، التي تعرض لها يهوشع
الكاهن (زك3: 2). أم هي نار بمعنى صعوبة، كما في (1كو3: 15). أم هي نار المطهر
التي لا أعرف لها شاهداً من الكتاب..

 

(20)
كذلك عقائد الدين، لابد أن تسندها آيات صريحة وواضحة وتعليم كتابى لا يحتمل اللبس
والتأويل. ولا يمكن أن تؤخذ عن طريق الاستنتاج أو التفسير الشخصي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى