اللاهوت الطقسي

+ الإعداد للبناء:



+ الإعداد للبناء:

+ الإعداد
للبناء:

تشدد سليمان وكان الرب معه، وقدَّم ألف محرقة
للرب فى جبعون (أخبار الأيام الثانى 1: 1-6) وهذه هى أول خطوة فى
الإعداد للبناء
الاتجاه إلى الله، ولكن تقديم الذبائح ليست له قيمة فى
ذاته ما لم يتقدم الإنسان بكليته إلى الله فالتقدمات هى رمز وتعبير عن الإتجاه
القلبى والإيمان العملى بحسب الله. قال ميخا النبى:
بم أتقدم إلى الرب
وأنحنى للإله العلى؟ هل أتقدم..بألوف الكباش.. قد أخبرك أيها الإنسان ما هو صالح،
وماذا يطلبه منك الرب إلا أن تصنع الحق وتحب الرحمة وتسلك متواضعاً مع إلهك”
(ميخا 6: 6
8).

وقال الرب على لسان المرنم: اسمع ياشعبى.. لا على
ذبائحك أونجك. فإن محرقاتك هى دائماً قدامى.. إن جعت فلا أقول لك لأن لى المسكونة
وملأها. هل آكل لحم الثيران أو أشرب دم التيوس؟ إذبح لله حمداً، وأوف العلى نذورك،
وادعنى فى يوم الضيق أنقذك فتمجدنى. وللشرير قال الله ما لك تحدث بفرائضى، وتحمل
عهدى على فمك؟” (مزمور 50: 7
16).

شرع سليمان فى بناء بيت لاسم الرب أولاً قبل أن
يفكر فى بناء بيته، وواصل سليمان تنفيذ الاتفاقات التى تمت بين حيرام ملك صور وبين
داود
وحيرام هو ملك الصيدونيين ([1])وكان
غنياً وحاكماً قوياً له علاقات واتصالات تجارية مع سائر دول البحر المتوسط. ولأنه
كان لإسرائيل جيش قوى وللفينيقيين أسطول كبير فإنه كان من المفيد جداً أن يوطدا
علاقاتهما توطيداً قوياً وكان الفينيقيون متفوقين فى فن المعمار والعمل الإنشائى
النفيس الذى يتطلب براعة وإتقاناً إلى جانب توفر المواد لديهم، ومن ثم فقد كان من
الحكمة أن يعزز هذه الصداقة مع حيرام.

وطلب سليمان من حيرام أن يرسل له خشب أرز([2])
وخشب سرو([3])،فيجعلها
ارماثا ([4])تطفو
فى البحر إلى الشاطىء عند الموضع الذى يحدده سليمان، ومقابل ذلك دفع سليمان ثمناً
للأيدى الفنية العاملة ومقادير من الحبوب والزيت والخمر (أخبار الأيام الثانى
20: 10)
.

ثم طلب سليمان من حيرام أن يرسل له رجلاً حكيماً
وماهراً فى النقش ليكون مع الحكماء الذين أعدهم داود أبوه (أخبار الأيام الثانى
2: 13
). فأرسل حيرام صانعاً ماهراً يدعى حورام ابى، كان أبوه المتوفى من صور
يعمل نحَّاساً، ولكن امه كانت امرأة يهودية من سبط دان وأرملة رجل من سبط نفتالى (ملوك
الأول 7: 14،أخبار الأيام الثانى 2: 14)
. وقد انحدرت أمه من نفس السبط الذى
جاء منه أهوليآب الذى دعاه الرب للعمل مع بصلئيل بن أورى فى أشغال خيمة الاجتماع (خروج
31: 1
6). وقد برع حورام ابى فى مهنته ونقش كل نوع من
النقش (أنظر أخبار الأيام الثانى 2: 13و 14). وكل ما كان من نحاس أعطى إلى
حورام ابى (ملوك الأول 7: 14).

كان العمل يحتاج الى عدد كبير من العمال، فسخر
سليمان من جميع إسرائيل، وقد كان التسخير أو العمل بالإرغام نوعاً من أنواع الضرائب
المعترف بها فى العصور القديمة (صموئيل الأول 8: 16). فقد كان النظام
المتبع على ما يظن هو اتخاذ نسبة معينة من عدد سكان المدينة أو القرية وتكليفهم
بالعمل أو السخرة للخدمات المختلفة للدولة خاصة الأعمال العمرانية. وقد بدأ داود
هذا النظام فى أواخر حكمه (صموئيل الثانى 20: 24). وقد ترك لسليمان ذخيرة
آدمية هائلة من العبيد الذين أخضعهم من كافة الأجناس فكانوا تحت السخرة أى العمل
المجانى نظير الأكل فقط.

أمَّا سليمان فقد استهل حكمه باستخدام نظام
التسخير على أوسع نطاق، فضلاً على أنه استعبد نسل جميع السكان القدامى الذين لم
يقبلوا الرب إلهاً لهم (ملوك الأول 9: 20)، ولما وجد نقصاً فى العمالة من
الذين تحت السخرة من الأجانب بدأ بتسخير شعب إسرائيل. فقد أمر بأن واحداً من كل
أربعين إسرائيلياً كان يُلزم بأن يعطى ثلاثة أشهر للعمل من كل سنة (قارن ملوك
الأول 5: 13 وما بعده مع صموئيل الثانى 24: 9).

وسخر الملك سليمان ثلاثين ألف رجل من أرجاء
إسرائيل، فكان يرسل منهم عشرة آلاف إلى لبنان لمدة شهر واحد مناوبة، فيقضون شهراً
فى لبنان وشهرين فى بيوتهم. وكان آدونيرام المشرف على تنظيم عملية التسخير. وفضلاً
عن هؤلاء، كان لسليمان سبعون ألفاً من حمالى الخشب وثمانون ألفاً من قاطعى الحجارة
فى الجبل، ما عدا ثلاثة آلاف وثلاث مئة من المشرفين على هؤلاء العمال. وبناء على
أمر الملك قام العمال بقلع حجارة كبيرة هذَّبوها فصارت مربعة، ونقرأ عن ثلاثة
أنواع من الحجارة: حجارة كبيرة، حجارة كريمة، وحجارة مربعة أو منحوتة لأجل تأسيس
البيت. إذ أن لم يسمع فى الهيكل عند بنائه منحت ولا معول ولا أداة من حديد (ملوك
الأول 6: 7).
وتذكرنا هذه بالمؤمنين الذين هم
حجارة حية” قد
صاروا بيتاً روحياً (انظر بطرس الأولى 2: 5). لقد أتت بهم النعمة من بيئتهم
العتيقة وأعدتهم ليكونوا مسكناً لله،
الذى
فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً فى الرب” (أفسس 2: 21).

ولما حان الوقت لبناء البيت نقرأ القول: وشرع سليمان فى بناء
بيت الرب فى أورشليم فى جبل المريا حيث تراءى لداود أبيه حيث هيأ داود مكاناً فى
بيدر أرنان اليبوسى”
(أخبار الأيام الثانى 3: 1).



اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى