علم المسيح

الخاتمة ومراجع مختارة



الخاتمة ومراجع مختارة

الخاتمة
ومراجع مختارة

 

إن
نور القيامة يضيء كل صورة المسيح التي في الأناجيل، لأن الإنجيليين رأوا كل شيء في
منظار القيامة معبرين بذلك عن اعتقادهم بأن المسيح الناهض من القبر هو نفسه يسوع
التاريخي.

 

وقد
زودتنا الأناجيل بالمادة التاريخية التي تخولنا التمييز بين يسوع أثناء خدمته
العامة ورب الكنيسة بعد القيامة. لكن هذه المادة نفسها تحظر علينا أي فصل بينهما
لأن “يسوع” هو “المسيح”.

 

هذه
وجهة نظر من النقاد المعاصرين. لكن ينزع البعض الآخر منهم إلى التشكيك بالرواية
الإنجيلية، ويذهب إلى مواقف متطرفة. وهؤلاء غالباً ما يرتكزون على ما يبدو لهم
معقولاً مما هو خلقي ولاهوتي ولربما نفسي. ويفرقون بين يسوع الناصري ومسيح الإيمان.
هذا النوع من النقد عامة ينطلق من رغبة الناقد في التخلص من كل عنصر فائق الطبيعة
ومن نفي أي تدخل لهذه العناصر في التاريخ.

 

المنهج
النقدي المطبق حالياً لم يبلغ حد الكمال ولكنه رغم محدوديته يبقى الأفضل بين
المناهج الموجودة حالياً. ولا يوجد منهج معصوم من الخطأ. فالمنهج التفسيري الآبائي
الذي يبحث في التماثل الداخلي بيت بعض الشخصيات والأحداث التاريخية في العهدين
القديم والجديد قد أدى أيضاً إلى بعض التطرف. فتماديهم في البحث عن هذه العلاقات
الداخلية أضعف الميزة التاريخية لكل من العهدين القديم والجديد وقلل من شأن الإطار
التاريخي للإعلان الإلهي. لكن بالرغم من هذا فإن بعض نتائج التفسير الرمزي للكتاب
تبقى ذات قيمة ثابتة. فقد حدد آباء الكنيسة العلاقة بين العهدين وأظهروا في
تفاسيرهم وحدة الكتاب المقدس كما عبروا عن المعنى اللاهوتي لأحداث حياة المسيح.
وهكذا كان نهجهم ضرورياً من الناحيتين التاريخية واللاهوتية.

 

أما
إدخال المنهج الحديث في التفسير الكتابي فلا يعني رفضاً لمنهج التفسير الرمزي بل
تشجيع للنقاد الحديثين كي يعتمدوا نتائجه ومنجزاته. فآباء الكنيسة أساتذة لن
وعلينا أن نتبنى موقفهم من الكتاب المقدس. لقد تأملوا الكتاب المقدس جيداً وأحبوه
فتمكنوا أن يكتشفوا لأبناء عصرهم ولنا الكثير من أسراره ومعانيه. غير أننا لا
نستطيع استخدام منهجهم للإجابة عن أسئلة تاريخية تثار اليوم.

 

وهكذا
فإن كان منهجهم لا يلائمنا دائماً فعلينا أن نتبنى مواقفهم ورؤيتهم وأن نقترب من
الكتاب المقدس بروح أولئك الذين كرسوا حياتهم من أجل الوصول إلى فهم صحيح له.
وتجدر الإشارة إلى أن موقف الآباء من الكتاب المقدس لا يتعارض بالضرورة مع
الدراسات التاريخية التي يقوم بها العلماء المعاصرون.

 

تضطرنا
الأناجيل إلى إثارة تساؤلات تاريخية، وعقيدة التجسد نفسها: “الكلمة صار جسداً
وحل فينا” (يو1: 14) تستدعي البحث الكتابي. إذ أننا لا نستطيع أن نعلن عن عمل
الله في التاريخ ونهمل في الوقت نفسه البحث التاريخي في مدونات هذا الإعلان الإلهي
أي الكتاب المقدس. ورفض لبحث كهذا يقود إلى التقليل من أهمية التجسد التاريخي
ويؤدي إلى إحياء الميول الدوسيتية وإلى تشجيع التعلق الأعمى بالحرف في الكنيسة على
نحو خفي

(crypto-fundamentalism)

 

لقد
جعلنا النقد الكتابي نتأكد من أن الهم الأوحد للأناجيل هو الشهادة بأن يسوع هو
الرب، علماً بأن الذين يستخدمون المنهج النقدي لا يستطيعون أن يبرهنو ويدحضوا صحة
هذا التأكيد.

 

وعندما
اعترف بطرس بألوهية المسيح قائلاً: “أنت هو المسيح ابن الله الحي”،
أجابه يسوع: “طوبى لك يا سمعان بن يونا. فإنه ليس لحم ولا دم كشف لك هذ، لكن
أبي الذي في السموات” (متى16: 16-17). لا يستطيع النقاد أن يبرهنو ويدحضوا أن
يسوع هو ابن الله الحي، لكنهم يستطيعون التأكيد أن تلاميذ المسيح الذين عايشوه
وتقبلوا تعاليمه، فأرسلهم ليبشروا به، هؤلاء آمنوا به وتعبدوا له. إننا نعرف يسوع
بواسطة شهادتهم. أما الوثائق التي تضم هذه الشهادة فهي تمدنا بالمادة الضرورية
التي تصلح لا للتأمل فقط، بل للبحث التاريخي.

 

مراجع
مختارة

Arseniev، Nicholas، “Revelation of Life Eternal:
An Introduction to the Christian Message”
، St. Vladimir’s Seminary
Press
، n. d.

 

Brown، Raymond
E.
، “Hermeneutics”، “Jerome Biblical
Commentary”
،
71:
3-120.

 

Charlier، Celestin، “The Christian Approach to
the Bible”
،
Westminster، Md. Newman Press، 1961.

 

Cullman، Oscar، “Salvation in History”، New
York
: Harper & Row، 1967.

 

Cullman، Oscar، “The State in the New
Testament”
،
New York: Charles Scribner’s Sons،
1956

 

Davies، W.D.، “The Sermon on the
Mount”
،
Cambridge: Cambridge University Press،
1966.

 

Dodd، C.H.، “According to the Scripture:
The Substructure of New Testament Theology”
، New York: Charles Scribner’s Sons، 1953.

 

Fedotov، G.P.، “Orthodoxy and Historical
Criticism”
،
in E.L. Mascall (ed.)، “The Church of God: An
Anglo-Russian Symposium”
،
London:
SPCK
، 1934، pp. 91-104.

 

Florovsky، Georges، ” Scripture and Tradition:
An Orthodox Point pf View”
،
“Dialog:
A Journal Of Theology”
،
2
(Autumn
، 1963)، 288-293.

 

Florovsky، Georges، “The Predicament of the
Christian History”
،
In W. Leibrecht، ed.، “Religion and Culture: Essays in Honor of Paul Tilich”، New
York
: Harper & Bros.، 1959، pp. 140-166.

 

Grant، Robert
M.
، “Formation of the New
Testament”
،
New York: Harper & Row،
1965.

 

Hennecke، E.
and W. Schneemelcher (eds.)
،
“New
Testament Apocrypha”
،
Philadelphia: Westminster Press،
1963.

 

Hoskyns، Edwyn
and Francis Noel Davey
،
“The
Riddle of the New Testament”
،
London:
Faber & Faber
،
1947.

 

Jeremias، J.، “The Problem of the
Historical Jesus”
،
Philadelphia: Fortress Press، 1964.

 

Jeremias، J.، “The Prayers of Jesus”
(Studies in Biblical Theology
،
2d
series
، No.6)،
Naperville، Ill.، A.
R. Allenson
،
1967.

 

Kaiser، O.
and W. G. Kummel
،
“Exegetical
Method: A Student’s Handbook”
،
New York: Seabury Press،
1967.

 

Mersh، Emile، “The Whole Christ: The
Historical Development of the Doctrine of the Mystical Body in Scripture and
Tradition”
،
Milwaukee: Bruce Publishing House،
1963.

 

Milik، J.
T.
، “Ten Years of Discovery in
the Wilderness” (Studies in Biblical Theology
، No. 26)، London: SCM Press، 1959.

 

Leon-Dufour، Xavier، “The Gospels and the Jesus
of History”
،
London:
W. Collins Sons
،
1968.

 

Nineham، D.E.
and others
،
“Historicity
and Chronology in the New Testament”
، London: SPCK Press، 1965

 

Riesenfeld، Harald، “The Gospel Tradition” Philadelphia:
Fortress Press
،
1970.

 

Sevenster، J.
N.
، “Do You Know Greek? How Much
Greek Could the First Jewish Christians Have Known?”
، Leiden: E. J. Brill، 1968.

 

Sherwin-White، A.
N.
، “Roman Society and Roman Law
in the New Testament”
،
Oxford:
Clarendon Press
،
1963.

تم
طبع هذا الكتاب في 15/4/1981

لحساب
منشورات النور

ص.ب.
112966- بيروت- لبنان

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى