علم المسيح

119- الكتبة



119- الكتبة

119- الكتبة

(الحركة
الرابعة: أية وصية هي أول الكل؟):

عندما أسكت المسيح الفرِّيسيين والصدوقيين كُلاًّ بدوره،
تعاطف معه بعض الكتبة الذين أحبُّوا المسيح فعلاً، ولكن بصورة غير ملحوظة. وهنا
تحرَّكوا ليكشفوا في المسيح أعماقاً من المعرفة يعلمون مسبقاً عنها. فابتدروه
وكأنه سؤال وإنما هو طلبة لاستعراض عظمة المعلِّم في إدراكه للناموس. وهذا قد ظهر
في تعليقهم الأخير عن المسيح، إذ علَّق الكاتب: “جيداً يا معلِّم” (مر
32: 12). والسؤال بدأ هكذا: “أيَّة وصية هي أول الكل؟” (مر 28: 12).
فكان رد المسيح كما في التوراة: “اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد. وتحب
الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك. هذه هي الوصية
الأُولى. وثانيةٌ مثلها هي: تحب قريبك كنفسك. ليس وصية أخرى أعظم من هاتين”
(مر 12: 29-31). “فقال له الكاتب: جيداً يا معلِّم. بالحق قلت” ثم عاد
الكاتب يثني ما قاله المسيح تأكيداً من عنده لهذا الحق! “لأن الله واحد وليس
آخر سواه ومحبته من كل القلب، ومن كل الفهم، ومن كل النفس، ومن كل القدرة، ومحبة
القريب كالنفس، هي أفضل من جميع المحرقات والذبائح” (مر 12: 32و33). فأراح
هذا التعقيب صدر المسيح ومدحه وحكم المسيح عليه: “لست بعيداً عن ملكوت
الله” (مر 34: 12). أمَّا كون هذا الكاتب قريباً من الملكوت وليس بعيداً،
فلأنه تخلَّص من خبث الفرِّيسيين وتمسُّكهم بأعمالهم وبرِّهم الذاتي. وأمَّا كونه
لا يزال بينه وبين الملكوت خطوة، فهو لأن وعيه لم يستيقظ بعد عن حاجته إلى الفداء
والمسيَّا لأن “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً.” (يو 5: 15)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى