علم المسيح

م_المسيح_المسيح_الأعظم_فى_جميع_الكتب_07[1].html



الفصل
السابع

آيات
المسيح
ومعجزاته

مقالات ذات صلة

 

جاء
في القرآن أن
الله أعطى
المسيح عدداً
من الآيات
والمعجزات
تميز بها عن
جميع
الأنبياء على
الإطلاق، وهي
في الآيتين
التاليتين،
الخلق وجعل
العميان
يبصرون
وتطهير البرص
وأحياء
الموتى
والأنباء بما
هو خفي، علم
الغيب. وباستثناء
الأولى
والأخيرة،
فقد أعطى الله
بعض الأنبياء
أن يجروا إحدى
هذه المعجزات
مثل شفاء مريض
أو إقامة ميت
من الموت
وتطهير أبرص
من برصه، إلا
أنها كانت
معجزات
محدودة في
واحدة أو
اثنتين على
الأكثر، أما
معجزات
المسيح فقد
كانت غير
محدودة على
الإطلاق. فقد
كان في إمكانه
أن يخلق أي
عدد أو أي كم
من الطير
ويحيي أي عدد
أو أي كم من
الموتى مهما
كان زمن موتهم
فيقول التراث
الإسلامي أنه
أحيا سام بن
نوح الذي مات قبل
المسيح
بأربعة آلاف
سنة،
وبالتالي
فالذي يحيي
سام بن نوح
يحيي آدم وكل
الموتى بحسب الإرادة
الإلهية،
ويشفي أي عدد
أو أي كم من
المرضى حتى لو
اجتمع أمامه 50.000
(خمسون ألف)
مريض في المرة
الواحدة،
مهما كان نوع
مرضهم ومهما
كان زمنه،
بمجرد كلمة
منه أو لمسه
للمريض ” بأذن
الله”. تقول
الآيات القرآنية:

 ”
وَرَسُولاً
إِلَى بَنِي
إِسْرائيلَ
أَنِّي قَدْ
جِئْتُكُمْ
بِآيَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ أَنِّي
أَخْلُقُ
لَكُمْ مِنَ
الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ
فَأَنْفُخُ
فِيهِ فَيَكُونُ
طَيْراً
بِإِذْنِ
اللَّهِ
وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ
وَأُحْيِي الْمَوْتَى
بِإِذْنِ
اللَّهِ
وَأُنَبِّئُكُمْ
بِمَا
تَأْكُلُونَ
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
فِي
بُيُوتِكُمْ
إِنَّ
فِي ذَلِكَ
لَآيَةً
لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ
” (آل عمران: 49).

 ”
إِذْ قَالَ
اللَّهُ يَا
عِيسَى ابْنَ
مَرْيَمَ
اذْكُرْ
نِعْمَتِي
عَلَيْكَ
وَعَلَى
وَالِدَتِكَ
إِذْ
أَيَّدْتُكَ
بِرُوحِ الْقُدُسِ
تُكَلِّمُ
النَّاسَ فِي
الْمَهْدِ
وَكَهْلاً
وَإِذْ عَلَّمْتُكَ
الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ
وَالْأِنْجِيلَ
وَإِذْ
تَخْلُقُ
مِنَ
الطِّينِ
كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ
بِإِذْنِي
فَتَنْفُخُ
فِيهَا فَتَكُونُ
طَيْراً
بِإِذْنِي
وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ
بِإِذْنِي وَإِذْ
تُخْرِجُ
الْمَوْتَى
بِإِذْنِي

وَإِذْ
كَفَفْتُ
بَنِي
إِسْرائيلَ
عَنْكَ إِذْ
جِئْتَهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ
فَقَالَ
الَّذِينَ
كَفَرُوا
مِنْهُمْ
إِنْ هَذَا إِلَّا
سِحْرٌ
مُبِينٌ ”
(المائدة: 110).

 وهنا
يؤكد أن الخلق
غير محدود بكم
أو بكيف “
مِنَ
الطِّينِ
كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ

“، وأن آيات
الشفاء
وإحياء
الموتى غير
محدودة بكم أو
بكيف “
وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ
وَأُحْيِي
الْمَوْتَى”.

فهو يتكلم عن
طين يخلق
كهيئة الطير
بصفة عامة،
على الإطلاق،
وإبراء
الأكمه
والأبرص وإحياء
الموتى بصفة
عامة، على
الإطلاق،
وهذا ما أكده
الإنجيل
بالفعل فلم
يكن لقدرة
المسيح
ومعجزاته
وآياته التي
أعطاه الآب
ليعملها حد أو
مدى، بل كانت
على الإطلاق
كما سنرى.

 

1 – تميز
المسيح في
الكتاب
المقدس بكونه
الخالق:

 الخلق
هو إيجاد
الشيء من
لاشيء، أو
إعطاء الحياة
من لاشيء، من
العدم، كما
خلق الله آدم
من تراب (طين)
ثم أعطاه
الروح فصار
آدم نفساًَ
حية، صار له
وجود بعد أن
كان عدماً،
وهذا عمل الله
وحده والذي لا
يشاركه فيه
أحد على
الإطلاق. الله
وحده خالق
الكون وكل ما
به وما فيه
يقول الكتاب؛
الرب
خالق
أطراف
الأرض لا يكل
ولا يعيا ليس
عن فهمه فحص ” (اش28: 40)، “هكذا
يقول الله الرب
خالق السموات
وناشرها باسط
الأرض
ونتائجها
معطي الشعب
عليها نسمة
والساكنين
فيها روحا
” (اش5: 42). ثم
يؤكد الكتاب
أن الله وحده
الخالق وليس
معه أحد، أي
لا يوجد آخر
معه ”
هكذا
يقول الرب
فاديك وجابلك
من البطن. أنا
الرب صانع كل
شيء ناشر
السموات وحدي
باسط الأرض.
من معي

” (أش24: 44).

 ويقول
الكتاب
المقدس أيضاً
أن المسيح
الذي هو كلمة
الله ابن الله
وصورة الله،
بهاء مجد الله
ورسم (صورة)
جوهره، يسوع
المسيح، هو
الخالق الذي
خلق كل شيء
الكون وكل ما
فيه ”
في
البدء كان
الكلمة
والكلمة كان
عند الله وكان
الكلمة الله.
هذا كان في
البدء عند
الله. كل شيء
به كان وبغيره
لم يكن شيء
مما كان
.
فيه
كانت الحياة
والحياة كانت
نور الناس

(يو1: 1-4). ” الذي هو
صورة الله غير
المنظور بكر
كل خليقة.
فانه فيه خلق
الكل
ما في
السموات وما
على الأرض ما
يرى وما لا يرى
سواء كان
عروشا أم
سيادات أم
رياسات أم سلاطين.
الكل به وله
قد خلق. الذي
هو قبل كل شيء وفيه
يقوم الكل

(كو1: 15-17). ” الله خالق
الجميع بيسوع
المسيح
” (أف3: 9).
” ابنه الذي
جعله وارثا
لكل شيء الذي
به أيضا عمل
العالمين

الذي وهو بهاء
مجده ورسم
جوهره وحامل
كل الأشياء
بكلمة قدرته

” (عب1: 2و3).

 ويذكر
الكتاب أيضا
أن الرب يسوع
المسيح قام
بعملية الخلق
في أكثر من
مناسبة؛ فقد
خلق للمولود
أعمى، بلا
عينين، عينين
من طين، يقول
الكتاب أنه ”
تفل على
الأرض وصنع من
التفل طينا
وطلى بالطين
عيني الأعمى.
وقال له اذهب
اغتسل في بركة
سلوام. الذي
تفسيره مرسل.
فمضى واغتسل وأتى
بصيرا

” (يو6: 7، 7). وفي
تحويلة للماء
إلى خمر قام
بعملية خلق
مادة من مادة
أخرى مختلفة
عنها،
كيميائيا،
تماما، وذلك
بكلمتين
للأمر ” املأوا
الأجران ماء …
استقوا الآن

” (يو7: 2، 8). وفي
إشباعه لخمسة
آلاف رجل غير
الذين كانوا
معهم من نساء
وأطفال بخمسة
أرغفة
وسمكتين، قام
بعملية خلق
أخرى إذ خلق
من كل رغيف
واحد ما يشبع
أكثر من ألف
فرد بل وزاد
حوالي قفتين
وربع من هذا
الرغيف
الواحد!! خلق
من الرغيف
الواحد أكثر
من ألف رغيف
لو افترضنا أن
كل شخص أكل
رغيف
اً
واحد
اً!!
(مت19: 14-22). فمن كان
له امتياز
كهذا غير
المسيح؟ والإجابة
لا أحد على
الإطلاق!!

 

2 –
تميز المسيح
في القرآن
بكونه خالق:

 ويتحدى
القرآن جميع
البشر وسائر
المخلوقات
العاقلة وغير
العاقلة أن
كان هناك أحد،
غير الله،
يقدر أن يخلق
أي شيء مهما
كان، كما يتحدى
جميع الأصنام
أن تخلق، ولو
اجتمعوا معا،
حتى ولو
ذبابا. الله
وحده هو
الخالق
البارئ
المصور وليس
سواه ولا مثله
ولا معه.
ويقول القرآن
متحدياً:

 ” هَذَا
خَلْقُ
اللَّهِ فَأَرُونِي
مَاذَا
خَلَقَ
الَّذِينَ
مِنْ دُونِهِ

” (لقمان: 11).

 ”
إِنَّ
الَّذِينَ
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ
لَنْ
يَخْلُقُوا
ذُبَاباً
وَلَوِ اجْتَمَعُوا
لَهُ
” (الحج: 73).

 ”
هَلْ مِنْ
خَالِقٍ
غَيْرُ
اللَّهِ ”
(فاطر: 3).

 ومع ذلك
قال أن المسيح
كان يخلق من
الطين كهيئة
الطير ثم ينفخ
فيه فيصير
طيراً بأذن
الله:

 أَنِّي
أَخْلُقُ
لَكُمْ مِنَ
الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ
فَأَنْفُخُ
فِيهِ فَيَكُونُ
طَيْراً
بِإِذْنِ
اللَّهِ
“.

 ” وَإِذْ
تَخْلُقُ
مِنَ
الطِّينِ
كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ
بِإِذْنِي
فَتَنْفُخُ
فِيهَا فَتَكُونُ
طَيْراً
بِإِذْنِي”.

 قال
الطبري في
تفسيره “

وَالطَّيْر
جَمْع طَائِر
.
وَاخْتَلَفَتْ
الْقُرَّاء
فِي قِرَاءَة
ذَلِكَ,
فَقَرَأَهُ
بَعْض أَهْل الْحِجَاز
” كَهَيْئَةِ
الطَّائِر
فَأَنْفُخ
فِيهِ
فَيَكُون
طَائِرًا ” ,
عَلَى التَّوْحِيد.
وَقَرَأَهُ
آخَرُونَ ”
كَهَيْئَةِ الطَّيْر
فَأَنْفُخ
فِيهِ
فَيَكُون
طَيْرًا ”
عَلَى
الْجِمَاع
كِلَيْهِمَا.
وَأَعْجَب
الْقِرَاءَات
إِلَيَّ فِي
ذَلِكَ قِرَاءَة
مَنْ قَرَأَ ” كَهَيْئَةِ
الطَّيْر
فَأَنْفُخ
فِيهِ فَيَكُون
طَيْرًا
عَلَى
الْجِمَاع
فِيهِمَا
جَمِيعًا,
لِأَنَّ
ذَلِكَ كَانَ
مِنْ صِفَة
عِيسَى أَنَّهُ
يَفْعَل
ذَلِكَ
بِإِذْنِ
اللَّه
,
وَأَنَّهُ
مُوَفَّق
لِخَطِّ
الْمُصْحَف … (وعن)
اِبْن
إِسْحَاق:
أَنَّ عِيسَى
(ص), جَلَسَ
يَوْمًا مَعَ
غِلْمَان
مِنْ الْكُتَّاب,
فَأَخَذَ
طِينًا, ثُمَّ
قَالَ:
أَجْعَل لَكُمْ
مِنْ هَذَا
الطِّين
طَائِرًا؟
قَالُوا:
وَتَسْتَطِيع
ذَلِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ
بِإِذْنِ
رَبِّي! ثُمَّ
هَيَّأَهُ
حَتَّى إِذَا
جَعَلَهُ فِي
هَيْئَة
الطَّائِر
نَفَخَ فِيهِ,
ثُمَّ قَالَ:
كُنْ
طَائِرًا
بِإِذْنِ
اللَّه! فَخَرَجَ
يَطِير بَيْن
كَفَّيْهِ
,
فَخَرَجَ
الْغِلْمَان
بِذَلِكَ
مِنْ أَمْره
فَذَكَرُوهُ
لِمُعَلِّمِهِمْ,
فَأَفْشَوْهُ
فِي النَّاس
(1).
وَتَرَعْرَعَ.
فَهَمَّتْ
بِهِ بَنُو
إِسْرَائِيل,
فَلَمَّا
خَافَتْ
أُمّه
عَلَيْهِ
حَمَلَتْهُ عَلَى
حَمِير لَهَا
ثُمَّ
خَرَجَتْ
بِهِ هَارِبَة.
وَذُكِرَ
أَنَّهُ
لَمَّا
أَرَادَ أَنْ
يَخْلُق
الطَّيْر
مِنْ الطِّين
سَأَلَهُمْ:
أَيّ
الطَّيْر
أَشَدّ
خَلْقًا؟
فَقِيلَ لَهُ الْخُفَّاش
“.

 وقال
ابن كثير ” وَكَذَلِكَ
كَانَ
يَفْعَل
يُصَوِّر
مِنْ الطِّين
شَكْل طَيْر
ثُمَّ
يَنْفُخ
فِيهِ
فَيَطِير
عِيَانًا بِإِذْنِ
اللَّه

عَزَّ
وَجَلَّ
الَّذِي
جَعَلَ هَذَا
مُعْجِزَة
لَهُ تَدُلّ
عَلَى
أَنَّهُ
أَرْسَلَهُ”.

 وقال
الجلال
ان ” أَخْلُق”
أُصَوِّر ”
لَكُمْ ” مِنْ
الطِّين كَهَيْئَةِ
الطَّيْر”
مِثْل
صُورَته

فَالْكَاف
اسْم
مَفْعُول ” فَأَنْفُخ
فِيهِ ”
الضَّمِير
لِلْكَافِ ” فَيَكُون
طَيْرًا “
وَفِي
قِرَاءَة
طَائِرًا ”
بِإِذْنِ
اللَّه ”
بِإِرَادَتِهِ
فَخَلَقَ
لَهُمْ
الْخُفَّاش
لِأَنَّهُ أَكْمَل
الطَّيْر
خَلْقًا
“.

 وقال
القرطبي في
تفسيره ” أَنِّي
أَخْلُقُ
لَكُمْ
أَيْ
أُصَوِّر
وَأُقَدِّر
لَكُمْ
. ”
مِنَ
الطِّينِ
كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ

وَالطَّيْر
يُذَكَّر
وَيُؤَنَّث. ”
فَأَنْفُخُ
فِيهِ
فَيَكُونُ
طَيْرًا بِإِذْنِ
اللَّهِ
“.
أَيْ فِي
الْوَاحِد
مِنْهُ أَوْ
مِنْهَا أَوْ فِي
الطِّين
فَيَكُون
طَائِرًا

وَقِيلَ: لَمْ
يَخْلُق
غَيْر
الْخُفَّاش لِأَنَّهُ
أَكْمَل
الطَّيْر
خَلْقًا
لِيَكُونَ
أَبْلَغ فِي
الْقُدْرَة
لِأَنَّ لَهَا
ثَدْيًا
وَأَسْنَانًا
وَأُذُنًا ,
وَهِيَ تَحِيض
وَتَطْهُر وَتَلِد.
وَيُقَال:
إِنَّمَا
طَلَبُوا
خَلْق خُفَّاش
لِأَنَّهُ
أَعْجَب مِنْ
سَائِر الْخَلْق
; وَمِنْ
عَجَائِبه
أَنَّهُ
لَحْم وَدَم
يَطِير
بِغَيْرِ
رِيش وَيَلِد
كَمَا يَلِد
الْحَيَوَان
وَلَا يَبِيض
كَمَا يَبِيض سَائِر
الطُّيُور ,
فَيَكُون
لَهُ
الضَّرْع يَخْرُج
مِنْهُ
اللَّبَن ,
وَلَا
يُبْصِر فِي
ضَوْء النَّهَار
وَلَا فِي
ظُلْمَة
اللَّيْل ,
وَإِنَّمَا
يَرَى فِي
سَاعَتَيْنِ:
بَعْد غُرُوب
الشَّمْس
سَاعَة
وَبَعْد
طُلُوع
الْفَجْر
سَاعَة قَبْل
أَنْ يُسْفِر
جِدًّا ,
وَيَضْحَك
كَمَا
يَضْحَك
الْإِنْسَان ,
وَيَحِيض كَمَا
تَحِيض
الْمَرْأَة.
وَيُقَال:
إِنَّ سُؤَالهمْ
كَانَ لَهُ
عَلَى وَجْه
التَّعَنُّت
فَقَالُوا:
اِخْلُقْ
لَنَا
خُفَّاشًا
وَاجْعَلْ
فِيهِ رُوحًا
إِنْ كُنْت
صَادِقًا فِي
مَقَالَتك ; فَأَخَذَ
طِينًا
وَجَعَلَ
مِنْهُ
خُفَّاشًا
ثُمَّ نَفَخَ
فِيهِ
فَإِذَا هُوَ
يَطِير بَيْنَ
السَّمَاء
وَالْأَرْض
“.

 وقال
الرازي
جامعاً لأراء
المفسرين ” أي أقدر
وأصور وقد
بينا في تفسير
قوله
تعالى: ” يَٰأَيُّهَا
ٱلنَّاسُ ٱعْبُدُواْ
رَبَّكُمُ ٱلَّذِىْ
خَلَقَكُمْ “

(البقرة: 21) إن
الخلق هو
التقدير
“. و “

أَنِى
أَخْلُقُ
لَكُمْ مّنَ ٱلطّينِ
” معناه: أصور
وأقدر وقوله ”
كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ
” فالهيئة
الصورة
المهيئة من
قولهم هيأت
الشيء إذا
قدرته وقوله ”
فَأَنفُخُ فِيهِ
” أي في ذلك
الطين المصور
وقوله ”
فَيَكُونُ
طَيْرًا
بِإِذْنِ ٱللَّهِ
” ففيه مسائل:
المسألة
الأولى: قرأ
نافع ”
فَيَكُونُ
طائراً ”
بالألف على
الواحد،
والباقون ”
طَيْراً ” على
الجمع
،
وكذلك في
المائدة
والطير اسم
الجنس يقع على
الواحد وعلى
الجمع. يروى
أن عيسى عليه
السلام لما
ادعى النبوة،
وأظهر
المعجزات
أخذوا يتعنتون
عليه وطالبوه
بخلق خفاش،
فأخذ طيناً وصوره،
ثم نفخ فيه،
فإذا هو يطير
بين السماء والأرض
“.
و ”
المسألة
الثانية: قال
بعض
المتكلمين:
الآية تدل على
أن الروح جسم
رقيق كالريح،
ولذلك وصفها
بالفتح، ثم
ههنا بحث، وهو
أنه هل يجوز
أن يقال: إنه
تعالى أودع في
نفس عيسى عليه
السلام خاصية،
بحيث متى نفخ
في شيء كان
نفخه فيه
موجباً لصيرورة
ذلك الشيء
حياً
، أو
يقال: ليس
الأمر كذلك بل
الله تعالى
كان يخلق
الحياة في ذلك
الجسم بقدرته
عند نفخة عيسى
عليه السلام
فيه على سبيل
إظهار
المعجزات
“.
و ”
المسألة
الثالثة: القرآن
دلّ على أنه
عليه الصلاة
والسلام إنما
تولد من نفخ
جبريل (ص) في
مريم وجبريل
(ص) روح محض
وروحاني محض فلا
جرم كانت نفخة
عيسى عليه
السلام
للحياة والروح”.

 أي
أن المسيح خلق
الطير كما خلق
الله الإنسان،
وبنفس
الطريقة التي
خلق بها،
الله، آدم، يقول
الكتاب
المقدس “

وجبل الرب
الإله آدم
ترابا من
الأرض. ونفخ
في انفه نسمة
حياة. فصار
آدم نفسا حيّة
” (تك7: 2).

 ويقول
القرآن أيضا
أن الله خلق
الإنسان من
طين ثم نفخ
فيه من روحه:

 ”
وَإِذْ قَالَ
رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ
بَشَراً مِنْ
صَلْصَالٍ

مِنْ حَمَأٍ
مَسْنُونٍ.
فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ
فِيهِ مِنْ
رُوحِي

فَقَعُوا
لَهُ
سَاجِدِينَ ”
(الحجر: 29).

 ”
إِذْ قَالَ
رَبُّكَ
لِلْمَلائِكَةِ
إِنِّي خَالِقٌ
بَشَراً مِنْ
طِينٍ
.
فَإِذَا
سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ
فِيهِ مِنْ
رُوحِي

فَقَعُوا
لَهُ
سَاجِدِينَ ”
(صّ: 72).

 ”
وَبَدَأَ خَلْقَ
الإِنسَانِ
مِنْ طِينٍ

ثُمَّ
سَوَّاهُ وَنَفَخَ
فِيهِ مِنْ
رُوحِهِ

(السجدة: 6و8).

 وهنا
نجد اتفاق على
أن خلق آدم تم
كالآتي:

 (1)
أن الله خلق
الإنسان من
طين ثم سواه.

 (2)
ثم نفخ فيه من
روحه.

 والمسيح
خلق الطير
بنفس الطريقة:

 (1)
خلق من الطين
كهيئة الطير.

 (2)
ثم نفخ فيه
فصار طيرا …
بإذن الله.

 

 وجاء
في كتاب الملل
والنحل
للشهرستاني
أن
الفضل
الحدثي وأحمد
بن خابط

قالاً، كما
نقل
الرواندي: ” أن للخلق
خالقين
. أحدهما قديم
وهو الباري
تعالى
والثاني محدث وهو
المس
يح عليه
السلام لقوله
إذ تخلق من
الطين
كهيئة الطير“.

 بل
وهناك آية
قرآنية حيرت
العلماء تقول
فَتَبَارَكَ
اللَّهُ
أَحْسَنُ
الْخَالِقِينَ

” (المؤمنون: 14).
وهذا القول
يشير إلى وجود
أكثر من خالق
وقد أجمع
المفسرون على
ثلاثة أراء
رئيسية هي
أنها تعني؛

(1)أن الله
احسن
المقدرين أو
المصورين أو
الصانعين.

(2)
كما قال
الطبري ” لأن عيسى
ابن مريم كان
يخلق
، فأخبر
جلّ ثناؤه عن
نفسه أنه يخلق
أحسن مما كان
يخلق”. وقال
القرطبي ”
وقال ابن
جُريج: إنما قال:
” أحسن
الخالقين ”
لأنه تعالى قد
أذن لعيسى
عليه السلام
أن يخلق؛

واضطرب بعضهم
في ذلك”. وقال
البغوي “

وقال ابن جريج:
إنما جمع
الخالقين
لأنّ عيسى كان
يخلق كما قال:
 أَنِّىۤ
أَخْلُقُ
لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ 
“(آل عمران: 49) فأخبر الله
عن نفسه بأنه
أحسن
الخالقين
. أي أن
الله يقارن ما
يخلقه هو بما
يخلقه المسيح.

(3) أن عمر
بن الخطاب و
عبد الله بن
سعد بن أبي
سرح
هما
اللذان قالا
هذه العبارة
عند سماعهما
لإحدى آيات
خلق الله
للإنسان فقال
نبي المسلمين
لكل منهما ”
أكتبها فقد
نزلت هكذا
وهذا هو الرأي
الأكثر سيادة
في التفسير.

قاله
الرازي:
عن ابن عباس (رض) أن
عبد الله بن
سعد بن أبي
سرح كان يكتب
هذه الآيات
لرسول الله
(صلعم) فلما انتهى
إلى قوله
تعالى:

خَلْقاً
ءَاخَرَ
عجب من ذلك
فقال: “ فَتَبَارَكَ
ٱللَّهُ
أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ

فقال رسول
الله
(صلعم): اكتب فهكذا
نزلت
فشك
عبد الله وقال
إن كان محمد
صادقاً فيما
يقول فإنه
يوحي إلي كما
يوحي إليه،
وإن كان كاذباً
فلا خير في
دينه فهرب إلى
مكة فقيل إنه
مات على
الكفر، وقيل
إنه أسلم يوم
الفتح، وروى
سعيد بن جبير
عن ابن عباس
قال لما نزلت
هذه الآية قال
عمر بن
الخطاب:

فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ
أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ

فقال
رسول الله
(صلعم) هكذا نزلت
يا عمر
وكان عمر
يقول: وافقني
ربي في أربع،
في الصلاة خلف
المقام، وفي
ضرب الحجاب
على النسوة،
وقولي لهن:
لتنتهن أو
ليبدلنه الله
خيراً منكن،
فنزل قوله
تعالى:
 عَسَىٰ
رَبُّهُ إِن
طَلَّقَكُنَّ
أَن
يُبْدِلَهُ أَزْوٰجاً
خَيْراً
مّنكُنَّ 
(التحريم: 5) والرابع
قلت:

فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ
أَحْسَنُ ٱلْخَٰلِقِينَ
فقال هكذا
نزلت. قال
العارفون هذه
الواقعة كانت
سبب السعادة
لعمر، وسبب
الشقاوة لعبد
الله
(2).

 ويبقى
الاعتراض
القائل أن
المسيح خلق
بأذن الله ” ف
يصير طيرا بأذن
الله
“،
وَإِذْ
تَخْلُقُ
مِنَ
الطِّينِ
كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي“.

ونؤكد أن
الإنجيل
أيضاً يقول
مثل ذلك، وأن
كان بمفهوم
يختلف عن
مفهوم
القرآن، حيث
يقول الرب
يسوع المسيح ”
وأما
أنا فلي شهادة
اعظم من
يوحنا. لان
الأعمال التي
أعطاني الآب
لأكمّلها هذه الأعمال
بعينها التي
أنا اعملها هي
تشهد لي أن
الآب قد
أرسلني
” (يو5:
36). ” الأعمال
التي أنا
اعملها باسم
أبي هي تشهد
لي
” (يو10: 25). “ لأنه كما أن
الآب له حياة في
ذاته كذلك
أعطى الابن
أيضا أن تكون
له حياة في
ذاته. وأعطاه
سلطانا أن
يدين أيضا
لأنه ابن
الإنسان
” (يو5:
26).

 وهنا
يؤكد الرب
يسوع المسيح
أن الأعمال
التي هو
يعملها، أي
الآيات
والمعجزات
والتعليم الذي
يعلمه وكل ما
كان له من
سلطان على
الأرض، هو ما
أعطاه له الآب:

 ” أنا
لا اقدر أن
افعل من نفسي
شيئا
. كما
اسمع أدين
ودينونتي
عادلة لأني لا
اطلب مشيئتي
بل مشيئة الآب
الذي أرسلني ”
(يو5: 30). ” ولست
افعل شيئا من
نفسي بل أتكلم
بهذا كما
علّمني أبي

(يو8: 28). ” لأني لم
أتكلم من نفسي
لكن الآب الذي
أرسلني هو
أعطاني وصية
ماذا أقول
وبماذا أتكلم

” (يو12: 49).

ولكن
الرب يسوع
المسيح لا
يتكلم وكأنه
مجرد بشر، بل
يتكلم من
منطلق
العلاقة بين
الآب والابن،
في الذات
الإلهية،
وبمفهوم
التجسد، تجسد
الابن
واتخاذه
البشرية
الكاملة، ومن
ثم يقول ” أني
أنا في الآب
والآب فيّ. الكلام
الذي أكلمكم
به لست أتكلم
به من نفسي

لكن الآب
الحال فيّ هو
يعمل الأعمال
.
صدقوني أني في
الآب والآب
فيّ. وإلا
فصدقوني لسبب
الأعمال
نفسها ” (يو14: 10و11).
فكما أن
أعماله وآياته
وبيناته تشهد
على تأييد
الله له وإرساليته
من قبل الله،
فهي تشهد
أيضاً وتؤكد
على وحدة الآب
والابن، وأن
الابن في
الآب، والآب
في الابن.

وهنا
لنا سؤال؛ هل
هناك فرق بين
خلقة الإنسان وخلقة
الطير؟
والإجابة هي؛
كلا، لأنه
كليهما عملية
خلق وإيجاد
حياة فيمن
ليست له حياة.
وإذا كان
المسيح مجرد
إنسان ونبي
فحسب فلماذا أعطاه
الله، هو
بالذات، أن
يقوم بعمل من
أعماله فتنسب
له صفة من
صفاته واسم من
أسمائه؟ فقد
أعطاه أن يخلق
مثلما خلق هو،
الله، وبنفس
الطريقة التي
خلق بها الله
الإنسان،
وأصبح من الطبيعي
أن ينسب له
أسم الخالق
وصفته حتى ولو
كان ذلك باسم
الله، أي يقال
عنه الخالق
بأذن الله.
والإجابة
دائما هي أن
الله يفعل ما يريد
وأن له حكّمة
في ذلك!! ولك
ننا
نقول أن الله
يفعل كل شيء
بحسب مشورته
الأزلية
وتدبيره
الإلهي وعلمه
السابق ولا
يفعل شيئاً
باطلا، فإذا
كان قد أعطى
المسيح،
وحده، عمل
الخلق وصفة
الخالق واسم
الخالق فهذا
يعني أن
المسيح له
امتياز خاص
يتميز به عن
كل من الملائكة
والبشر، بل
وكل ما في
الكون من
كائنات، سواء
كانت ترى أو
لا ترى!!

 يقول
الكتاب
المقدس “

وأعطاه اسما
فوق كل اسم،
لكي تجثو باسم
يسوع كل ركبة
ممن في السماء
ومن على الأرض
ومن تحت الأرض،
ويعترف كل
لسان أن يسوع
المسيح هو رب
لمجد الله
الآب
” (في9: 2-11).
كما يقال أن
المسيح خلق
بأذن الله،
والإنجيل
يقول أن الله خلق
به، بالمسيح،
وفيه وله
كل
شيء ” الله خالق
الجميع بيسوع
المسيح
” (أف9:
3)، ” كل شيء به
كان
” (يو2: 1)، ” الذي
به أيضا عمل
العالمين

(عب2: 1)، ” فانه فيه
خلق الكل
ما
في السموات
وما على الأرض
ما يرى وما لا
يرى سواء كان
عروشا أم
سيادات أم
رياسات أم
سلاطين. الكل
به وله قد خلق.
الذي هو قبل
كل شيء وفيه
يقوم الكل

(كو15: 117).

 

3 –
تميز المسيح
بكونه الطبيب
الأعظم:

 يقول
القرآن بلسان
المسيح
وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ
“،
كما يقول
بلسان الله
مخاطباً المسيح
وَتُبْرِئُ
الْأَكْمَهَ
وَالْأَبْرَصَ
بِإِذْنِي “
:

 قال
القرطبي ” الْأَكَمَة:
الَّذِي
يُولَد
أَعْمَى
;
عَنْ اِبْن
عَبَّاس.
وَكَذَا
قَالَ أَبُو
عُبَيْدَة
قَالَ: هُوَ
الَّذِي
يُولَد
أَعْمَى

وَالْبَرَص
مَعْرُوف
وَهُوَ
بَيَاض يَعْتَرِي
الْجِلْد …
وَخُصَّ
هَذَانِ
بِالذِّكْرِ
لِأَنَّهُمَا
عَيَاءَانِ
.
وَكَانَ
الْغَالِب
عَلَى زَمَن
عِيسَى عَلَيْهِ
السَّلَام
الطِّبّ
فَأَرَاهُمْ
اللَّه
الْمُعْجِزَة
مِنْ جِنْس
ذَلِكَ”.

وقال
الطبري ” وَأُبْرِئ
” وَأَشْفِي

, يُقَال
مِنْهُ:
أَبْرَأ
اللَّه
الْمَرِيض: إِذَا
شَفَاهُ
مِنْهُ ,
فَهُوَ
يُبْرِئهُ
إِبْرَاء , وَبَرَأَ
الْمَرِيض
فَهُوَ
يَبْرَأ
بُرْءًا

عَنْ اِبْن
عَبَّاس
قَالَ:
الْأَكْمَه:
الَّذِي
يُولَد
وَهُوَ
أَعْمَى.
وَقَالَ
آخَرُونَ:
بَلْ هُوَ
الْأَعْمَى … وَذَلِكَ
أَنَّ
الْكَمَه
وَالْبَرَص
لَا عِلَاج
لَهُمَا , فَيَقْدِر
عَلَى
إِبْرَائِهِ
ذُو طِبّ بِعِلَاجٍ
, فَكَانَ
ذَلِكَ مِنْ
أَدِلَّته
عَلَى صِدْق
قِيله
“.

 

 وقال
الطبري عن ”
وَهْب أَنَّهُ
رُبَّمَا
اِجْتَمَعَ
عَلَى عِيسَى
مِنْ
الْمَرْضَى فِي
الْجَمَاعَة
الْوَاحِدَة

خَمْسُونَ
أَلْفًا ,
مَنْ أَطَاقَ
مِنْهُمْ أَنْ
يَبْلُغهُ
بَلَغَهُ ,
وَمَنْ لَمْ
يُطِقْ مِنْهُمْ
ذَلِكَ
أَتَاهُ
عِيسَى
يَمْشِي إِلَيْهِ
, وَإِنَّمَا
كَانَ
يُدَاوِيهِمْ
بِالدُّعَاءِ
إِلَى اللَّه
“.

 وقال
الجلال
ان ”
وَأُبْرِئ ”
أُشْفِي ”
الْأَكْمَه ”
الَّذِي
وُلِدَ
أَعْمَى
“وَالْأَبْرَص”
وَخُصَّا
بِالذِّكْرِ
لِأَنَّهُمَا
دَاءَا
إعْيَاء
وَكَانَ بَعْثه
فِي زَمَن
الطِّبّ فَأَبْرَأ
فِي يَوْم
خَمْسِينَ
أَلْفًا بِالدُّعَاءِ
بِشَرْطِ
الْإِيمَان
“.

 وقال
ابن كثير ”
وَأُبْرِئُ
الْأَكْمَه ”
قِيلَ … هُوَ
الَّذِي
يُولَد
أَعْمَى
وَهُوَ أَشْبَه
لِأَنَّهُ
أَبْلَغ فِي
الْمُعْجِزَة
وَأَقْوَى
فِي
التَّحَدِّي
” وَالْأَبْرَص”
مَعْرُوف
“.

 وقال
الرازي “ ذهب
أكثر أهل
اللغة إلى أن
الأكمه هو
الذي ولد أعمى
،
وقال الخليل
وغيره هو الذي
عمي بعد أن
كان بصيراً،
وعن مجاهد هو
الذي لا يبصر
بالليل … وروي
أنه (ص) ربما
اجتمع عليه
خمسون ألفاً من
المرضى من
أطاق منهم
أتاه، ومن لم
يطق أتاه عيسى
عليه السلام
“.

 وقد
أكد معظم
المفسر
ين أنه كان في
إمكان المسيح
أن يشفي أي
عددٍ أو كمٍ
من المرضى
مهما كان
عددهم، وأن
يفتح أعين أي
عددٍ أو كمٍ
من العميان
ويطهر أي عددٍ
أو كمٍ من
البرص!! أي
أنهم يتركون
الأمر مفتوح
اً على
الإطلاق،
فيمكن للمسيح
أن يفتح أعين
عميان بلا حصر
أو عدد، ويطهر
برص من برصهم
بلا عدد ولا
حصر!! قال
البيضاوي
والثعالبي
والجلالان
والرازي
وغيرهم من
المفسرين ”
روي أنه عليه السلام
ربما اجتمع
عليه خمسون
ألفاً من المرضى
من أطاق منهم
أتاه ومن لم
يطق أتاه
عيسى، وما
كانت مدواته
إلا بالدعاء
“.

وقد
أكد الإنجيل
على ذلك فقال
أنه صنع
معجزات وآيات
وقوات بلا حصر
أو عدد. وهذا
ما لم يحدث مع
أي مخلوق أو
نبي غير
المسيح وحده.
وعلى الرغم من
أن بعض
الأنبياء
استطاعوا
بقوة الله أن
يشفوا أحد
المرضى أو بعض
المرضى من أحد
الأمراض أو بعض
الأمراض فقد
كان المسيح
يشفي كل
المرضى من جميع
الأمراض مهما
كانت، فهو
الطبيب
الشافي الأعظم
الذي شفي جميع
المرضي الذين
قدُموا إليه
من جميع
الأمراض. يقول
الكتاب أنه
عندما أرسل
يوحنا
المعمدان
اثنين من
تلاميذه يسألان
الرب يسوع
المسيح أن كان
هو المسيح
الآتي ” فأجاب
يسوع وقال
لهما اذهبا
واخبرا يوحنا
بما رأيتما
وسمعتما. أن العمي
يبصرون
والعرج يمشون
والبرص
يطهرون والصم
يسمعون
والموتى
يقومون
والمساكين
يبشرون
” (لو22: 7).
فقد شفى جميع
المرضى الذين
قُدموا إليه
من جميع الأمراض
مهما كانت
أنواع
أمراضهم
ومهما كان
عددهم.

(1)
شفاء مرضى
بالحمى؛

وشفى أبن خادم
الملك الذي
كان مريضا
بالحمى وطلب
من الرب يسوع
المسيح أن
يذهب إلى بيته
ليشفيه، فقال
له ” أذهب.
أبنك حي

فشفي أبنه في
تلك اللحظة
(يو46: 4-54). كما شفى
حماة بطرس
أيضا ” وكانت حماة
سمعان قد
أخذتها حمّى
شديدة
.
فسألوه من
اجلها. فوقف
فوقها وانتهر
الحمّى
فتركتها وفي
الحال قامت
وصارت تخدمهم

“(لو38: 4، 39).

(2)
شفاء مقعدين
ومفلوجين؛
فقد شفى مريض
بركة بيت حسدا
الذي أقعده
المرض في
الفراش مدة
ثمانٍ
وثلاثين سنة
عندما قال له ”
قُم. أحمل سريرك
وأمش. فحالاً
بريء الإنسان
وحمل سريره ومشى

” (يو1: 5-9). وشفى
مفلوج
اً
من مرض الفالج
عندما أمره
قائلا ” قم
احمل فراشك
واذهب إلى
بيتك. فقام
ومضى إلى بيته

” (مت6: 9، 7). وشفى
عبد قائد
المئة من
الفالج، وكان قائد
المئة هذا
يؤمن أن
المسيح
يستطيع أن يشفي
عبده بكلمة
دون أن يذهب
إليه

يا سيد لست
مستحقا أن
تدخل تحت
سقفي. لكن قل
كلمة فقط
فيبرأ غلامي
” فشفي غلامه
في تلك الساعة
(مت5: 8-13). وشفى
رجلاً يد
ه يابسة فقال
له ” مدّ يدك.
فمدها. فعادت
صحيحة
كالأخرى
” (مت13:
12).

(3)
أخراج
الشياطين
والأرواح
النجسة؛

كان يخرج الشياطين
بكلمة الأمر
منه وكانت
الشياطين عندما
تراه نصرخ
مرتاعة
ومرتعبة
وتتوسل إليه أن
لا يرسلها إلى
الجحيم قبل
الموعد، يقول
الكتاب ” وكان
في المجمع رجل
به روح شيطان
نجس فصرخ بصوت
عظيم. قائلا آه
ما لنا ولك يا
يسوع الناصري.
أتيت لتهلكنا.
أنا أعرفك من
أنت قدوس
الله. فانتهره
يسوع قائلا
اخرس واخرج
منه فصرعه
الشيطان في
الوسط وخرج
منه ولم يضره
شيئا
. فوقعت
دهشة على
الجميع
وكانوا
يخاطبون بعضهم
بعضا قائلين
ما هذه
الكلمة. لأنه
بسلطان وقوة
يأمر الارواح

النجسة
فتخرج
” (لو33: 4-36).
وأخرج
الشيطان من
أخرس مجنون ”
وفيما هما
خارجان إذا
إنسان اخرس
مجنون قدموه
إليه. فلما
اخرج الشيطان
تكلم الأخرس.
فتعجب الجموع
قائلين لم
يظهر قط مثل
هذا في
إسرائيل

(مت32: 9-35). وأخرج
عدد
اً
كبير
اً
من الشياطين
من محنون كورة
الجدريين ”
ولما خرج إلى
الأرض
استقبله رجل
من المدينة
كان فيه شياطين
منذ زمان طويل
وكان لا يلبس
ثوبا ولا يقيم
في بيت بل في
القبور. فلما
رأى يسوع صرخ
وخرّ له وقال
بصوت عظيم ما لي
ولك يا يسوع
ابن الله
العلي. اطلب
منك أن لا تعذبني.
لأنه أمر
الروح النجس
أن يخرج من
الإنسان

فسأله يسوع
قائلا ما
اسمك. فقال لجئون.
لان شياطين
كثيرة دخلت
فيه
. وطلب
إليه أن لا
يأمرهم
بالذهاب إلى
الهاوية

فخرجت
الشياطين من
الإنسان
ودخلت في
الخنازير ”
(لو27: 8-32). وشفى
ابنة امرأة
فينيقية
سورية من الجنون
(مر24: 7-30). وشفى
امرأة بها روح
ضعف ” وإذا امرأة
كان بها روح
ضعف ثماني
عشرة سنة
وكانت منحنية
ولم تقدر أن
تنتصب البتة.
فلما رآها
يسوع دعاها
وقال لها يا
امرأة انك
محلولة من
ضعفك. ووضع
عليها يديه
ففي الحال
استقامت

ومجدت الله”.
(لو11: 13-13). وشفى
غلاماً به روح
شيطان كان
الشيطان
يصرعه ويمزقه
فأنتهره
يسوع فخرج منه
الشيطان
” (مت17:
17، 18).

(4)
كما شفى البرص
وطهرهم

من برصهم
ويذكر لنا
الكتاب
الأبرص الذي ”
جاء وسجد له
قائلا يا سيد
إن أردت تقدر
أن تطهرني. فمدّ
يسوع يده
ولمسه قائلا
أريد فاطهر.
وللوقت طهر
برصه
” (مت2: 8، 3)،
كما يذكر شفاء
عشرة برص
آخرين ” وفيما هو
داخل إلى قرية
استقبله عشرة
رجال برص فوقفوا
من بعيد.
ورفعوا صوتا
قائلين يا
يسوع يا معلّم
ارحمنا. فنظر
وقال لهم
اذهبوا وأروا
أنفسكم
للكهنة. وفيما
هم منطلقون
طهروا
” (لو12: 17-14).

(5)
وفتح أعين
العميان
؛
بمجرد لمس
أعينهم، كما
حدث مع أعميين
” حينئذ لمس
أعينهما

قائلا بحسب
إيمانكما
ليكن لكما. فانفتحت
أعينهما
” (مت27:
9-31)، وشفى أعمى
في بيت صيدا
(مر2: 8-26)، وشفى
مولود أعمى
بعد أن خلق له
عينين من طين ”
تفل على
الأرض وصنع من
التفل طينا
وطلى بالطين
عيني الأعمى
.
وقال له أذهب
أغتسل في بركة
سلوام … فمضى
وأغتسل وأتى
بصيراً
” (يو6:
9،7)، وهنا خلق
له عينين من
طين كما خُلق
آدم من تراب
الأرض!! وشفي
بارتيماوس الأعمى
وأعمى آخر كان
معه وكانا
يصرخان لكي
يشفيهما بلمس
أعينهما،
يقول الكتاب ” فتحنن
يسوع ولمس
أعينهما
فللوقت أبصرت
أعينهما
فتبعاه
” (مت29:
20-34؛مر46: 10-52؛لو35: 18-43).

(6)
وشفى أمراض
كثيرة أخرى
؛ مثل شفاء
المرأة النازفة
الدم ” منذ
اثنتي عشرة
سنة وقد أنفقت
كل معيشتها
للأطباء ولم
تقدر أن تشفى
من أحد. جاءت
من ورائه ولمست
هدب ثوبه
لأنها
قالت في نفسها
إن مسست ثوبه
فقط شفيت ” (مت21: 9). ففي
الحال وقف نزف
دمها
. فقال
يسوع من الذي
لمسني
… قد
لمسني واحد لأني
علمت أن قوة
قد خرجت مني

(لو43: 8-48). وشفى أصم
اعقد بأن ” وضع
أصابعه في
أذنيه وتفل
ولمس لسانه.
ورفع نظره نحو
السماء وقال
له إفثأ. أي
أنفتح. وللوقت
انفتحت أذناه وأنحل
رباط لسانه
وتكلم
مستقيما
” (مر33:
7-35). وشفى مريضاً
بالاستسقاء ”
فامسكه وأبرأه
وأطلقه ” (لو1: 14-4).

هذه
مجرد نماذج
لما صنعه الرب
يسوع المسيح
من كم كبير لا
يمكن حصره لم
يدون في
الإنجيل تفصيلاً
وأن كان يذكر
بصورة
إجمالية،
يقول القديس
يوحنا بالروح
وآيات أخر
كثيرة صنع
يسوع قدام
تلاميذه لم تكتب
في هذا الكتاب

” (30: 20، 31)، ” وأشياء
أخر كثيرة
صنعها يسوع

أن كتبت واحدة
واحدة فلست
أظن أن العالم
نفسه يسع
الكتب
المكتوبة ”
(يو25: 21). فقد شفى
جميع المرضى
الذين قدموهم
إليه من جميع
أنواع
الأمراض مهما
كان عددهم
ومهما كانت
أنواع هذه
الأمراض؛ ”
فأرسلوا إلى جميع
تلك الكورة
المحيطة
واحضروا إليه جميع
المرضى
. وطلبوا
إليه أن
يلمسوا هدب
ثوبه فقط.
فجميع الذين
لمسوه نالوا
الشفاء
” (مت36: 14).
” ولما صار
المساء إذ
غربت الشمس
قدموا إليه
جميع السقماء
والمجانين.
وكانت المدينة
كلها مجتمعة
على الباب. فشفى
كثيرين كانوا
مرضى بأمراض
مختلفة واخرج
شياطين كثيرة

” (مر32: 1-34). ” فجاء إليه
جموع كثيرة
معهم عرج وعمي
وخرس وشل
وآخرون
كثيرون.
وطرحوهم عند
قدمي يسوع.
فشفاهم
” (مت30: 15).
” ولما صار
المساء قدموا
إليه مجانين
كثيرين.
فأخرج
الأرواح
بكلمة وجميع
المرضى شفاهم

” (مت16: 8). ” فذاع
خبره في جميع
سورية.
فاحضروا إليه
جميع السقماء
المصابين بأمراض
وأوجاع
مختلفة
والمجانين
والمصروعين
والمفلوجين
فشفاهم
” (مت24: 4).
وتبعته
جموع كثيرة
فشفاهم جميعا

” (مت25: 12). ” فجاء
إليه جموع
كثيرة معهم عرج
وعمي وخرس وشل
وآخرون
كثيرون.
وطرحوهم عند
قدمي يسوع.
فشفاهم
” (مت15: 30).
” فتقدم إليه عمي
وعرج في
الهيكل فشفاهم

” (مت14: 21). ” لأنه
كان قد شفى
كثيرين حتى
وقع عليه
ليلمسه كل من
فيه داء
” (مر10: 3).
” وفي تلك الساعة
شفى كثيرين من
أمراض وأدواء
وأرواح شريرة
ووهب البصر
لعميان
كثيرين
” (لو21: 7).

وكان
المسيح يشفي
جميع المرضى
بقوته هو الصادرة
من ذاته
الخارجة منه،
يقول الكتاب ”
وكل الجمع
طلبوا أن يلمسوه
لأن قوة كانت
تخرج منه
وتشفي الجميع

” (لو19: 6)، ”
وطلبوا إليه أن
يلمسوا هدب
ثوبه فقط.
فجميع الذين
لمسوه نالوا
الشفاء
” (مت36:
14)، ” وحيثما
دخل إلى قرى
أو مدن أو
ضياع وضعوا
المرضى في
الأسواق وطلبوا
إليه أن
يلمسوا ولو هدب
ثوبه. وكل من
لمسه شفي

(مر56: 6)،، ”
وطلبوا إليه أن
يلمسوا هدب
ثوبه فقط.
فجميع الذين
لمسوه نالوا
الشفاء
” (مت36: 14).
ولذا فقد كان
هو ذاته،
بطبيعته، غير
قابل للمرض
لأن قوة
الحياة وقوة
الشفاء كانت
كامنة فيه ولم
يكتسبها من
غيره مثل بقية
الأنبياء ”
فيه كانت
الحياة ” (يو4: 1).
أما كل
الأنبياء فقد
كانوا، جميعهم،
معرضين
للأمراض وفي
حاجة للمسيح
ليشفيهم. وهذا
هو الفرق بين
المسيح وبين
جميع الأنبياء
فهو الطبيب
الأعظم لكل
البشرية.

 وقال
الكاتب
الإسلامي
الراحل
الأستاذ خالد
محمد خالد ” لقد
كانت القوة
الخارقة التي
يرد بها
المسيح
العافية إلى
المزمنين،
والتي يدرأ
بها الموت عن
الحياة
المتعلقة
بآخر خيوطها.. كانت
قوة نابعة من
ذاته0

 لكن
ذاته لم تكن
مثل ذواتنا..
بل كانت مؤهلة
لعظائم
الأمور،
معبأة بطاقات
فريدة هائلة
“.
ثم يتكلم عن
شفاء المرأة
نازفة الدم
والتي شفاها
المسيح فيقول
” وفي إيمان
واثق عميق
لمست هدب
ثوبه. وتوقف
المسيح عن
المسير فجأة
وقال: – من الذي
لمسني ..؟”… ”
لقد أحسست بقوة
تخرج مني
“..!!

قوة
تخرج منه
..؟!
أي تفسير عجيب
للمعجزة..؟!


أجل فلم تكن
لمسة عابرة
مسترخية
مستريبة، تلك
التي
نَبََّهت
المسيح إلى جزء
من طاقته

يغادرها
وينفصل عنها
“.

وقال الإمام
الغزالي في
كتاب المحبة
والشوق والأنس
والرضا وهو
الكتاب
السادس من ربع
المنجيات من
كتاب إحياء
علوم الدين ”
ويروى أن عيسى
عليه السلام
مر برجل أعمى
أبرص مقعد
مضروب
الجنبين
بفالج وقد
تناثر لحمه من
الجذام
وهو
يقول الحمد لله
الذي عافاني
مما ابتلى به
كثيرا من خلقه
فقال له عيسى
يا هذا أي شيء
من البلاء
أراه مصروفا
عنك فقال يا
روح الله
أنا
خير ممن لم
يجعل الله في
قلبه ما جعل
في قلبي من
معرفته فقال
له صدقت هات
يدك فناوله
يده
فإذا هو
أحسن الناس
وجها وأفضلهم
هيئة وقد أذهب
الله عنه ما
كان به
“.

 

4 –
تميز المسيح
بكونه محيّ
الموتى:

 وتقول
الآية
القرآنية أن
المسيح قال
وَأُحْيِي
الْمَوْتَى
بِإِذْنِ
اللَّه “ِ
(آل
عمران: 49)، وأن
الله قال ” وَإِذْ
تُخْرِجُ
الْمَوْتَى
بِإِذْنِي “

(المائدة: 110).

 قال
القرطبي ”
أَحْيَا
أَرْبَع
أَنْفُس: الْعَاذِر:
وَكَانَ
صَدِيقًا
لَهُ, وَابْن
الْعَجُوز
وَابْنَة
الْعَاشِر
وَسَام بْن
نُوح
;
فَاَللَّه
أَعْلَم. فَأَمَّا
الْعَاذِر
فَإِنَّهُ
كَانَ قَدْ تُوُفِّيَ
قَبْل ذَلِكَ
بِأَيَّامٍ
فَدَعَا
اللَّه
فَقَامَ
بِإِذْنِ
اللَّه

وَوَدَكه
يَقْطُر
فَعَاشَ
وَوُلِدَ
لَهُ, وَأَمَّا
اِبْن
الْعَجُوز
فَإِنَّهُ
مَرَّ بِهِ
يُحْمَل
عَلَى
سَرِيره
فَدَعَا اللَّه
فَقَامَ
وَلَبِسَ
ثِيَابه
وَحَمَلَ السَّرِير
عَلَى عُنُقه
وَرَجَعَ
إِلَى أَهْله.
وَأَمَّا
بِنْت
الْعَاشِر
فَكَانَ
أَتَى عَلَيْهَا
لَيْلَة
فَدَعَا
اللَّه
فَعَاشَتْ
بَعْد ذَلِكَ
وَوُلِدَ
لَهَا;

فَلَمَّا
رَأَوْا
ذَلِكَ
قَالُوا:
إِنَّك تُحْيِي
مَنْ كَانَ
مَوْته
قَرِيبًا
فَلَعَلَّهُمْ
لَمْ
يَمُوتُوا
فَأَصَابَتْهُمْ
سَكْتَة فَأَحْيِي
لَنَا سَام
بْن نُوح.
فَقَالَ لَهُمْ:
دُلُّونِي
عَلَى قَبْره,
فَخَرَجَ
وَخَرَجَ
الْقَوْم
مَعَهُ, حَتَّى
اِنْتَهَى
إِلَى قَبْره
فَدَعَا اللَّه
فَخَرَجَ
مِنْ قَبْره

وَقَدْ شَابَ
رَأْسه”.

 وقال
ابن كثير ”
وَأَمَّا
عِيسَى
عَلَيْهِ
السَّلَام
فَبُعِثَ فِي
زَمَن
الْأَطِبَّاء
وَأَصْحَاب عِلْم
الطَّبِيعَة
فَجَاءَهُمْ
مِنْ الْآيَات
بِمَا لَا
سَبِيل
لِأَحَدٍ
إِلَيْهِ
إِلَّا أَنْ
يَكُون
مُؤَيَّدًا
مِنْ الَّذِي
شَرَّعَ
الشَّرِيعَة فَمِنْ
أَيْنَ
لِلطَّبِيبِ
قُدْرَة
عَلَى إِحْيَاء
الْجَمَاد
أَوْ عَلَى
مُدَاوَاة الْأَكْمَه
وَالْأَبْرَص
وَبَعْث مَنْ
هُوَ فِي
قَبْره
رَهِين إِلَى
يَوْم
التَّنَاد”.

 وقال
الجلالان ”
فَأَحْيَا
عَازِر
صَدِيقًا
لَهُ وَابْن
الْعَجُوز وَابْنَة
الْعَاشِر
فَعَاشُوا
وَوُلِدَ لَهُمْ
وَسَام بْن
نُوح وَمَاتَ
فِي الْحَال
“.

 وقال
الأستاذ أحمد
بهجت ” وكانت
لديه (المسيح)
قدرة خارقة
على المعجزات،
وبلغت قدرته
حد إحياء
الموتى بأذن
الله، كما
بلغت قدرته حد
النفخ في طين
صنع كهيئة
الطير فإذا هو
يطير بأذن الله

(3).

 ويضيف
” مضى عيسى في
دعوته..
مؤيداً
بمعجزات الله
له. صنع لقومه
من الطين
كهيئة الطير
فنفخ فيه فصار
طيراً بإذن
الله.. كان طرف
ثوبه البسيط
التواضع إذا
مس مريضاً شفي
هذا المريض.
وكان عيسى إذا
وضع يديه فوق
أعمى أو أبرص
شفي على
الفور.
وكان
عيسى مؤيداً
بمعجزة
هائلة.. هي
القدرة على
دعوة الموتى
من قبورهم

فإذ هم يخرجون
أحياء بإذن
الله
.

 ويجمع
المفسرون أن
عيسى أحيا
أربع أنفس:
ألعازر، وكان
صديقاً له.
وأبناً
لعجوز..
وبنتاً كانت
وحيدة أمها..
وهم ثلاثة
ماتوا في
أيامه.. فلما
رأى اليهود ذلك
قالوا له: إنك
تحيي من كان
موتهم قريباً
فلعلهم لم
يموتوا بل
أصابتهم
سكتة، وطلبوا
منه أن يبعث
من الموت سام
بن نوح.

 يقول
المفسرون أنه
سألهم أن
يدلوه على قبر
سام بن نوح..
فخرج القوم
وهو معهم حتى
انتهوا إلى قبره،
فدعا الله أن
يحييه. فخرج
سام بن نوح من
قبره وقد شاب
رأسه
(4).

 ونلاحظ
هنا أن
الآيتين
تستخدمان
كلمة ” الموتى
” على
الإطلاق، أي
أنه يستطيع أن
يقيم أي عدد من
الموتى مهما
كان، سواء
كانوا ماتوا
تواً أو منذ
ساعات أو منذ
أيام أو حتى
منذ آلاف
السنين، كما
قالوا، كما
بينا أعلاه،
أنه أقام سام
بن نوح الذي
مات قبل
الميلاد
بآلاف السنين
(5).

 وكان
إيليا النبي
قد أحيا ابن
أرملة صرفة صيدا،
يقول الكتاب ” فتمدد
(إيليا) على
الولد ثلاث
مرات وصرخ إلى
الرب وقال يا
رب الهي لترجع
نفس هذا الولد
إلى جو
فه ”
(1مل21: 17)، وأحيا
اليشع النبي
ابن المرأة
الشونمية من
الموت بنفس
الطريقة
تقريبا (2مل12).
ويذكر الكتاب
أن الرب يسوع
المسيح أقام
ثلاثة من الموت؛
ابنة يايرس
وهو رئيس مجمع
لليهود بعد وفاتها
بوقت قليل،
وابن وحيد
لأرملة من قرية
تدعى نايين
وهو في طريق
ه إلى المقابر
ليدفن،
ولعازر بعد
موته ودفنه بأربعة
أيام. وفي كل
هذه
المرات
كان يحيهم
بكلمة الأمر
منه؛ ففي حالة
ابنة يايرس
التي كانت قد
ماتت منذ وقت
قليل يقول
الكتاب أنه
قال للباكين ”
لا تبكوا. لم
تمت لكنها
نائمة
… وامسك
بيدها ونادى
قائلا يا
صبية قومي
فرجعت روحها
وقامت في
الحال
. فأمر
أن تعطى لتأكل
” (لو52: 8- 55). وفي
حالة الشاب
ابن الأرملة
الذي كان
محمولا وفي
طريقه إلى
القبر يقول
الكتاب أنه
لما رأى أمه
تبكي تحنن
عليها ” فلما
رآها الرب
تحنن عليها
وقال لها لا
تبكي. ثم تقدم
ولمس النعش فوقف
الحاملون.
فقال أيها
الشاب لك أقول
قم
” (لو14: 7). وفي
حالة لعازر
يقول الكتاب ”
وكان إنسان
مريضا وهو
لعارز من بيت
عنيا من قرية
مريم ومرثا
أختها …
فأرسلت
الأختان إليه
قائلتين يا
سيد هوذا الذي
تحبه مريض. فلما
سمع يسوع قال
هذا المرض ليس
للموت بل لأجل
مجد الله
ليتمجد ابن
الله به
“، ثم
” مكث حينئذ في
الموضع الذي
كان فيه يومين
“، وبعد ذلك
قال لتلاميذه
” لعازر
حبيبنا قد
نام. لكني
اذهب لأوقظه
.
فقال تلاميذه
يا سيد أن كان
قد نام فهو
يشفى. وكان
يسوع يقول عن
موته. وهم
ظنوا انه يقول
عن رقاد النوم
.
فقال لهم يسوع
حينئذ علانية لعازر
مات
… فلما
أتى يسوع وجد
انه قد صار له
أربعة أيام في
القبر
… فقالت
مرثا ليسوع يا
سيد لو كنت
ههنا لم يمت أخي
… قال لها يسوع سيقوم
أخوك
“، ثم
أضاف ” أنا هو
القيامة
والحياة. من
آمن بي ولو
مات فسيحيا.
وكل من كان
حيّا وآمن بي
فلن يموت إلى الأبد
.
أتؤمنين بهذا.
قالت له نعم
يا سيد. أنا قد
آمنت انك أنت
المسيح ابن
الله الآتي
إلى العالم

“، وعند القبر
” قال يسوع
ارفعوا الحجر.
قالت له مرثا
أخت الميت يا
سيد قد انتن
لان له أربعة
أيام. قال لها
يسوع ألم اقل
لك أن آمنت
ترين مجد الله
.
فرفعوا الحجر
حيث كان الميت
موضوعا “،
وبعد مناجاة
مع الآب ” صرخ (يسوع)
بصوت عظيم
لعازر هلم
خارجا. فخرج
الميت
ويداه
ورجلاه
مربوطات
باقمطة ووجهه
ملفوف بمنديل.
فقال لهم يسوع
حلّوه ودعوه
يذهب ” (يو11).

وفي
هذه الحالات
الثلاث نرى أن
الرب يسوع المسيح
كان يعلم
مسبقا ما
سيحدث فلم يكن
ذهابه إلى
مكان ما مجرد
مصادفة وإنما
بناء على
ترتيب إلهي
وعلمه
السابق،
ويتضح ذلك
جلياً في
إقامة لعازر
الذي تعمد أن
يتركه وهو
مريض لكي يموت
وتركه في
القبر مدة
أربعة أيام
لكي تظهر
مقدرته على
إقامة
الأموات ولكي
يظهر مجده كالمسيح
ابن الله الحي
وأنه كما قال
عن نفسه “ أنا
هو القيامة
والحياة. من
آمن بي ولو
مات فسيحيا.
وكل من كان
حيّا وآمن بي
فلن يموت إلى
الأبد
“. كما
أنه أقامهم
جميعهم من
الموت وعادت
أرواحهم
إليهم بكلمة
الأمر منه!
فقد كان الموت
بالنسبة له
مجرد نوم
سرعان ما
سيوقظهم منه،
وأن استعادته
للأرواح من
العالم الآخر
وعودتها إلى
أجسادها
بالنسبة له
كمجرد
الاستيقاظ من
النوم. كما
كان يفعل ذلك
بسبب فيض حبه
وحنانه. وكان
يلمس الميت أو
النعش وهذا
بالنسبة
لليهود
نجاسة، ولكنه
هو القدوس البار
الذي لا يمكن
أن يتنجس من
شيء. لأن
لمسته المحيية
لا يمكن أن
تنجسه وهو
واهب الحياة
الذي لا
يستطيع الموت
أن يقف أمامه.

 

4 –
تميز المسيح
بكونه علام
الغيوب:

 هناك
إجماع على أن
الله وحده هو
علام الغيوب،
هو وحده يعلم
الخفيات
والظاهرات،
وهو غير المحدود
في العلم
والمعرفة،
كلي العلم
والمعرفة.
ولكن الكتب
تقول أن
المسيح،
أيضا، علام الغيوب،
ويقول القرآن
أنه قال
للجموع أنه
يقدر أن
ينبئهم بما
يأكلون وما
يدخرون في
بيوتهم “
وَأُنَبِّئُكُمْ
بِمَا
تَأْكُلُونَ
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
فِي
بُيُوتِكُمْ
إِنَّ
فِي ذَلِكَ
لَآيَةً
لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ
” (آل عمران: 49.

 قال القرطبي ” أَيْ
بِاَلَّذِي
تَأْكُلُونَهُ
وَمَا
تَدَّخِرُونَ.
وَذَلِكَ
أَنَّهُمْ
لَمَّا
أَحْيَا
لَهُمْ
الْمَوْتَى
طَلَبُوا
مِنْهُ آيَة
أُخْرَى
وَقَالُوا:
أَخْبِرْنَا
بِمَا
نَأْكُل فِي
بُيُوتنَا
وَمَا
نَدَّخِر
لِلْغَدِ;
فَأَخْبَرَهُمْ
فَقَالَ: يَا
فُلَان
أَنْتَ أَكَلْت
كَذَا
وَكَذَا , وَأَنْتَ
أَكَلْت
كَذَا
وَكَذَا
وَادَّخَرْت كَذَا
وَكَذَا

وَقَالَ
سَعِيد بْن
جُبَيْر
وَغَيْره: كَانَ
يُخْبِر
الصِّبْيَان
فِي
الْكُتَّاب
بِمَا
يَدَّخِرُونَ
حَتَّى
مَنَعَهُمْ آبَاؤُهُمْ
مِنْ
الْجُلُوس
مَعَهُ
.
قَتَادَة:
أَخْبَرَهُمْ
بِمَا
أَكَلُوهُ مِنْ
الْمَائِدَة
وَمَا
اِدَّخَرُوهُ
مِنْهَا
خُفْيَة”.

 ويقول
الطبري ”
وَأُنَبِّئكُمْ
بِمَا تَأْكُلُونَ
فَإِنَّهُ
يَعْنِي:
وَأُخْبِركُمْ
بِمَا تَأْكُلُونَهُ
مِمَّا لَمْ
أُعَايِنهُ
وَأُشَاهِدهُ
مَعَكُمْ فِي
وَقْت
أَكْلِكُمُ. ”
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
” يَعْنِي
بِذَلِكَ: وَمَا
تَرْفَعُونَهُ
فَتُخَبِّئُونَهُ
وَلَا
تَأْكُلُونَهُ
,
يُعْلِمهُمْ
أَنَّ مِنْ
حُجَّته
أَيْضًا عَلَى
نُبُوَّته “(6).

 وقال
ابن كثير

وَأُنَبِّئكُمْ
بِمَا
تَأْكُلُونَ
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
فِي
بُيُوتكُمْ ” أَيْ
أُخْبِركُمْ
بِمَا أَكَلَ
أَحَدكُمْ
الْآن وَمَا
هُوَ مُدَّخَر
لَهُ فِي
بَيْته
لِغَدٍ
“.

 وقال
الجلالان ”
وَأُنَبِّئكُمْ
بِمَا
تَأْكُلُونَ
وَمَا تَدَّخِرُونَ”
تُخَبِّئُونَ
” فِي بُيُوتكُمْ”
مِمَّا لَمْ
أُعَايِنهُ
فَكَانَ
يُخْبِر الشَّخْص
بِمَا أَكَلَ
وَبِمَا
يَأْكُل بَعْد
“.

 والكتاب
المقدس يقول
أنه، المسيح،
يعلم كل شيء
ولا يخفى عليه
شيء ويقول عنه
عيناه
كلهيب نار

(رؤ14: 1؛18: 2؛12: 19)،
وانه هو
الفاحص الكلى
والقلوب ”
(رؤ23:
2). وأن علمه
للغيب لم يكن
جزئيا لبعض
الأحداث أو
لأحد
المواقف، أي
يعلم بعض
الأمور ولا يعلم
البعض الآخر،
بل كان علمه
علما كليا
بصورة مطلقة،
يعلم كل شيء
ولا يخفى عليه
شيء. يعلم
الماضي والحاضر
والمستقبل،
ما كان في
الماضي وإلى
الأزل وما هو
كائن في
الحاضر وما
سيكون في
المستقبل
وإلى الأبد.
يعلم كل ما
يدور في
الخفيات وما يدور
في الصدور وكل
ما يدور في كل
مكان وزمان في
الكون.

 يقول
الكتاب عن
معرفته
المطلقة
بالإنسان ” فعلم
يسوع أفكارهم
” (مت4: 9؛مت25: 12)، ” فعلم
يسوع خبثهم ”
(مت18: 22)، ” لأنه كان
يعرف الجميع

” (يو24: 2)، ” لأنه
لم يكن محتاجا
أن يشهد أحد
عن الإنسان
لأنه علم ما
كان في
الإنسان
” (يو25:
2). كما كشف ما
سيحدث في
المستقبل
لتلاميذه ” ها
أنا قد سبقت
وأخبرتكم

(مت25: 24)، ” أقول
لكم الآن قبل
أن يكون
حتى
متى كان
تؤمنون أنى
أنا هو ” (يو19: 13)،
” وقلت لكم
الآن قبل أن
يكون حتى متى
كان
تؤمنون ”
(يو29: 14). ووصف لهم
كل ما سيحدث
لهم بعد صعوده
وما سيحدث
للكنيسة حتى
وقت مجيئه
الثاني في مجد
” سيخرجونكم
من المجامع بل
تأتى ساعة
فيها يظن كل
من يقتلكم انه
يقدم خدمة
لله،
وسيفعلون هذا
بكم لأنهم لم يعرفوا
الآب ولا
عرفوني، لكني
قد كلمتكم
بهذا حتى إذا
جاءت الساعة
تذكرون أني أنا
قلته لكم
ولم
اقل لكم من
البداية لأني
كنت معكم ” (يو2:
164).

وعندما
قابل تلميذه
نثنائيل أكد
له أنه رآه وهو
تحت التينة
قبل أن يأتي
إليه ” قال له
نثنائيل من
أين تعرفني
أجاب يسوع
وقال له قبل
أن دعاك فيلبس
وأنت تحت
التينة
رايتك، أجاب
نثنائيل وقال
له يا معلم
أنت ابن الله ”
(يو48: 1،49)، وكشف أسرار
المرأة السامرية
” قال لها يسوع
اذهبي وادعي
زوجك وتعالي
إلى ههنا،
أجابت المرأة
وقالت ليس لي
زوج قال لها
يسوع حسنا قلت
ليس لي زوج،
لأنه كان لك
خمسة أزواج
والذي لك الآن
ليس هو زوجك
هذا قلت
بالصدق، قالت
له المرأة يا
سيد أرى انك
نبي
” وأسرعت
هي لتقول
للناس ” هلموا
انظروا إنسانا
قال لي كل ما
فعلت
العل
هذا هو المسيح
” (يو16: 419،29)، وكان
يعلم من سيؤمن
به ومن لا
يؤمن؛ ” لان
يسوع من البدء
علم من هم
الذين لا
يؤمنون ومن هو
الذي يسلمه

(يو46: 6). وكان
يعلم من هو
الذي يسلمه ”
لأنه عرف
مسلمه
” (يو11: 13).
وعند دخوله
أورشليم ”
أرسل اثنين من
تلاميذه وقال
لهما اذهبا
إلى القرية
التي أمامكما
فللوقت وأنتما
داخلان إليها
تجدان جحشا
مربوطا لم
يجلس عليه أحد
من الناس
.
فحلاه وأتيا
به ” (مر1: 11، 2)،
كان يعلم ما
سيلاقيانه
بكل دقة.
وعندما أرسل
اثنين من
تلاميذه ليعدا
له الفصح شرح
لهما كل ما سيلاقيانه
بالتفصيل ”
فأرسل اثنين
من تلاميذه
وقال لهما
اذهبا إلى المدينة
فيلاقيكما
إنسان حامل
جرة ماء. اتبعاه.

وحيثما يدخل
فقولا لرب
البيت أن
المعلّم يقول
أين المنزل
حيث آكل الفصح
مع تلاميذي”
(مر13: 14،14). وعرف أن
بطرس سينكره
ثلاث مرات قبل
أن يصيح الديك
مرتين ” فقال
له يسوع الحق
أقول لك انك
اليوم في هذه
الليلة قبل أن
يصيح الديك مرتين
تنكرني ثلاث
مرات
” (مر30: 14).

 كما
كان يعرف ما
سيحدث له في
أيامه
الأخيرة على
الأرض من صلب
وموت بالجسد
وقيامته من
الموت
ومقابلته
لتلاميذه بعد
قيامته
وصعوده إلى السموات
وحلول الروح
القدس على
تلاميذه،
وشرحه
لتلاميذه بالتفصيل؛
” من ذلك الوقت
ابتدأ يسوع
يظهر لتلاميذه
انه ينبغي أن
يذهب إلى
أورشليم
ويتألم كثيرا
من الشيوخ ورؤساء
الكهنة
والكتبة
ويقتل وفي
اليوم الثالث
يقوم
” (مت21: 16)، ” ويسلمونه
إلى الأمم لكي
يهزأوا به
ويجلدوه ويصلبوه.
وفي اليوم
الثالث يقوم

” (مت20: 19)، ” ولكن
بعد قيامي
أسبقكم إلى
الجليل
” (مت32:
26؛مر28: 14)، ” فقال
لهم يسوع أنا
معكم زمانا
يسيرا بعد ثم
امضي إلى الذي
أرسلني
” (يو33: 7).
وبالتجربة
عرف تلاميذه
أنه يعلم كل
شيء ولا يخفى
عليه شيء ”
الآن نعلم
انك عالم بكل
شيء ولست
تحتاج أن
يسألك أحد

(يو30: 16).

فهل
كان هناك أحد
ما من
الملائكة أو
البشر مثل
المسيح؟

 

(1) وتمتلئ كتب
الأساطير
المسيحية
التي كتُبت فيما
بين القرن
الثاني
الميلادي
والقرن الخامس
الميلادي،
والتي سمي
بعضها
بالأناجيل الأبوكريفية،
بالقصص التي
تروي عن
المسيح قيامه
بعمل الخلق
وهو طفل صغير
؛ فقد
جاء في كتاب ”
متى المنحول ”
ف 27 ” أخذ يسوع
طبن صلصال من الأحواض
التي صنعها
ومنها صنع
أثنى عشر عصفورا.

وكان السبت
حينما فعل
يسوع ذلك …
وعندما سمع يوسف
ذلك أنتهره
قائلا ” لماذا
تفعل أنت في
السبت، تلك
الأمور التي
لا يحل لنا
فعلها؟”. وعندما
سمع يسوع يوسف
خبط يديه سويا
وقال
لعصافيره: ”
طيري!”. وعلى
صوت أمره بدأت
في الطيران.
وعلى مرأى
ومسمع من جميع
الواقفين جانبا،
قال للطيور: ”
أذهبي وطيري
خلال الأرض وخلال
كل العالم
وعيشي”.

 وجاء في
إنجيل
الطفولة
العربي
المنحول ف 37 ”
وعندما
أتمَّ يسوع
عامه السابع،
كان يلعب يوماً
مع أطفال
آخرين من
عمره، وكانوا
ليتسلُّوا،
يصنعون من التراب
المبلول صور
حيوانات
متنوَّعة،
ذئاباً،
وحميراً،
وطيوراً،
وكلُّ
متباهياً بعمله،
يجهد لرفعه
فوق مستوى عمل
رفاقه. عندها
قال يسوع:
أنني آمر
الصور
(التماثيل)
التي صنعتها
بالسير،
فتمشي”.
وإذ
سأله الأطفال
عما إذا كان
ابن الخالق، أمر
الربّ يسوع
الصور (التماثيل)
بالسير
فتقدّمت على
الفور. وحين
كان يأمرها
بالعودة،
كانت تعود.
وقد صنع صور
(تماثيل) طيور
وعصافير
دوريّ كانت
تطير حين
يأمرها بالطيران
وتتوقّف حين
يقول لها أن
تتوقَّف، وحين
كان يقّ
دم لها شراباً
وطعاماً،
كانت تأكل
وتشرب
.
وحين غادر
الأطفال،
وروَوا
لأهلهم ما
رأوا، قال لهم
هؤلاء:
“ابتعدوا من
الآن فصاعداً
عن مجلسه، فهو
ساحر، وكفوا
عن اللعب معه”.

 وجاء في
ف 46 من نفس
الكتاب ”
وفي يوم آخر،
كان الربّ
يسوع يلعب عن
حافَّة الماء
مع أطفال
آخرين، وقد
شقُّوا أقنية
(قنوات)
ليُجروا
الماء،
مكَوَّنين
هكذا بركاً
صغيرة، وصنع
الربّ يسوع من

التراب اثني
عشر عصفوراً
ووضعها حول
بركته، ثلاثة
من كلّ جهة
.
وكان اليوم
سبت، فجاء
بغته ابن
حنون، اليهودي،
وقال لهم وقد
رآهم منشغلين
هكذا: ” كيف
يمكنكم يوم
سبت أن تصنعوا
صوراً من
الوحل؟ ” وأخذ
يخرَّب عملهم.
وإذ بسط
الطفل يسوع
يدَيه فوق
الطيور التي
صنعها، طارت
مزغردةً
. ثم
عندما اقترب
ابن حنون،
اليهودي، من
البركة التي
حفرها يسوع،
لتخريبها،
اختفى الماء، فقال
له الربّ
يسوع: ” أنتَ
ترى كيف جفَّ
هذا الماء؛
سيحلُّ الأمر
نفسه بحياتك”.
وفي الحال يبس
الطفل.

(2) قال
ابن كثير:

فَتَبَارَكَ
اللَّه
أَحْسَن
الْخَالِقِينَ
” … عَنْ أَنَس
قَالَ قَالَ
عُمَر يَعْنِي
اِبْن
الْخَطَّاب
رَضِيَ
اللَّه
عَنْهُ: وَافَقْت
رَبِّي فِي
أَرْبَع
نَزَلَتْ
هَذِهِ
الْآيَة ”
وَلَقَدْ
خَلَقْنَا
الْإِنْسَان
مِنْ
سُلَالَة
مِنْ طِين ”
الْآيَة قُلْت
أَنَا
فَتَبَارَكَ
اللَّه
أَحْسَن الْخَالِقِينَ
فَنَزَلَتْ ”
فَتَبَارَكَ
اللَّه
أَحْسَن
الْخَالِقِينَ
” وَقَالَ أَيْضًا
حَدَّثَنَا
أَبِي
حَدَّثَنَا
آدَم بْن
أَبِي إِيَاس
حَدَّثَنَا
شَيْبَان
عَنْ جَابِر
الْجُعْفِيّ
عَنْ عَامِر
الشَّعْبِيّ
عَنْ زَيْد
بْن ثَابِت
الْأَنْصَارِيّ:
قَالَ
أَمْلَى عَلَيَّ
رَسُول
اللَّه
هَذِهِ
الْآيَة ”
وَلَقَدْ
خَلَقْنَا
الْإِنْسَان
مِنْ
سُلَالَة مِنْ
طِين – إِلَى
قَوْله –
خَلْقًا آخَر
” فَقَالَ
مُعَاذ ”
فَتَبَارَكَ
اللَّه
أَحْسَن الْخَالِقِينَ
” فَضَحِكَ
رَسُول
اللَّه (صَلعم)
فَقَالَ لَهُ
مُعَاذ مِمَّ
تَضْحَك يَا
رَسُول
اللَّه؟
فَقَالَ ”
بِهَا
خُتِمَتْ
فَتَبَارَكَ
اللَّه
أَحْسَن
الْخَالِقِينَ”.

وجاء في تفسير إرشاد
العقل السليم
إلى مزايا
الكتاب الكريم

ابو السعود:
رُوي أنَّ
عبدَ اللَّه
بن أبي سَرْحٍ
كان يكتبُ
لرسول الله
(صلعم)
الوحيَ
فلمَّا انتهى
(صلعم) إلى قوله
خلقاً آخرَ
سارع عبدُ
اللَّه إلى النُّطقِ
به قبل إملائه
(صلعم) فقال:
اكتبْهُ هكذا
نزلتْ

فشكَّ عبدُ
اللَّه فقال:
إنْ كان
محمَّدٌ يُوحى
إليه فأنا
كذلك فلحقَ
بمكَّة
كافراً ثمَّ أسلمَ
يوم الفتحِ
وقيل ماتَ على
كُفرِه. ورَوى
سعيدُ بنُ
جُبيرٍ عن ابن
عبَّاسٍ رضي
الله عنهما
أنَّه قال
لمَّا نزلتْ
هذه الآية:
قال عمرُ رضي
الله عنه:
فتباركَ
اللَّهُ
أحسنُ الخالقين،
فقال رسولُ
اللَّهِ
(صلعم): “ هكذا نزلَ
يا عمرُ”. وكان
رضي الله عنه
يفتخرُ بذلك
ويقولُ:
وافقتُ
ربِّي في
أربعٍ،
الصَّلاةُ خلفَ
المُقامِ
وضربُ
الحجابِ على
النِّسوةِ.
وقولي لهنَّ
أو ليبدله
الله خيراً
منكنَّ”.

(3) أنبياء
الله ص 346.

(4) السابق
ص 355 و 356.

(5) قال الإمام
الغزالي في
كتاب ذم البخل
وذم حب المال
وهو الكتاب
السابع من ربع
المهلكات من
كتاب إحياء
علوم الدين ”
صحب رجل عيسى
ابن مريم عليه
السلام فقال
أكون معك
وأصحابك
فانطلقا
فانتهيا إلى
شط نهر فجلسا
يتغديان
ومعهما ثلاثة
أرغفة فأكلا
رغيفين وبقي
رغيف ثالث
فقام عيسى
عليه السلام
إلى النهر
فشرب ثم رجع
فلم يجد الرغيف
فقال للرجل من
أخذ الرغيف
فقال لا أدري
قال فانطق
ومعه صاحبه فرأى
ظبية ومعها
خشفان لها قال
فدعا أحدهما فأتاه
فذبحه فاشتوى
منه فأكل هو
وذلك الرجل ثم
قال للخشف قم
بإذن الله
فقام
فذهب
فقال للرجل
أسألك بالذي
أراك هذه
الآية من أخذ
الرغيف فقال
لا أدري ثم انتهيا
إلى وادي ماء فأخذ
عيسى بيد
الرجل فمشيا
على الماء

فلما جاوزا

قال له أسألك
بالذي أراك
هذه الآية من
أخذ الرغيف
فقال لا أدري
فانتهيا إلى
مفازة فجلسا فأخذ
عيسى عليه
السلام يجمع
ترابا وكثيبا
ثم قال كن
ذهبا بإذن الله
تعالى فصار
ذهبا
فقسمه
ثلاثة أثلاث
ثم قال ثلث لي
وثلث لك وثلث
لمن أخذ
الرغيف فقال
أنا الذي أخذت
الرغيف فقال
كله لك وفارقه
عيسى عليه
السلام
فانتهى إليه
رجلان في
المفازة ومعه
المال فأرادا
أن يأخذاه منه
ويقتلاه فقال
هو بيننا
أثلاثا فابعثوا
أحدكم إلى
القرية حتى
يشتري لنا
طعاما نأكله
قال فبعثوا
أحدهم فقال
الذي بعث لأي
شيء أقاسم
هؤلاء هذا
المال لكني
أضع في هذا
الطعام سما
فأقتلهما
وآخذ المال
وحدي قال ففعل
وقال ذانك
الرجلان لأي
شيء نجعل لهذا
ثلث المال
ولكن إذا رجع
قتلناه واقتسمنا
المال بيننا
قال فلما رجع
إليهما قتلاه
وأكلا الطعام
فماتا فبقي
ذلك المال في
المفازة
وأولئك
الثلاثة عنده
قتلى فمر بهم
عيسى عليه
السلام على
تلك الحالة
فقال لأصحابه هذه
الدنيا
فاحذروها”.

 وقال
في كتاب ذكر
الموت وما
بعده وهو
الكتاب العاشر
من ربع
المنجيات وبه
اختتام كتاب
إحياء علوم
الدين ” وروى أن
عيسى عليه
السلام مر
بجمجمة
فضربها برجله فقال
تكلمي بإذن
الله فقالت يا
روح الله
أنا
ملك زمان كذا
وكذا
بين
ما أنا جالس
في ملكي على
تاجي وحولي
جنودي وحشمي
على سرير ملكي
إذ بدا لي ملك
الموت فزال
مني كل عضو
على حياله ثم
خرجت نفسي
إليه..”.

 وترينا
مثل هذه الروايات
كيف أن المسيح
يتم
تع
بقدرة لا حد
لها، في
التراث
الإسلامي،
فهو يقدر،
بإذن الله،
على كل شيء.

(6) ويقول
الطبري أيضاً
” عَنْ اِبْن
إِسْحَاق , قَالَ:
لَمَّا
بَلَغَ
عِيسَى تِسْع
سِنِينَ أَوْ
عَشْرًا أَوْ
نَحْو ذَلِكَ”.
أَدْخَلَتْهُ
أُمّه
الْكُتَّاب
فِيمَا يَزْعُمُونَ
, فَكَانَ
عِنْد رَجُل
مِنْ الْمُكْتِبِينَ
يُعَلِّمهُ
كَمَا
يُعَلِّم الْغِلْمَان
, فَلَا
يَذْهَب
يُعَلِّمهُ
شَيْئًا
مِمَّا يُعَلِّمهُ
الْغِلْمَان
إِلَّا
بَدَرَهُ إِلَى
عِلْمه قَبْل
أَنْ
يُعَلِّمهُ
إِيَّاهُ ,
فَيَقُول:
أَلَا
تَعْجَبُونَ
لِابْنِ هَذِهِ
الْأَرْمَلَة
, مَا أَذْهَب
أُعَلِّمهُ شَيْئًا
إِلَّا
وَجَدْته
أَعْلَم بِهِ
مِنِّي
… عَنْ
السُّدِّيّ:
لَمَّا
كَبِرَ
عِيسَى أَسْلَمَتْهُ
أُمّه
يَتَعَلَّم
التَّوْرَاة ,
فَكَانَ
يَلْعَب مَعَ
الْغِلْمَان ,
غِلْمَان
الْقَرْيَة
الَّتِي
كَانَ فِيهَا
, فَيُحَدِّث
الْغِلْمَان
بِمَا
يَصْنَع آبَاؤُهُمْ

كَانَ
عِيسَى اِبْن
مَرْيَم إِذْ
كَانَ فِي الْكُتَّاب
يُخْبِرهُمْ
بِمَا
يَأْكُلُونَ
فِي
بُيُوتهمْ
وَمَا
يَدَّخِرُونَ

إِنَّ
عِيسَى اِبْن
مَرْيَم
كَانَ يَقُول
لِلْغُلَامِ
فِي
الْكُتَّاب:
يَا فُلَان
إِنَّ أَهْلك
قَدْ
خَبَّئُوا
لَك كَذَا
وَكَذَا مِنْ
الطَّعَام
فَتُطْعِمنِي
مِنْهُ

عَنْ
السُّدِّيّ ,
قَالَ: كَانَ –
يَعْنِي عِيسَى
اِبْن
مَرْيَم –
يُحَدِّث
الْغِلْمَان
وَهُوَ
مَعَهُمْ فِي
الْكُتَّاب
بِمَا يَصْنَع
آبَاؤُهُمْ ,
وَبِمَا
يَرْفَعُونَ
لَهُمْ ,
وَبِمَا يَأْكُلُونَ
وَيَقُول
لِلْغُلَامِ:
اِنْطَلِقْ
فَقَدْ
رَفَعَ لَك
أَهْلك كَذَا
وَكَذَا , وَهُمْ
يَأْكُلُونَ
كَذَا
وَكَذَا ,
فَيَنْطَلِق
الصَّبِيّ
فَيَبْكِي
عَلَى أَهْله
حَتَّى
يُعْطُوهُ
ذَلِكَ
الشَّيْء ,
فَيَقُولُونَ
لَهُ: مَنْ
أَخْبَرَك
بِهَذَا؟
فَيَقُول:
عِيسَى ,
فَذَلِكَ
قَوْل اللَّه
عَزَّ
وَجَلَّ … عَنْ
الْحَسَن فِي
قَوْله ”
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
فِي
بُيُوتكُمْ ”
قَالَ: مَا
تُخَبِّئُونَ
مَخَافَة
الَّذِي
يُمْسِك أَنْ
لَا يَخْلُفهُ
شَيْء.
وَقَالَ
آخَرُونَ:
إِنَّمَا عَنَى
بِقَوْلِهِ ”
وَأُنَبِّئكُمْ
بِمَا تَأْكُلُونَ
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
فِي بُيُوتكُمْ
” مَا
تَأْكُلُونَ
مِنْ
الْمَائِدَة
الَّتِي
تَنْزِل
عَلَيْكُمْ ,
وَمَا
تَدَّخِرُونَ
مِنْهَا.
ذِكْر مَنْ
قَالَ ذَلِكَ
… فَكَانَ
الْقَوْم
لَمَّا
سَأَلُوا
الْمَائِدَة ,
فَكَانَتْ
جِرَابًا
يَنْزِل
عَلَيْهِ
أَيْنَمَا كَانُوا
ثَمَرًا مِنْ
ثِمَار
الْجَنَّة ,
فَأَمَرَ
الْقَوْم
أَنْ لَا
يَخُونُوا
فِيهِ , وَلَا
يُخَبِّئُوا ,
وَلَا
يَدَّخِرُوا
لِغَدٍ ,
بَلَاء
اِبْتَلَاهُمْ
اللَّه بِهِ ,
فَكَانُوا
إِذَا
فَعَلُوا
مِنْ ذَلِكَ
شَيْئًا أَنْبَأَهُمْ
بِهِ عِيسَى
اِبْن
مَرْيَم …
قَالَ: أُنَبِّئكُمْ
بِمَا
تَأْكُلُونَ
مِنْ الْمَائِدَة
, وَمَا
تَدَّخِرُونَ
مِنْهَا. قَالَ:
فَكَانَ
أَخَذَ
عَلَيْهِمْ
فِي الْمَائِدَة
حِين
نَزَلَتْ
أَنْ
يَأْكُلُوا
وَلَا يَدَّخِرُوا”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى