اصل القديس ومكان نشاتةكان القديس مار أوكين من ارض مصر واسم بلدهالقلزم ( ١)، كان يعمل جاهدّا أن تكون له أعمالروحانية لكي يدوم ذكره إلى الأبد " وشعبك كلهمأبرار، إلى الأبد يرثون الأ رض، غصن غرسي عمليدي لأتمجد، الصغير يصير ألفًا والحقير أمة قوية ".( ٢١ : ( إش وكانت صناعته غواصًا، فكان يغوص في البحرويلتقط الجواهر ( لآلئ البحر )، فكان يوميًا يضع علىوجهه وجهًا ( غطاءً ) زجاجيًا – كما هو معتاد عليهفي هذه الصنعة – ويغوص في البحر ويخ رج هذهاللآلئ ويبيعها ويصرف ثمنها على المساكين والأيتاموالكنائس والأديرة، ويطلب من السيد المسيح أنيعطيه أجرًا في ملكوته، وكان يترجى أن ينظر ما نظرهالقديس بولس الرسول ذلك الذي " ما لم تر عين ولمتسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين.( ٩ : يحبونه " ( ١كو ٢رؤية القديس وفي أحد الأيام نزل إلى البحر كعادته فرأىوهي شبه كوكب مضيء يمشي على وجه الماءأمامه، وعندما رأى القديس ذلك تعجب جدًا متفكرًافي نفسه متسائ ً لا عن هذا المنظر " ما هو هذا المنظرالذي رأيته أنا اليوم في البحر ؟ " ثم رأى م نظرًا إلهيًامرس ً لا من الله وفي تلك الساعة أضاء وجه القديسأوكين وحلت عليه نعمة إلهية، فتقدم وازداد في أعمالهالصالحة، في صلاته، في صومه، وفي رحمته علىالمساكين والمتألمين وتشبه بطابيثا المذكورة في سفرأعمال الرسل.ظل القديس أوكين مداومًا على ذلك في مدينةالقلزم لمدة خمسة وعشرين عامًا، فلما نظر الله إرادتهالمقدسة، أعطاه موهبة عظيمة وهي أن يعين السفنالتي على وشك الغرق في البحار، كما أعطاه أيضًا أنيمشي على الماء كالمشي على اليابسة وأعطاه سلطانًا أنيهديء العواصف عن السفن التي كانت تجتاز في ذلكالمكان.في أحد الأيام رأى مركب لصوص ( قراصنة )جاءوا لنهب وسرقة مركب آخر لبعض التجار، فغاروقام بمحبة إلهية ومشى على الماء حتى أتى إلى مركبالتجار وخلصهم من أيدي اللصوص، وب صلاته أرسلالله ريحًا من التيمن ( جنوبية ) وأبعدت مركباللصوص عن مركب التجار مسافة تسعين فرسخًا( أي ٢٧٠ مي ً لا )، كما أرسل الله أيضًا ريحًا منالشمال ساعدت مركب التجار للوصول إلى الميناءبمدينة القلزم، فلما أبصر التجار ما حدث وما فعلهالقديس معهم، خافوا وت عجبوا جدًا لأم أبصروه هوسبب خلاص نفوسهم فاجتمعوا وتشاوروا فيما بينهموقالوا هذا رجل إلهي، وبصلاته خلصنا الله من أولئكاللصوص ثم أعطوا القديس ثلاثين أوقية من الذهبوسألوه أن يصلي لأجلهم ويطلق سراحهم بسلامأخذ ا لقديس الذهب من بين أيديهم وبدأ يبني ديرًالكي يصعد منه تسبيحًا للرب، فكان لا يكتر لنفسهشيئًا طاعة لقول السيد المسيح " لا تكتروا لكم كنوزًاعلى الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيثينقب السارقون ويسرقون . بل اكتروا لكم كنوزًا فيالسماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وح يث لاينقب سارقون ويسرقون . لأنه حيث يكون كترك.( ٢١ – ١٩ : هناك قلبك أيضًا " ( مت ٦وشاع اسم القديس في كل الكورة المحيطة وفي جميعجزائر البحر وبين السالكين فيه من التجار أو المسافرينوكان بذكر اسم القديس أوكين في وسطهم يخلصهمالله من نوائب البحر فالكل يمجد إله القديس أوكينربنا يسوع المسيحفي أحد الأيام رأى مركب لصوص ( قراصنة ). كان في إحدى المرات سفينة قو ي عليها الماء والنوءحتى صارت في شق في الجبل في مضيق عظيم وأصبحأصحاا في شدة عظيمة، ولم يقدروا أن يخرجوها منذلك الموضع . فصرخوا إلى الله لكي ينقذهم من هذهالبلية، وي نجيهم من غرق البحر بصلاة القديس مارأوكين، فسمع الله صلام، وأظهر للقديس أمرهم وأنيذهب ويخلص تلك السفينة من عطب البحر، فقامالقديس في الحال وذهب إليهم، نظر ركاب تلكالسفينة فوجدوا رجل الله القديس أوكين آت ماشيًاعلى وجه الماء متجهًا نحوهم، فرفعوا أصواتهم صارخينقائلين " ارحمنا يا رجل الله أعبر إلينا وأعنا لأننا علمناأن الله أرسلك إلينا لتخلصنا من ضيقة هذه اللجةالصعبة التي نحن فيها الآن ". وقف القديس بجوارهم ثمسجد لله قائ ً لا " أيها الرب الإله القوي الجالس علىالكاروبيم، ملك السماء والأرض، الذي لك سلطانعلى البر والبحر واللجج، خلص عبيدك من هذهالتجربة التي هم فيها، وأوصلهم إلى الميناء الهاديءلأنك وحدك الصالح إلى الأبد آمين ". وبعد أن أتمالقديس صلاته هبت ريح من التيمن ولكن لم تتحركتلك السفينة لأا انشبكت تحت شق الجبل، فعادالقديس وصلى أيضًا من أجل نجا م فسمع الله صوته،فغطست الصخرة السفلية ( التي من شق الجبل ) إلىأسفل وتخلصت السفينة من هذا الشق . وفي تلكالساعة تحركت السفينة بسلام وسارت في طريقهاحتى وصلت إلى الميناء الهاديء، بصلاة القديس مارأوكين.أظهر الله الكثير من العجائب والمعجزات في البروالبحر على يدي القديس أوكين، وكان الله قد أعطاهقوة ومعونة حتى شاع خبره في كل الأرض، وكل منسمع وأبصر أفعاله كان يتعجب جدًا ويسبح الله منقبله، فلما رأى القديس أوكين هذه القوات الإلهية التيأعطاها الله له ولم يستطع إخفاء نفسه، وكثر من الناسمديحه، فمضى وأقام مدبرًا ورئيسًا للدير الذي بناهعوضًا عنه، ولبس لباسًا حقيرًا كأحد الفقراء المساكينوتوجه إلى دير القديس الأنبا باخوم في صعيد مصر،حيث لا أحد يعرف عنه شيئًا، متوس ً لا أن يقيمعندهمسلك القديس أوكين في وسطهم متواضعًا فأعطاهالله كرامة، فظهرت قداسته وقد صار له وقار بسببتدبيره وعمله وصنعه للآيات لذلك هرب من الديرفخرج رئيس الدير وجميع الإخوة ورائه ليبحثوا عنه فيالمزارع والساحات وبين الكروم فوجدوه ساجدًا علىالأرض وهو يسبح الله، فتقدم إل يه رئيس الدير وجماعةالإخوة وسجدوا له حتى الأرض، وجاءوا به إلى الدير،وسألوه أن يصلي من أجلهم ويسكن عندهم وأمررئيس الدير أن يضرب الناقوس فاجتمع كل الإخوةوتباركوا من القديس مار أوكين ، ولم يرد القديس أنيحزن قلوم فسألهم وقال لهم " صلوا من أجلي ياإخوتي لكي يصنع معنا الله الذي يعرفه نافع لي ولكمبصلواتكم ". وفي تلك الليلة خرج من الدير دون أنيعلم به أحد وعاد إلى بلادهرجع القديس إلى بلاده وأثناء رجوعه عاد ونظرالكوكب المضيء مرة أخرى أمامه، وبإرشاد منالروح القدس علم رهبان ديره بقدومه فخرجوا كلهمجميعًا للقائه بالمزامير والتسابيح يسبحون ويشكرون اللهالذي أنعم لهم بقدوم القديس مار أوكين وتباركوا منهوطلبوا منه أن يبقى في وسطهم ليعلمهم الإيمانالسليم، فلم يرد البقاء.مضى من عندهم وفي صحبته سبعون أبًا من تلكالبلاد ملازمون له، وذهبوا إلى مدينة نصيبين أرض مابين النهرين ( أي بلاد العراق الآن )، وهناك تكاثرعددهم وصاروا جمعًا كثيرًا، ثم وصلوا إلى " الهرميس " قبلي مدينة نصيبين وسكنوا هناك بجوارالغاب الذي ينمو في تلك المواضع، وأقاموا سبعة أيام.هناك يسبحون الله دون أن يعلم بهم احد وهناك رأى القديس أوكين إنسانًا به روح نجسيترل ويخرج من الماء، فناداه القديس قائًلا " تعال إلىهنا وتكلم معي " فأجابه الروح النجس وقال " ماذاتريد مني يا مار أوكين يا خائف الله " فقال له القديس " كم من السنين أنت ساكن في هذا الإنسان ؟ "، فأجابه " ست وثلاثون سنة ساكن في هذا الإنسان ".فقال له القديس " باسم ربنا يسوع المسيح الذي طردلجئون من ذلك الذي كان ساكنًا بين القبور أخرج منهذا الإنسان وامض وليس لك سلطان لتتسلط عليهمرة أخرى " وللوقت خرج الروح الشرير من ذلكالإنسان ومضى. ولما مضى هذا الرجل قام لوقته ودخل المدينة وبدأ يبشر في البيوت، والأزقة ويعرف الجميع كيف شفىوخرج الشيطان منه، حتى كل من رآه تعجب مماجعل أهل المدينة يسألونه قائلين " من هو هذا الرجل
الذي شفاك من مرضك "، فكان يجيبهم قائ ً لا " يوجد
رجال قديسون ساكنون في وسط الغاب على النهرقبلي المدينة، ورئيسهم الذي هو أب لهم صاح وأمرالشيطان الساكن فيَّ أن يخرج ومن تلك اللحظة خرجالشيطان مني وعوفيت ". انزعج أهل المدينة لسماعهمهذا الكلام قائلين " ما عسى هذا الأمر ؟!! ".أتى جميع أهل المدينة إلى حيث كان القديسونوقال لهم " من أنتم وما هو عملكم ؟ " فأجابالقديس مار أوكين قائ ً لا " نحن قوم غرباء من أجلالمسيح ابن الله، الذي له نحن نسجد ونعبد ونحن أيضًاله تلاميذ، وباسمه نستطيع أن نشفي كل مرض وكلوجع ونطرد الشياطين من البشر، الذي له امجدوالإكرام والعزة والسجود الآن وكل أوان وإلى دهرالدهورسمع رؤساء المدينة كلام القديس مار أوكين وقال
له " إن كان هذا هو عملكم، قوموا وادخلوا معنا
المدينة واسكنوا في وسطنا لأن بيننا كثيرون محتاجونإلى أفعالكم " فقال لهم القديس " اتركونا اليوم ياأحبائي لأنه يوم الرب يوم الأحد ولا نستطيع أننقضيه في الدخول إلى المدينة، بل إن كان الله يريد غدًانحن نأتي إليكم ". وفي تلك الليلة ترك القديس المكانوتلاميذه معه وصعد إلى جبل " درلا " شرقي المدينة،هناك وجدوا مغارة على رأس الجبل سكنوا فيها لمدةثلاثين سنة موا ظبين على الأعمال الروحانية وتنفيذالوصايا الإلهية، وسمع كثيرون من مختلف البلادواشتموا رائحة المسيح الزكية فيهم، فأتوا وسكنوامعهم، خاضعين كلهم لتدبير القديس أوكين وكثرعددهم حتى صار ثلاثمائة وخمسون رج ً لا متفقين بمحبةإلهية بغير غش أو رياء وكل واحد منهم يح رص ويجتهدعلى أن يظهر حسن سيرته وفضيلة تدبيره وكانوا لايفترون عن غسل أيدي وأرجل الغرباء الذين يأتونإليهم وسر السيد المسيح بأعمالهم وتدبيرهم فأعطاهمقوة لشفاء المرضى وإخراج الشياطين وكل الأ عمالالحسنة باسمه.ومن بعد ذلك الزمان أظهر الله للقديس مار أوكينملاكًا قائمًا أمامه قائ ً لا له " شد وسطك مثل الجبار،وبشر هنا ببشارة الملكوت لأن الله قد سمع صلواتكوتضرعاتك أمامه من اجلهم، قم بإعلان أنتوإخوتك اليوم وأظهروا أنفسكم لكل الناس ولا تخافوامن الذين يقتلون الجسد وليس لهم القدرة أن يقتلو االنفس أيضًا " فبعد ذلك نزل القديس والإخوة معهوتلمذوا وعلموا في المدن والقرى وكل الضياع،وأجرى الله على أيديهم عجائب كثيرة.
كان تلاميذ القديس أوكين يشترون جرارًا ويملأواماء ثم يضعون هذه الجرار في مفا رق الطرق ليشربوامنها كل المسافرين والمارين، كانوا يفعلون ذلك بكلهمة ونشاط مواظبين على ملء هذه الجرار لينيحواالغرباء والذين يأتون إليهم، فكان هذا عملهموتدبيرهم.في أحد الأيام مضى أحد تلاميذ القديس أوكينليملأ جرته من النهر، هناك صادف إنسانًا وقع حملالقمح منه على الطريق وكان قد تركوه رفقاءهومضوا، فبقى الرجل منتظرًا قدوم من يجيء ويرفع معههذا الحمل، وإذا تلميذ القديس قادم، فلما أبصرهالرجل سأله قائ ً لا " أعني وساعدني على وسق حملي "فتقدم إليه التلميذ ورفعا الحمل معًا وكان ذلك الحمل
خمسة عشر قفيزًا ( ١)، لا يقدر خمسة رجال أن
يوسقوه، فلما رأى الرجل ذلك تعجب جدًا منالتلميذ وكيف رفعا معًا الوسق دون الاستعانة برجالآخرين.دخل الرجل المدينة، فعنفه سيده قائ ً لا له " لأي
سبب انقطعت من رفقتك " فحدث ذلك الرجل سيده
ما حدث وكيف وجد ذلك الرجل الصالح وبقوةصلاته رفع الوسق بلا تعب، فسبحا الله وكانتعجائب كثيرة تجرى على يدي تلاميذ القديس اوكينفي ذلك الزمان تنيح مطران، مدينة نصيبين، وكان
شعبها يفكر في م ن يخلفه، فصار بعضهم يقول "فلان"والبعض الآخر يقول " فلان "، فاختلف أهل المدي نة في
لهم وطلب منهم أن يترلوا إلى البيعة ويرفعوا ص لاة حتى
يتم قانون صلاته . ففعلوا كما طلب منهم القديس
أوكين.
كان قبل ذلك الحدث بثلاثة أيام جاء إلى القديس
مار أوكين قديس متوحد في أحد الجبال يسمى " ماريعقوب " وعندما سلم على القديس أوكين تنبأالقديس أوكين له قائ ً لا " أنا وأنت نتبارك من بعضنا
بعضًا كالإخوة و بعد قليل من الأيام، مثل راعي
ومدبر البيعة أتبارك منك " فأجابه القديس مار يعقوبقائ ً لا " اغفر لي يا أبي ما أستحق هذا الشيء الذي
تقوله لي ".
نزل القديس أوكين إلى الكنيسة حيث الج مع الذيلمدينة نصيبين مجتمعًا منتظرًا مجيء القديس أوكين، فلما
رأوه، قاموا له جميع ًا ليتباركوا منه، فكان منظرهمضيء وممجد كمنظر ملاك الرب، لذلك كان له وقارعظيم، فأشار بيده ليجلسوا دوء حتى يدخل ويسجدأمام المذبح المقدس وبعد ذلك خرج واتكأ على عكازهوكان الجمع يزحمه ليتبارك منه، أما هو فكان قد أحس
بسبب مجيئهم قبل أن يخبروه فقال لهم " ي ا أولادي،
من بعد نياحة أبوكم الروحي صعب عليكم في اختيارراعي ومدبر لكم، كفوا عن الجدال والمشاحنة معبعضكم بعض ًا، فليس يصير واحد من الذين تختارومراعيًا ومدبرًا لكم ولكن معروف عند الروح القدسالرجل الذي سيصير مدبرًا لكم، اسمعوا مني، واصعدوا
إلى " أمد " المدينة، هناك تجدون الأب البطريرك
والآباء الأساقفة مجتمعين وهناك الله يختار لكم الراعي
والمدبر " تعجب الجمع جدًا لأنه تكلم معهم عن سبب
مجيئهم قبل أن يخبروه، وقبلوا كلامه بفرح وقدموا لهميطانية وانصرفوا إلى مدينتهم بسلام في محبة واتفاقورأي واحد.
قام الآباء القسوس والشمامسة ورؤساء المدينة إلى
مدينة " أمد " فوجدوا الأب البطريرك والآباء
الأساقفة مجتمعين كما قال لهم القديس مار أوكين،تباركوا من الأب البطريرك والآباء الأساقفة، ثم سألهم
الأب البطريرك قائ ً لا " من اختر تم أن يكون لكم راعيًاومدبرًا "، فأجابوه بما قال لهم القديس أوكين فلما سمع
الآباء المطارنة ما قاله القديس أوكين قالوا ب أجمعهم
" نقدم إلى الله صلوات وطلبات من أجل هذا الأمر
هذه الليلة والرب يختار ".
قام الأب البطريرك والآباء المطارنة مة وعزيمةطوال ليلتهم يقدمون طلبات إلى الله ويس ألونه أنيريهم من هو الرجل الذي يختاره لهذه المهمة.
وفي نصف الليل والأب البطريرك قائمًا يصليبدموع كثيرة متضرعًا إلى الرب من جهة هذا الأمر،وإذا هدوء عميق حل عليه وألقى في سبات وأصبح فينوم عميق وفي نومه رأى ملاكًا قائمًا أمامه قا ئ ً لا له
" مار يعقوب هو الرجل الذي تسألون الرب عنه، ولا
يزال متوحدًا في الجبال وأجرى الله على يديه معجزاتوعجائب والرب اختاره ليرعى ويدبر مدينة نصيبين "
وسال الأب البطريرك عن جنسه فلم يخبره الملاكوانصرف عنه.
قام الأب البطريرك من نومه وأعلم الآباء برؤيته،فقاموا في ساعتهم وذهبوا إلى موضع القديس يعقوبوأخبروه بما حدث وسألوه أن يترل معهم فقال لهم إنهلا يستحق ذلك، ولكنه علم أن هذا الأمر من الله،فخاف أن يضاد إرادة الله وتذكر كلام القديس مارأوكين له " هوذا قد قرب زمانك لترعى قطيع المسيح
" فقام القديس مار يعقوب ونزل معهم ففرحوا به
فرحًا عظيمًا وشكروا الله الذي اختار لهم راعيًا صالحًا.
من أين جنسه ؟!!
فرحت وللت المدينة برسامة القديس مار يعقوبأسقفًا لها، وأراد الشعب أن يعرف جنسه فلم يشأ أن
يخبرهم. ففي باكر يوم الأحد ذهب القديس مار
أوكين ومعه بعض الإخوة إلى كنيسة مدينة نصيبينلتهنئة الشعب براعيهم، فلما دخل البيعة بارك وشكرالله الذي أقام راعيًا صالحًا مثل هذا لبيعته وقال
للشعب " افرحوا ومجدوا الله الذي أهل مدينتكم أن
يكون لها هذا القديس مار يعقوب راعيًا ومدبرًا الذيجنسه من نسل القديس مار يعقوب الرسول أخوالرب ا لذي كان أسقفًا على أورشليم في أيام آبائناالرسل الأطهار "
نطق القديس مار أوكين هذه الكلمات من قبلالروح القدس، أما القديس مار يعقوب لم يشأ إظهارهذا الأمر ل ئلا يكون له سبب للعجب والافتخار، فرحأهل المدينة جدًا لسماعهم هذا الأمر وشكروا اللهلاختياره لهم هذا الأب وأن يكون بالقرب من مدينتهمدير يسكنه هؤلاء القديسون وعلى رأسهم القديس مارأوكين
بمكتبة دير السريان Please enable JavaScript to view this page content properly. مرجع سيرة القديس لمخطوطة رقم 297 ميامر بمكتبة دير السريان Please enable JavaScript to view this page content properly.