هل الروح القدس يفارقنا حينما نُخطئ (8 – الروح ليس ضعيفاً وبالارتداد نفقد الروح القدس)
ليس صحيحاً القول بمفارقة الروح القدس ساعة الخطية وعودته ساعة التوبة . واعتباره هكذا ضعيفاً ومتردداً وجباناً ، يقف بعيداً يرقبنا منتظراً أن نتوب عن خطايانا ونعود إلى حالة التبرير كي يعود يسكن فينا . وبكل يقين ، فما هي الفائدة التي ستعود عليَّ إذا عاد إليَّ وسكن فيَّ عندما أتبرر في حين أنه في ساعة السقوط لم يقف إلى جواري لكي يمد يد المساعدة ويُقيمني على قدمي .
فكيف ومتى أنال معونته ؟وما قيمة ذلك الطبيب الذي يترك المريض في اللحظة التي يراه فيها يسقط فريسة للمرض ويتخلى عنه ، ثم يعود إليه عندما يُشفى وتعود غليه صحته ؟أليس عندما يكون الإنسان مريضاً يبقى الطبيب معه ويعتني به ، وعندما يُشفى يتركه ليذهب إلى مهمة أخرى ؟
فإذا صح ذلك الرأي الغبي بمفارقة الروح القدس للنفس فإنه يكون ممكناً أن يحدث ذلك بالأولى في وقت الشفاء وليس ساعة المرض . لأنه حسب شهادة الرب لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب ، ولكن لأجل ما ذكرناه تحتاج النفس إلى الروح القدس سواء في المرض أو الصحة .
إن من يلبس الروح في مياه المعمودية إنما يلبسه ولا يخلعه إلا بالارتداد عن الإيمان لأنه إذا كان بالإيمان يلبس الإنسان الروح فبإنكار الإيمان يفارق الروح القدس النفس ، لأن الإيمان والارتداد ضدان مثل النور والظلمة .