اللاهوت الطقسي

V ذبيحة السلامة وذبيحة الإفخارستيا:



V ذبيحة السلامة وذبيحة الإفخارستيا:

V ذبيحة السلامة وذبيحة الإفخارستيا:

1 الفكرة الأساسية فى ذبيحة السلامة أنها وليمة
إلهية .. الله يقدم ذاته فالذبيحة رمزاً للمسيح، طعاماً ومأكلاً لشعبه ..
ولو أن
إنساناً هو الذى أتى بالذبيحة وقدمها، إلا أنها من وقت أن قدمها لله لم تُعد له،
بل صارت ملكاً لله.. لذا فقد اشترط الله على الكاهن ومُقدم الذبيحة أن يأكل ما
سُمح لهما به قدام يهوه فى بيته، داخل أبوابه (انظر تثنية 12: 6،7،17،18).
فهى من هذه الناحية كانت ترمز لذبيحة الإفخارستيا غير الدموية..

2 لقد كانت ذبيحة السلامة تُقدم للشكر لله
(لاويين 7: 14).
ودُعيت ذبيحة التناول سر الإفخارستيا أى الشكر، لأن
المسيح أخذ خبزاً وشكر.. الله هو الُمضيف والكاهن ومُقدم الذبيحة ومن معه هم
ضيوفه.. والمسيح فى سر الشكر يقدم ذاته قائلاً: خذوا كلوا هذا هو جسدى
المكسور
لأجلكم” (كورنثوس الأولى 11: 24). إنه
مكسور.
هل هذا يشير إلى ذبيحة السلامة التى كانت تُقسم أى تكسر، وكلُ يأخذ جزءً!!

3 – ذبيحة السلامة يُسمح فيها بتقديم الأنثى.. وفى هذا
إشارة إلى أن المسيح كطعام هو للجميع – الذكر والأنثى، الكاهن والشعب..
“ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعاً واحد فى المسيح
يسوع” (غلاطية 3: 28)، “الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون
الرجل فى الرب” (كورنثوس الأولى 11: 11).

4 – هناك شرط هام فى أكل ذبيحة السلامة وهو شرط
الطهارة: اللحم يأكل كل طاهر منه. وأما النفس التى تأكل لحماً من
ذبيحة السلامة التى للرب ونجاستها عليها تُقطع تلك النفس من شعبها” (لاويين
7: 19و20)
. فعلى الرغم من أن الذبيحة مباحة للجميع بلا إستثناء، الكاهن كالفرد
العادى، الذكر كالأنثى، إلا أن الذى يجترىء على الأكل وهو غير طاهر ينال لعنة بدل
البركة.. هذا عين ما يُوضحه بولس الرسول: إذن أى من أكل من هذا الخبز
أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه لأن الذى يأكل
ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه، غير مميز جسد الرب
(كورنثوس الأولى 11: 27و29).

أليس هذا هو نص العبارة فى ألفاظها ومعانيها كما
وردت فى الطقس القديم؟

5 هناك عبارة “بدون استحقاق” التى
أوردها بولس الرسول، تقابل عبارة “ونجاستها عليها” فى
القديم. فما معنى نجاستها عليها؟

لاحظ أن الطقس يقول نجاستها
عليها” لا
فيها” إذن، فهو لا يُشير إلى الخطية أو
النجاسة ذاتها بل إلى أثرها فى الإنسان، أى الناتج من عملها. وهناك فرق كبير بين
أن أقول: “لا يجب أن يكون فىّ خطية”، وبين قولى: “لا ينبغى
أن يكون علىّ خطية”. إذ فى القول الأول استحالة حسب قول يوحنا الرسول:
“إن قلنا إنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا” (يوحنا الأولى
1: 8).
غير أن كون الخطية فىّ ليس معناه أن أعيش عبداً لها. لأنه قد صار
بالمسيح يسوع ناموس آخر يعمل ضد الخطية “لأن ناموس روح الحياة فى المسيح
يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت” (رومية 8: 2).

فالذى يتقدم إلى ذبيحة السلامة وعليه نجاسته
معناه: أنه أغفل تقديم ذبيحة الخطية، لأن ذبيحة الخطية ترفع الخطية عن ضمير
الإنسان، فيُصفح عنه وحينئذ يؤهَّل لأكل ذبيحة السلامة التى للرب. إذن،
فذبيحة السلامة لابد أن يسبقها ذبيحة الخطية.

أليس هذا ما حددته الكنيسة بضرورة الإعتراف
بالخطايا قبل التناول من الجسد والدم، أى بالإنتفاع من عمل ذبيحة المسيح التى عن
الخطية، قبل الإنتفاع بشركة طبيعة المسيح التى للسلام؟

أما الذين يجترئون على التناول والشركة فى جسد
المسيح ودمه، دون أن يعترفوا بخطاياهم لتُغفر لهم “إن اعترفنا بخطايانا فهو
أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم” (يوحنا الأولى 1: 9)،
فهؤلاء يشتركون فى الذبيحة التى للرب ونجاساتهم عليهم.

 

V مناسبات أخرى لتقديم
ذبيحة السلامة
:

كانت ذبيحة السلامة فى عيد الخمسين تتكون من
خروفين حوليين (لاويين 23: 9). أما النذير فكان عليه – يوم أن يكمل انتذاره
– أن يقدم كبشاً واحداً صحيحاً ذبيحة سلامة مع سل فطير، ويحلق شعر رأس انتذاره
ويجعله على النار التى تحت ذبيحة السلامة (لاويين 6: 14-18). وفى الأعياد
ورؤوس الشهور كانوا يضربون بالأبواق على محرقاتهم وذبائح سلامتهم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى