سلسلة مقالات قصيرة – أسبقية الروح

[right][font=simplified arabic]قبل أن يقول الله : “ليكن نور” كان روح الله يرف على وجه المياه. لقد كان الروح هو المفتاح [/font][font=simplified arabic]الأول الذى انبعث منه صوت فى الكون وللنفس البشرية. لم يكن هناك فائدة من حضور [/font][font=simplified arabic]النور، ما لم يكن الروح أولاً. فالنور لا يجعل وجه المياه سعيداً، ما لم ترف الحياة [/font]
[font=simplified arabic]عليه.[/font]

[font=simplified arabic]إن النور [/font][font=simplified arabic]هو فى الخارج فقط، أما الروح فمكان راحته فى الداخل حيث تنبعث السعادة من العمق. [/font]
[font=simplified arabic]هكذا أيضاً من العبث أن تحيطنى بالنور والعشب وطير السماء وسمك البحر، بل حتى ولو [/font][font=simplified arabic]بلغت القمة فى علاقتى مع إخوتى البشر الذين خُلقوا على صورة الله، فلن تكون هناك [/font][font=simplified arabic]سعادة فى أعماقى، ما لم يرف الروح على وجه نفسى.[/font]

[font=simplified arabic]إن ما [/font][font=simplified arabic]يجعلنى سعيداً ليس ما أحصل عليه، بل ما أكونه، وما أكونه أنا هو الروح !! إذن، فقد [/font][font=simplified arabic]كان من الضرورة حضور الروح قبل كل هبات الله: قبل النور، وقبل الجلد، وقبل كل [/font][font=simplified arabic]خليقة، وقبل عشب الحقل. وكما أنه من الحسن أن يسبق فرح الحياة فى القلب الفرح [/font]
[font=simplified arabic]بالكون، هكذا قبل أن يقوم النور يجب أن يرف روح الله على وجه المياه.[/font]

[font=al-hor]أيها [/font][font=al-hor]الروح الإلهى الذى سبق نسيمك كل الأشياء،[/font]

[font=al-hor]إننى، [/font][font=al-hor]بجهل، أسعى لأقلب ترتيب أعمالك،[/font]

[font=al-hor]إننى [/font][font=al-hor]أسأل عن الأشياء قبل أن أسأل عنك.[/font]

[font=al-hor]إننى قبل [/font][font=al-hor]أن أطلبك، أسعى فى طلب النور والشمس والقمر والنجوم والعشب الأخضر وطير السماء [/font][font=al-hor]وحيوان الأرض ووجوه الناس.[/font]

[font=al-hor]لقد نسيت [/font][font=al-hor]أن النور بدونك لا يكون، والحشائش لا تنمو، والطيور والحيوانات لا [/font][font=al-hor]توجد.[/font]

[font=al-hor]تعال انت [/font][font=al-hor]بنفسك فى قلبى قبل كل شئ، ورف على وجه المياه.[/font]

[font=al-hor]لتُعط [/font][font=al-hor]النور حقيقته ومعناه، وللحشائش قوتها ونفعها، وللطير والحيوان أُلفته وصحبته [/font][font=al-hor]معى.[/font]

[font=al-hor]تعال [/font][font=al-hor]واجعلنى أرى صورة الله التى فى الإنسان، فأطلبها قبل أن أطلبه، وأحبها فأحبه، [/font][font=al-hor]وأكرمها فى كل وجه، فأجد الفرح والسلام.[/font]

[font=al-hor]فبدونك، [/font][font=al-hor]أيام خليقتى هى أمسية حزينة، بدون صباح، ولكن عندما تتحرك على وجه المياه سوف يشرق [/font]

[font=al-hor]فى قلبى سبت الخلود الذى لا يغشاه ليل!.[/font] [/right]