كتب

أعمال أندراوس



أعمال أندراوس

أعمال
أندراوس

 

نصّ
يونانيّ يعود إلى القرن الثاني وهو يروي رحلات الرسول، إقامته في بتراس وأخائية.
استشهاده على الصليب.

ذكر
اوسابيوس في التاريخ الكنسي (325: 6-7) وابيفانيوس أسقف سلامينة في كتابه عن
الهرطقات (47: 61، 68) أعمال اندراوس التي انتشرت في اوساط الهراطقة. قد يعود أصل
هذا الكتاب إلى القرن الثاني. غير أننا لا نملك إلا بضعة اجزاء منه في اليونانيّة
(اللغة الاصليّة) وملخصاً في اللاتينيّة صحّحه غريغوريوس، أسقف تور في فرنسا
(عنوانه: كتاب عجائب الطوباوي اندراوس الرسول، القرن السادس). ما هو مضمون هذا
الكتاب؟ بعد أن أقنع اندراوس مكسيميلا، زوجة ايغاتس حاكم أخائية، بأن تلتزم العفّة،
ألقي في السجن. حُكم عليه بأن يعذّب، فقبل عذابه بفرح. ومن على صليبه ظلّ ثلاثة
أيام وثلاث ليالٍ يكلّم الناس من على صليبه. ومات الرسول ودفنته مكسيميلا، فندم
ايغاتس وانتحر. نجد تأثير الغنوصيّة على أعمال اندراوس في شجب الزواج والتشديد على
طبيعة الانسان الروحيّة. أما النصّ القبطي (الذي هو بقايا من أعمال شرقيّة مختلفة
عن أعمال اندراوس قد ضاعت)، فنرى فيه الرسول يتحدّث مع كلب. كانت صاحبة هذا الكلب
قد قتلت ابنها واطعمته لكلبها. فأجبر اندراوس الكلب على ردّ ما في بطنه، وأعاد
الولد إلى الحياة.

 

أعمال
أندراوس:

 ورد
أول ذكر لهذه الأعمال – التي كثيراً ما يشير إليها الكتاب الكنسيون – في يوسابيوس،
فهو يرفضها مع غيرها من الأعمال الأبوكريفية على أنها سخيفة وغير معقولة. ويشير
أبيفانيوس إلى هذه الأعمال – عدة مرات – بأنها مستخدمة عند مذاهب هرطوقية كثيرة
ممن يمارسون الزهد الشديد. وينسبها الكتّاب الأوائل إلى ليوسيوس مؤلف أعمال يوحنا.

 

محتوياتها:
لم يبق من أعمال أندراوس إلا أجزاء صغيرة. كما يحتفظ لنا أيوديوس من أوزالا (توفي
424 م – وكان معاصراً لأوغسطينوس) بجزء صغير، كما يوجد جزء أكبر في مخطوطة من
القرن العاشر أو الحادي عشر تحتوي على حياة القديسين عن شهر نوفمبر، يقول عنها
بونيت إنها من أعمال أندراوس. وقصة موت أندراوس ترد على جملة صور، والصورة التي
يبدو أنها أقربها إلى الأصل، توجد في خطاب مشايخ وشمامسة كنائس أخائية.

 

1-والجزء
الوارد في أيوديوس عبارة عن فقرتين قصيرتين تصفان العلاقات بين مكسيميليا وزوجها
أجيتس، الذي قاومت مطالبه.

2-
أطول جزء من هذه الأعمال يروي سجن أندراوس لإغرائة مكسيميليا بالانفصال عن زوجها
أجيتس، لتعيش حياة الطهارة (واسم أجيتس هو في حقيقته اسم شخص ينتسب إلى مدينة أجيا
القريبة من باتري التي يقال إن أندراوس كان يعمل بها). ويفتتح الفصل، في وسط خطاب
ألقاه أندراوس على الإخوة في السجن، الذي انضموا إليه فيه ليفتخروا بشركتهم مع
المسيح وبنجاتهم من أمور الأرض الدنية. وقد زارت مكسيمميليا ورفيقاتها الرسول مراراً
في السجن، وقد جادلها أجيتس وهددها بأنها إذا لم تستأنف علاقاتها معه، فإنه سيعرض
أندراوس للعذاب. وأشار عليها أندراوس بمقاومة الحاح أجيتس، وألقى خطاباً عن طبيعة
الإنسان الحقيقية، وقال إن العذاب لا يخيفه، فلو أن مكسيميليا خضغت، لتألم الرسول
من أجلها، وبمشاركتها له في الآلام تعرف طبيعتها على حقيقتها وهكذا تنجو من الضيق.
ثم بعد ذلك عزى أندراوس إستراتوكليس أخا أجيتس الذي أعلن حاجته إلى أندراوس الذي
غرس فيه ” بذرة كلمة الخلاص “. وبعد ذلك أعلن أندراوس أنه سيصلب في
اليوم التالي، فزارت مكسيميليا الرسول مرة أخرى في السجن، ” وكان الرب يسير
أمامها في صورة أندراوس “. وألقى الرسول خطاباً على جماعة من الإخوة عن خداع
إبليس الذي بدا للإنسان أولاً كصديق ولكنه ظهر الآن كعدو.

 

3-عندما
وصل إندراوس إلى مكان الصلب، رحب بالصليب. وبعد أن ربط إلى الصليب، وعلق عليه، كان
يبتسم لإخفاق أجيتس في الإنتقام، لأنه (كما قال) ” الرجل الذي ينتمي ليسوع،
لأنه معروف ليسوع، فهو رجل محصن ضد الانتقام “. وظل أندراوس ثلاثة أيام وثلاث
ليال يخاطب الشعب من فوق الصليب، وإذ تأثروا من نبله وبلاغته، ذهبوا إلى أجيتس
طالبين منه انقاذه من الموت. وإذ خشى غضب الشعب ذهب لينزل أندراوس من فوق الصليب،
ولكن الرسول رفض النجاة وصلى للمسيح لكي يحول دون إطلاق سراحه. بعد ذلك أسلم
الروح، وقد دفنته مكسيميليا، وبعدها بقليل طرح أجيتس نفسه من ارتفاع عظيم ومات.

 

الصفة
العامة: يظهر الاتجاه الهرطوقي بأقوى صورة في أعمال اندراوس (وبالنسبة لهذا،
ولارتباط أندراوس في التقليد الكنسي بالتقشف الشديد، فهناك مفارقة عجيبة حيث أنه
في بعض أجزاء ألمانيا يعتبر أندراوس القديس الحامي للفتيات اللواتي يبحثن عن
أزواج. ففي هارز وتورنجن تعتبر ليلة القديس أندراوس (30 نوفمبر) عند الفتيات أفضل
وقت لرؤية أزواج المستقبل. وتبدو الروح الغنوسية في التقدير العظيم للإنسان الروحي
(6). فالطبيعة الحقيقية للإنسان طاهرة، والضعف والخطية هما من عمل ” العدو
الشرير الذي هو ضد السلام “، وهو لا يظهر علناً كعدو لإغواء الناس ولكنه
يتظاهر بالصداقة، وعندما يبزغ نور العالم، يرى عدو الإنسان في ألوانه الحقيقية.
والخلاص من الخطية يأتي من الإستنارة. والنظرة المتصوفة إلى الآلام (9) تذكرنا
بتلك الموجودة في أعمال يوحنا. ومواعظ الرسول تتميز بالجدية والحرارة (فالكلمات
تفيض من شفيته ” كسيل من نار ” 12) وإحساس عميق بالرحمة الإلهية على الخطاة
والمجربين.

 

القيمة
التاريخية: الشيء الوحيد في أعمال أندراوس الذي يمكن أن يكون له أساس تاريخي هو
خدمته في باتري على خليج كورنثوس. وهناك اضطراب في التقاليد الكنسية عن دائرة خدمة
أندراوس فيما بين سيكيثا وبثينية واليونان، ولكن من المحتمل أن أندراوس جاء إلى
اليونان وإنه استشهد في باتري، ومن المحتمل في نفس الوقت أن خدمة أندراوس وصلبه في
باتري قد اخترعت لإظهار أن الكنيسة في باتري كنيسة أسسها أحد الرسل.

أما
التقليد عن صلب الرسول على الصليب المعروف باسم صليب القديس أندراوس، فهو تقليد
متأخر.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى