كتب

صلاة يوسف



صلاة يوسف

صلاة
يوسف

 

مدخل
إلى صلاة يوسف

صلاة
يوسف هي النصّ الوحيد الذي يؤكّد أن أبا الآباء يعقوب كان التجسيد للملاك اسرائيل
على الأرض. والخبر الأساسيّ، في النصوص التي حُفظت لنا، يتحدّث عن صراع بين
الملاكين اسرائيل واورئيل حول مركز كل منهما في السماء. العنوان غريب، لأن يوسف لا
يُذكر في ما تبقّى من النصّ الذي يبدو توسّعاً في بركة يعقوب لابنَي ليوسف كما
نقرأ في تك 48. أما خبر صراع يعقوب مع “الرجل” كما في تك 32: 24 – 31،
فقد أغنى الخبرَ الأساسيّ.

حسب
الحوار الشعريّ لنيقيفورس، تكوّنت صلاةُ يوسف في الأصل 1100 سطر. ولكن لم يبق سوى
ثلاثة أجزاء تتضمّن تسعة أقوال يونانيّة نقرأها في مؤلّفات أوريجانس. (1) الجزء
الأول يرد في تفسير أوريجانس لانجيل يوحنا، فيُسند البرهان بأن يوحنا المعمدان كان
ملاكاً تجسّد ليشهد ليسوع. (2) الجزء الثاني هو قول واحد نجده في تجميع لنصوص
اوريجانس قام به غريغوريوس وأرسله إلى باسيليوس ودعاه “فيلوكاليا”، كما
نجده في التهيئة الانجيليّة لاوسابيوس القيصري، وتفسير سفر التكوين لبروكوبيوس
الغزاويّ (في اللاتينيّة). (3) والجزء الثالث نقرأه أيضاً في الفيلوكاليا الذي
يورد الجزء الثاني ويعلّق على الجزء الاول. بالإضافة إلى هذه الأجزاء، يرد العنوان
“صلاة يوسف” في لوائح عديدة تذكر المؤلّفات المنحولة، كما نجد ثلاثة
تلميحات ممكنة إلى صلاة يوسف في مؤلّفات أخرى. ولكن كل هذا لا يضيف جديداً إلى
معرفتنا بالنصّ.

إن
كانت هذه الصلاة يهوديّة، فقد تكون دُوّنت في الأراميّة. وإن كانت مسيحيّة، فقد
تكون دُوِّنت في اليونانيّة. وبما أنها وردت في تفسير أوريجانس لسفر التكوين فيجب
أن تكون دُوِّنت قبل سنة 231. والمقابلة مع نصوص هلينيّة وأراميّة تجعلنا نقترح
القرن الأول المسيحيّ. أين دوِّنت؟ في الاسكندريّة، إذا كانت صلاة مسيحيّة. وفي
فلسطين، إن كانت أراميّة.

يبدو
أن أوريجانس ربط هذه الصلاة بالعالم اليهوديّ، في فلسطين كما في الشتات. أما
اللاهوت الذي فيها، فيرتبط بعالم الميتولوجيا ولا سيّما في الكلام عن هذا الملاك
الذي اسمه يسرائيل. في الواقع، نحن أمام الاسم الثاني ليعقوب: اسرائيل. إنه قائد
روحيّ، رأى الله. هو بكر الله، وملاك قدرة العليّ، وقائد أبناء الله، وأوّل خادم
أمام وجه الله.

 

نص صلاة يوسف

1
(1) أنا يعقوب الذي يكلّمكم، هو اسرائيل أيضاً، وملاك الله، وروح قائد. (2) خُلق
ابراهيمُ واسحق قبل أي عمل. (3) أما أنا فيعقوب الذي دعاه الناس يعقوب مع أن اسمه
كان اسرائيل. دعاني الله اسرائيل الذي يعني الرجل الذي رأى الله، لأني بكرُ كل حيّ
أعطاه اللهُ الحياة.

(4)
حين جئتُ من ميزوبوتامية سورية، وخرج أورئيل، ملاك الله، قائلاً: “أنا (يعقوب
اسرائيل) نزلتُ إلى الأرض، وأقمتُ بين البشر ودُعيت باسم يعقوب، (5) فحسدني وتصارع
معي وتقاتل معي، قائلاً إن اسمه والاسم الذي هو قبل كل ملاك، كان فوق اسمي. (6)
فقلتُ له اسمه وفي أية درجة يقف بين أبناء الله. (7) أما أنت اورئيل، الثامن بعدي؟
وأنا اسرائيل رئيس ملائكة قدرة الربّ ورئيس القوّاد بين أبناء الله. أما أنا
اسرائيل، أول خادم أمام وجه الله! ودعوتُ الله بالاسم الذي لا ينطفئ.

2
(1) قرأتُ في لوحات السماء، كلَّ ما يُصيبك أنت وأبناءك.

3
(كتب اوريجانس) أن يعقوب كان أعظم من رجل، أنه تفوّق على أخيه، وأعلن في ذات
الكتاب الذي نورده: “قرأتُ في لوحات السماء”، أنه رئيس قوّاد قدرة
الربّ، وأنه امتلك، منذ البدء، اسم اسرائيل. وقد ذكره اورئيل، رئيس الملائكة،
بعدما عرف أنه قام بخدمته وهو في الجسد.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى