كتب

تفسير الرؤية



تفسير الرؤية

تفسير
الرؤية

56
(1) “ولكن ما أنك طلبت من العلي أن يكشف لك تفسير الرؤية التي رأيت، أرسلت
أنا لأكلّمك. (2) فالقدير عرّفك معرفة تدابير الأزمنة التي عبرت والتي ستعبر في
عالمه منذ بداية خليقته حتّى نهايتها، تلك التي تنتمي إلى الكذب وتلك التي تنتمي
إلى الحقّ. (3) فحين رأيتَ سحابة كبيرة وقد صعدت من البحر ومضت وغطّت وغطّت الأرض،
فهي تدلّ على طول الدهر الذي خلقه القدير حين فكّر في صنع العالم.

(4)
وحين خرجت الكلمة من أمامه، تحدّد طول الدهر كشيء صغير، وتكوّن حسب كبر العقل الذي
أرسله. (5) وحين بدأت فرأيت طرف السحابة، فالمياه التي تساقطت أولاً على الارض،
تدلّ على التجاوز الذي اقترفه آدم، الإنسان الأول.

(6)
“فحين تجاوز(20) (الوصيّة)، جاء الموت قبل وقته

واتخذ
الحداد اسمًا وأعدّ الحزن

وخُلق
العذاب وأمر (الإنسان) بالعمل

وبدأت
الكبرياء تقوم

وطلب
الشيول أن تتجدّد بالدم.

وبدأ
الأولاد يجيئون، وظهرت رغبة الوالدين

وانحطت
عظمة البشريّة وجفّ الصلاح.

(7)
فماذا يمكن أن يكون أكثر ظلمة وعتمة من هذا؟ (8) هو بداية المياه السوداء التي
رأيت.

(9)
ومن هذه المياه السوداء وُلدت أخرى أكثر سوادًا، وكانت ظلمة الظلمة. (10) ذاك الذي
كان خطرًا على نفسه، صار أيضًا خطرًا للملائكة. (11) ففي الزمن الذي فيه خُلق كانت
لهم الحرّية(12). فانحدر بعضهم وامتزجوا بالنساء. (13) عندئذ قُيِّد أولئك الذين
تصرّفوا هكذا وعذِّبوا. (14) ولكن بقيّة الملائكة الكثيرين والذين لا عدد لهم، فقد
ثبتوا. (15) أما الذين أقاموا على الأرض، فقد هلكوا معًا بمياه الطوفان. (16) تلك
هي إذن أول المياه السوداء.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى