كتب

الفصل الخامس: الصنم بريشه فرية النار



الفصل الخامس: الصنم بريشه فرية النار

الفصل الخامس: الصنم بريشه فرية النار

 

(1)
فخرجت وأنا أفكّر في غضب أبي. وحين خرجت دعاني قائلاً: “إبراهيم” فقلت
“هاءنذا”.

(2)
فقال: “أجمع قطع الخشب التي بها صنعت آلهة الصنوبر قبل أن تجيء، وخذها. هيّئ
طعام الغداء”.

(3)
وحصل أني حين كنت أجمع قطع الخشب، وجدت فيها إلهًا صغيرًا كان قد زلق على الكومة
(التي) عن يساري. وكان قد كُتب على جبينه: الإله بريشه،

(4)
فما قلت لأبي إني وجدت إله الخشب بريشه بين شقف الخشب.

(5)
وحصل أني وضعت قطع الخشب في النار كي أهيئ الطعام لأبي.

(6)
وإذ خرجت لأسأله نصيحة حول الطعام، وضعت بريشة قرب النار التي بدأت تشتعل وقلت له
بلهجة مهدّدة: “انتبه بريشه بألاّ تنطفئ النار حتّى عودتي فإن انطفأت، إنفخ
فيها فتعود”! وخرجت وأتممت مانويت.

(7)
وحين عدت وجدت بريشه ساقطًا ممدّدًا: أحاطت النار بقدميه فأحرقتها إحراقًا

(8)
فاندفعت في الضحك وقلت في نفسي: “في الحقيقة، يا برشه، أنت تعرف أن تشعل
النار وتطبخ الطعام”.

(9)
وحصل حين كنت أتكلّم في عقلي، أنه احترق شيئًا فشيئًا بالنار وتحوّل كله إلى رماد.

(10)
فحملت الطعام إلى أبي فأكله. وأعطيته خمرًا ولبنًا (حليبًا) فشرب.

(11)
فارتاح وبارك إلهه مرومه.

(12)
فقلت له: “يا أبي تارح، لا تبارك إلهك مرومه هولا تمدحه. بل إمدح إلهك بريشه.
لأنه رمى نفسه بالنار حبًا لك، وهيّأ لك طعامك”.

(13)
فقال لي: “أين هو الآن”. (فقلت): “تحوّل إلى رماد في قوّة النار
فصار غبارًا”. فقال: “عظيمة قدرة بريشه إن صنع واحدًا آخر اليوم، وغدًا
يهيئ طعامي”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى