كتب

حزقيال التراجيدي



حزقيال التراجيدي

حزقيال
التراجيدي

 

نصوص
يهودية فى العالم الهيلينى

نورد
هنا نقاطع من مؤلّفات يهوديّة ضاعت، فما بقي منها سوى آثار بسيطة ونحن نقرأها في
تضاعيف مؤلّفات آباء الكنيسة. هذه المقاطع وصلت في اللغة اليونانيّة، وحسب الفنون
الأدبيّة المعروفة آنذاك. هي ليست مغفلة، بل نحن نعرف أسماء أصحابها، وها نحن
نذكرهم، ونذكر المرجع الذي ورد فيه كلُّ مقطع من هذه المقاطع.

 

حزقيال التراجيدي

كتب
حزقيال في القرن الثاني ق م دراما (أو ترجيديا) تقود إلى الحقبة الهلنستية فتروي
خبر الخروج من مصر. عاد أوسابيوس إلى الاسكندر بوليهستور فصوّره على أنه شاعر
ترجيدي. وقال فيه اكلمنضوس الاسكندراني في الموشيّات (1: 23) هو شاعر الترجيديات
اليهوديّة. بقيت لنا أجزاء من كتاباته عند أوسابيوس (التهيئة، الكتاب التاسع، ف
28- 29) واكلمنضوس الاسكندراني وزَعْم اوستاتيوس. مضمون ما كتبه حزقيال يرتكز على
الخبر البيبلي في خر 1- 15، ويشدّد على شخص موسى كوجه رئيسيّ. بدأ هذا الشاعر
بالأحداث التي أحاطت بولادة موسى وطفولته، ثم روى خبر هربه إلى البريّة، ونداء
الربّ له ليقود بني اسرائيل إلى خارج مصر، والأحداث المحيطة بانطلاق بني اسرائيل.
وينتهي حزقيال مع ما حصل في إيليم (خر 15: 24).

ورد
نصُّ حزقيال عند أوسابيوس، كما ذكرنا أعلاه، واكلمنضوس الاسكندراني (الموشيات
1/23: 155 – 156) وزعْم أوستاسيوس. نُشرت نصوص حزقيال أول ما نُشرت سنة 1931. ثم
كانت نشرة علمية سنة 1971. وفي سنة 1991، نُشرت في إطار “الينابيع
المسيحيّة”، كما نقرأها في التهيئة الانجيليّة.

دَوّن
حزقيال هذه التراجيديا في اليونانيّة، في الاسكندريّة، ولجأ إلى نصّ التوراة كما
في السبعينيّة، فجاءت “مسرحيّته” لقاء بين التقليد البيبلي والأدب
المسرحيّ اليونانيّ في تلك الحقبة.

أما
هذه المسرحيّة فجاءت في خمسة فصول:


الفصل الأول: المشهد الأول: حوار موسى مع نفسه.

المشهد
الثاني: حوار بين موسى وصفورة.


الفصل الثاني: المشهد الأول: حوار صفّورة مع حوس.

المشهد
الثاني: حلم موسى وتفسيره بفم يترو.


الفصل الثالث: المشهد الأول: حوار حوس مع الله.

المشهد
الثاني: تعليمات موسى إلى الشعب.


الفصل الرابع: تقرير يحمله الرسول المصريّ.


الفصل الخامس: إيليم وما رواه الرسل لموسى.

 

28
(1) أن يكون موسى قد طُرح بيد أمّه إلى المستنقعات، فأخذته ابنة الملك وربّته، هذه
ما يرويه حزقيال، كاتب الترجيديات، الذي يعود بخبره إلى البداية مع يعقوب والذين
مضوا معه إلى مصر، إلى يوسف، يُدخل موسى كمتكلّم فيقول:

(2)
حين انطلق يعقوب من كنعان

نزل
مع ستين نفساً وعشراً (تك 46: 27)،

إلى
أرض مصر. وهناك ولد

شعباً
كبيراً: تألّموا، تضايقوا (1: 7)،

5.
أسيئت معاملتهم إلى هذا اليوم،

بواسطة
السلطة الحاكمة والناس الأشرار.

إذ
رأى فرعون كيف ينمو نسلنا (1: 9- 11، 14)

كقفير
النحل، نوى علينا حيلة كبيرة:

أجبر
الرجال على صنع الحجارة،

10.
من أجل بناء أسواره وحصونه.

هكذا
يقوّي مدنه بأشغالهم.

ثم
أمر نسل العبرانيين أن يرموا (1: 22)

أطفالهم
في النهر العميق.

في
ذلك الوقت، تلك التي حملتني في حشاها،

15.
أخفتني ثلاثة أشهر، كما قالت (2: 2- 3).

ولكن
لما كُشفتْ، قمّطتني وطرحتني

على
شاطئ النهر، في مستنقع قاسٍ،

ومريم
أختي انتظرت بقربي (2: 4- 5).

وبنتُ
الملك، مع جواريها،

20.
نزلت لتغسل جسمها وتستحمّ.

وحالما
رأتني، أخذتني،

عرفت
أنني من نسل العبرانيّين (2: 6- 8).

أسرعت
أختي إللا الأميرة وقالت:

“هل
أبحث بسرعة عن مرضع لهذا الولد،

25.
من النسل العبري”؟ فألحّت عليها الأميرة،

فجاءت،
وقالت لأمي التي أسرعت،

وجاءت
إليها وأخذتني في ذراعيها.

فقالت
بنت الملك: “يا امرأة، أرضعي (2: 9)

هذا
الولد وأنا أعطيك أجرك”.

30.
والأميرة نفسها دعتني “موسى”، بعد (2: 1)

أن
أخذتني عن شاطئ النهر الرطب.

(3)
بعد ذلك أضاف جزقيال (أشعارً) حول هذا الموضوع في التراجيديا التي جعل فيها موسى
على المسرح، ووضع في فمه هذا الكلام:

وحين
رأت أني تجاوزت الطفولة،

اقتادتني
أمي إلى قصر الأميرة.

وقبل
كل شيء، بدأت فأعلنت لي

35.
ما يتعلق بإله أبي وبنسلي.

فلأميرة
أخذت على عاتقها حياتي كولد،

من
نفقة وتربية تليق بالأمراء،

فأمّنت
لي كلَّ شيء كما لو كنتُ ابنها الخاص (2: 11).

ولما
امتلأت دائرة الأيام،

40.
تركتُ البيت الملكي، يدفعني إلى العمل

قلبي
الخاص وحيلةُ الملك.

أولاً،
رأيت رجلين يتقاتلان ويختلفان:

واحد
مصريّ وآخر من النسل العبريّ (2: 12)

رأيتهما
وحدي، وما من أحد في الجوار،

45.
خلّصتُ أخي وقتلتُ الآخر،

وأخفيته
في الرمل بحيث لا يرى أحد.

وإلاّ
يُخبر بارتكاب القتل.

في
اليوم التالي، رأيتُ أيضاً رجلين (2: 13- 15)،

كلاهما
من إخوتي، يدوس الواحد على الآخر.

50.
فقلتُ: “لماذا تضرب من هو أضعف منك”؟

فقال:
“من جعلك قاضياً بيننا

أو
حاكماً في هذا المكان؟ أتريد أن تقتلني

كما
قتلك الرجل البارحة”؟ فخفتُ

وقلت:
“إذن، كيف عُرف هذا العمل؟

55.
كل هذا وصل سريعاً إلى الملك”.

فطلب
الفرعون أن يأخذ حياتي.

فلما
سمعتُ ذلك، هربتُ من أمام وجهه،

الآن
أنا تائه في أرض غريبة.

(4)
وأضاف ما يتعلق ببنات رعوئيل:

ولكن
أرى هذا سبع عذارى (2: 16)

وإذا
سأل عن هؤلاء العذارى، أجابت صفورة:

60.
كل هذه الأرض، يا غريب، تُدعى ليبيا.

تسكنُها
قبائلُ من أعراق مختلفة،

الأحباش
بجلدهم الأسود. وليس سوى

حاكم
واحد، سوى أمير، سوى قائد واحد.

ولكن
الذي يحكم هذه المدينة ويقضي في البشر المائتين

65.
ككاهن، هو أبي وأبو هؤلاء (العذارى).

وبعد
أن روى كيف سقى القطعان، ارتبط بزواج مع صفّورة. وجعل على المسرح في كلام متناوب،
الشقيقتين خوماً وصفورة اللتين قالتا:

(خوم)
يا صفورة، يجب أن تؤدّي جواباً عن ذلك.

(صفورة)
جعلني أبي زوجة لهذا الغريب (2: 21).

29
(4) عن هذه الأحداث، تحدّث حزقيال أيضاً في “الخروج” وأضاف الحلم الذي
رآه موسى ففسّره حموه. وكان حوارٌ تناوبَ فيه موسى محموه:

(5)
على قمة سيناء رأيتُ ما يُشبه عرشاً

ارتفع
جداً فلامس سحابَ السماء.

70.
فوقه جلس رجلٌ من محتد شريف،

التاج
على رأسه، والصولجان في يده اليسرى.

باليد
الأخرى أشار إليّ،

فاقتربتُ
ووقفتُ أمام العرش.

جعل
في يدي الصولجان، ودعاني

75.
لأصعد العرش، وأعطاني التاج

وابتعد
هو عن العرش.

فشاهدتُ
حولي الأرضُ كلَّها،

وما
تحت الأرض، وما هو في أعلى السماء.

على
قدميّ، عددٌ كبير من النجوم

80.
سقطتْ، فعددتُها كلّها من على عرشي.

عبرتْ
أمامي مثل جيش من (البشر) المائتين.

استولى
عليّ الرعب فنهضتُ من حلمي.

(6)
وفسّر له حموه الحلم هكذا:

أيها
الغريب (أو: يا صديقي)، منحك الربّ هذا كعلامة خير.

يا
ليتني أحيا إلى حين تحصل هذه الأمور.

85.
سوف تقلب عرشاً كبيراً،

وأنت
تكون حاكم “المائتين” وموجّهَهم.

سوف
تشاهُد الأرضَ المأهولة كلَّها،

والمناطق
السفلى وتلك التي فوق سماء الله.

وسوف
ترى ما هو الآن، وما كان وما سيكون.

(7)
وكان حوار حول العلّيقة المتّقدة، والمهمّة لدى فرعون، بين موسى والله. قال موسى:

90.
فما هذه العلامة الآتية من العلّيقة؟

غريبة،
ولا تصدّق بالنسبة إلى “المائتين”.

علّيقةٌ
تلتهب فجأة بلهيب عظيم (3: 1-2)

ويبقى
كلّ ورقها أخضر وطريئاً؟

ما
هذا؟ سأتقدّم، وأرى هذه المعجزة (3: 3)

95.
العظيمة التي لا يُصدّقها بشر.

(8)
بعد هذا، ناداه الله:

توقّف،
يا موسى، يا خير الرجال، ولا تقتربْ (3: 4- 6).

إخلع
نعليك من رجليك،

فالموضوع
الذي تقف عليه أرضٌ مقدّسة.

ومن
هذه العلّيقة تشّع كلمةُ الله من أجلك.

100.
تشجّع، يا ابني، واسمع أقوالي

فأنت
الكائن المائت لا تقدر أن ترى وجهي،

ولكن
باستطاعتك أن تسمع كلماتي،

ولأجل
هذا السبب جئتُ.

أنا
إله آبائك الثلاثة،

105.
(إله) ابراهيم واسحق ويعقوب أنا (3: 7- 8).

تذكّرتُ
مواعيدي من أجلهم وعطاياي،

فجئتُ
لأخلِّص العبرانيين شعبي،

بعد
أن رأيت شقاء عبيدي وعذابهم.

فامضِ
وكن شاهداً على أقوالي هذه،

110.
لدى جميع العبرانيين أولاً، ثم لدى الملك.

كلّ
ما حملتك من أوامر

لتخرج
شعبي من هذه الأرض.

(9)
بعد ذلك، أجاب موسى:

لستُ
فصيحاً في طبعي (4: 10)،

ولساني
يتكلّم بصعوبة، وصوتي ضعيف،

115.
بحيث لا تصل كلماتي إلى الملك (6: 12).

(10)
فأجابه الله على كلامه:

سوف
أعجّل وأرسل أخاك هرون (4: 14- 16):

إليه
تقول ما قلته لك،

وهو
يتكلّم أمام الملك.

تأخذ
الكلمات مني، وهو (يأخذها) منك.

(11)
حول العصا وسائر المعجزات، كان الحوار بين الله وموسى:

120-
ماذا تمسك في يدك، عجّلْ وقلْ (4: 2-3).


عصا أعاقب بها الحيوان والبشر.


ألقِها على الأرض وابتعدْ عنها بسرعة،

فتصبح
حيّة مرعبة، فتندهش.


ها قد رميتها على الأرض، كن حنوناً يا ربّ.

125.
ما أرهب هذا الوحش. إرحمني (يا رب).

أرتجف
حين أراها، ترتعش أعضائي.


ولا تخفّ. مدّ يَدك وأمسكْ ذنبها (4: 4)،

فتعود
عصا كما كانت من قبل.

ضع
يدك في صدرك، أدخلها. (4: 6- 7).

130-
ها أنا طائع، صارت مثل الثلج.


ردّها من جديد فتكون كما كانت.

(12)
وبعد ملاحظات قليلة، أضاف (بوليهستور) ما يلي: هذا يقول حزقيال في
“الخروج”. يجعل الله على المسرح، بمناسبة الآيات، فيقول:

بهذه
العصا تصنعُ كلّ أنواع الويلات (4: 17).

أولاً
يسيل نهرُ دم أحمر (7: 19)

من
كل الينابيع ومن كل مياه هادئة.

135.
أَرمي على الأرض سحاباً من الضفاضع والبعوض (7: 37- 38)،

وأرشّ
على الناس رماداً من التنّور،

فتَنبت
عليهم قروحٌ مرّة،

وقفيرٌ
من الذباب يأتي ويضايق

أهل
مصر. ثم ضربةٌ تالية

140.
تأتي فتقتل قساة القلوب.

ثم
أجعل السماء غاضبة، فيسقط

البَردُ
مع النار ويقتل البشر،

ويقتل
كلَّ الثمار والحيوانات.

آمر
بالظلمة ثلاثة أيام كاملة،

145.
وأرسل الجرادَ الذي يأكل ما تبقّى

من
الطعام، وكلّ عشب أخضر.

وفي
النهاية، أقتل أبكار البشر،

وأحطّم
كبرياء الأشرار.

أما
فرعون فلن يسمع ما أقوله،

150.
حتّى يرى ابنَه البكر جثةً هامدة،

فيرتعب
خوفاً ويعجّل فيُطلق الشعب.

هذا
ما تقوله لنسل العبرانيين: (خر 12: 3 ي):

((هذا
الشهر يكون الشهرَ الأول في سنيكم،

الذي
فيه أقودكم إلى أرض أخرى

155.
أقسمتُ (بأن أعطيها) لآبائكم العبرانيين)).

وقال
للشعب كله: “في هذا الشهر،

حين
يكونُ القمرُ بدراً، ذبيحةَ الفصح

تقدّمون
لله، وتمسحون الأبواب بالدم،

فيراه
الملاك والمهلك، فيعبر ماضياً.

160.
وأنتم، في الليل، تأكلون اللحم المشويّ.

ويعجّل
الملك فيطرد كلَّ هذا الجمع.

عند
ذاك، أمنح رضاي للشعب،

فتأخذه
امرأةٌ من امرأة

الأواني
وجواهرَ الفضة والذهب،

165.
وكلَّ لباس يرتديه الانسان.

وهكذا
يعوّض المصريون عن أجر أعمالكم.

وحين
تصلون إلى أرضكم الخاصّة،

تحرّزوا،
منذ صباح هربتم فيه،

من
مصر، وسرتُم سبعة أيام.

170.
منذ ذاك الصباح، عدداً من الأيام كل سنة (13: 2ي)،

تأكلون
خبزاً فطيراً وتعبدون إلهكم.

وتقدّمون
بكر الحيوان (ذبيحة)

لله،
حين تحمل المرأة للمرّة الأولى

ذكَراً
فاتح رحم أمّه.

(13)
ويقول بوليهستور: ويعود حزقيال أيضاً إلى هذا العيد عينه ليصوّره مع تفاصيل عديدة:

175.
وحين يأتي اليومُ العاشر من هذا الشهر، (12: 3 ي)،

ليأخذْ
كلُّ رجل عبريّ، حسب عائلته،

حملاً
لا عيب فيه وعجلاً، ويحفظهما

إلى
أن يطلع اليومُ الرابع بعدد العشرة أيام (14 نيران).

يذبحه،
فتأكلون كلَّ

180.
لحمه مشوياً في النار مع أمعائه.

تكون
أحقاؤكم مشدودة ونعالُكم في أرجلكم،

وعصيّكم
في أيديكم. إذ ذاك يعجّل

الملكُ،
ويأمركم كلّكم بأن تتركوا الأرض.

هذا
ما يُسمّى الفصح. وحين

185.
تذبحون، خذوا زوفى في أيديكم،

وأغمسوها
بالدم

وامسحوا
قائمتَي أبوابكم ليعبر الموت عنكم.

تحفظون
هذا العيد للربّ،

وسبعة
أيام تأكلون خبزاً فطيراً،

190.
فتكون لكم نجاة من هذه الشرور.

وفي
هذا الشهر يُنعم الله عليكم بأن تنطلقوا، في هذا الشهر

الذي
يكون لكم بداية الشهور والسنين.

(14)
وبعد عدد آخر من التفاصيل، أضاف بوليهستور: وجعل حزقيال أيضاً، في الدراما
المسمّاة “الخروج”، رسولاً يروي وضعَ العبرانيين والكارثة التي حلّت
بالمصريين، فيقول:

فحين
انطلق فرعونُ من بيته (14: 6 ي)،

مع
جمهور من ربوات الرجال المسلّحين،

195.
مع الخيّالة والعربات التي تجرُّها أربعةُ جياد،

والقوّاد
ورجال القتال معهم.

كان
الجيش مرعباً، مستعداً للقتال:

رتَّب
الرجّالةَ كتيبة في الوسط،

مع
ممرّات تعبر فيها المركبات،

200.
ونشر الخيّالةَ، بعضهم إلى الشمال،

والباقي
عن يمين الجيش المصري.

سألتُ
عن قوّة هذا الجيش كله، فكانوا مئة ربوة (= مليون) من الرجال الأشدّاء.

وحين
واجه العبرانيّون جيشه،

205.
ارتمى بعضهم قرب شاطئ

البحر
الأحمر الرمليّ وتجمّعوا (14: 9).

وبعضُهم
أخذ يهتمّ بأولاده (12: 37 ي)

ونسائه
المتعبين المنهَكين،

مع
القطعان العديدة وأواني البيوت.

210.
وهم إذ كانوا بلا حماية ولا سلاح (14: 10)،

أرسلوا
صراخ الألم لما رأونا

ورفعوا
نواحَهم إلى السماء، إلى إله آبائهم.

كان
جمهورُهم عدداً كبيراً،

ونحن
من جهتنا كلُّنا فرحنا فرحاً.

215.
فأقمنا مخيّمنا تجاههم (14: 9)،

قرب
مدينة تُدعى بعل صفون.

وحين
مالت الشمس الجبّارة إلى الغروب (14: 19- 20)

انتظرنا
ونوينا القتال في الصباح،

واثقين
بععدنا، وبسلاحنا الرهيب.

220.
عندئذ بدأت العجائبُ الالهيّة،

فسبقت
المعجزات. وفجأة

وقف
عمودٌ عظيم من سحاب ونار،

بين
مخيّمنا ومخيَّم العبرانيين (14: 21)،

فأخذ
قائدُهم موسى

225.
عصا الله التي بها أجرى، في الماضي،

عدداً
من الشرور والويلات في مصر،

فضرب
سطح البحر الأحمر. والعمقُ

انشقّ
في الوسط، والجميعُ مثل شخص واحد (14: 22- 23)

عجّلوا
في تلك الدرب المالحة.

230.
فعجّلنا ودخلنا في الطريق عينها،

وتبعنا
اثرهم، في الليل دخلنا،

ولحقنا
بهم، واقتربنا صراخ. وفجأةً

عجلاتُ
مركبتنا قُيّدت كما بسلاسل (14: 24- 25)،

ومن
السماء ظهر نورٌ كأنه نار.

235.
لمع فوقنا ففكّرنا قائلين:

“إن
الله يدافع عنهم”. ولما وصلوا إلى الشاطئ،

تحرّكت
موجة عظيمة،

فقست
علينا، فصرخ واحدنا من الخوف:

“لنهرب
ونتراجع، أمام يد العليّ (14: 25).

240.
لهم قدّم عوناً أما نحن

التعساء،
فأعدّ لنا الدمار”.

غمرت
طريق البحر المياهُ، فدُمّر جيشُنا كله (14: 28)

(15)
ويقول بعد ذلك: مشواه من هناك، ثلاثة أيام، كما قال ديمتريوس نفسه، فتوافق كلامه
مع النصّ المقدّس. واذا لم يكن لموسى مياه حلوة، بل مالحة، أمره الربُّ فرمى عوداً
من شجرة في الينبوع فصار الماء صالحاً للشرب. ومن هناك وصلوا إلى إيليم حيث وجد
اثنتي عشرة عين ماء وسبعين نخلة. حينئذ جعل حزقيال على الطير (فنيكس) الذي ظهر، في
“الخروج”، شخصاً كلّم موسى عن النخلات وعن الاثنتي عشرة عين ماء، فقال:

(16)
يا موسى، أنبل النبلاء، أنظر (15: 27ي)

ماذا
وجدنا قرب هذا الوادي بهوائه.

245.
هو هنا، كما تستطيع أن ترى.

ومن
هناك لمع نورٌ مضيء

في
الليل، علامةٌ، مثل عمود نار.

وجدنا
هناك مرجاً فيه الظلال

وسواقيَ
ماء جارٍ: هو موضع غنيّ وخصب

250.
يُخرج من صخرة واحدة اثنتي عشرة عين ماء،

وجذوع
النخلات القويّة والعديدة:

ستون
وعشر نخلات مع مياه تجري حولها،

وعشبٌ
أخضر لإطعام القطعان.

وبعد
ذلك تكلّم (الشاعرُ) عن الطير الذي ظهر:

ومع
هؤلاء، رأينا حيواناً آخر

255.
عجيباً، لم يرَ أحدٌ قطّ مثلَه.

بدا
بقيامته ضعفَي النسر،

مع
جناحين وريش جميل جداً.

بدا
حلقُه من الأرجوان،

وقدماه
حمروان كالصلصال، وعنقُه

260.
تَغطّى بجزّة بلون الزعفران.

بدا
رأسُه مثل رأس الديك

ينظر
حوله بحدقتين صفراوين،

وشابهت
هذه الحدقةُ النواة.

تفوّق
صوتُه جمالاً على أيّ صوت آخر،

265.
فبدا ملكَ جميع العصافير.

جميعُ
الطيور اجتمعت،

في
خوف، وعجّلت في السير وراءه،

وسار
هو أمامها متبختراً كالثور

يجرّ
بسرعة خُطى قدميه.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى