كتب

الحكم اليونانيّ والاضطهاد



الحكم اليونانيّ والاضطهاد

الحكم
اليونانيّ والاضطهاد

90
(1) “ثم نظرتُ إلى الوقت الذي فيه رعى (القطيعَ) 37 راعياً. قاموا كلهم
(بمهمتهم) في زمانهم كالاولين. ثم توكّل عليه آخرون فرعوه في زمانهم، كل راع في
زمانه.

(2)
“ثم رأيت في رؤية مجيء جميع طيور السماء، النسور والعقبان والخطف والغربان.
قادت النسور سائر الطيور، وشرعت تفترس القطيع وتفقأ عينيه وتأكل لحمه. (3) صرختْ
الخراف لأن الطور أكلت لها لحمها. ونظرتُ أنا في رقادي، وبكيتْ على رعاة يرعون
القطيع.

(4)
“ورأيت الوقت الذي فيه افترست الكلاب والنسور والخطفُ الخرافَ. ما تركتْ
شيئاً من لحمها وجلدها وعصبها. لم يبقَ إلا العظام. سقطت العظام على الأرض، ونقص
عدد القطيع.

مقالات ذات صلة

(5)
“ونظرت إلى الوقت الذي فيه رعا (القطيعَ) ثلاثة وعشرون (راعياً). أتمّ كل
واحد في زمانه 58 حقبة. (6) فوُلد من هذه الخراف حملان بيضاء أخذت تفتح عينيها
وترى وتدعو الخراف. (7) ولكن (الخراف) اضطهدتها وما سمعت لندائها، بل ازدادت عمى
وصمماً. (8) رأيت في الرؤية الغربان تنقضّ على هذه الحملان، فتمسك واحداً منها،
وتمزّق الخراف وتفترسها.

 

الثورة

(9)
“ورأيتُ الوقت الذي فيه طلعتْ قرونُ لهذه الحملان. حطّمت الغربان قرونها.
ولكني رأيت الوقت الذي فيه نما قرن عظيم لأحد هذه الحملان، فانفتحت عيونها. (10)
رآها بعينيها المفتوحتين ونادى الخراف. رأته الذكور فأسرعت كلّها إليه. (11) ولكن
جميع النسور والعقبان والغربان والخطف ما زالوا يختطفون الخراف، ينقضّون عليها
ويفترسونها. ظلّت الخراف صامتة، أما الذكور فأنَّت وصرخت. (12) هاجمت الغربانُ
الخروفَ وقاتلته. أرادت أن تنتزع له قرنه، ولكنها فشلت (13) ورأيتُ الرعاة
يَصِلون، والنسور والخطف والعقبان. صرخوا إلى العقبان ليحطّموا قرن هذا الذكر.
حاربوه، قاتلوه، ولكنه قاتلهم وطلب النجدة.

 

الانتصار
الأول والمعارك الأخيرة

(14)
“ورأيت مجيء الانسان الذي سجّل أسماء الرعاة وصعد يقدّمها إلى سيّد الرعاة.
أعان (الخروفَ) وخلّصه وأراه كل شيء. نزل لمساعدة هذا الذكر. (15) ورأيت سيّد
القطيع يأتي إليها غاضباً. والذين رأوه هربوا من أمام وجهه، وسقطوا كلهم في
الظلمة.

(16)
“كل النسور والعقبان والغربان والخطف اجتمعت، وانضمت إليها خراف البرّ.
اجتمعت كلها معاً وتعاونت لتحطّم قرن الذكر. (17) ورأيتُ الانسانَ الذي يمسك
الكتاب بأمر السيد، يفتح أمامه كتاب القتل الذي اقترفه الاثنا عشر راعياً، ويعرض
أمام سيّد الخراف أنهم قَتلوا أكثر ممّا قتل أسلافُهم. (18) فرأيت سيّد الخراف
يأتي أليها ويأخذ بيده سوط غضبه ويضرب به الأرض. انشقّت الأرض وجميع الحيوانات وكل
طيور السماء سقطوا أمام الخراف فابتلعتهم الأرض التي انغلقت عليهم.

(19)
“ورأيت الوقت الذي فيه أعطي سيفٌ عظيم للخراف. سارت كلها على الوحوش لتقتلها،
فهربت كل الحيوانات والطيور من أمامها.

 

الدينونة
الاخيرة

(20)
“ورأيت الوقت الذي فيه نُصب عرش في الأرض الطيّبة، فجلس عليه سيّد الخراف.
أخذت جميعُ الكتب المختومة وفُتحت أمام سيّد الخراف. (21) فدعا السيد الرجال البيض
السبعة الذين في البداية، وأمرهم أن يقدّموا أمامه الكوكب الأوّل الذي سبق الكواكب
التي لها عضو يشبه عضو الخيل. وجعلهم يمثلون كلّهم أمامه (= السيّد).

(22)
“وقال للانسان الذي يكتب أمامه، وهو أحد السبعة البيض: “أقبض على
السبعين راعياً الذين سلّمت إليهم الخراف فقبلوها، ولكنهم قتلوا أكثر ممّا أمرتهم.
(23) ورأيتُها كلّها مقيّدة وواقفة أمامه. (24) مورست الدينونة أولاً على الكواكب
فاعتُبروا خطأة. فذهب (الملائكة) إلى موضع العذاب فطرحوهم في هوّة مملوءة بنار
مشتعلة وبعمود نار. (25) ثم اعتُبر الرعاة السبعون خطأة وطُرحوا هم أيضاً في هوّة
النار.

(26)
“ورأيت في ذلك الوقت أن هوّة ممائلة انفتحت في الأرض، مملوءة ناراً. مثُلت
الخراف العمياء وحوكمت كلها واعتُبرت خاطئة، فطُرحت في هذه الهوّة الناريّة
لتحترق. موقع هذه الهوّة جنوب المسكن. (27) رأيت فيها الخراف تحترق، بل عظامُها
كانت تحترق.

 

المسكن
الجديد

(28)
“وقمتُ لأرى الوقت الذي فيه يُطوى المسكن القديم. انتُزعت كلُّ عواميده وكل
دعائمه، وكل ما يزيّن هذا المسكن طُوي في الوقت عينه. وانتزع وطُرح في موضع، جنوب
الأرض. (29) ورأيت الوقت الذي فيه جاء سيّد القطيع بالمسكن الجديد، الذي كان أكبر
وأرفع من السابق، وجعله مكان الأول الذي طُويَ. كل عواميده كانت جديدة، وزينته
كانت جديدة وأكثر مهابة من القديمة التي انتُزعت. كل الخراف كانت في الوسط.

 

القيامة
وارتداد الكون

(30)
“ورأيت جميع الخراف الباقية. كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء خرّت ساجدة
أمام الخراف، توسّلت إليها وخضعت لكل كلمة من كلماتها. (31) ثم أخذني (الرجال)
الثلاثة اللابسون الثوب الأبيض (أولئك الذين أصعدوني من قبل) بيدي. وكانت تمسكني
يدُ هذا الذكر، فأصعدوني وجعلوني وسط الخراف بدون أن يكون هناك دينونة.

(32)
“كانت الخراف كلها بيضاء. وكان صوفها وافراً ونقياً. (33) كل الذين هلكوا وتشتّتوا،
كل حيوانات الأرض وطيور السماء، اجتمعوا في هذا المسكن، ففرح سيّد القطيع فرحاً
عظيماً، لأنهم كلهم صاروا صالحين فدخلوا في مسكنه.

(34)
“ورأيتُ الوقت الذي فيه وضعوا السيف الذي أعطي للخراف. جعلوه في وسط المسكن
وختموه بختم أمام السيد. جميع الخراف دُعيت إلى هذا المسكن الذي لم يكن ليتّسع
لها. (35) كلها فتحت عيناها فرأت جيداً وما عاد من أعمى بينها. (36) ورأيت أن هذا
المسكن كان واسعاً، رحباً، مليئاً جداً.

 

البشريّة
الجديدة

(37)
“ورأيت ولادة ثور أبيض ذات قرون عظيمة. كل حيوانات الأرض وكل طيور السماء
خافته وتوسّلت إليه في كل وقت. (38) رأيتها كلها تتبدّل وتصبح كلها ثيراناً بيضاء.
أولها كانت الكلمة، وهذه الكلمة صارت حيواناً رائعاً له قرنان أسودان عظيمان. سُرّ
سيّد القطيع مع جميع الثيران. (39) أما أنا فكنت راقداً بينها فاستيقظت بعد أن
رأيت كل شيء.

 

خاتمة
الحلم

(40)
“تلك هي الرؤية التي رأيتها حين كنت راقداً. ولما استيقظتُ باركتُ ربّ البرّ
ومجّدته. (41) ثم بكيت كثيراً، وما توقّف دمعي بحيث صرت لا أُحتمل. حين رأيت نزلت
إلى ما رأيت. كل هذا سيحصل ويتمّ، وفي كل حقبة أراني (الملاك) كل عمل البشر.

(42)
“في تلك الليلة تذكّرتُ الحلم الاول. فبكيتُ بسببه واضطربتُ لأني رأيت هذه
الرؤية”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى