انجيل يوحنا

الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ



الإصحَاحُ الْحَادِي عَشَرَ]]>

الإصحَاحُالْحَادِي عَشَرَ

 

دخولالمسيح أورشليم في موكب عظيم (مت1:21-11+ مر1:11-11+ لو29:19-44+ يو12:12-19)

*شجرة التين غير المثمرة يوم الإثنين (مت18:21، 19، [20-22]+ مر12:11-14، [20-26)

*تطهير يسوع للهيكل للمرة الثانية (مت12:21-17+ مر15:11-19، 11+ لو45:19-48+لو37:21، 38)، كانت المرة الأولى في بداية خدمة المسيح (يو14:2-17)

* يومالثلاثاء من أسبوع الآلام:

-شجرة التين اليابسة: مرقس 20:11-26

-سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع: مرقس 27:11-33

 

(مر1:11-11)

إنجيل مرقس كله 16 إصحاح،إستغرق 10إصحاحات منهم 3.5 سنة من حياة المسيح على الأرض و6 إصحاحات لأسبوع الآلام(11-16). ممّا يشير لأن مركز الثقل في خدمة المسيح كانت آلامه وفداؤه للبشرية أكثرمماّ هي تعاليمه لذلك تصلي الكنيسة “بموتك يا رب نبشر” وكانت كرازةالتلاميذ محورها صلب المسيح وموته وقيامته. ونلاحظ أن زيارة المسيح لأورشليم هيإفتقاده الأخير لهذه المدينة حتى تكون بلا عذر.

 

آية (4): “فمضيا ووجدا الجحش مربوطاً عندالباب خارجاً على الطريق فحلاه.”

 وجدا الجحش مربوطاً عندالباب خارجاً على الطريق= هذا أحسن وصف لحال الأمم.فهم مشبهون بالجحشن لم يتمرن ولم يخضع لناموس الله وشريعته من قبل، يعيشون فيوثنيتهم وخطاياهم في غباوة كالجحش، خطيتهم أفقدتهم حكمتهم. مربوطين برباطاتخطاياهم وشهواتهم. خارجاً عن رعوية الله كالإبن الضال الذي ترك بيت أبيه فصار علىالطريق بلا حماية من أبيه ليس من يضمه ولا من يهتم به. ولكن المسيح إهتم بهذا الإبنالضال وأتى ليحله من رباطاته وأرسل تلاميذه ليحلوه.

 

الآيات (7،8): “فآتيا بالجحش إلى يسوعوألقيا عليه ثيابهما فجلس عليه. وكثيرون فرشوا ثيابهم في الطريق وآخرون قطعواأغصاناً من الشجر وفرشوها في الطريق.”

إلقاء الثياب رمز للخضوع،فهل نخضع أجسادنا للمسيح عوضاً عن الشهوات الدنسة. ونلاحظ أن الشهداء فرشواأجسادهم خلال قبولهم سفك دمائهم من أجل الإيمان كطريق يسلك عليه الرب ليدخل قلوبالوثنيين. والنساك فرشوا أجسادهم بنسكهم فصارت حياتهم طريقاً يسير عليه الرب لقلوبالناس. وهكذا كل خادم يخدم الله ويتألم ويتعب. وعلى كل منّا أن يطرح عند قدميالمسيح إنسانه العتيق فيدخل المسيح لقلوبنا منتصراً. ويعطي لنا الرب مسكناً فيالسماء، مسكن أبدي (2كو1:5+ مز24:118-26).

 

آية (10): “مباركة مملكة أبينا داود الآتيةباسم الرب أوصنا في الأعالي.”

أوصنا في الأعالي= هنانرى موكب المسيا الموعود، كلنا فيه وهو رأس هذا الجسد المنطلق للسماء.

 

(مر11:11،15-17)

آية (11): “فدخل يسوع أورشليم والهيكل ولمانظر حوله إلى كل شيء إذ كان الوقت قد أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الإثني عشر.”

نظر كل شئ= هوالإله الغيور الذي لا يطيق في بيته فساداً أو شراً، بل عيناه تجولان وتفحصان كل شئلتفرز المقدسات عن النجاسات وتطرد الأخيرة. والمسيح ينظر ويحذر ويعاتب وينذر قبلأن يمسك السوط ليؤدب ويطهر. ونلاحظ أن المسيح الوديع نراه حازماً كل الحزم مع منيفسد هيكله (1كو17:3). ونلاحظ أننا هياكل الله والروح القدس يسكن فينا (1كو16:3).

 

آية (15): “وجاءوا إلى أورشليم ولما دخليسوع الهيكل أبتدأ يخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفةوكراسي باعة الحمام.”

نلاحظ أن المسيح بعد ذلكبأيام إستسلم لصالبيه بلا مقاومة، بينما نراه هنا يستخدم سلطانه في غضب ضد الذينأفقدوا الهيكل قدسيته. إذاً هو له القدرة أن يفعل هذا مع صالبيه ولكنه بإرادته لميفعل.

 

آية (16): “ولم يدع أحداً يجتاز الهيكلبمتاع.”

تحول رواق الأمم إلى سوق.وصار كل من يريد أن يعبر من المدينة إلى جبل الزيتون، عوضاً عن الدوران حولالهيكل، كان يعبر من داخل دار الأمم أو رواق الأمم، فحُرِم الأمم الأتقياء من وجودمكان لهم للصلاة في الهيكل. والمسيح منع الناس من إستخدام الهيكل كممر أو معبر.

 

آية (17): وكان يعلم قائلا لهم: «أليس مكتوبا:بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم؟ وأنتم جعلتموه مغارة لصوص».

حين دشن سليمان بيت الله صلىأن يستجيب الله كل صلاة توجه من هذا المكان والرب قال له قد سمعت صلاتك(1مل30:8،35،38،41،42+ 1مل3:9) أما الكهنة ورؤساء الكهنة فكانوا يتاجرون ويسلبونما استطاعوا سلبه من عطايا الناس.

 

آية (18): “وسمع الكتبة ورؤساء الكهنةفطلبوا كيف يهلكونه لأنهم خافوه إذ بهت الجمع كله من تعليمه.”

لاحظ أن قوة غربية كانت تخرجمنه فخافوه ويقول البعض أن وجهه أنار.

 

شجرةالتين اليابسة مت20:21-22 + مر20:11-26

(مر20:11-26): “وفي الصباح إذ كانوامجتازين رأوا التينة قد يبست من الأصول. فتذكر بطرس وقال له يا سيدي انظر التينةالتي لعنتها قد يبست. فأجاب يسوع وقال لهم ليكن لكم إيمان بالله. لأني الحق أقوللكم أن من قال لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر ولا يشك في قلبه بل يؤمن أن مايقوله يكون فمهما قال يكون له. لذلك أقول لكم كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أنتنالوه فيكون لكم. ومتى وقفتم تصلون فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء لكي يغفر لكمأيضاً أبوكم الذي في السماوات زلاتكم. وإن لم تغفروا انتم لا يغفر أبوكم الذي فيالسماوات أيضاً زلاتكم.”

يرىالدارسون أن الجبل المتحرك يشير إلى كل ما هو صعب. وكانت اللغة المألوفة عندحاخامات اليهود وفي مدارسهم أن من يفسر نبوة أو نصاً صعباً من الكتاب أنه محركالجبال. وكما رأينا سابقاً أن الجبل أيضاً يشير للمسيح (دا 35:2،45) وبالإيمانينتقل المسيح إلى القلب الذي مثل البحر في إضطرابه فيسوده السلام. وينتقل إلىالأمم الذين كالبحر فيسودهم الإيمان والفرح. ولكن هناك شرطين :

1-   أننصلي ونطلب بإيمان وليس عن شك. إلى أن تكون طلبتنا وفق مشيئة الله (1يو14:5).

2- أنيملأ القلب الصفح عن خطايا الآخرين ليغفر لنا الله، فالله لن يستجيب لمن يملأ قلبهالكراهية والغضب والحقد وطلب الإنتقام ولا من يملأ قلبه الشهوات النجسة. اللهيستجيب لمن يكون قلبه طاهراً فيسكن فيه.

ولاحظناأن المسيح لعن التينة يوم الإثنين فتوقف عنها تيار الحياة فوراً ولكن علامات الموتظهرت يوم الثلاثاء صباحاً.

 

سؤالالرؤساء عن سلطان يسوع مت23:21-27 + مر27:11-33 + لو1:20-8

(مر20:11-33): “وجاءوا أيضاً إلى أورشليموفيما هو يمشي في الهيكل اقبل إليه رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ. وقالوا له بأيسلطان تفعل هذا ومن أعطاك هذا السلطان حتى تفعل هذا. فأجاب يسوع وقال لهم وأناأيضاً أسألكم كلمة واحدة أجيبوني فأقول لكم بأي سلطان افعل هذا. معمودية يوحنا منالسماء كانت أم من الناس أجيبوني. ففكروا في أنفسهم قائلين إن قلنا من السماء يقولفلماذا لم تؤمنوا به. وإن قلنا من الناس فخافوا الشعب لأن يوحنا كان عند الجميعانه بالحقيقة نبي. فأجابوا وقالوا ليسوع لا نعلم فأجاب يسوع وقال لهم ولا أنا أقوللكم بأي سلطان افعل هذا.”

 

هوكملك دخل وطهر الهيكل وبهذا يعلن أنه إبن الله والسؤال بأي سلطان تفعل هذا. والردكان بسؤال عن يوحنا فلماذا؟ لأن يوحنا دعاهم للتوبة ولو فعلوا لإنفتحت بصيرتهموعرفوه من هو. ورؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ الذين يكونون مجمع السنهدريم، إذشعروا بأن السيد سلب سلطانهم بطرد الباعة وتطهير الهيكل، بل وأنه كان يجلس فيالهيكل يعلم سألوه بأي سلطان تفعل هذا (لو قال من الله وهو قالها مراراً ولميصدقوا، لقالوا إصنع معجزة، ولو صنع قالوا من إبليس) وأنت لست من سبط لاوي ولا أنتمكلف من رؤساء الكهنة، لو أتوا ليتعلموا ويبحثوا عن الحق لأجابهم السيد، ولكنهمأتوا يدافعون عن الظلمة ويقتنصوا منه كلمة. وهم في ظلمتهم لم يدركوا أنه هو واضعالناموس نفسه. وهو طالما علَّم ولم يريدوا أن يفهموا فلماذا يجيب هذه المرة بوضوحوقلبهم متحجر. وكان أن المسيح سألهم هل معمودية يوحنا من السماء أم من الأرض وهنانلاحظ عدة نقاط:

1.    أنيوحنا علَّم بدون سلطان منكم فلماذا تعترضون علىَّ بأنني لم أخذ منكم سلطاناً.فالمسيح لا يتهرب من الإجابة بل يواجه ضمائرهم.

2. إنيوحنا قد شهد للمسيح. فإن كانت رسالة يوحنا صحيحة من السماء فلماذا لم يؤمنوا،بالمسيح. بل هم سبقوا وإتهموا السيد أنه يخرج الشياطين بسلطان بعلزبول فهم يريدونالتشكيك في المسيح أمام الجموع.

فهملو أجابوا أن معمودية يوحنا من السماء فيكون السؤال لهم فلماذا لم تؤمنوا بالمسيحبل لماذا لم تعتمدوا من يوحنا، ولو أنكروا أن معمودية أي خدمة ورسالة يوحنا كانتمن السماء فهم يستعدون الناس عليهم وهم بهذا ينكرون الحق أيضاً. وبالتالي لايستحقون أن يجيبهم السيد. ولذلك تهربوا من الإجابة على سؤال المسيح وقالوا لانعلم فأثبتوا أنهم وهم معلمو إسرائيل أنهم غير مستحقين لهذا المنصب ولا يستطيعونالتمييز والحكم الصحيح وبالتالي لا يستحقون أن يجيبهم المسيح (فالحقيقة أنهم رفضوايوحنا خوفاً على مراكزهم). ولكنه أجابهم بعد ذلك بمثل الكرامين الأردياء.

ونلاحظأن مكر هؤلاء الرؤساء في سؤالهم أن المسيح لو قال أنا فعلت هذا بسلطان ذاتيلإقتنصوه بتهمة التجديف، ولو قال أنا فعلت هذا بسلطان من آخر يتشكك الناس فيه إذهو يعمل أعمال إلهية وسطهم. لذلك لم يجيبهم السيد. ولنلاحظ أننا لو تقدمنا للمسيحبقلب بسيط يدخلنا إلى أسراره إذ يفرح بنا ويقودنا بروحه القدوس إلى معرفة أسرارهغير المدركة، أمّا من يستخدم مكر العالم فلا يقدر أن يدخل إليه ويبقى خارجاًمحروماً من معرفته. وهذا حال كثيرين من دارسي الكتاب المقدس وناقدي الكتاب المقدس.فبينما ينهل البسطاء من كنوز الكتاب المقدس ويشبعون يقف النقاد بكتبهم ومعارفهميحاولون إصطياد فرق بين كلمة وكلمة وبين فعل وفعل في الكتاب المقدس طالبين مجدهمالذاتي، ولذلك ضاع منهم سر معرفة لذة الكتاب المقدس ولم يعرفوا المسيح بل وجدواأنفسهم. فالمسيح لا يعلن نفسه لمن يتشامخ عليه.

 

المثلالثاني: الكرامين الأشرار مت33:21-46 + مر1:12-12 + لو9:20-19

(مر1:12-12):”وأبتدأ يقول لهم بأمثال إنسان غرس كرماً وأحاطه بسياج وحفر حوض معصرة وبنىبرجاً وسلمه إلى كرامين وسافر. ثم أرسل إلى الكرامين في الوقت عبداً ليأخذ منالكرامين من ثمر الكرم. فأخذوه وجلدوه وأرسلوه فارغاً. ثم أرسل إليهم أيضاً عبداًآخر فرجموه وشجوه وأرسلوه مهاناً. ثم أرسل أيضاً آخر فقتلوه ثم آخرين كثيرينفجلدوا منهم بعضاً وقتلوا بعضاً. فإذ كان له أيضاً ابن واحد حبيب إليه أرسله أيضاًإليهم أخيراً قائلاً انهم يهابون ابني. ولكن أولئك الكرامين قالوا فيما بينهم هذاهو الوارث هلموا نقتله فيكون لنا الميراث. فأخذوه وقتلوه وأخرجوه خارج الكرم.فماذا يفعل صاحب الكرم يأتي ويهلك الكرامين ويعطي الكرم إلى آخرين. أما قراتم هذاالمكتوب الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهوعجيب في أعيننا. فطلبوا أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجمع لأنهم عرفوا انه قالالمثل عليهم فتركوه ومضوا.”

راجع (أش1:5-7) فالكرم يشير لإسرائيل.وبالتالي فالكرامين هم رؤساء الكهنة والمعلمين ولكل صاحب سلطان. وصاحب الكرم هوالله الذي أحاطه بسياج من حمايته ومن الشريعة والناموس وبنى برجاً من الأنبياء.أكون لها سور من نار (زك5:2) في المثال السابق ظهر اليهود كأصحاب كلام بلا عمل،ففقدوا مركزهم ليحل محلهم من بالعمل أعلنوا ندمهم على ماضيهم، أما هنا فالسيد يكشفلهم أنهم عبر التاريخ كله لم يكونوا فقط غير عاملين وإنما مضطهدين لرجال الله فيأعنف صورة حتى متى جاء إبن الله نفسه الوارث يخرجونه خارج أورشليم ليقتلوه.

ولقدأخذ السيد الحكم عليهم من أفواههم بأن على صاحب الكرم أن يهلكهم. ويسلم الكرم إلىآخرين الذين هم كنيسة الأمم، أو الكنيسة المسيحية عموماً التي هي من الأمم واليهودالذين آمنوا.

الحجرالمرفوض= (مز22:118،23).قيل أنه عند بناء هيكل سليمان أن البنائين وجدوا حجراً ضخماً فظنوا أنه لا يصلحلشئ فإحتقروه، ولكن إذ إحتاجوا إلى حجر في رأس الزاوية (ليجمع حائطين كبيرين) لميجدوا حجراً يصلح إلاّ الحجر الذي سبق وإحتقروه. وكان ذلك رمزاً للسيد المسيح الذيإحتقره رجال الدين اليهودي، ولم يعلموا أنه الحجر الذي سيربط بين اليهود والأمم فيالهيكل الجديد ليصير الكل أعضاء في الملكوت الجديد. وفي هذا القول إشارة لموتهوقيامته. وسلمه إلى كرامين وسافر= هو حاضر في كل مكان، وعينه على كرمهيرعاه ويهتم بكل صغيرة وكبيرة، ولكن قوله سافر فيه إشارة لأنه ترك للكرامين حريةالعمل وأعطاهم المسئولية كاملة علامة حبه للنضوج وتقديره للحرية الإنسانية. وتشيركلمة سافر إلى أنهم رأوا الله على جبل سيناء إذ أعطاهم الوصايا وما عادوا يرونهبعد ذلك، وكأنه بعيداً عنهم وهل نخطئ نحن ونظن أن الله لأننا لا نراه الآن هوغائب، ولن يعود ويظهر للدينونة. حفر معصرة= هو ينتظر الثمار من الكرم ليصنعخمراً. والخمر رمز للفرح. فالله يريد أن يفرح بثمار أولاده. ولكن المعصرة تشيرلآلام المسيح (أش1:63-2) لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد، فهو الذي قدّملنا دمه من عصير الكرمة وينتظر منّا أن نقدم له حياتنا ذبائح حية، ونحتمل الصليبفنملأ معصرته. أرسل عبيده ليأخذ أثماره= الله أرسل للشعب اليهودي أنبياءفقتلوهم وعذبوهم ورفضوهم، ورفضوا تعاليمهم. قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث.هلوا نقتله= هم تشاوروا من قبل وسألوه بأي سلطان تفعل هذا وهو هنا يشير لأنهالإبن، فهو صاحب السلطان. ولكنه يتنبأ هنا عن موته على أيديهم. ويتنبأ عن قيامتهفي موضوع حجر الزاوية. هنا المسيح يظهر لهم أنه هو صاحب السلطان وأنهم همالمقاومين لسلطانه لرفضهم الحق.

فيإنجيل (لو10:20-12) يحدد لوقا أن صاحب الكرم أرسل ثلاثة رسل قبل إبنه:-

الأول:يمثل الناموس الطبيعي أي الضمير وكان قايين أول من كسره بقتله لأخيه.

الثاني:يمثل ناموس موسى وموسى نفسه ممثل الناموس هاجوا عليه.

الثالث:هم الأنبياء ونبواتهم وطالما قتل الشعب اليهودي هؤلاء الأنبياء.

والمسيحيتهم اليهود الذين أمامه من القادة والرؤساء بأنهم مازالوا يعملون ضد الناموسالطبيعي، وضد الناموس الموسوي وضد النبوات، في حياتهم وسلوكهم وفي رفضهم له وهوالمخلص الذي تكلم عنه الأنبياء.

وتسميةالمسيح نفسه بالوارث، فهذا يشير لناسوته، أمّا لاهوته فله كل المجد دائماً.وبناسوته سيحصل على المجد بعد الصليب لحسابنا لنرث نحن فيه.

(لو10:20): وفي الوقت= وقتالحصاد والإثمار= بعد أن أعطى الله كهنة اليهود فرصة لرعاية الشعب، أرسل ليطلبالنفوس التقية المؤمنة التي يفرح بها.

في(لو16:20)المسيح هنا هو الذي يقول “يأتي ويهلك” بينما في متى، فهو ينسب هذا القولللكهنة والفريسيين والحل بسيط. أن الفريسيين هم الذين قالوا هذا، والسيد كرر ماقالوه تأميناً على كلامهم أي هو يوافق على ما قالوه.

ونأخذميراثه= هناالمسيح يشير لسبب أحقادهم عليه ألا وهو حسدهم له بسبب إلتفاف الشعب حوله وإعجابهمبه. وليس بسبب عدم المعرفة لشخصه.

فأخذوهوأخرجوه خارج الكرم= فهمصلبوه خارج أورشليم (عب13:13) هذا المثل يقدم ملخصاً رمزياً لعمل الله الخلاصيوتدبيره ورعايته للإنسان غير المنقطعة فتحدث عن عطية الناموس الطبيعي وناموس موسىوالأنبياء وعن تجسد الإبن وصلبه وطرده للكرامين القدامى وتأسيس الكنيسة بالروحالقدس ليكونوا كرامين جدد (التلاميذ ورسل المسيح والكهنوت المسيحي) ولكن لنلاحظ أنكون الكنيسة هي الكرمة الجديدة فهذا لا يعطيها مبرر أن تتشبه باليهود فلا يكون لهاثمر. ففي (رؤ5:2) نجد أن الله على إستعداد أن يزحزح منارة كنيسة أفسس لأن محبتهانقصت. فإن كان الله لم يشفق على الكرمة أو الزيتونة الأصلية فهل يترك الكرمة أو الزيتونةالجديدة إن كانت بلا ثمر. الله مازال يطلب الثمار في كنيسته وفي كل نفس(رو17:11-24). ولنلاحظ أن الله أعطى الجنة لآدم ليعملها. وكانت الجنة في وسطهاشجرة الحياة. والله أعطى لنا الكنيسة وفي وسطها المسيح لنخدم، فكل منّا مطالب بأنيعمل في هذه الجنة، فمنَّا من يزرع ومنّا من يسقي والله يطالب بالثمار أي المؤمنينالتائبين. ولكن هناك من يتضايق إذا طلب الله الثمار وهو لا يريد أن يقدم شئ.

والحجرهو المسيح. الحجر الذي قطع بغير يدين (دا34:2) إذ وُلِدَ بدون زرع بشر وصار جبلاًيملأ المسكونة. وهو حجر مرذول مرفوض، في تواضع ميلاده في مزود، وفي تواضع حياتهوفي عار صليبه وموته والإهانات التي وجهت إليه. لكنه صار رأس الزاوية من سقطعلى الحجر يترضض= هم من لم يؤمنوا بالمسيح ورفضوه كما رفضه البناؤون، فعدمإيمانهم صار لهم صخرة عثرة. ومن يتعثر في المسيح يضر نفسه، ويكون كمن سقط علىالحجر، هذا يقال على كل من يسمع الإنجيل ولا يؤمن. فكل من يرفض المسيح ويقاومهيتعب ويفقد سلامه ويعذب نفسه هنا على الأرض.

ومنسقط هو عليه يسحقه= هؤلاءيمثلون من يقاوم المسيح وإنجيله والإيمان الحقيقي ويبذلون جهدهم لتعطيله، هؤلاءيسحقهم المسيح إمّا هنا على الأرض (آريوس) أو يوم الدينونة. وكل من يظل رافضاًالمسيح ويقاومه فنهايته الهلاك حين يظهر المسيح في مجيئه الثاني ليدين العالم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى