بدع وهرطقات

9- تجاديف أصدقاء الإنسان



9- تجاديف أصدقاء الإنسان

9- تجاديف أصدقاء الإنسان

«فَفَتَحَ
فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللّه، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ
وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ» (رؤيا يوحنّا 13: 6).

 

نحن
في زمن وصفه الكتاب المقدس بعصر ضد المسيح، وهذا يعني أنّنا دخلنا عصر النعمة الأخيرة،
حيث أخذ روح الضلال يسيطر على النفس شيئاً فشيئاً. وقد كثُرت في زمننا التجاديف
على اسم الرب وكتابه المقدس. والذي يؤلم هو أنّ هذه التجاديف تصادف قبولاً حسناً
لدى الكثيرين من الناس، حتى صاروا يصدّقونها أكثر من حقائق الله المعلنة في كتابه
الكريم هذا. فعلى الغيارى من المؤمنين أن يشنّوا حرباً لا هوادة فيها ضد أولئك
المجدّفين، وذلك بتنوير الرأي العام عن طريق دحض تعليمهم على ضوء كلمة الله.

 

فأصدقاء
الإنسان هم إخوة شهود يهوه في العقيدة، وهم يزعمون بأنهم هم كنيسة المسيح
الحقيقية، وأنّ صف الملكوت البالغ عدده 144000 هو أصدقاء الإنسان، وقد أطلقوا عليه
اسم «القطيع الصغير». ثم يضيفون إليه الصف الأرضي الكبير العدد، ويدعونه جيش الرب
المقدس.

 

معتقدات
أصدقاء الإنسان

1
– الكتاب المقدس:

يقولون
إنّ الكتاب المقدس محشو بالمتناقضات. وقد قال نبيّهم الكذاب فرايتاغ: «لقد بحثت في
كتب العلماء فلم أجد فيها إلا أجوبة مبهمة. وفتشت في حضن الديانات فلم أجد سوى
السخريات. وفتشت في الكتاب المقدس نفسه فألفيته يتردّى في سلسلة من المتناقضات.
وفي النهاية لم أجد مساعداً خيراً من جهودي، لكي أعيش نموذج المسيح. في هذه فقط
وجدت الطريق، وبها حصلت على المبدأ الشامل العجيب..

 

لقد
وقف الموت في وجهي بكل بشاعته وكل ما ينبع منه. أمّا الآن، فحصلت على التعزية
الكاملة، وتأكدت أنّ الحياة الأبدية ممكنة على الأرض» (الحياة الأبدية صفحة 98).

 

هذه
المزاعم الباطلة يفنّدها الكتاب المقدس ويظهر كذب رسول الضلال المفتري على إعلانات
الله، إذ يقول:

 

«كَتَبْتُ
هذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ المُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللّه لِكَيْ تَعْلَمُوا
أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللّه» (1
يوحنّا 5: 13).

 

«وَآيَاتٍ
أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا
الكِتَابِ. وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ
المَسِيحُ ابْنُ اللّه، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ»
(يوحنّا 20: 30-31).

 

«كُلُّ
الكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللّه، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ،
لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الذِي فِي البِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللّه
كَامِلاً، مُتَأَهِّباً لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ» (2 تيموثاوس 3: 16و17).

 

يكفي
هذا، فحاشا لله أن يناقض ذاته. فالكتاب المقدس نفسه يكفي لنقض ادّعاءات شهود الزور
من أصدقاء الإنسان وغيرهم.

 

2
– الخلاص

يقولون
إنّ من الواجب علينا أن نسعى بكل ما أوتينا من قوة وراء الأعمال الحسنة. وحالما
نمارسها سنشعر بالراحة والفرح والسعادة وراحة الضمير والرغبة في أن نكون محبين
محبوبين. والعمل الصالح يعطي لممارسه، علاوة على الغنى والمعرفة، الحياة الأبدية..
إذاً فالعمل الصالح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص وهذه الوسيلة، تسوق صاحبها إلى
الاتحاد بالمسيح (نصرة الخير على الشر صفحة 5، 6، 19).

 

هذا
التعليم يناقض رسالة المسيح الفدائية، لأنّه كما قال بولس الرسول: «لَسْتُ
أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللّه. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالمَسِيحُ
إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ» (غلاطية 2: 21).

 

وهناك
آيات عديدة من الكتاب تنقض هذا التعليم منها:

 

«الجَمِيعُ
زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ»
(رومية 3: 12).

 

«لأَنَّكُمْ
بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذالكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ
عَطِيَّةُ اللّه. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس 2:
8-9).

 

«فَإِنْ
كَانَ بِالنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِالأَعْمَالِ، وَإِلاَّ فَلَيْسَتِ
النِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً. وَإِنْ كَانَ بِالأَعْمَالِ فَلَيْسَ بَعْدُ
نِعْمَةً، وَإِلاَّ فَالعَمَلُ لاَ يَكُونُ بَعْدُ عَمَلاً» (رومية 11: 6).

 

«وَقَدْ
صِرْنَا كُلُّنَا كَنَجِسٍ، وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا، وَقَدْ
ذَبُلْنَا كَوَرَقَةٍ، وَآثَامُنَا كَرِيحٍ تَحْمِلُنَا» (إشعياء 64: 6).

 

3
– الولادة الثانية

يقولون
إنّ الولادة الثانية عمل أدبي يمكن الحصول عليه بالإخلاص. كما هو واضح في الكلمة
المكتوبة عن الولادة الثانية (الحياة الأبدية صفحة 248) والولادة الثانية تُعطى
نتيجة للحياة بإخلاص لكل أعضاء العائلة البشرية المرممة (الحياة الأبدية صفحة
282).

 

كل
المؤمنين يعلمون ويقرون بأنّ الكتاب المقدس لم يعلّم بأنّ الولادة الثانية تحصل
نتيجة للأعمال الأدبية، أو بسبب الأعمال الصالحة، أو المجهودات الشخصية، إذ نقرأ
في الكتاب المقدّس:

 

أَجَابَ
يَسُوعُ: «الحَقَّ الحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ
المَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللّه. اَلْمَوْلُودُ
مِنَ الجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. لاَ
تَتَعَجَّبْ أَنِّي قُلْتُ لَكَ: يَنْبَغِي أَنْ تُولَدُوا مِنْ فَوْقُ» (يوحنّا
3: 5-7).

 

«إِذاً
إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي المَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ
العَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2 كورنثوس 5:
17).

 

«فَأَطْلُبُ
إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللّه أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ
ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللّه، عِبَادَتَكُمُ
العَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ
شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللّه
الصَّالِحَةُ المَرْضِيَّةُ الكَامِلَةُ» (رومية 12: 1-2).

 

«وَأَمَّا
أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا المَسِيحَ هكَذَا – إِنْ كُنْتُمْ قَدْ
سَمِعْتُمُوهُ وَعُلِّمْتُمْ فِيهِ كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ، أَنْ تَخْلَعُوا
مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ العَتِيقَ الفَاسِدَ بِحَسَبِ
شَهَوَاتِ الغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا
الإِنْسَانَ الجَدِيدَ المَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللّه فِي البِرِّ وَقَدَاسَةِ
الحَقِّ» (أفسس 4: 20-24).

 

4
– الوساطة

يقولون
إنّ يسوع المسيح كرسول يفتح باب إعفاء… وإنّ رسولاً أخيراً يختم هذا الإعفاء.
وكوسيط عن عهد جديد يدخل أعضاء أُخر (الحياة الأبدية 223: 224). ويُفهم من كلامهم
في هذا الموضوع أنّ الرسول الأخير، هو فرايتاغ نفسه.

 

بيد
أنّ الكتاب المقدس، يردّ هذه البدعة جملة وتفصيلاً، لأنّه يقول: «لأَنَّهُ يُوجَدُ
إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللّه وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ
المَسِيحُ، الذِي بَذَلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً لأَجْلِ الجَمِيعِ، الشَّهَادَةُ فِي
أَوْقَاتِهَا الخَاصَّةِ» (1 تيموثاوس 2: 5-6).

 

وقالوا:
«إنّ رسول القدير يأتي ليختم وساطة السماء، ولكي يدشّن عهد وساطة جديدة، لإصلاح كل
الأشياء» (الحياة الأبدية صفحة 234). قال الرسول بطرس في سفر الأعمال، متكلّماً عن
يسوع: «لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ
النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ». فهذا الواقع يتكرر بلا شك بالنسبة لرسول
الرب الأخير (الحياة الأبدية صفحة 233).

 

هذه
التجاديف، يتصدّى لها الرسول يوحنّا إذ يقول: «أَيُّهَا الأَوْلاَدُ هِيَ
السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ المَسِيحِ يَأْتِي، قَدْ
صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا
السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ» (1 يوحنّا 2: 18).

 

5
– الروح القدس

يقولون:
نسمي روح الحياة، روح الله القدوس. ونسمي قديساً كل ما يؤول إلى حب القريب.
وبالعكس نسمي دنساً كل ضروب الأنانية. وروح الله القدس هو السائل الحي الذي يعمل
بطرق شتّى (الحياة الأبدية صفحة 152).

 

هذه
ضلالة فظيعة! وافتئات صارخ على تعليم الكتاب المقدس فيما يختص بشخص الروح القدس!

 

لا
يحتاج المؤمن الأصيل إلى بذل أي مجهود لتفنيد هذا القول الغريب، إذ يكفي أن يفتح
الكتاب المقدس ويتلو ما قاله الرب يسوع عن الروح القدس: «وَأَمَّا المُعَزِّي،
الرُّوحُ القُدُسُ، الذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ
كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ» (يوحنّا 14: 26).

 

فهل
في كلام المسيح ما يشير إلى قوّة، أو تأثير، أو سائل؟ كلا بالتأكيد.

 

إقرأ
أيضاً: «وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ
مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ، رُوحُ الحَقِّ الذِي لاَ يَسْتَطِيعُ العَالَمُ أَنْ
يَقْبَلَهُ، لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ
فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ» (يوحنّا 14:
16-17).

 

6
– العذاب

قالوا:
حين نفكر بتعليم العذاب في جهنم، لا بدّ أن نقشعر… لأنّ هذا الاعتقاد يخالف منطق
العقل… ويدّعي البعض أنّ مثل هذا الاعتقاد موجود في الكتاب المقدس (رسالة
الإنسانية صفحة 69).

 

ما
هو الموقف الواجب اتخاذه، حيال هذا الأمر؟ أنحكِّم منطق الجدل، كما يفعل أصدقاء
الإنسان، مدّعين أنه منطق العقل، أم نسلّم ببساطة الإيمان بكل ما جاء في الكتب
المقدسة عن هذا الموضوع؟ المسيحي الحقيقي لا يجادل كلمة الله، بل يؤمن بها. هذا
التجديف سبق أن فُنِّدَ في ضوء كلمة الله، في أثناء الرد على تعاليم شهود يهوه،
بحيث يمكن الرجوع إليه في الفصل الرابع من هذا الكتاب.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى