علم الخلاص

31- الأوطاخية



31- الأوطاخية

31-
الأوطاخية

ثانياً-
الأوطاخية: كان أوطيخا (378 – 454م) راهباً مسناً، ورئيساً لدير بالقرب من
القسطنطينية، وكان عالماً وطبيباً، وكان من المؤيدين جداً للبابا كيرلس الكبير،
وخصماً شديداً للنسطورية التي نادت بطبيعتين وأقنومين وشخصين منفصلين في السيد
المسيح.

 

وتمسك
أوطيخا بعبارة القديس كيرلس السكندري: ” طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة
” ولكن في خضم صراعه مع النسطورية ومغالاته في الدفاع عن الأرثوذكسية سقط في
بدعة إنكار ناسوت المسيح، فقال إن جسد المسيح لم يكن جسداً حقيقياً من لحم ودم
وعظام مثل جسدنا، بل هو جسد خيالي، وقد مرَّ في أحشاء العذراء مريم مثل مرور الماء
من القناة، وشبه هذا الجسد الخيالي بنقطة الخل التي تلقى في المحيط فتتلاشئ فيه
تماماً، فالطبيعة البشرية في نظر أوطيخا قد أُبتلعت تماماً وتلاشت في الطبيعة
اللاهوتية، وقام أوطيخا بحذف كلمة ” متجسدة ” من عبارة القديس كيرلس،
وأخذ يعلم بطبيعة واحدة لله الكلمة قاصداً بهذا طبيعة وحيدة أي الطبيعة الإلهية
فقط.

 

وغفل
أوطيخا أقوال الإنجيل التي تظهر ناسوت المسيح مثل ” والكلمة صار جسداً (يو 1:
14) وقول السيد المسيح “أنظروا يدىّ ورجلىَّ إني أنا هو. جسوني وانظروا فإن
الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي ” (لو 24: 39) وقال بولس الرسول ”
فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما” (عب 2: 14)..
ولو كان جسد المسيح جسد خيالي فكيف جاع (مت 4: 1)؟ وكيف عطش (يو 4: 7)؟ وكيف نام
(مر 4: 38)؟ وكيف تألم؟ وكيف صار عرقه يتصبب كقطرات دم نازلة على الأرض (لو 22: 44)؟
وكيف خرج من جنبه دم وماء عندما ُطعِن بالحربة (يو 19: 34)؟ وكيف مات (مت 27: 50)؟
وكيف دُفِن (مر 15: 46)؟ ولو كان هذا الجسد خيالي فكيف حدث الفداء الذي يستحيل أن
يحدث بدون سفك دم (لا 17: 11، عب 9: 22)؟

 

ويرد
القديس ساويرس على الأوطاخيين في تعليقه على قول بولس الرسول مولوداً من إمرأة
قائلاً ” هذه الكلمة { من إمرأة } تبين أن عمانوئيل وُلِد في الجسد من جوهر
العذراء. لم يقل { بأمرأة } حتى لا يعطي فرصة لذوي الأفكار الرديئة أن يسموا
ميلاده عبور بطريقة رمزية، ويؤكدوا انه عبر في قناة ومثل البرق. كذلك نفهم انه كان
هناك حبل تام، لكي نبين أن التجسد حقيقي وليس وهماً، وبينما هما هناك {تمت أيامها
لتلد } (لو 2: 6) ” (1)

 

وفي
الختام نؤكد أن جسد السيد المسيح لم ينزل من السماء، وليس هو جسداً خيالياً. إنما
هو جسد حقيقي أُخِذ من لحم ودم العذراء مريم بفعل الروح القدس، وهذا ما تذكرنا به
الكنيسة في كل قداس إذ يصرخ الآب الكاهن في سر الاعتراف قائلاً “آمين آمين
آمين. أؤمن أؤمن أؤمن. أن هذا هو الجسد المحيي الذي لإبنك الوحيد، ربنا وإلهنا
ومخلصنا يسوع المسيح. آخذه من سيدتنا كلنا والدة الإله القديسة مريم، وجعله واحداً
مع لاهوته بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.. إلخ”.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى