اللاهوت الدفاعي

سؤال (13):



سؤال (13):

سؤال (13):

          بإفتراض أن روح صموئيل
النبى هى التى ظهرت لشاول الملك، فكيف يقبل صموئيل سجود شاول له؟، والسجود يكون
لله وحده، حيث ذكرت القصة الآتى:

+ (صموئيل الأول 28 : 14) فقال
لها ما هى صورته فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجبة فعلم شاول إنه صموئيل فخر على
وجهه إلى الارض وسجد
.

الجواب:

قال
السيد المسيح للشيطان فى التجربة على الجبل:

+ (متى 4 : 10) حينئذ
قال له يسوع: «اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد

+ (لوقا 4 : 8) فأجابه
يسوع: «اذهب يا شيطان! إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد

          لم يكن سجود شاول هو
سجوداً بالمعنى المفهوم للسجود لله

وسجود العبادة
، كما لم يذكر النص أنه سجد لصموئيل النبى،
بل قال أنه خر على وجهه إلى الأرض وسجد، فهو سجود خوف ورهبة من الموقف ذاتة،
تخشياً أن يسمع من روح صموئيل النبى ما لا يرضيه، فشاول الملك كان يعلم فى قرارة
نفسة أن روح صموئيل فعلاً هى التى تخاطبة “
فعلم شاول
أنه صموئيل
“، ويعلم أيضاً أنه إرتكب إثماً
فاحشاً بلجوءة لطلب العرافة، فسقط على الأرض من تلقاء نفسة، لأنه كان خائف وقلبة
مضطرب جداً من الفلسطينيين، حتى أنه بعد إنتهاء كلامه مع صموئيل النبى أسرع شاول
وسقط على طوله إلى الأرض وخاف جداً من كلام صموئيل, وأيضاً لم تكن فيه قوة, لأنه
لم يأكل طعاماً النهار كله والليل.

وعموماً فسجود الناس قديماً كان بدافع الإحترام والوقار للشخص
الآخر، وليس بمفهود سجود المخلوق للخالق أو سجود العبادة، فأبونا إبراهيم سجد أمام
شعب الارض عندما إشترى مغارة المكفيلة (التكوين 23 : 12). أيضاً سجد يعقوب إلى الارض
سبع مرات عندما قابل اخيه عيسو (التكوين 33 : 3). وداود نفسة خر على وجهه إلى
الأرض وسجد لشاول (صموئيل الأول 24 : 8). وأيضاً مفيبوشث بن يوناثان بن شاول خر
على وجهه وسجد لداود: (صموئيل الثانى 9 : 6).

          وبالتدقيق فى حياة
شاول نجدة أن كان شخص متكبر ومتمرد جداً بل وصل به الغرور إلى عصيان الله نفسة،
فكيف يسجد لصموئيل، وهو الذى كان فى أى حرب يخوضها يقدم إسمه على إسم النبى صموئيل
قائلاً:
من لا يخرج وراء شاول ووراء
صموئيل

(صموئيل
الأول 11 : 7).

          وفى أخر مرة تقابل
شاول مع نبى الله صموئيل، ولفرط غلاظتة وشدتة مزق جبة صموئيل النبى وأهانه أمام
الشعب، بل وأمرة بالذهاب للسجود أمام الرب حتى ينال كرامة أمام شيوخ الشعب وأمام
إسرائيل، وهذا واضح من
متابعة النص
الكتابى الآتى:

+ (صموئيل
الأول 15 : 27-31)
27 ودار صموئيل، ليمضي فامسك بذيل
جبته فانمزق. 28 فقال له صموئيل يمزق الرب مملكة اسرائيل عنك اليوم ويعطيها لصاحبك
الذي هو خير منك. 29 وايضا نصيح اسرائيل لا يكذب ولا يندم لانه ليس انسانا ليندم.
30 فقال قد اخطات والان فاكرمني امام شيوخ شعبي وامام اسرائيل وارجع معي فاسجد
للرب الهك. 31 فرجع صموئيل وراء شاول وسجد شاول للرب
.

لقد
كان صموئيل النبى آنذاك شيخاً كبيراً فى السن مرهوب من كل الشعب، له إحترامة
ووقارة عند الجميع، فهو نبى الله منذ نعومة أظافرة، وهو الذى مسح شاول ملكاً، وإذ
بشاول يمسك جبتة ويمزقها أمام أعين الشعب، فيالها من إهانة بالغة لنبى الله العظيم
صموئيل، ولم يكتفى شاول بذلك بل واصل حديثة معه بصورة تحمل تهديداً ووعيداً
لصموئيل النبى، بأنه لا مفر أمامة من أن يرجع ويسجد للرب أمام الشعب، حتى يرضى
شاول غرورة وكبريائة أمام شعبة وينال كرامة فى أعينهم، ليس هذا فحسب بل وعندما
وافق صموئيل النبى على الرجوع، تقدم أولاً شاول بشموخ وغطرسة، و
سار
خلفة صموئيل النبى.

 كان
صموئيل النبى يعلم تماماً مدى قسوة شاول، حتى أنه عندما طلب
الرب
منه
أن يذهب لمسح داود ملكاً بدلاً من شاول خاف صموئيل وقال: “فقال
صموئيل كيف اذهب ان سمع شاول يقتلني فقال الرب خذ بيدك عجلة من البقر وقل قد جئت
لاذبح للرب
(صموئيل الأول 16 : 2).

قد يذكرنا هذا
الموقف الذى حدث مع شاول الملك، عندما ظهر السيد المسيح لبولس الرسول (شاول
الطرسوسى)، فقال له شاول شاول لماذا تضطهدنى؟ فمن هو ذاك الذى يضطهد الله؟ يقول
الكتاب عن بولس (شاول): “
فسقط على الارض وسمع صوتا
قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدنى
” (أعمال
الرسل 9 : 4).

ثم يمضى الكتاب
ويقول:

+ (أعمال الرسل 9 : 8) فنهض
شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده وادخلوه الى
دمشق

+ (أعمال الرسل 9 : 19) وتناول
طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما

          شاول الملك فى العهد القديم أيضاً سقط
على الأرض عند سماع كلام صموئيل النبى، ثم قام بلا رجاء، واليأس قد دب فية، ولم
يكن قد أكل طعاماً، وعندما ألحت علية العرافة هى والعبدين الذان معة أكل ثم إنصرف
فى تلك الليلة لطريق الهلاك، أما شاول الطرسوسى (بولس الرسول) فى العهد الجديد،
أيضاً سقط على الأرض عند سماع كلام السيد المسيح، ولم يأكل أو يشرب لمده ثلاث
ثلاثة أيام، وتناول طعاماً فتقوى ثم مضى فى طريق الخلاص.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى