اللاهوت الدفاعي

28- هل في فمك بشرى يا بشرى؟



28- هل في فمك بشرى يا بشرى؟

28- هل في فمك
بشرى يا بشرى؟!

ومع إنتهاء الجلسة الثانية حضر الأخ بشرى صديق
الأصدقاء، قادماً من دير الشهداء، ليأخذ بركة رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، فمنذ
أن حضر عشية عيد الملاك وفاحت رائحة البخور من الأيقونة، وقد تعلقت نفسه بالملاك
ميخائيل وإتخذه شفيعاً له.. فرح الأصدقاء بلقائه، ودخلوا إلى جوف الدير فلك النجاة
يتمتعون بالسلام وهدوء وقداسة المكان، وقد بدأت صلاة العشية فتنسم الأصدقاء عبيق
المكان مع رائحة البخور المتصاعدة التي ترفع صلواتهم وتسابيحهم وإشتياقاتهم لسكنى
الملكوت.

 

وبعد تناول العشاء بفرح وبساطة قلب، صعد
الأصدقاء إلي سطح الدير، وجلسوا بين القباب يرنمون ويسبحون الله، وأرواح الشهداء
ترف حولهم تشاركهم التسبيح، بينما حلَّقت أرواحهم في السماويات.

 

ثم تجاذب الأصدقاء أطراف الحديث مع الأخ بشرى.

 

بيتر: هل في فمك بشرى يا بشرى؟

 

بشرى: نعم.. نعم أنا هنا بشرى، وهناك بشرى لكم.

 

بيتر: ما هي بشراك يا بشرى؟

 

بشرى: رأس الشهيد التي إكتشفها أبونا غبريال
الأنطوني في شهر مارس (سنة 1990 م) أثناء غرس شجرة الزيتون، فالمعجزات تصاحب هذه
الرأس المقدَّسة، وقد أخرجها قدس أبونا غبريال من الأنبوبة الزجاجية ومن الكسوة
القطيفة الحمراء، ليأخذ بركتها بعض الأشخاص وكان منهم الأستاذ عزيز غرباوي، والأمر
المدهش أنه فاحت منها رائحة جميلة عبقت المكان..

 

فالرأس رأس شاب جميل في العشرينات من عمره..
شعره كامل وأسنانه بيضاء وكاملة العدد.. آثار التعذيب واضحة في أذنه اليسرى
المقطوعة، وأنفه المكسور، وعينه اليمني المخلوعة بمسمار خشبي مازال عالقاً بها،
ولسانه المقطوع.. إنها شهادة قوية حيَّة على التمسك بالإيمان القويم..

 

وما أعظمها شهادة!!

 

الأمر العجيب أنه عندما صوَّر الأستاذ عزيز
غرباوي الرأس ظهر كل شئ طبيعياً، أما رأس الشهيد فظهرت كأنها قطعة من نور، حتي
أضاءت أصابع قدس أبونا التي تحملها.

 

وفرح أبناء الشهداء بإيمان أبائهم وأخوتهم
الشهداء.. الإيمان الذي بعث في قلوبهم شجاعة ضد كل قوى الجحيم.

 

وأخيراً صرف الأصدقاء قليلاً من الوقت في النوم
الهادئ.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى