اللاهوت الطقسي

28- عيد عُرس قانا الجليل



28- عيد عُرس قانا الجليل

28- عيد عُرس
قانا الجليل

+ عيد عرس قانا الجليل هو عيد سيدى صغير باعتبار
أنه لا يمس خلاصنا بطريقة مباشرة ونعيد فيه بظهور لاهوت السيد المسيح باتمام
الأعجوبة الأولى.

 

+ ويُقال من بعض المفسرين أن هذا كان عرس لقريب
من عائلة العذراء فحضر هنا المسيح بصفة عائلية وليس بصفة رسمية.

 

+ لم يكن قد دخل الهيكل كما ذُكر فى (لو 4: 17 –
27) لما دخل المجمع وقام ليقرأ.. روح الرب على لأنه مسحنى.. إنه اليوم قد تم هذا
المكتوب فى مسامعكم..”.

 

أى لم يكن قد أستعلن للجماهير فى الخدمة الرسمية
لأنه بدأ بالعظة على الجبل وهى خطاب الملكوت.

 

قوة شفاعة العذراء بطلبها جعلت المسيح يبدأ قبل
أن يبدأ عمله ومعجزاته.

 

بدأ بالأعجوبة قبل البداية الرسمية المُعلنه لدى
الجميع، لأنه بدأ بالهيكل، ثم التعليم ثم المعجزات،

 

+ لماذا حول الماء إلى خمر؟

تحويل الماء إلى خمر ليس لأجل الخمر فى حد ذاته
ولكن استثمر احتياج العُرس إلى خمر بإعطاء المعنى الذي قصده ما هو هذا المعنى؟

 

المعنى هو العرس السماوي وعندما بارك الكأس ذاق
أولاً وقال لتلاميذه “لا أعود أشرب من هذه الكرمة إلى أن أشربه معكم جديداً
فى ملكوت أبى” (مت 26: 29) ملكوت أبى هو العُرس السماوي وواضح ارتباط الخمر
بالدم الثمين المسفوك عن العالم، معنى التضحية والبذل فالزواج بذل وتضحية كل واحد
يقدم حياته للآخر، وحتى عرس قانا الجليل كان في اليوم الثالث واليوم الثالث يذكرنا
بالقيامة (يو 2: 1).

 

ارتباط الخمر بالمحبة الحقيقية لأنها من عصير
الكرمة وفيها معنى دم المسيح المبذول عن العالم لهذه الأسباب (يرى اللاهوتيون أن
عرس قانا الجليل هو كشف مسبق عن عرس الأبدية وهذا يتمشى مع فكر الله الذى أراد
الحياة والفرح للإنسان منذ بدأ الخليقة كما هو مكتوب (تك 2: 18) “وقال الرب
الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده أصنع له معين نظيره” وفرح آدم بحواء كما
فرح اسحق برفقه.

 

بدأ الله الخليقة بعرس هو عرس آدم وحواء، وبدأ
السيد المسيح خدمته بعرس معلناً عن الملكوت الأبدى. (يُحكى أنه كان عرس سمعان
القانوى تلميذه).

 

فى الكنيسة حياتنا على مستوى العُرس إذ تتقدم
النفوس التائبة إلى حيث العرس السماوى لتقترن به من خلال القداس الإلهى والتناول
من جسد الرب ودمه.

 

كلام القديس يعقوب السروجى يؤكد هذا الفكر
(عندما أراد الجنود التأكد من موت السيد المسيح لم يقطعوا ساقيه كما فعلوا باللصين
المصلوبين ولكنهم فتحوا جنبه بالحربه لكى حينما يقوم من الموت يظل جنبه مفتوحاً
تخرج منه الكنيسة كما خرجت حواء من جنب آدم).

هناك 25 آية وأكثر تحرم شرب الخمر. القراءات
تتحدث عن عجائب الله الكثيرة وعن السلوك الحسن، وعن الزواج ايضاً (الأبركسيس)
يتكلم عن العجائب التى كان يعملها الله وسط شعبه، الكنيسة الأولى (أع 8)
(الكاثيليكون) يتكلم عن ألوهية السيد المسيح التى أُعلنت فى الأعجوبة (البولس)
يتكلم عن الإنسان العتيق والجديد فى (رومية 6) وفعل القيامة فى الإنسان.
(المزامير) مزمور العشية يتكلم عن الإكثار من الحنطة والخمر كبركة الرب، (باكر
يتكلم المزمور) عن الخمر “يفرح القلب ويبتهج وجهه بالزيت كمثل عظمة أعمالك
يارب”. أعمال الله المرتبطه بعطايا الخمر والزيت (ومزمور القداس) يتكلم عن
الله صانع العجائب أظهرت فى الشعوب قوتك خلصت بزراعك شعبك. الأناجيل (مت 19) عن
الزواج (عشية) وانجيل باكر يتكلم عن مجئ المسيح إلى الجليل حيث صنع الماء خمر.

 

نلاحظ الأمر المباشر استقوا (لم يقل ليصر الماء
خمراً) لم يكلم الماء فى الأجران ولكن مجرد المشيئة الآلهية تممت المعجزة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى