اللاهوت العقيدي

22- وتأنس



22- وتأنس

22- وتأنس

صار إنسانا كاملا، له طبيعته ناسوتية. لذلك قال
الرسول “يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح..
” (1 تي 2: 5). ذلك لأن الحكم صدر ضد الإنسان. فيجب أن الذي يموت يكون إنسانا
من نسل ذلك الإنسان.

مقالات ذات صلة

 

فإن لم يكن إنسانا كاملا، لا يكون قد شابهنا في
كل شئ. ولا يكون قد أخذ طبيعتنا المحكوم عليها بالموت.

 

نقول هذا لأنه قامت هرطقة إن السيد المسيح لا
يحتاج إلي روح إنسانية يحيا بها. يكفي أنه يحيا لاهوته المتحد به. يحيا بالروح
القدس المتحد به اقنوميا وليس بروح بشريه!! وقد حرم المجمع المسكوني الثاني
المنعقد في القسطنطينية سنه 381 م هذه الهرطقة (هرطقة أبوليناريوس)، لأنها تقلل من
ناسوت المسيح. فلا تجعل له ناسوت كاملا بل مجرد جسدا!!و أصبحت عبارة ” تجسد
وتأنس ” تتلي في قانون الإيمان ونصليها أيضا في القداس الإلهي.. اعترافا
بناسوت المسيح الكامل الذي ناب عن البشر مقدما نفسه ذبيحة عن خطايانا. وهكذا قال
الرسول ” وسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه
فدية لأجل الجميع” (1 تي 2: 5،6).. وبهذا كان السيد المسيح يتمسك بلقب (ابن
الإنسان)، ويكرره كثيرا، لأنه يمثل نيابته عن الإنسان عموما في موته عن الخطية..
وبالقبطية تأنس أي صار إنسانا. صار الإنسان القدوس. الذي اتحد به اللاهوت داخل بطن
العذراء منذ أول لحظة للحبل المقدس لما حل عليها. أما القديسة مريم فقد حبل بها
حبلا عاديا. لذلك تحتاج إلي الخلاص كباقي البشر وهكذا قالت في تسبحتها “..
وتبتهج روحي بالله مخلصي” (لو 1: 47)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى