اعمل بما تعظ
الى أحد الاجتماعات بكاليفورنيا
وكان موضوع الخدمة فى الليله السابقة عن السامرى الصالح
وبعد دقائق وقف القطار على المحطة التالية فصعدت مجموعة من الشباب السكارى
وكان أحدهم ثملا للغاية وبه جروح وعينه الوحيدة حمراء كالدم,
ولكنه لمح الخادم واذ عرفه أخذ يردد ترنيمات بصوت مستهتر وبسخرية واضحة.
فتململ الخادم ثم قال لصديقه هلم بنا نغادر هذا المكان الى مكان أخر بالعربة
ولكن صديقه لفت نظره بأن القطار ليس به مكان خال
فتضايق الخادم جدا وجلس متبرما ثم قال لصديقه :
كان يجب على المسئولين عن القطار ان يمنعوا هؤلاء الغوغاء
عن ركوب القطار ومضايقة الركاب!!
وبعد دقائق حضر “المحصل” فنبه الخادم محتدا على سلوك ذلك الشخص،
فذهب اليه “المحصل” وتكلم مع هذا الشاب المستهتر
بصوت منخفض وأخذه من يده وسحبه بهدوء الى دورة المياه
حيث غسل له وجهه برفق وأخذ ينظف له عينه الوحيدة بكل عناية
ثم أخرج من جيبه منديله النظيف وجفف له وجهه وعينه
وأجلسه على مقعده الخاص
فما لبث الشاب ان ذهب فى نوم عميق وعلى وجهه
علامات الراحة والسرور والرضا
فجلس الخادم صامتا بضع دقائق ومتأملا ماحدث.ثم تململ فى مكانه ،
وما لبث ان رفع رأسه وقال لصديقه :
ان هذا درس مؤلم وقاس بالنسبة لى فأنى كنت
أعظكم بالأمس عن تصرف الكاهن واللاوى ,
وعن السامرى الصالح أمام جمهور كبير من الحاضرين,
وكنت أحضهم على التمثل بالسامرى الصالح والان وفى هذة الفرصة
أعطانى الرب الفرصة العظيمة لكى أعمل بما كنت أعظ به بالأمس,
وقد أثبت الان أننى من زمرة الكاهن واللاوى…….
وأما من عمل وعلم فهذا يدعى
عظيما فى ملكوت السموات (مت19:5)
وأخيرا أسأل نفسك هل أنت فاعلا أم واعظا فقط؟؟