علم المسيح

11- المسيح يمكث يومين في السامرة



11- المسيح يمكث يومين في السامرة

11- المسيح يمكث يومين في السامرة

إنها
حَدَثٌ عند اليهود: كيف وكيف، كيف يأكل، وكيف يتعامل مع سامريين، وكيف يُعلِّم
قوماً منبوذين؟ ولكن الذي جاء ليفدي الإنسان من نجاسات قلبه لا يصدّه عن سبيله
نجاسة إنسان، فهو لم يأتِ إلى الأطهار بل من أجل الخطاة والمنجَّسين، ترك مجده في
السماء ونزل من أجل هؤلاء!

يا
لفرحة السامرة والسامريين، لقد حيت نفوسهم بعد موات واستعادوا مجدهم الذي ذوى،
ورأوا في المسيح رضا الله وموسى والعهد الجديد. لقد تزاحمت أفراحهم بين استعادة
ماضٍ كان قد صار حلماً وبين امتلاءٍ من حاضر هو رجاء اليهود وشهوة كل الأُمم. لقد
دخلت السامرة والسامريون عهد الله الجديد ونالت نصيباً مع أُورشليم بمقتضى وصيته
الأخيرة: “لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في
أُورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.” (أع 8: 1)

وقد
بلغتنا أخبار البشارة وأفراحها هناك في سفر الأعمال: “ولكن لمَّا صدَّقوا
(السامريون) فيلبُّس وهو يبشِّر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح
اعتمدوا رجالاً ونساءً.. ولمَّا سمع الرسل الذين في أُورشليم أن السامرة قد
قبلت كلمة الله أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا،
اللذين لمَّا نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس لأنه لم
يكن قد حلَّ بعد على أحد منهم. غير أنهم
كانوا
معتمدين باسم الرب يسوع. حينئذ وضعا الأيادي عليهم فقبلوا الروح القدس.
(أع 8: 12
17)

وهذه هي بذرة الروح التي غرسها المسيح على مدى يومين في
السامرة. والعجيب أنهم آمنوا

بالمسيح دون أن يعمل في وسطهم آية واحدة، لأن محبة المسيح لهم وفرحتهم به تلاقيا
بالروح فخرجت شرارة الإيمان ملتهبة وانتظرت مدفونة في أعماق اللاشعور حتى أحياها
الرسل بالروح القدس.

وكان
السامريون أول مَنْ نطقوا بكلمة” مخلِّص العالم”: ” لأننا
نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلِّص العالم” (يو 42:
4)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى