علم

يا لعظمة الفقراء | سنخرج مثله عارياً



يا لعظمة الفقراء | سنخرج مثله عارياً

يا لعظمة الفقراء |
سنخرج مثله عارياً

عجبا
أن نفتخر على الفقير بالأكل الدسم والثياب الناعمة والمقتنيات الكثيرة مع أننا
جميعا ندرك أنه لم ندخل العالم بشيء كما نعلم أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء فأي
فخر لنا على الآخرين؟!

 

+ قد
تقول أنني لست مثل من يسألني شيئا فشتان ما بيني وبيته؟ واحد يلبس حريراَ وينفتح
متكبرا في حديته مع شخص مغطي بخرق لكنني أسالكم ذلك عندما تتعرون وليس كما أنتم
الآن لابسين بل كما كنتم عند ولادتكم الأولي إذ كلكم كنتم عراة ضعفاء ابتدأتم
الحياة بالشقاء إبتداتم إياها بالصراخ.

 

أنظر
أيها الغني وإستدع ذاكرتك لبدايتك الأولي أنظر إن كنت قد جلست معك شيئا حقا قد
أتيت ووجدت هنا غني فأدحاَ لكنني أتوسل إليك أن تخبرني ماذا قد أحضرت معك إلى هنا؟
اخبرني فإن كنت تخجل فاسمع ما يقوله الرسول لم ندخل العالم بشيء (1تي7: 6) ولكن إن
كنت لم تتدخل العالم بشيء لكنك وجدت هنا الكثير فهل تأخذ معك شيئا إلى هناك؟ لتسمع
في هذا أيضا فيخبرك الرسول الذي لا يتملق أحداَ أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء..
إذن لماذا تتفتح بنفسك على الفقير؟ لنخرجهها

 

عند
ولادة أطفال ما نخرج آباءهم والخدم والتابعين حينئذ لنترك الأطفال الأغنياء يكشفون
عن أنفسهم بصراحهم!! لتلد إمرأة غنية مع أخرة فقيرة ولندعهها لا يلاحظان طفليها
لنخرجهها إلى فترة قصيرة ثم نرجعها وعندئذ ليعرفا طفليهما إن استطاعا!!

 

أنظر
إذن أيها الغني إنك لم تدخل العالم بشيء وما قلته في حالة الميلاد أقوله فيما يخص
الموت فأن فتحت قبور قديمة لسبب ما فليظهروا عظام الغني إن استطالوا!!

 

+
الكتاب المقدس لم يذم الذهب أو الفضة أو الغني بل الطمع.. ليستمع الأغنياء إلى قول
الرسول (أوص الأغنياء في الدهر الحاضر (اتي 7: 6) بماذا يوصيهم؟ يوصيهم فوق كل شيء
ألا يستكبروا لأنهم لا يصنعون شيئا إلا وينتج كبرياء! لكل نوع من أنواع الفاكهة
والحبوب والشجر لكل منها حشرة بها فحشرة التفاح تختلف عن حشرة الكمثري أو حشرة
القمح إن حشرة الغني هو الكبرياء (أوص الأغنياء في الدهر الحاضر ألا يستكبروا..

 

+
لكنك قد تقول إنني حصلت على مأدبة غالية وأقتات بقوت غال وأما الفقير فبماذا
يقتات؟ بطعام رخيص حسنا ولكن بعدما تشبعان عندما يدخل الطعام الثمين إلى جوفك
أسالك ماذا يكون حال دخوله؟! لو كان في داخلنا مرآة أما كنا نخجل من كل الأطعمة
الغالية التي شبعنا منها؟!

 

الفقير
يجوع والغني أيضا الفقير يطلب شبعا والغني أيضا الفقير يشبع بطعام زهيد والغني
بقوت غال لكن كلاهما تشابها في الشبع أحدهما يصل إلى رغبته بطريق قصير والآخر
بطريق ملتو.

 

قد
تقول إنني أتلذذ بالأكثر بطعامي الثمين حقا بل ويصعب أن تكتفي وترضي بما أنت عليه
إنك لم تختبر اللذة التي يخلقها الجوع لست أقول هذا لكي أجبر الغني أن يقتات بطعام
الفقير وشرابه بل فليعملوا بحسب ما أعتاد ضعفهم عليه لكنهم يجب أن يحزنوا لعدم
قدرتهم على العمل بخلاف ذلك (أي أكل الطعام الزهيد) إن كان الفقير لا ينتفخ بفقرة
فكيف تنتفخ أنت بضعفك؟ استخدام كل ما يحلو لك وكل الطعام الغالي لأنك اعتدت عليه
ولا تستطيع أن تفعل غير هذا لأنك تمرض إن غيرت ما قد اعتدت عليه.

 

إنكما
تسلكان طريقا واحداَ وهو لا يحمل شيئا أما أنت فمثل للغاية إنه لا يحمل شيئا معه
وأنت تحمل فوق احتياجك أعطه مما هو معك وبذلك تقوته وفي نفس الوقت تخفف من حملك.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى