اللاهوت العقيدي

لاهوت عقيدى قانون الإيمان لاهوت المسيح قبل مجمع نيقية

لاهوت المسيح عند آباء ما قبل نيقية

كنيسة الشهيد العظيم مارجرجسسبورتنج – إسكندرية

  

هل تؤمن الكنيسة بالسيد المسيح كإله منذ تأسيسها ام
منذ مجمع نيقية؟!

مقدمة

قد يبدو عنوان هذا الكتاب صعباً للوهلة الأولى ,
لكن يمكننا ان نتفهم أهمية موضوع هذا العنوان من خلال الإجابة على الاسئلة الثلاثة
الآتية والمُرتبة بحسب عنوان الكتاب.

 

لماذا لاهوت المسيح؟

كان وسيظل لاهوت المسيح هو حجر الزاوية فى
إيماننا المسيحى , الحجر الذى قدمت كنيسة المسيح جهادا حتى الدم من أجل الحفاظ
عليه ضد كل ما قام ضده من بدع وهرطقات.

و هذا الجهاد الذى قدمته الكنيسة لم يكن مجرد
دفاع عن فكرة مُجردة قد تم التمسك بها لأى سبب من الاسباب , بل بالأحرى لقد جاء
كنتيجة لمعايشة الكنيسة الامينة والصادقة لشخص السيد المسيح الإله المتجسد. كما ان
هذا الجهاد فى الحقيقة جاء كإمتداد لما قام به الرسل من شهادة للإيمان الذى
استلموه من السيد المسيح – كدفاع بولس الرسول عن نعمة الخلاص بيسوع المسيح فقط وليس
بر أعمال الناموس الفريسية – شهادة قال عنها بطرس ويوحنا الرسولان: “لأننا
نحن لا يمكننا ان لا نتكلم بما رأينا وسمعنا” (أع 4: 20).

 

و قد أرتبط الايمان بلاهوت المسيح فى فكر
الكنيسة ارتباطا وثيقا بقضية الخلاص. فلو لم يكن السيد المسيح إلها , لما أمكن
لخلاصنا ان يتم او يكتمل. لذلك فقد كانت الكنيسة حريصة دائما على تسليم بركات ومفاعيل
هذا الخلاص الذى تحقق بتجسد الله الكلمة الى ابنائها من جيل الى جيل.

 

و لذلك كان وسيظل عمل عدو الخير فى كل مكان وزمان
مُوجهاً دائما لمحاولة نزع هذا الإيمان من قلوب الناس من خلال بث أفكار بدع هلاك
يبتدعها على ألسن بعض مَن فقدوا او لم يتذوقوا حلاوة اللقاء والتلامس الخلاصى مع
شخص ربنا يسوع المسيح. الأمر الذى وقفت وستقف كنيسة المسيح ضده على الدوام.

 

لماذا الآباء؟

تُعتبر أقوال الاباء وكتاباتهم وسيرهم من
العناصر الاساسية فى التقليد الكنسى الذى من خلاله وصل إلينا الإيمان المُسلم مرة
للقديسين (يه 3). فإذا كان الكتاب المقدس بعهديه يأتى على رأس عناصر هذا التقليد
الكنسى , الا ان اهمية الآباء وأقوالهم وسيرهم تأتى لأنهم كانوا شهودا للفهم
الصحيح والمُعايشة الحقيقية لبشارة الخلاص المُعلنة فى الكتاب المقدس كما سلمها
ربنا يسوع المسيح لرسله وتلاميذه القديسين. ومن هنا تأتى أهمية رجوعنا ودراستنا
لأقوال الآباء كشهادة أمينة وصادقة عن مرجعية وأصالة أى فكر او موضوع نتطرق إليه.

 

لماذا قبل نيقية؟

يزعم البعض فى الوقت الحاضر أن إيماننا بلاهوت السيد
المسيح هو أمر استحدثه القديس اثناسيوس فى مجمع نيقية , وأن هذا الإيمان لم يكن
ثابتا فى الكنيسة قبل ذلك. بينما الحقيقة هى عكس ذلك تماما , فلم يكن ما فعله
القديس اثناسيوس إلا انه دافع عن لاهوت السيد المسيح بحسب ما تسلمه ممن سبقوه من
آباء , إذ كان هذا ثابتاً ومُستقراً من العصر الرسولى. مع اعترافنا بأن دفاع
القديس اثناسيوس كان هو الأقوى والأكثر تحديداً لصياغات الإيمان المسيحى.

 

نلاحظ ايضا ان اريوس ايضا لم يكن هو أول من أنكر
لاهوت السيد المسيح , بل كان هناك آخرون أنكروا لاهوت السيد المسيح , بل كان هناك آخرون
أنكروا لاهوت السيد المسيح , منهم مركيون وبولس السموساطى وغيرهم , الا ان هرطقة
أريوس قد تزامنت مع تحول الامبراطورية الرومانية الى الاعتراف بالمسيحية كإحدى
الديانات الرسمية فى الامبراطورية وذلك بحسب “منشور ميلان” او
“منشور التسامح الدينى” سنة 313 م. بل وأصبح الإمبراطور قسطنطين الكبير
مسيحيا [1].
كل ذلك أتاح المجال لكى ينعقد مجمع مسكونى يدعو إليه الامبراطور ويحضره بنفسه ,
بعد ان كانت المسيحية ديانة مُضطهدة بواسطة الأباطرة الرومان. ومن هنا أخذت المواجهة
بين القديس اثناسيوس وأريوس الهرطوقى الشكل المسكونى اى على مستوى المسكونة
مُتمثلة فى كل الكراسى الرسولية المسيحية.

 

و من ثم فإن تقديم شهادة آباء ما قبل نيقية عن
لاهوت السيد المسيح إنما يقدم رداً فى غاية القوة عن أصالة هذا الإيمان الكنسى منذ
عصر الرسل , ويفضح مكائد وأعمال عدو الخير ضد الكنيسة , ويُثبت ان ما قدمه آباء
نيقية من صياغات وتحديدات عقائدية ما هو الا إمتداد استلموه من الرسل عبر تسلسل
الآباء ولم يستحدثوا فيه شيئا , الأمر الذى أعلنه القديس اثناسيوس الرسولى بطل
نيقية مُتفاخرا فى كتاباته ودفاعاته عن الإيمان الرسولى.

 

و سنستعرض الآن بعض فقرات من كتاباته التى توضح
هذا الأمر…

1- القديس اثناسيوس يقول ان إيمانه هو بحسب
تقليد الكنيسة:

“دعونا ننظر الى تقليد الكنيسة الجامعة وتعليمها
وإيمانها , الذى هو من البداية والذى أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه آباء
الكنيسة. وعلى هذا الاساس تأسست الكنيسة , ومن يسقط منه فلن يكون مسيحيا ولا ينبغى
ان يُدعى كذلك فيما بعد.”[2]

“و بحسب الإيمان الرسولى المُسلم لنا
بالتقليد من الآباء , فإنى قد سلمت التقليد بدون إبتداع اى شىء خارجاً عنه. فما
تعلمته فذلك قد رسمته مطابقا للكتب المقدسة.”[3]

“لأن ما سلمه آباؤنا هو عقيدة حقيقية , وهذه
هى سمة المُعلمين اللاهوتيين , أن يعترفوا بنفس الأمر كل واحد مع الآخر وأن الا
يختلفوا لا عن بعضهم البعض ولا عن آبائهم. أما هؤلاء الذين ليس لهم هذه السمة فيجب
الا يُدعوا معلمين لاهوتيين حقيقيين بل اشرارا”[4]

“أما معلنو الحق القديسون الحقيقيون
فيتفقون معاً ولا يختلفون , فبالرغم من أنهم عاشوا فى أزمنة مختلفة , إلا انهم
جميعا يتبعون نفس الطريق , لكونهم أنبياء لإله واحد ويُبشرون بنفس الكلمة فى
هارمونية وإتفاق”[5]

“و أما إيماننا نحن فمستقيم ونابع من تعليم
الرسل وتقليد الآباء ومشهود له من العهدين الجديد والقديم كليهما.”[6]

 

2- القديس اثناسيوس يقول أن ايمان الهراطقة ليس
بحسب تقليد الكنيسة:

“ها نحن نُثبت أن هذا الفكر قد سُلم من أب
إلى أب. أما انتم ايها اليهود الجدد وتلاميذ قيافا , كم عدد الآباء الذين يمكن ان
تنسبوهم لتعبيراتكم؟ ليس حتى واحد ذى فهم وحكمة , لأن الجميع يمقتونكم , الا
الشيطان وحده , فليس أحد غيره أباكم فى هذا الارتداد”[7]

“دعهم يخبروننا من أى معلم او من أى تقليد
جاءوا بهذه المفاهيم عن المخلص؟”[8]

“من أى نوع من الاساقفة تعلموا أو من هو
القديس الذى علمهم؟”[9]

“لأنه (مجمع نيقية) كتب – ليس عقائدكم – بل
تلك العقائد التى سلمها إلينا من البداية هؤلاء الذين كانوا شهود عيان وخداماً
للكلمة. لأن الإيمان الذى أعترف به المجمع كتابةً هو إيمان الكنيسة الجامعة”[10]

جدير بالذكر ان لاهوت السيد المسيح واضح كل
الوضوح فى الكتاب المقدس. ولم يكن موضوع هذا البحث الإستشهاد بآيات الكتاب المقدس
التى تدل على لاهوت السيد المسيح [11] , وانما تأكيد ان هذا اليمان كان واضحا عند
آباء ما قبل نيقية الذين قاموا بدورهم بالحفاظ على هذا الإيمان الى ان تمت صياغته
فى قانون إيمان مجمع نيقية.

 

أشهر مصادر أقوال الآباء

1- باللغات الأصلية:

أشهر المصادر باللغات الأصلية وأكثرها تكاملا هى
المجموعة التى قام بتجميعها ونشرها الكاهن الفرنسى جاك بول مينى
Jacques
Paul Migne

والذى عاش من سنة 1800 م الى سنة 1875 م. وتقع هذه المجموعة فى قسمين:

 

1- الكتابات
اليونانية:

و تُعرف بإسم Patrologia
Greek

وعدد مجلداتها 161 مجلدا كبيرا [12] مع ملاحظة ان كل كتابات اباء الإسكندرية والكتابات
الرهبانية تقع فى هذا القسم حيثن أنهم كتبوا باللغة اليونانية

 

2- الكتابات
اللاتينية

و تُعرف بإسم Patrologia
Latina

وعدد مجلداتها 221 مجلدا كبيرا[13].

 

2- باللغة
الإنجليزية:

أشهر المصادر باللغة
الإنجليزية هى مجموعة آباء ما قبل نيقية , وآباء نيقية وما بعد نيقية , وقد صدرت
فى إدنبرة بأسكتلندا , وتقع هذه المجموعة فى 38 مُجلدا مُقسمة الى ثلاثة أقسام:

 

1- قسم آباء ما قبل
نيقية
Ante-Nicene
Fathers (ANF)

 و عدد مجلداته 10 مجلدات.
ومن هذا القسم استقينا أقوال الآباء الواردة فى هذا الكتاب.

 

2- قسم آباء نيقية
وما بعد نيقية

المجموعة الأولى

Nicene &
Post Nicene Fathers (NPNF) Series I

 و يحتوى على 14 مجلداً
هى كتابات القديس اغسطينوس (8 مجلدات) والقديس يوحنا ذهبى الفم (6 مجلدات).

 

3- قسم آباء نيقية
وما بعد نيقية المجموعة الثانية

 Nicene & Post Nicene Fathers (NPNF) Series II

 

و يحتوى على 14 مجلداً
لباقى الآباء.

  

و قد كان مرجعنا
الرئيسى الذى أعتمدنا عليه فى إعداد هذا الكتاب هو:

 “قاموس
المُعتقدات المسيحية الأولى”

 Dictionary
Of Early Christian Beliefs

 David W , Bercot

 1998 Hendrickson Publishers

 

ربنا وآلهنا ومخلصنا
يسوع المسيح يُبارك هذه الكلمات لمجد اسمه القدوس مع أبيه الصالح والروح القدس ,
بصلاوات أبينا الحبيب صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث , آمين.

أسرة القديس ديديموس
الضرير

 للدراسات الكنسية

لاهوت المسيح
عند آباء ما قبل نيقية

فى حديثنا عن لاهوت
السيد المسيح من خلال أقوال آباء ما قبل نيقية , سوف نتبع نفس خط وترتيب قانون
إيمان نيقية فى صياغته لإيمان الكنيسة فيما يخص لاهوت السيد المسيح , من حيث حديثه
اولا عن الإبن كأقنوم مُتمايز عن الآب ولكن مولود منه قبل كل الدهور ومساو له فى
الجوهر. ثم الحديث عن الإبن فى تجسده وعمله الخلاصى من أجلنا. وذلك للتأكيد على ان
ما نص عليه الآباء ال 318 المجتمعون بنيقية مع القديس اثناسيوس – وقد كان شماسا
أثناء إنعقاد المجمع – ما هو إلا تعبير صادق وآمين عن الإيمان المُسلم لهم بواسطة
الكنيسة مُمثلة فى الآباء السابقين لهم من خلال التقليد الرسولى الكنسى.

 

لهذا سنستعرض أقوال
آباء ما قبل نيقية تحت عنوانين رئيسين:

اولا: ولادة الإبن

ثانيا: لاهوت السيد
المسيح الإبن المتجسد

 

ثم بعد ذلك سنستعرض
جدولاً يقدم لنا مقارنة بين قانون إيمان مجمع نيقية وقوانين الإيمان السابقة له ,
والتى كانت تُستخدم فى عصر ما قبل نيقية (100 – 300 م) وذلك لكى نُلاحظ معاً مقدار
التشابه والتطابق – فى بعض الأحيان – بين هذه القوانين بعضها مع بعض. مما سيجعلنا
نتأكد أن قانون الايمان النيقاوى نفسه لم يأت من فراغ , بل كان يستند على ما قبله
من قوانين.

 

الفصل الأول

ولادة الإبن
الإزلية من الآب

 

نص قانون إيمان نيقية على
أننا نؤمن برب واحد يسوع المسيح , واصفا إياه ومعبرا عنه بالاوصاف الآتية: –

 

1- إبن الله الوحيد
, المولود من الآب:

إستخدم الكتاب المقدس
كلمة “الآب” للتعبير عن الأقنوم الأول فى الثالوث , وكلمة
“الإبن” للتعبير عن الأقنوم الثانى , كما إستخدم كلمة “ولادة”
للتعبير عن العلاقة بين الآب والإبن. وهذه التعبيرات لا يُقصد بها إطلاقا الأبوة والبنوة
والولادة بحسب المفاهيم البشرية المادية , ولكن الكتاب المقدس قد إستخدمها لأنها
أقرب الكلمات فى اللغة البشرية للتعبير عن علاقة الإبن بالآب. فأقرب كلمة تعبر عن
الاقنوم الاول من حيث كونه المصدر والينبوع للأقنومين الآخرين هى كلمة
“الآب”. وأقرب كلمة تعبر عن الاقنوم الثانى كأقنوم يُولد ويخرج من الآب
هى كلمة “الإبن”.

 

فالآب هو المصدر والينبوع
, والإبن يُولد منه من نفس طبيعته وجوهره مساويا له فى الأزلية والابدية ولكن دون
أن ينفصل عنه , فهو يُولد منه وفيه , تماما كما يولد الفكر من العقل. فالفكر لا
يترك العقل بل يظل ساكنا فيه مهما أُعلن او انتشر بين آخرين.

 

و ولادة الإبن – أى
خروجه من الآب – هى ولادة فريدة من نوعها فلا نستطيع ان نصفها لأن المخلوق لا يقدر
أن يصف الخالق , والمُدرك لا يستطيع أن يتحدث عن غير المُدرك , لذلك يُطلق على
الإبن تعبير “مونوجينيس” اى الإبن “الوحيد الجنس” كما ورد فى
الكتاب المقدس: “الذى يؤمن به لا يُدان والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن
بأسم ابن الله الوحيد” (يو 3: 18). فهو الوحيد الخارج من الآب بهذه الكيفية
الإلهية غير المُدركة , كما أنه هو الوحيد المولود من الآب بحسب الطبيعة اى من نفس
طبيعة الآب , أما ولادتنا نحن المؤمنين من الآب فهى بالتبنى بحسب محبة الله وليست
بالطبيعة.

 

“الإبن يُعلن عن
الآب الذى ولده”[14]

القديس ايريناؤس

 

“ليس الإبن غير مولود , لأن الآب وحده هو
غير المولود. والوجود غير المُدرك للإبن الوحيد الجنس المولود من الآب يفوق إدراك
البشيرين (الأربعة) , بل وربما أيضا الملائكة… فمعرفة هذا السر الإلهى هى للآب
فقط , إذ يقول المسيح (لا أحد يعرف الإبن الا الآب).”[15]

البابا السكندروس

 

“فيما يتعلق بالمسيح , نحن نؤمن كما تؤمن
الكنيسة الرسولية هكذا: بآب واحد غير مولود , له وحده دون آخر علة وجوده , غير
متغير وغير قابل للتغير… وبرب واحد يسوع المسيح , ابن الله الوحيد المولود من
الآب. ليس هو مولوداً مما لم يكن بل من الآب. فولادته ليست بطريقة مادية ولم تكن
لا بالقطع ولا بالإنقسام (كما ظن سابليوس وفالنتينوس) , ولكن بطريقة غير مُدركة لا
يُنطق بها بحسب كلمات اشعياء النبى “جيله من يخبر به” (اش 53: 8) [16].
حيث أن وجوده لا يمكن ان تتفحصه آية طبيعة مخلوقة , تماماً كالآب الذى لا يستطيع
أحد أن يتفحصه. فطبيعة الكائنات العاقلة لا تستطيع إدراك حقيقة الولادة الإلهية
للإبن من الآب.”[17]

البابا السكندروس

 

الإبن كما ذكرنا مولود بطريقة غير مادية وغير
حسية , فلذلك يقول البابا ألسكندروس أن ولادته ليست “بالقطع”. فهو
ببساطة ليس جزءً من الآب قد تم اقتطاعه كما تُقطع قطعة صخر من اى جبل , ولا هى تمت
“بالإنقسام” كما تنقسم مثلا الخلايا فى جسم الإنسان. فولادة الابن كما
قال القديس الكسندروس “غير مدركة”.

 

“لذلك أى من يسألنا عن كيفية ولادة الإبن
من الآب , نجيبه أنه لا احد يدرك هذا الخروج او هذه الولادة او هذه الدعوة او هذه
الرؤيا او أى تسمية أخرى يمكن ان نصف بها هذه الولادة. لانها فى الحقيقة بالإجمال
غير قابلة للوصف.”[18]

القديس ايريناؤس

 

“نحن نؤكد أن كلمة الله قد وُلد بطريقة
خاصة تختلف تماما عن الولادة العادية”[19]

يوستينوس الشهيد

 

“لنا إله واحد , والكلمة , أى الإبن ,
مولود منه. ونحن نعى أن الإبن غير منفصل عن الآب.”[20]

العلامة اثيناغوراس

 

2- قبل كل الدهور

أكد آباء ما قبل نيقية ما جاء لاحقا فى مجمع
نيقية من أن ولادة الإبن من الآب هى ولادة أزلية قبل كل الدهور كما يقول الكتاب
المقدس: “و مخارجه منذ القديم , منذ أيام الأزل” (مى 5: 2). إذن لا يوجد
فارق زمنى بين وجود الآب ووجود الإبن , فالأمر ليس كما قال الأريوسيون: “لقد
كان هناك وقت لم يكن فيه الإبن موجودا”.

 

و لو كانت هناك أى فترة من الزمن لم يكن فيها
الإبن موجودا , لما أمكن أن يكون الآب هو الآب , إذ أن اى كائن يُدعى آبا فقط
عندما يُولد له إبن. وإذا لم يكن الابن موجوداً منذ الأزل , يكون الآب قد تغير
بولادة الإبن بينما الكتاب المقدس يشهد أنه “ليس عنده تغيير ولا ظل
دوران” (يع 1: 17).

 

و بما أن الإبن هو عقل الآب الناطق او نطقه
العاقل , فكيف نتصور وجود زمن كان الآب بدون حكمته وبدون عقله؟! حاشا ان يكون
الأمر كذلك.

 

و ولادة الإبن من الآب – كما قلنا – هى قبل كل
الدهور وفوق الزمن , فهى إذن ولادة دائمة. أى انها لم تحدث فى فترة من الزمن ثم
انتهت بعد ذلك. كما تلد الأم إبنها مثلاً. فولادة الإبن من الآب هى ولادة دائمة
مثل ولادة الفكر من العقل , فهو يُولد على الدوام وبلا إنقطاع. ومثل ولادة الضوء
من الشمس , فهو أيضا يُولد على الدوام وبلا إنقطاع , كما سنرى فيما بعد عند حديثنا
“نور من نور”.

 

“الآب يلد الإبن غير المخلوق وياتى بالروح
القدس. ليس كما لو كان الإبن لم يكن له وجود سابق (ثم ولده الآب) , لكن لأن الآب
هو الأصل والمصدر للإبن وللروح القدس.”[21]

العلامة اوريجانيوس

أقنوم الآب هو الأصل والينبوع فى الثالوث ,
يُولد منه الإبن قبل كل الدهور , وينبثق منه الروح القدس قبل كل الدهور. فخروج
الإبن من الآب نستخدم معه كلمة “ولادة” , وخروج الروح القدس من الآب
نستخدم معه كلمة “إنبثاق” كما يُعلمنا الكتاب المقدس (يو 15: 26). ولذلك
– كما أوضحنا سابقا – فإننا نُلقب الإبن بتعبير “مونوجينيس” أى الإبن
“الوحيد الجنس”. ليس لأنه الوحيد الذى يخرج من الآب قبل كل الدهور , وكأن
الروح القدس ليس كذلك.. حاشا , بل لأنه هو الوحيد “المولود” بينما الروح
القدس “منبثق”.

 

“يُقصد بلقب “الآب” أن
“الإبن” أيضا كائن على الدوام بدون بداية”[22]

القديس كليمندس السكندرى

 

“ليعلم من يقول بأن “كلمة الله”
او “حكمة الله” ليس أزليا , إنه مذنب فى حق الآب نفسه , إذ هو ينكر إنه
كان “الآب” على الدوام , أو انه كان يلد الكلمة على الدوام , أو انه كان
يملك الحكمة فى كل الحقب السابقة سواء كانت هذه الحقب أزمنة او دهور”[23]

العلامة اوريجانيوس

 

“إذا كان الإبن هو الكلمة والحكمة والعقل
بالنسبة لله , فكيف يمكن ان يكون هناك زمن لم يكن فيه موجوداً؟ هذا يستوى مع قولهم
بأن هناك وقت كان الله فيه بدون حكمة وبدون عقل”[24]

البابا الكسندروس

 

3- نور من نور

الإبن مولود من الآب يحمل نفس طبيعته وجوهره ,
لذلك استخدم قانون الإيمان هذا التعبير “نور من نور”. تماما كما ذكر
معلمنا بولس الرسول عن الإبن “الذى هو بهاء (شعاع) مجده , ورسم جوهره”
(عب 1: 3).

 

كما أن ولادة الإبن من الآب لا يُصاحبها إنفصال
للإبن عن الآب ولا تغير فى الآب. فهى ليست كولادة الطفل من أمه , فإن الطفل يخرج
من رحم الأم وينفصل عنها بكيان خاص به. كما يتغير شكل الأم وينقص وزنها بمقدار وزن
الطفل المولود. أى ان عملية الولادة يصاحبها تغيير فى الأم الوالدة , وانفصال عن
الأم بكيان خاص.

 

و قد أستخدم آباء ما قبل نيقية تشبيه ولادة شعاع
النور من مصدر النور أو من الشمس , وتشبيه خروج الماء من الينبوع , وايضا تشبيه
ولادة النار من النار.

 

و لنا هنا ملاحظة هامة هى انه وان كانت
التشبيهات تقرب لنا الحقائق الخاصة بالله , إلا انها لا يمكن ان تعبر تعبيرا كاملا
عن هذه الحقائق , كما أنه يمكن أن يُستخدم أكثر من تشبيه واحد لنفس الحقيقة على أن
يقرب كل تشبيه جانب واحد فقط من جوانب هذه الحقيقة وإن اختلف عنها فى جوانب أخرى.

 

فولادة الإبن من الآب دون ان ينفصل عنه , رغم
تمايزهما عن بعضهما البعض كأقنومين , تشبه ولادة شعاع النور من قرص الشمس دون أن
ينفصل عنه , رغم ان شعاع الشمس ليس هو قرص الشمس نفسه.

 

كذلك فإن هذه الولادة لا يُصاحبها تغير او نقصان
فى الآب , فعند إشعال شعلة نار من شلعة اخرى , لا يحدث تغير للأولى رغم ان الشعلة
الجديدة تكون مثل الأولى تماما. وإن كان هذا التشبيه يختلف عن ولادة الإبن من الآب
من حيث أن الشعلة الجديد ة تنفصل تماماً عن الشعلة الأولى التى أشعلت منها.

 

“قيل عن المخلص أنه نور , وفى رسالة القديس
يوحنا الأولى نجد عبارة “الله نور” (1 يو 1: 5). فإذا كان الأمر كذلك ,
سنجد فيه برهانا على أن الإبن لا يختلف عن الآب فى الجوهر”[25]

العلامة اوريجانيوس

 

“الحياة وُلدت من الحياة بنفس الطريقةالتى
ينبع بها النهر من الينبوع ويُشعل بها النور من النور الذى لا ينطفىء”[26]

القديس ديونسيوس السكندرى

 

“المسيحيون يُسمون المسيح
“الكلمة” لأنه يحمل بشارة الآب للبشر. ولكنهم يُصرون على أن هذه القوة
(الكلمة) غير منقسم وغير منفصل عن الآب , كما ان شعاع الشمس الذى يصل الى الارض هو
غير منقسم وغير منفصل عن الشمس فى السماء. وهذه القوة اى “الله الكلمة”
, مولود من الآب… ليس بالإنقسام كما لو كان جوهر الآب قد انقسم , فكل الأشياء
إذا انقسمت او تجزأت لا تكون كما كانت قبل النقسام او التجزئة. وعلى سبيل المثال ,
النيران التى تُشعل من مصدر نارى نجدها متمايزة عن النار الأصلية, ومع ذلك فالنار
التى نشعل منها نيران كثيرة لا تنقص بل تبقى كما هى”[27]

القديس يوستينوس الشهيد

 

“لقد ظهر آخر الى جانب الآب. ولكن عندما
أقول “آخر” لا أعنى ان هناك إلهين , ولكن أعنى فقط أنه مثل النور من النور
, والماء من الينبوع , والشعاع من الشمس”[28]

القديس هيبوليتوس الرومانى

 

4- إله حق من إله حق

بنفس المفهوم السابق , أكد آباء ما قبل نيقية أن
الإبن هو إله حق من إله حق , كما يقول الرسول بولس “و منهم المسيح حسب الجسد
الكائن على الكل إلها مباركاً الى الأبد آمين” (روم 9: 5). إذ أن ولادة الإبن
من الآب أعطت الإبن كل ملء اللاهوت دون ان يُنقص هذا من لاهوت الآب فى شىء , وأيضا
دون أن يكون هناك إلهين اذ لهما نفس الجوهر الإلهى.

 

“الإبن هو سيد القوات الملائكية , إله من
إله , وإبن من الآب”[29]

القديس ايريناؤس

 

“فى البدء كان الكلمة عند الله الآب. لم
يكن الآب هو الذى عند الكلمة , فعلى الرغم من كون الكلمة هو الله , إلا أنه كان
عند الله , إذ هو إله من إله”[30]

العلامة ترتيليان

 

“نحن نؤمن برب واحد يسوع المسيح , الإبن
الوحيد المولود من الله (الآب). وهو ليس مولوداً مما لم يكن , بل مولود من الآب”[31]

البابا ألكسندروس

 

“أخيرا , يُمكن لأى احد أن يقرأ فى الكلمات
الإلهية أن الإبن مولود , ولكن لا يمكن لأحد أن يجد (فى الكلمات الإلهية) أن الإبن
مخلوق. لأجل ذلك , فإن الذين يتجاسرون ويعتبرون أن الولادة الإلهية غير الموصوفة
التى للإبن مجرد خلقة , هم مخطئون فى تفكيرهم”[32]

القديس ديونسيوس الرومانى

 

5- مساو للآب فى الجوهر

كان هذا التعبير الذى استخدمه القديس اثناسيوس
فى مجمع نيقية , والذى صار جزءاً من قانون إيماننا , هو الفاصل الحاسم فى الرد على
آريوس وهرطقته.

 

جاء هذا التعبير فى اللغة اليونانية
“هوموأُوسيون”
ÐmooÚsioj بمعنى “من نفس الجوهر” الآب. وقد رفض أريوس هذا التعبير
وأقترح بديل له “هومى اوسيون”
ÐmoioÚsioj بمعنى “مُشابه للآب فى الجوهر” وليس مساو للآب ومن نفس
جوهره , وهو ما رفضه القديس اثناسيوس والآباء المجتمعون بنيقية وأصروا على التعبير
الأول.

 

و عندما عارض الآريوسيون هذا التعبير بدعون أنه
غير كتابى , أى لم يرد ذكره فى الكتاب المقدس , على الرغم من أن مُعظم تعبيرات
الأريوسيين أنفسهم كانت غير كتابية , كان رد القديس اثناسيوس: “حتى إذا لم
تكن التعبيرات موجودة بكلمات كثيرة جدا فى الكتاب المقدس , مع ذلك فهى تتضمن وتحوى
معنى الاسفار المقدسة , وإذ تُعبر عنه , تُقدمه الى هؤلاء الذين لهم مسامع سليمة
غير فاسدة للعقيدة النقية”[33].

 

و أعلن القديس اثناسيوس أيضاً أن هذا التعبير له
أصول آبائية عند الآباء السابقين لمجمع نيقية: “إن اساقفة نيقية لم يخترعوا
هذه العبارات من انفسهم بل كانت لهم شهادات من الآباء لما سجلوها” [34].

 

بهذا يكون إيماننا بالله ان له جوهر واحد مُثلث
الأقانيم. ومن هنا تشترك الاقانيم الثلاثة فى نفس صفات الجوهر الإلهى الواحد , وهى
ما نسميه الصفات الجوهرية او الكمالات الإلهية مثل: الأزلية , الأبدية , الخلق ,
الحكمة المُطلقة , القدرة المُطلقة , الحياة… إلخ. هذا مع وجود صفة يتمايز بها
كل أقنوم عن الاقنومين الآخرين , وهى ما نسميه الصفة الأقنومية , فالآب وحده هو
المصدر والأصل فى الثالوث وهو غير مولود , والإبن وحده هو المولود من الآب قبل كل
الدهور , والروح القدس وحده هو المنبثق من الآب أزليا.

 

و قد أكد آباء ما قبل نيقية مساواة الإبن للآب
فى الجوهر كما سيلى من بعض أقوالهم: –

 

“لقد تعلمنا أن الإبن خرج من الله الآب , وبخروجه
هذا قد وُلد من الآب. إذن فهو إبن الله , ويُدعى الله لأجل وحدته مع الآب فى
الجوهر… فحتى شعاع الشمس عندما يخرج منها يظل متصلا بها. وتظل الشمس فى الشعاع
لأنه منها. فلا يوجد إذن تقسيم ى الجوهر , فالشعاع هو مجرد امتداد للشمس… هكذا
المسيح هو روح من روح , وإله من إله. مثل شمعة مضيئة تُوقد من شمعة مضيئة , فيظل
لهب الشمعة الأصلية بكامله دون أن يتأثر , على الرغم من أنه قد يُوقد منه اى عدد
من الشمعات الأخرى التى لها لهب بنفس الصفات. كذلك أيضاً الذى خرج من الله (الآب)
هو بآن واحد الله وإبن الله , والإثنان هم واحد.” [35]

العلامة ترتيليان

 

فى هذا القول يذكر العلامة ترتيليان ان المسيح
هو “روح من روح” , فنحن نعرف ان “الله روح” (يو 4: 24) أى أن
طبيعته روحية غير مادية , والمسيح بحسب لاهوته هو إله حق من إله حق , مساو للآب فى
الجوهر , أى ان طبيعته من نفس طبيعة الآب. إذن فطبيعة الإبن روحية , كما أن طبيعة
الآب روحية.

 

كما يذكر العلامة ترتيليان أن المسيح هو الله وإبن
الله بآن واحد , فالمسيح هو الله من حيث طبيعته الإلهية وجوهره الإلهى واحد مع
الآب , بينما هو ابن الله من حيث أنه الأقنوم المولود من الآب قبل كل الدهور.
تماماً كأن نقول على شخص ما انه “مصرى ابن مصرى”, فهو “مصرى”
لأنه يحمل كل الصفات والخصائص الخاصة بالمصريين , كأى شخص آخر وحتى كأبيه. وهو
“إبن مصرى” لأن أباه الذى ولده هو ايضا مصرى. هكذا فأقنوم الكلمة هو
الله وإبن الله.

 

“جوهر الإبن ليس جوهرا غريبا من صُنع أحد.
ولا هو وُجد من العدم. بل لقد وُلد من جوهر الآب مثل الشعاع من الشمس , او مثل
مجرى الماء (التيار) من الينبوع. فالشعاع ليس هو الشمس نفسها , كذلك المجرى ليس هو
الماء نفسه , ولكن كليهما لا يختلفان عن المصدر (من حيث الجوهر). فالإبن هو إنبعاث
او فيض من جوهر الآب , ومع هذا يظل جوهر الآب دون تقسيم”[36]

العلامة ثيؤغنسطس السكندرى

 

و الجوهر هنا يُقصد به الوجود الحقيقى او الكيان
الواقعى.

 

“الإبن مشترك مع الآب فى الجوهر لأن ما
ينبثق (او يُولد) من الجوهر هو مساو له وواحد معه “هومواوسيوس” بكل
تأكيد.”[37]

العلامة اوريجانيوس

 

“الإبن لا يختلف عن الآب فى الجوهر”[38]

العلامة اوريجانيوس

 

“إن الكلمة نفسه – الذى هو إبن الله – واحد
مع الآب بمقتضى مساواته له فى الجوهر. وهو أبدى وغير مخلوق.”[39]

القديس كليمندس السكندرى

 

“أستطيع أن اقول بكل جسارة ان الكلمة له
نفس جوهر الآب الخالق”[40]

العلامة ترتيليان

 

6- الذى به كان كل شىء

أكد آباء ما قبل نيقية أن الإبن المولود من الآب
والمساوى له فى الجوهر هو كلمة الله وحكمة الله الذى به عمل العالمين (عب 1: 2).
أو كما يقول القديس يوحنا الرسول: “كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما
كان” (يو 1: 3).

 

“خالق العالم هو بالحقيقة كلمة الله. هذا
هو ربنا”[41]

القديس ايريناؤس

 

“الإبن الكلمة هو الله وهو الخالق. كما قيل
(كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان) (يو 1: 3)”[42]

القديس كليمندس السكندرى

 

“الله الكلمة , حتى قبل خلق الإنسان , كان
هو صانع الملائكة.”[43]

تاتيان السورى

 

“لقد خُلق الكون ووُضع له تدبير بواسطة
كلمة الله… إذ نؤمن به كإبن الله” [44]

العلامة اثيناغوراس

 

الحديث السابق إختص بالإبن الكلمة وولادته
الأزلية من الآب ومساواته له فى الجوهر. وقد استعرضنا أقوال آباء ما قبل نيقية
التى تؤكد رسوخ هذا الإيمان منذ فجر المسيحية وحتى قبل مجمع نيقية , وإن كان فى
مجمع نيقية قد تمت صياغة الإيمان بشكل مُحدد. وننتقل الآن لإيمان الكنيسة من خلال
أقوال آباء ما قبل نيقية , فيما يختص بالإبن الكلمة فى تجسده من أجل خلاصنا.

الفصل الثانى

لاهوت المسيح الإبن المتجسد

 

هكذا آمنت الكنيسة منذ تأسيسها أن إبن الله
الأزلى المساوى للآب فى الجوهر هو هو نفسه تجسد فى ملء الزمان من الروح القدس ومن
العذراء القديسة مريم , وأنه تأنس مإنسان كامل وعاش على الارض , وتألم وقُبر وقام
وصعد الى السماوات.

فلقد كان المسيح هو الله…

 

1- فى تجسده وميلاده

“المسيح هو الله لأن إسم
“عمانوئيل” يدل على ذلك”[45]

القديس ايريناؤس

 

فلقب “عمانوئيل”[46] الذى أطلقه الكتاب المقدس على السيد المسيح
يعنى “الله معنا”. لذلك فإسم عمانوئيل نفسه يدل على لاهوت المسيح الذى
بتجسده قد صار معنا نحن البشر.

 

“مبارك الآتى بإسم الرب , أى مبارك الإبن
الآتى بإسم الرب. أما عن اسماء الآب التى يعلمنا إياها الكتاب المقدس: الله الكلى
القدرة , العلى , رب الكل , ملك إسرائيل , الكائن. ونحن نقول ان هذه الاسماء تخص
الإبن ايضا. ونقول ان الإبن قد جاء تحت هذه المُسميات وتصرف بناءًا عليها وهكذا
أعلنها للناس فى ذاته. إذ يقول: كل ما للآب فهو لى. فلماذا إذن لا تكون اسماء الآب
أيضا للإبن؟”[47]

العلامة ترتيليان

 

“لأنه من يجهل كتب ارينيؤس وميليتو والباقين
الذين قالوا عن المسيح أنه إله وإنسان؟ أيضا كل المزامير , وترانيم الأخوة – التى
كُتبت منذ البداية بوساطة الامناء – تُعلن أن المسيح هو كلمة الله ناسبة له
اللاهوت”[48]

يوسابيوس القيصرى

 

2- فى تعاليمه وأقواله

“المسيح لم يستخدم الجملة المعتادة التى
استخدمها الأنبياء – هكذا يقول الرب[49] – , لأنه هو نفسه الله الذى تكلم بسلطانه ويبدأ
كلامه بقول: الحق الحق أقول لكم[50][51]

العلامة ترتيليان

 

“إن كان أحد يتسائل عما إذا كان كل ما هو
معروف للآب هو معروف للإبن الفادى ايضا , وإن كان أحد يظن ان هناك اشياء يعلمها
الآب ولا يعلمها الإبن مُتخيلا أنه بهذا يُعظم الآب [52] , فإننا نُذكره أن الإبن هو الفادى لكون هو
الحق. وبالتالى إن كان هو الحق الكامل , فلا توجد إذا حقيقة لا يعلمها هو.” [53]

العلامة اوريجانيوس

 

3- فى آلامه وموته

“كيف يتألم الإبن دون أن يتألم الآب معه؟
(الاجابة هى أن) الآب منفصل عن الإبن (بحسب التجسد) , على الرغم من إنه غير مُنفصل
عنه من حيث اللاهوت. على سبيل المثال , النهر ينبع من ينبوع من نفس طبيعته , وهو
لا ينفصل عنه. ومع ذلك , فإذا تلطخ النهر بالطين والطمى , فإن الينبوع لا يتأثر
ولا يصل إليه الطين او الطمى. فمياه الينبوع هى التى تتأثر اثناء سريانها فى مجرى
النهر , أما الينبوع فلا يتأثر على الإطلاق.”[54]

العلامة ترتيليان

 

يقول العلامة ترتيليان أن: “الآب منفصل عن
الإبن بحسب التجسد , على الرغم من أنه غير منفصل عنه من حيث اللاهوت”. فالإبن
منفصل عن الآب من حيث التجسد. وذلك لأننا لا نستطيع ان نقول أن الآب قد تجسد , وإن
كنا نستطيع أن نقول أن الآب مخلص لإشتراكه فى الخلاص ببذله لإبنه الوحيد. أما من
حيث الجوهر الإلهى فالآب والإبن لا ينفصلان على الإطلاق حتى مع تجسد الإبن. تماما
مثلما يوضح مثل الينبوع والنهر السابق ذكره.

 

“إن جسد المسيح الذى رقد فى القبر لم يكن
خاليا من اللاهوت. بل بالأحرى , بينما كان بنفسه البشرية فى الجحيم , كان فى وجود
جوهرى مع الآب. فهو بحسب لاهوته كان فى الجسد الذى فى القبر وفى نفس الوقت كان
بالنفس البشرية فى الجحيم. لأن الإبن غير محدود كما أن الآب غير محدود وهو يحوى كل
الأشياء فى ذاته.” [55]

القديس هيبوليتوس الرومانى

 

“لقد رأت الخليقة كلها كيف أن الخالق قد
أُدين لأجل الإنسان , غير المرئى رأوه , غير المحدود قد انحصر فى جسد , غير
المتألم تألم , غير المائت مات , والسماوى وُضع فى القبر.”[56]

القديس ميليتو اسقف ساردس

 

يقول الأسقف ميليتو أن السيد المسيح “قد
إنحصر فى الجسد” , فليس المقصود بهذه الكلمة أنه بالتجسد فقد عدم محدوديته بل
المقصود انه مع كونه غير محدود فقد ظهر فى الجسد المحدود.

 

4- فى عمله الخلاص

“من الواضح انه (المسيح) هو نفسه كلمة الله
الذى تأنس , وأخذ سلطان مغفرة الخطايا. لقد كان إنساناً وكان إلهاً بحيث أنه تألم
من أجلنا كإنسان , كما أشفق علينا كإله.”[57]

القديس ايريناؤس

 

“نحن الذين نؤمن أن المسيح قد عاش على
الأرض وأخذ الطبيعة الإنسانية لأجل خلاص الإنسان , يُعد تفكيرنا بعيداً كل البُعد
عن أولئك الذين يرفضون أن يؤمنوا بأن الله يهتم بكل شىء. إذ أن الإيمان بأن الله
قد مات ومع ذلك فهو حى الى الأبد هو جزء من أساسى من إيماننا كمسيحيين.”[58]

العلامة ترتيليان

 

فى هذا القول يؤكد العلامة ترتيليان أن الذين
يرفضون التجسد والصليب ظانين أن هذا لا يليق بعظمة الله , هم بعيدون كل البعد عن
الفهم والإيمان الصحيح. فلولا التجسد والصليب ما كان لنا هذا الخلاص الذى أتمه
ربنا يسوع المسيح من أجل محبته لنا وإهتمامه بنا.

الفصل الثالث

قوانين إيمان ما قبل نيقية [59]

 

كما رأينا فى الأجزاء السابقة فأن الإيمان
بلاهوت السيد المسيح كان واضحا جدا فى فكر وكتابات آباء ما قبل نيقية , فكل كلمة
او عبارة فى قانون إيمان نيقية تحدثت عن لاهوت السيد المسيح كان لها وجود فى
كتابات هؤلاء الآباء.

 

و الآن سنرى من خلال الجدول التالى مقارنة بين
قانون الإيمان النيقاوى وقوانين الإيمان التى كتبها آباء ما قبل نيقية والتى
استخدمتها الكنيسة فى ذلك العصر المبكر. لكى نتأكد من ان صيغة قانون إيمان نيقية وما
حوته من اعتراف بلاهوت السيد المسيح كانت مستندة بشكل واضح على صيغ إيمانية أقدم
منها بكثير.

 

ففى العصور المسيحية الاولى كانت توجد صيغ
مُبسطة للإيمان المسيحى تُسلم بشكل أساسى للمُقلبين على المعمودية بهدف تعليمهم
الإيمان المسيحى السليم. ولكن مع زيادة وانتشار الهرطقات , أصبحت هناك حاجة مُلحة
لإستعمال قانون الإيمان فى العبادة الليتروجية فى الكنيسة من أجل الدفاع عن
الإيمان من ناحية , وتعليمه للشعب من ناحية أخرى. لذلك فما فعله مجمع نيقية هو
إعلان صيغة رسمية مُوحدة لقانون الإيمان يشترك الجميع فى إستخدامها , مُستندا فى
ذلك على ما سبقه من صياغات.

 

و فيما يلى قوانين الإيمان التى سنقوم بعرضها:

– قانون الرسل , روما , القرن الثانى

– ايريناؤس , ليون , 180 م

– ترتيليان , قرطاجنة , 200 م

– كبريانوس , قرطاجنة , 250

– نوفتيان , روما , 250 م

– اوريجانيوس , الإسكندرية , 250 م

– غريغوريوس , قيصرية الجديد , 270 م

– لوقيانوس , أنطاكية , 300 م

– يوسابيوس , قيصرية , 325 م

– مجمع نيقية , نيقية , 325 م

 

قوانين الإيمان

 

قانون الإيمان للرسل

القديس ايريناؤس

العلامة ترتليان

القديس كبريانوس

نوفيتان

العلامة أوريجين

 

(روما)

بلاد الغال – عام ١٧٠
م

شمال أفريقيا – ٢٠٠
م

قرطاجنة – ٢٥٠
م

روما – ٢٥٠
م

الاسكندرية – ٢٣٠
م

 

أؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

1

بالله ضابط الكل،
(خالق السماء والأرض)؛

بإله واحد الآب ضابط
الكل، خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها

بإله واحد، خالق
العالم، الذي أوجد الكل من عدم…

بالله الآب،

بالله الآب والرب
ضابط الكل

بإله واحد، الذي خلق
وأوجد كل شيء. الذي في آخر الأيام أرسل

2

وبيسوع المسيح، ابنه
الوحيد، ربنا؛

وبيسوع المسيح الواحد
ابن الله (ربنا)؛

وبالكلمة، ابنه يسوع
المسيح؛

بابنه المسيح،

بابن الله، يسوع
المسيح، الله ربنا،

ربنا يسوع المسيح.
مولودًا من الآب قبل كل الخليقة.

3

الذي (حبل) به بواسطة
الروح القدس، ولد من العذراء مريم؛

الذي صار جسدًا (من
العذراء) لأجل خلاصنا؛

الذي نزل إلى العذراء
مريم خلال روح الله وقوته، وصار جسدًا في أحشائها وولد منها؛

 

 

مولودًا من العذراء
والروح القدس. تجسد وهو لا يزال الله.

4

(تألم) في عهد بيلاطس البنطي، صلب (ومات) ودفن؛

وآلامه (في عهد
بيلاطس البنطي)؛

ثبت على الصليب (في
عهد بيلاطس البنطي)، مات ودفن،

 

 

تألم حقًا، ومات،

5

(ونزل إلى الجحيم)، وفي اليوم الثالث قام من
الأموات؛

وقيامته من الأموات؛

قام في اليوم الثالث،

 

 

قام من الأموات

6

صعد إلى السموات،
وجلس عن يمين (الله) الآب (ضابط الكل)،

وصعوده إلى السموات
جسديًا.

رفع إلى السموات وجلس
عن يمين الله الآب.

 

 

ورفع…

7

ثم يأتي ليدين
الأحياء والأموات،

ومجيئه من السموات في
مجد الآب لكي يضم كل الأشياء في رأس واحد…ويجري حكمًا عادلاً على الجميع

سيأتي ليدين الأحياء
والأموات،

 

 

 

8

و(أؤمن) بالروح
القدس،

وبالروح القدس…

وبالروح القدس،
البارقليط، المقدس، مرسلاً من عند الآب بواسطة المسيح،

بالروح القدس

بالروح القدس
(الموعود به منذ القديم للكنيسة، وأعطي في الوقت المناسب)

الروح القدس، متحدًا
في كرامة وجلال مع الآب والابن.

9

وبالكنيسة المقدسة
(الجامعة) (وشركة القديسين)،

 

 

 

 

 

10 

وغفران الخطايا،

 

 

أؤمن بغفران الخطايا،

 

 

11 

وقيامة الجسد،

وأن المسيح سيأتي من
السموات ليقيم كل جسد…. وليدين الأشرار والظالمين في نار الأبدية،

وأن المسيح سيستقبل
قديسيه بعد استعادة الجسد،

 

 

 

12 

(والحياة الأبدية)،

ويعطي المستقيمين
والقديسين خلودًا ومجدًا أبديًا.

في متعة الحياة
الأبدية ومواعيد السماء، ويدين الأشرار بنار أبدية.

والحياة الأبدية خلال
الكنيسة المقدسة.

 

 

 

 

غريغوريوس

لوقيانوس

يوسابيوس

كيرلس الأورشليمي

قانون الإيمان
النيقوي – القسطنتيني[60]

 

قيصرية الجديدة – ٢٧٠
م

انطاكية – ٣٠٠
م

قيصرية – ٣٢٥
م

أورشليم – ٣٥٠
م

٣٢٥ م، ٣٨١ م

 

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

نؤمن

1

بالله الآب،

بإله واحد الآب ضابط
الكل، خالق كل شيء والمعتني بكل شيء،

بإله واحد، الآب ضابط
الكل، خالق كل شيء، ما يرى وما لا يرى،

بإله واحد، الآب ضابط
الكل، خالق السماء والأرض، ما يرى وما لا يرى.

بإله واحد، الآب،
ضابط الكل، خالق (السماء والأرض)، ما يرى وما لا يرى،

2

برب واحد. إله من
إله، صورة وشكل اللاهوت. الحكمة والقدرة التي أوجدت كل الخليقة، الابن الحقيقي
للآب الحقيقي.

وبرب واحد يسوع
المسيح ابنه، الملود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، الحكمة، الحياة، النور.

وبرب واحد يسوع
المسيح، كلمة الله، إله من إله، نور من نور، حياة من حياة، الابن الوحيد، بكر كل
الخليقة، مولود من الآب قبل كل الدهور، به كان كل شيء.

وبرب واحد يسوع
المسيح، ابن الله الوحيد، مولود من الآب قبل كل الدهور، إله حق، به كان كل شيء.

نؤمن برب واحد يسوع
المسيح، ابن الله (الوحيد)، المولود من الآب (قبل كل الدهور)، نور من نور، إله
حق من إله حق، مولود غير مخلوق، واحد في الجوهر مع الآب، به كان كل شيء،

3

 

الذي ولد من عذراء
حسب الكتب، وتأنس،

الذي من أجل خلاصنا
صار جسدًا بين البشر،

تجسد وتأنس،

هذا الذي من أجلنا
نحن البشر، ومن أجل خلاصنا، نزل (من السماء) وتجسد (من الروح القدس ومن مريم
العذراء) وتأنس،

4

 

الذي تألم من أجلنا،

وتألم،

صلب ودفن،

(صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي، وتألم (ودفن)،

5

 

وقام من أجلنا في
اليوم الثالث.

وقام في اليوم
الثالث،

قام في اليوم الثالث،

وفي اليوم الثالث قام
من الأموات كما في الكتب،

6

 

وصعد إلى السموات،
وجلس عن يمين الله الآب،

وصعد إلى الآب،

وصعد إلى السموات،
وجلس عن يمين الآب.

وصعد إلى السموات
(وجلس عن يمين الآب)،

7

 

وسيأتي أيضًا بمجدٍ
وقوة ليدين الأحياء والأموات

وسيأتي بمجدٍ ليدين
الأحياء والأموات.

سيأتي في مجدٍ، ليدين
الأحياء والأموات، ليس لملكه انقضاء.

هذا الذي يأتي (في
المجد) يدين الأحياء والأموات، (الذي ليس لملكه انقضاء).

8

بروح قدس واحد، خادم
التقديس، فيه يعلن الله الآب، الذي فوق كل الأشياء، ويعلن الله الابن الذي هو
خلال كل الأشياء. ثالوث كامل، غير منقسم ولا مختلف في المجد، والأبدية،
والسلطان.

وبالروح القدس المعطى
للتعزية والتقديس والكمال للذين يؤمنون.

نؤمن أيضًا بالروح
القدس.

وبروح قدس واحد،
البارقليط الناطق في الأنبياء.

نؤمن بالروح القدس
(الرب المحيي)، المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن، الناطق في
الأنبياء.

9

 

 

 

وبمعمودية واحدة
للتوبة لمغفرة الخطايا.

وبكنيسة واحدة مقدسة
جامعة رسولية

10 

 

 

 

وبكنيسة واحدة مقدسة
جامعة،

ونعترف بمعمودية
واحدة لمغفرة الخطايا.

11 

 

 

 

وبقيامة الجسد،

وننتظر قيامة الأموات

12 

 

 

 

وبالحياة الأبدية.

وحياة الدهر الآتي.

 

فهرس الآباء

المذكور كتاباتهم فى هذا الكتاب

 

أثناسيوس , البابا (297 – 373):

 هو بابا الإسكندرية العشرون. كان شماسا فى
الإسكندرية وقت انتشار بدعة اريوس , وشارك مع البابا ألكسندروس فى مجمع نيقية
المسكونى. أصبح بطريركاً سنة 328 م وكان له دور كبير فى دحض البدعة الأريوسية.

 

أثيناغوراس , العلامة (القرن الثانى):

أحد الآباء المدافعين. كان فيلسوفا يونانياً ثم
اعتنق المسيحية سنة 176 م. نبغ فى المعرفة المسيحية الى أن أصبح رئيسا لمدرسة
الإسكندرية اللاهوتية. وهو أول من قال ان المسيحية ليست ضد الفلسفة اليونانية.

 

ألكسندروس , البابا (تنيح عام 328):

بابا الإسكندرية التاسع عشر. كان تلميذا للبابا
بطرس خاتم الشهداء , أعاد حرم أريوس بسبب هرطقته. وقد حضر مجمع نيقية هو وتلميذه
أثناسيوس.

 

أوريجانيوس , العلامة (185 – 254):

كان أحد رؤساء مدرسة الإسكندرية. وقد تتلمذ على يد
القديس كليمندس السكندرى ثم تولى إدارة مدرسة الإسكندرية من بعده. نال شهرة واسعة
بسبب تفسيراته للكتاب المقدس ومؤلفاته العديدة. ووُجد بعد وفاته بعض الاخطاء فى
كتاباته.

 

ايريناؤس , القديس (130 – 200):

كان أسقف ليون فى فرنسا. تتلمذ على يد القديس
بوليكاربوس اسقف سميرنا. وقد اشتهر بلقب “ابو التقليد الكنسى” بسبب
نقاوة تعاليمه.

 

تاتيان , السورى (القرن الثانى):

أحد الآباء المدافعين. وهو سورى الجنسية , وقد
إنجذب للمسيحية عند سماعه لتعاليم القديس يوستينوس الشهيد. عُرف عند رفضه للفلسفة
, وفكره المُتشدد فى بعض الامور النُسكية.

 

ترتيليان , العلامة (160 – 230):

أحد الآباء المدافعين. ويُعتبر أب علم اللاهوت
فى الكنيسة اللاتينية. وُلد فى قرطاجنة بشمال إفريقيا. درس القانون والبلاغة واشتغل
بهما لفترة الى أن اتجه للمسيحية وكرس كل طاقاته لها , ويُقال انه قد سيم كاهنا. وقد
ترك العلامة ترتيليان الكثير من المُؤلفات والكتب.

 

ثيؤغناسطس , العلامة (تنيح 282):

أحد رؤساء مدرسة الإسكندرية. كان كاهناً فى
الإسكندرية , وعُرف عنه ثقافته المسيحية الواسعة. وقد عُين مديرا لمدرسة
الإسكندرية فى عهد البابا ديونسيوس الكبير.

 

ديونسيوس الإسكندرى , البابا (تنيح 264):

بابا الأسكندرية الرابع عشر. تتلمذ على يد
العلامة اوريجانيوس , أصبح مديرا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية , ورُسم بطريركاً
سنة 245 م. كتب ضد تعاليم السابليين وضد بولس الساموساطى.

 

ديونسيوس الرومانى , القديس (تنيح 268):

كان اسقفا لمدينة روما , إذ قد سيم عليها بعد
استشهاد اسقفها سيكستوس الثانى سنة 260 م. أعاد الترتيب والنظام الى كنيسة روما
بعد فترة اضطهاد الإمبراطور فاليريان , وقد أشتهر بمحبته وإهتمامه بمساعدة
المحتاجين حتى ولو من البلاد الآخرى. كانت هناك مراسلات مُتبادلة بينه وبين سميه
القديس ديونسيوس الإسكندرى.

 

كليمندس السكندرى , القديس (150 – 215):

أحد رؤساء مدرسة الإسكندرية. كان وثنيا ثم أعتنق
المسيحية وتتلمذ على يد العلامة بنتينوس. سيم كاهنا وتسلم رئاسة مدرسة الإسكندرية
اللاهوتية بعد معلمه بنتينوس. لُقب “أب الفلسفة المسيحية” من كثرة
كتاباته ومعرفته , وقد كان اوريجانيوس أحد تلاميذه.

 

لكتانتيوس (250 – 325):

أحد الآباء المدافعين. وُلد فى شمال افريقيا ,
تتلمذ على يد ارنوبيوس. كان استاذا للبلاغة فى مدينة نيقوميديا ثم عُزل بسبب
إيمانه بالمسيحية. إشتهر بدفاعاته الكثيرة عن المسيحية.

 

ميليتو , أسقف ساردس (تنيح 190):

كان اسقف ساردس فى آسيا. لكن للأسف لم يتبق من
كتاباته الا بعض المقتطفات.

هيبوليتوس الرومانى , القديس (170 – 236):

كان كاهناً فى روما , غالبا كان تلميذا للقديس
ايريناؤس. تقابل مع اوريجانيوس وتعرف عليه. استشهد فى إحدى فترات الإضطهاد التى
عانى منها المسيحيون فى روما.

 

يوسابيوس القيصرى , الأسقف (270 – 340):

كان اسقف مدينة قيصرية بفلسطين فى وقت حكم الملك
قسطنطين. يُعد كتابه عن “تاريخ الكنيسة” هو المصدر الرئيسى لتاريخ
الكنيسة من القرن الأول وخلال فترة حكم قسطنطين.

 

يوستينوس الشهيد (100 – 165):

أحد الآباء المُدافعين. وُلد فى نابلس بأرض
فلسطين , وكان وثنيا فى بداية حياته , من أشهر دفاعاته “حوار مع تريفو
اليهودى” , استشهد فى روما سنة 165 م.


[1] نتيجة لذلك ينادى البعض فى هذه الايام بأن الاعتقاد بلاهوت السيد
المسيح قد ظهر فى عصر قسطنطين وبتشجيع منه حتى يتمكن من خلال ذلك من فرض نفوذه على
العالم كله من خلال إقناعم بأنه يعبد الإله الحقيقى. وهو الأمر الذى ينتفى تماما
عندما نجد – من خلال هذا الكتاب – أن إيمان الكنيسة بلاهوت السيد المسيح منذ العصر
الرسولى بشهادة آباء ما قبل نيقية , إيمان ثابت وصريح.

[2] الروح القدس 1: 28

[3] السابق 1: 33

[4] NPNF , 2nd Ser. ,
Vol. IV , P.153

[5] Ibid

[6] Ibid , P. 576

[7] Ibid , P. 168

[8] Ibid , P. 158

[9] Ibid , P. 161

[10] Ibid , P. 169

[11] للمزيد من البحث فى هذا الموضوع , يُمكن الرجوع الى كتاب
“لاهوت المسيح المسيح” لقداسة البابا شنودة الثالث.

[12] تُختصر دائما فى المراجع العلمية
الى
PG وبجانب الاختصار تجد رقم المجلد بالأرقام
اللاتينية ثم إسم الصفحة بالارقام الانجليزية مثل
PG XXX: 65 فهذا يعنى مجموعة الاباء
باليونانية المجلد رقم 30 والصفحة رقم 65 (هذه الملحوظة اضافة من فادى وليست من نص
الكتاب)

[13] وتثختصر الى PL كما يوجد ايضا سلسلة أخرى تُسمى ب
Patrologia
Oriental

اى الكتابات الشرقية وتُختصر الى
PO (هذه الملحوظة اضافة من فادى وليست من نص الكتاب)

[14] ANF , Vol I , P.
469

[15] ANF , Vol VI , P.
292

[16] ترجمة هذه الآية هكذا تُعتبر أكثر دقة , فهى قد وردت هكذا فى
الترجمة السبعينية وفى النص العبرى وفى الترجمة الإنجليزية
KJV &
NKJV
.

[17] ANF , Vol VI , P.
295

[18] Ibid , Vol I , P.
401

[19] Ibid , P. 170

[20] Ibid , Vol II , P.
137

[21] Ibid , Vol IV , P.
270

[22] Vol II , P. 574

[23] Vol IV , P. 246

[24] Vol VI , P. 297

[25] Vol X , P. 336

[26] Vol VI , P. 93

[27] Vol I , P. 264

[28] Vol V , P. 227

[29] Vol I , P. 577

[30] Vol III , P 310

[31] Vol , P. 295

[32] VOL , VII , P. 395

[33] NBNF , 2nd Ser. ,
Vol IV , P. 164

[34] Ibid , P. 493

[35] ANF , Vol III , P.
34

[36] Vol , VIII , P.
155

[37] PG XIV: 1308

[38] ANF , Vol X , P.
336

[39] Vol II , P. 574

[40] Vol III , P. 356

[41] Vol I , P. 546

[42] Vol II , P. 234

[43] Vol II , P. 67

[44] Ibid , P. 132

[45] Vol I , P. 452

[46] أنظر اش 7: 14 , 8: 8 – مت 1: 23

[47] Vol III , P. 613

[48] Vol V , P. 601

[49] انظر خر 4: 22 , 1 صم 2: 27 , إش 37: 6…

[50] انظر مت 5: 28 , مر 9: 41 , لو 4: 24 , يو 1: 25 , يو 8: 34…

[51] Vol III , P. 534

[52] أنظر مر 13: 32

[53] Vol X , P. 313

[54] Vol III , P. 626

[55] Vol V , P. 194

[56] Vol VIII , P. 756

[57] Vol I , P. 545

[58] Vol III , P. 309

[59] هذا الجزء مأخوذ بتصرف عن كتاب “قانون إيمان الرسل –
الديداكية” للقمص تادرس يعقوب.

[60] ما جاء بين قوسين أضيف في المجمع المسكوني ٣٨١
م.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى