اسئلة مسيحية

هل تولد الأرواح بقابلية الموت والفناء؟



هل تولد الأرواح بقابلية الموت والفناء؟

هل تولد الأرواح بقابلية الموت والفناء؟

الجواب:

 من
الحقائق الكتابية المعروفة أن الإنسان مكون من جسد ودم (نفس) وروح، وهذه المكونات
تأتى من ثلاثة مصادر مختلفة.

 فالجسد
مصدره المرأة، والدم مصدره زرع الرجل، والروح مصدرها الله، فعن تكوين الجسد والدم
تقول كلمة الله:

 صورت
جسداً فى جوف أمى .. وصنعت من الدم بزرع الرجل (الحكمة 7: 1 – 2) أما عن صناعة
الروح فى داخل الإنسان فيقول الكتاب:

 يقول
الرب باسط السموات ومؤسس الأرض وجابل (مصور) روح الإنسان فى داخله (زكريا 12: 1).

 فالروح
لكونها جوهر روحانى عاقل وخالد فإنها لاتولد كالجسد والنفس بل يصنعها الله داخل
جسد الإنسان فى لحظة تكوينه، وبذلك تشترك فى الجسد والدم (العبرانيين 2: 14)
وبإشتراكها فى الجسد والدم تشترك فى جسد الخطية والموت (رومية 8: 3) إذ ترث دم
الخطية هذا الذى صنع بزرع الرجل المائت (الحكمة 7: 2) (أعمال 17: 26) (بطرس الأولى
1: 23).

 الوحيد
الذى لم يرث دم الخطية والموت هو المسيح لكونه ولد ميلاداً معجزياً من عذراء بدون
زرع رجل (بطرس الأولى 1: 19).

 لهذا
ملك الموت على جميع البشر من آدم إلى المسيح. إذ كانت جميع أرواح البشر فى العهد
القديم تمسك من الموت، فتنحدر مع أجسادها إلى القبر (الحفرة أو الهاوية) وفى هذا
يقول يعقوب أبو الآباء:

 إنى
أنزل إلى ابنى نائحاً إلى الهاوية (تكوين 37: 35).

 أما
فى العهد الجديد فإن الموت لم يعد له سيادة على الذين إشتركوا مع المسيح فى شبه
موته بالمعمودية فصاروا مشتركين معه أيضاً فى قيامته. إذ صار الموت بالنسبة لهم
إنتقال وانطلاق للروح لتكون مع المسيح فى الفردوس إلى أن يظهر المسيح حياتهم حينئذ
يظهرون معه فى المجد.

 أما
أرواح غير المخلصين فتمسك فى جسد الموت إلى الأبد (إشعياء 66: 24).

 لهذا
قال الرب على الصليب لأحد المذنبين عندما سأله أن يذكره فى ملكوته کالحق أقول لك
إنك اليوم تكون معى فى الفردوس (لوقا 23: 42 – 43).

 وبداهة
أن الذى سيكون معه فى الفردوس هى روح هذا المذنب بينما يبقى جسده فى حالة الموت
على الأرض، وهذا دليل على أن الروح لاتموت مثل النفس، وأنها خالدة لا تفنى ولا تضمحل.

 لهذا
نزل رب المجد بالروح القدس المحيى إلى أقسام الأرض السفلى من قبل الصليب ليكرز
للأرواح التى فى السجن (بطرس الأولى 3: 18 – 19 + 4: 6) (أفسس 4: 8 – 10).

 ومما
يبرهن أيضاً على عدم فناء الروح وبقائها بعد موت الجسد الذى يفقد نسمته بموت النفس
الحية هو قول بولس الرسول:

 لى
إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذلك أفضل جداً، ولكن أن أبقى فى الجسد فذلك ألزم
من أجلكم (فيلبى 1: 23 – 24).

 نخلص
مما تقدم إلى وجوب التمييز بين الروح والنفس، فالروح هى الجوهر العاقل الخالد فى
الإنسان، وهى مركز شخصيته وإدراكه ووجوده، وقد صورها الله وشكل هيكل جسدها من تراب
الأرض ونفخ فى أنفه نسمة حياة فصيره نفسا حية.

 لهذا
فإن النفس الحية أى الدم قابلة للموت، وهى التى يشترك فيها الإنسان مع الحيوانات
وكل ذوات الأنفس الحية[1].



[1]
  –  الخط العام فى الكتاب المقدس يميز بين الروح والنفس, ومع
ذلك فقد وردت الروح بمعنى النفس فى تكوين 7 : 21 – 22 بإيضاح أنها مائتة لنفهم من
ذلك أن المقصود بها النفس الحية التى هى علة حياة كل ذوات الأنفس الحية.

    
كما وردت النفس بمعنى الروح فى متى 10 : 28 وذلك بإيضاح أنها غير مائتة لنفهم من
ذلك أن المقصود بها هو الروح أى الجوهر العقلى الخالد غير المائت.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى