اسئلة مسيحية

هل الله موجود فى السماء فقط



هل الله موجود فى السماء فقط

هل
الله موجود
فى السماء فقط

عندما نصلي نقول: أبانا الذي في السموات

فهل الله موجود في كل مكان أم أنه يسكن في
السماء فقط؟


للإجابة على هذا السؤال، لابد أن نذكر بأن الله هو رب السموات والأرض وخالق كل شيء
في هذا الوجود، من سماء وأرض، وبحار ومحيطات وأشجار ونباتات وغيرها. وأن الله عز
وجل غير محدود فهو موجود في السماء وعلى الأرض وفي كل مكان. فعندما نرفع رؤوسنا
إلى السماء أثناء الصلاة، فإننا لا نحاول بذلك أن نحدد مكان وجود الله. وعندما
نقول أبانا الذي في السماوات أثناء الصلاة، فإننا لا نحاول أن نحد الله بمكان، وإنما
نقول ذلك من باب التمجيد والإجلال، لأن الكتاب المقدس يذكر “أن السماء كرسيه،
والأرض موطيء قدميه” (مزمور 4: 11ومتى 34: 5-35 وإشعياء1: 66).

هل هناك تحديد جغرافي للسماء التي يسكنها الله؟

ليس هناك تحديد جغرافي للسماء. وأعتقد أنه من
المناسب قبل التكلم عن السماء أن نذكر بأن كلمة “سماء” تستعمل بأكثر من
معنى:

1 – عندما نسمع عادة كلمة “سماء” أو
السماء، فإن بعضنا يفكر بالسماء الزرقاء التي نراها فوق رؤوسنا. فعندما نرى مثلاً
طائرة تحلق تقول رأيت طائرة تحلق في السماء. وعندما ينزل المطر نقول إن المطر نزل
من السماء. إن هذه العبارات التي نستعملها في أحاديثنا اليومية تشير إلى أن كلمة
سماء هي تعبير لغوي يُراد به كل ما “سما” أو “علا” فوق رؤوسنا.
وإن كلمة سماء مشتقة أصلاً من كلمة سما يسمو، أي علا يعلو. وعندما نستعمل كلمة
“السماء” فإننا غالباً نقصد ما سما أو علا أو ارتفع، وهي مأخوذة من
الفعل “سما” يسمو سموا”، أي ارتفع يرتفع ارتفاعاً. فالسماء هي كل
ما سما أو ارتفع عن الأرض.

2 – والمعنى الآخر للسماء هو “مسكن
الله” كما يصفها الكتاب المقدس في بعض المواضع. والسماء بالمعنى الروحي يُشار
بها إلى كل مكان حيث يكون الله موجوداً. والمعلوم أن الله موجود في كل مكان.

صحيح أن الله موجود في كل مكان، ولكن لماذا نفكر
بالسماء عادة عندما نفكر بالله عز وجل؟

يفكر بعض الناس عادة بالسماء عند التفكير بالله،
لأن السماء على حد تفكيرنا البشري هي المكان المرتفع الذي يعلو عن مستوى البشر،
والمكان المقدس الذي يليق بالله أن يكون موجوداً فيه. وبما أن الله قدوس، فإننا
نعتقد أنه في السماء أي في القسم الأعلى من الكون، وكأننا بذلك نحاول أن نحدد
جغرافية السماء. ولكن الكتاب المقدس يؤكد أن السماء بالمعنى الروحي هي كل مكان حيث
يكون الله موجوداً. فالله فوق السماء وعلى الأرض وفي كل مكان. ففي سفر التثنية
العهد القديم من الكتاب المقدس نقرأ ما يلي: “إن الرب هو الإله في السماء
من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه”
(تثنية39: 4). وأيضاً ورد في سفر
إشعياء ماي لي: “هكذا قال الرب، السماوات كرسيي والأرض موطيء قدمي”
(إشعياء1: 66)، وأيضاً يذكر الكتاب المقدس أن الله قريب لكل منا بقوله: “وصنع
من دم واحد كل أمة من الناس يسكنون على كل وجه الأرض، وحتم بالأوقات المعينة
وبحدود مسكنهم لكي يطلبوا الله لعلهم يتلمسونه فيجدون مع أنه على كل واحد منا ليس
بعيداً”
(أعمال 26: 17-27). إن كل هذه الآيات وغيرها، تشير إلى أن الله
موجود في السماء وعلى الأرض، وبذلك نستطيع أن نصلي إلى الله أينما كنا وحيثما
وُجدنا وهو يستجيب طلباتنا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى