التأملات الروحية والخواطر الفكرية

العذراء الممتلئة نعمة

image
+
$ +
+ $ +العذراء الممتلئة نعمة + $ +
+ $ +
بداية نقول ان تعبير
” الممتلئة نعمة “
الذي وصفت بة القديسة مريم والدة الالة هو تعبير
انجيلي , كنسي , ابائي :
تعبير انجيلي :
لانة ورد في الكتاب المقدس في
انجيل معلمنا لوقا البشير
( لو 1 : 28 30 )
في بشارة الملاك جبرائيل للعذراء بالحبل الالهي وميلاد ابن اللة الكلمة
فقال لها :
سلام لك ايتها الممتلئة نعمة , الرب معك , مباركة انت في النساء
فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لانك قد وجدت نعمة عند اللة , وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينة يسوع
” الممتلئة نعمة ”

تعبير كنسي :
لانة يرد كثيرا في صلوات الكنيسة من جهة العذراء
ويظهر هذا بوضوح في

اذ يقول :
ايتها الغير الدنسة العفيفة القديسة في كل شئ التي قدمت لنا اللة محمولا علي ذراعيها
تفرح معك كل الخليقة صارخة قائلة السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك
” السلام بم يا ممتلئة نعمة السلام لم يا من وجدت نعمة
السلام لك يا من ولدت المسيح الرب معك “
وفي صلاة اللبش

التي تعقب الثيئوطوكية
نقول :
افرحي يا ممتلئة نعمة المنارة النقية حاملة المصباح نار اللاهوت .. السلام للتي اقراها غبريال السلام قائلا :
السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك
لان مسرة الاب كانت مع حبلك , وظهور الابن كان في احشائك
تعبير ابائي :
ورد في كتابات الاباء واقوالهم
نختار منها علي سبيل المثال :
انفردت بدعوتها الممتلئة نعمة اذ وحدها نالت النعمة التي لم يقتنها احد اخر غيرها اذا امتلات بمواهب النعمة

افرحي ايتها الممتلئة نعمة ! يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة ’ اما مريم فنالت النعمة بكل فيضها

التحفت بالنعمة الالهية كثوب ’ وامتلات نفسها بالحكمة الالهية , في القلب تنعمت بالزيجة مع اللة وتسلمت اللة في احشائها

عذيذي القارئ
لقد قدمت لك مجموعة كبيرة من الشواهد والاقتباسات الكتابية والكنسية والابائية التي تضمنت وصف العذراء بانها
” الممتلئة نعمة “
ومن المناسب الان ان نتفهم بروح التامل والاتضاع ماهي هذة النعمة التي امتلات بها العذراء وانسكبت اثارها ومفاعيلها علي جنس البشر :
( 1 )
بكل تاكيد سنبدا بالنعمة العظمي التي تمتعت بها العذراء ومعها كل الخليقة وهي
انها حملت لنا ينبوع الخلاص ابن اللة الكلمة
الذي تجسد منها بسر عظيم ليهب للبشرية خلاصا عظيما هذا مقدارة
( عب 2 : 3 )
لقد استحقت العذراء نوال هذة النعمة الفائقة للعقول والتصور اذ نظر القدير الي اتضاع امتة فصنع بها عظائم وقدس احشائها وكيانها كلة بالروح القدس
كما نقول في ثيئوطوكية السبت
” لان مسرة الاب كانت في حبلك وظهور الابن كان في احشائك . والروح القدس ملا كل موضع منك : نفسك وجسدك يا مريم ام اللة “

( 2 )
ومن نعمة الخلاص الي
بهاء العذراوية وجمال البتولية :
وهذة ايضا نعمة فائقة مصحوبة بالجلال انها ولدت الرب وهي عذراء وبتوليتها مختومة :
هذة البتولية الدائمة للعذراء ام النور لم تكن حالة تتعلق بوضع جسدي فحسب
بل هي حالة تكريس كلي وكامل لهذا الاناء الذي دشنة الروح القدس للقيام بهذة المهمة الالهية والخلاصية الشاملة لخلاص العالم كلة
انها نعمة بتولية فائقة شملت تقديس كل الكيان ليستقر في داخلها عرش ابن اللة وتصير كرسيا لة ومدينة مقدسة للملك العظيم
( 3 )
نعمة الفضيلة وجمال الروح وزينة النفس :
لقد امتلات العذراء نعمة لانها كانت ممتلئة بالفضائل الروحية المتعددة :
وداعة واتضاع امومة واحتضان نقاوة وعفاف صمت وسكينة تسبيح وتامل خدمة وعمل رحمة عاطفة ومجاملة اشفاق وحنو شفاعة ومؤازرة صبر واحتمال حكمة وتدبير وتفكير في قلبها
تري امام هذا القدر الهائل من الفضائل والسجايا والصفات
الا يكون طبيعيا ان نؤكد لقب العذراء انها :
” الممتلئة نعمة “
( 4 )
وفي الواقع تعتبر العذراء مريم مثلا اعلي في
نعمة الجمال الروحي وزينة النفس
هذة التي يصفها القديس بطرس الرسول بقولة :
” انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام اللة كثير الثمن “
( 1بط 3 : 4 )
والعذراء مريم فيها نواحي كثيرة للجمال الداخلي وبهاء جوهرها وباطنها
ففيها جمال الطهارة والعفاف
فهي ام الطهر والنقاوة
” الاب اطلع من السماء فلم يجد من يشبهك . ارسل وحيدة اتي وتجسد منك “
وفيها جمال النطق وحلاوة التعبير وطهر الشفتين :
” فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي باللة مخلصي “
( لو 1 : 46 )
ولا اكون مبالغا ان قلت انة حتي في الامها ومعانتها كانت ايضا طاهرة وجميلة في
نعمة صبرها واحتمالها
وهي تقول :
” اما احشائي فتلتهب عند نظري الي صلبوتك الذي انت صابر علية من اجل الكل يا ابني والهي “

هذة العذراء الحبيبة الممتلئة نعمة ليست بعيدة عمن يطلبها ويحتمي بشفاعتها
بل ان شفاعتها تتقدمنا لنجد رحمة في اليوم الاخير امام عرش الديان العادل
لذلك نصلي مع الكنيسة كلها ونناجي امنا العذراء بهذا اللقب الذي تاملنا فية ونقول :
” السلام لك يا مريم يا مملوءة نعمة يا مشتملة بالانوار يا ام الرحمة اشفعي فينا في يوم الزحمة بابنك نلنا الخلاص يا ابنة صهيون “

بعض تشبيهات العذراء مريم
( 1 )
كان في القبة تابوت مصفح بالذهب من داخل ومن خارج
شبهوا التابوت بالعذراء وذهبة المختار بطهارتها
( 2 )
كان في القبة غطاء وكاروبا ذهب يظللان علية
شبهوا الغطاء بالعذراء وكاروبا المجد يظللان عليها
( 3 )
كان في القبة قسط ذهبي وكيل من مخفي فية
شبهوا القسط الذهبي بالعذراء وكيلة المن بمخلصنا
( 4 )
كان في القبة منارة من ذهب وسبعة سرج تضئ عليها
شبهوا المنارة الذهبية بالكنيسة وسرجها السبعة بالسبع ظغمات
( 5 )
كان في القبة مجمرة من ذهب والعود المختار في وسطها
شبهوا المجمرة الذهبية بالعذراء وعنبرها بعمانوئيل
( 6 )
كان في القبة زهرة بخور يستنشق رائحتها جميع ال بيت اسرائيل
شبهوا زهرة البخور بمريم الملكة وبخورها المختار ببتوليتها
( 7 )
كان في القبة عصا هرون هذة التي ازهرت بغير غرس ولا سقي
شبهوا عصا هرون بخشبة الصليب التي صلب ربي عليها حتي خلصنا
( 8 )
كان في القبة مائدة ذهبية وخبز التقدمة موضوعا عليها
شبهوا المائدة الذهبية بالمذبح وخلز التقدمة بجسد الرب
( 9 )
كان في القبة رئيس كهنة يصعد الذبائح عن خطايا الشعب
شبهوا رئيس الكهنة بمخلصنا الذبيحة الحقيقة لمغفرة الخطايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

Please consider supporting us by disabling your ad blocker!