الكتاب المقدس

مسيح الدين والتدين ومسيح القيامة والحياة

يسوع ليس هو مسيح الدين الذي يُدافع عنه صاحبي المعتقدات ويتقاتلون فيما بينهما، فالمسيح الذي يتخاصم الناس عليه أو حوله ويُحارب لأجله وتُنشر الخصومة وتظهر العداوة، ليس هو مسيح القيامة والحياة الذي صُلب لأجل حياة العالم، بل هو شخص غريب لا يعرفه الإنجيل ولم يتحدث عنه، هو صناعة فكر بشري ينحصر في حدود الأقنعة التي يرتديها من يتكلمون عن النعمة والحياة في المسيح والمُصالحة، ولا يستطيعوا أن يتصالحوا مع إخوتهم في البيت الواحد، ولا أن يُقيموا علاقة شخصية حيه معه على مستوى اللمس ونوال القوة !!!
فمشكلة الدين وممارسة التدين، هو مجرد شيء تربوي روتيني لأجل تعديل السلوك الخارجي وسط المجتمع، وهذا ما يفعله اي دين أو عقيدة أو حتى فكر فلسفي متسامي، وهذا لا يُمثل شيء من جهة الارتباط بالله، لأن الله شخص حي يرتبط بالإنسان في حياة شركة وليست في حياة شكل خارجي يتعلق بالأخلاق التي ينبغي أن تكون ثمرة لقاء حي مع الله، لأن كل من يحيا بشكل الدين ويعيش التدين مدافعاً عن عقيدته بقسر الآخرين لكي يعودوا للإله الذي هو صنمه الخاص الذي صنعه في مخيلته فهو مثل من يضع التوابل الشهية على الطعام الفاسد الذي لا يصلح إلا أن يُعدم أو يُحرق…

فيا إخوتي علينا أن نتخلى عن تديننا لكي نعرف مسيح الحياة، لأن مسيح القيامة لا يوجد وسط الأشخاص الرائعين في متحف الكنيسة المُزينة بشكل الفضيلة الخارجية، لأن مسيح الله هو طبيب البشرية الخاص الظاهر في الجسد الذي ارتفع على الصليب لكي يُبطل عضة الحية المُميتة، وقد جعل الكنيسة مستشفى خاص مملوء بالأدوية السماوية، وهو دائماً يمر على المكسورين ليجبرهم ويضمد جراحهم، فليس على المريض الآن أن يُخفي جرحه أو مرضه، بل يُظهره للطبيب ويعترف به أمامه لكي ينال منه قوة الشفاء الخارجة منه…

الله يا إخوتي ليس إله القوانين والقواعد الجامدة، وليس غرضه أن يضع قواعد للإنسان ونواميس لأنه مكتوب: [ فلماذا الناموس قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له مرتباً بملائكة في يد وسيط ] (غلاطية 3: 19)، [ ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي ] (عبرانيين 9: 15)، [ إذاً قد كان الناموس مؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان ] (غلاطية 3: 24)

فالمسيح، مسيح الحياة، مسيح العلاج وشفاء النفس، فأن كنت لازلت في داخل الكنيسة وكنت متدين عظيم، بل وخادم كبير، ولكن إلى الآن هناك علل خطايا كثيرة مستتر في قلبك، تعرفها أو تعرف بعضها، ولكنك لازلت تخفي هذا بصورة التقوى وزينة الخارج، فأنت لم تعرف مسيح الحياة بعد ولم تنل منه قوة الشفاء، فأنت إلى الآن في داخل المتحف، تتزين بزينة الخارج، كمن يضع غطاء الملوك الفاخر من أرجوان وحرير على جرح غائر ملوث ذو رائحة كريهة، ولم تدخل مستشفى الله بعد، ولم تعرض نفسك على الطبيب الشافي ولم تأخذ أدويته التي هي وحدها تُشفي قلبك المعتل…

يا إخوتي الدين والتدين قيد، فهو يقول دائماً أفعل هذا ولا تفعل ذاك، هذا حرام وهذا حلال، أن فعلت هذا تموت، وأن لم تفعل ذاك تحيا، أنت عبد ذليل تحت وصاية، لا تستطيع أن تنظر الله فأنت أعمى خاطي ميت، ابذل كل جهدك واعمل كل فريضة بتمامها ولكن عند أول هفوة يضيع تعبك كله وتبدأ من الصفر من جديد، فالتدين انحصار في فرائض وبنود طويلة تصل لحد العجز والتشتت، لكن المسيح يسوع ربنا يقول أنا فعلت:
[ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟. نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ. مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ وَكَمُسَتَّرٍ عَنْهُ وُجُوهُنَا مُحْتَقَرٌ فَلَمْ نَعْتَدَّ بِهِ. لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟. وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ الرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ وَعَبْدِي الْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ الأَعِزَّاءِ وَمَعَ الْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ ] (إشعياء 53)

ولأنه فعل وصنع خلاصاً هذا مقداره لذلك يقول: تعالى إليَّ ونال ما صنعته لك، أن كنت تعبان مريض، أنا قريب منك، أتيت إليك شخصياً، فتعالى إليَّ وأنا أشفيك، أنا حياتك، أنا شفائك، أنا غفرانك:
[ تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم ] (متى 11: 28)
[ لأن الناموس بموسى أُعطي أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ] (يوحنا 1: 17)
[ أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا ] (يوحنا 11: 25)
[ أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي ] (يوحنا 14: 6)
[ وتعرفون الحق والحق يُحرركم ] (يوحنا 8: 32)
[ له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا ] (أعمال 10: 43)
[ الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته ] (أفسس 1: 7)
أنت كنت عبد زليل تحت وصاية قبل مجيئي إليك، أما الآن أنت ابني أنا اليوم ولدتك، آمن فقط فتصير ابناً لله فيَّ أنا الابن الوحيد، لأني أحملك في داخلي:
[ وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله ] (يوحنا 1: 12 – 13)
[ أنا فيهم وأنت فيَّ ليكونوا مُكملين إلى واحد، وليعلم العالم إنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني ] (يوحنا 17: 23)
[ وعرفتهم أسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم ] (يوحنا 17: 26)
[ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ] (رومية 8: 16)
[ أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ] (1يوحنا 3: 1)

الله لا ينتظر يا إخوتي منا حسنات وأفعال حسنة، لأنه يُريد أن يكون هو حياتنا، لذلك بررنا مجاناً لذلك كل ما علينا أن نطيع الإيمان ونعطيه القلب:
[ الذي به لأجل اسمه قبلنا نعمة ورسالة لإطاعة الإيمان في جميع الأمم ] (رومية 1: 5)
[ لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً ] (رومية 5: 19)
[ وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يُحسب له براً ] (رومية 4: 5)
لذلك لم يطلب منا شيء إلا أن نُعطيه القلب فقط: [ يا ابني أعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقي ] (أمثال 23: 26)

وبعد أن ننال قوة شفاء من الله بالإيمان، [ وأما الآن إذ أُعتقتم من الخطية وصرتم عبيداً لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية ] (رومية 6: 22)، [ إذاً يا إخوتي أنتم أيضاً قد متم للناموس بجسد المسيح لكي تصيروا لآخر، للذي قد أُقيم من الأموات لنُثمر لله ] (رومية 7: 4)، لذلك يقول لنا بالروح بعد ما أعطانا النعمة:
[ ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيداً للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه إما للخطية للموت أو للطاعة للبر ] (رومية 6: 16)
[ كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم ] (1بطرس 1: 14)
[ طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة ] (1بطرس 1: 22)

وبعد ذلك يبدأ الروح القدس يعمل فينا، وحينما نطيعه يُثمر فينا ثمر البرّ، الذي هو علامة قبلونا الإيمان ونوال عمل الله فينا: [ لأن كل شجرة تعرف من ثمرها فأنهم لا يجتنون من الشوك تيناً ولا يقطفون من العليق عنباً ] (لوقا 6: 44)، [ والذي في الأرض الجيدة هو الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيد صالح ويثمرون بالصبر ] (لوقا 8: 15)، [ ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي ] (يوحنا 15: 16)
[ كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر ] (يوحنا 15: 2)
[ أثبتوا فيَّ وأنا فيكم، كما أن الغصن لا يقدر أن يأتي بثمر من ذاته أن لم يثبت في الكرمة كذلك أنتم أيضاً أن لم تثبتوا فيَّ ] (يوحنا 15: 4)
[ أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت فيَّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً ] (يوحنا 15: 5)
[ بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي ] (يوحنا 15: 8)

[ وأما ثمر الروح فهو: محبة، فرح، سلام، طول اناة، لطف، صلاح، إيمان ] (غلاطية 5: 22)، [ لأن ثمر الروح هو في كل صلاح وبرّ وحق ] (أفسس 5: 9)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى