علم الاخرويات

مجئ المسيح الثانى



مجئ المسيح الثانى

مجئ
المسيح الثانى

 

مجيء المسيح الثاني هو آمل كل المؤمنين
وانتظارهم. منذ أن صعد المسيح إلى السماء وبدأ اضطهاد المؤمنين، والأنظار تشخص إلى
السماء في انتظار مجيء المسيح ثانية. ومنذ القديم والمسيحيون ينتظرون مجيء المسيح
القريب (بعد قليل جدا سيأتي الآتي ولا يبطئ (عبر 10: 3) وكانت التحية المعروفة بين
المسيحيين الأولين كلمة (ماران أثا) وهى كلمة آرامية معناها (ربنا آت) وقد دعا
بولس الرسول المجيء الثاني للمسيح بالرجاء المبارك. يكتب إلى تلميذه تيطس لأنه قد ظهرت
نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية
ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد
الله العظيم….ويقول الوحي في رؤيا يوحنا اللاهوتي: وها أنا آتى سريعا وأجرتي معي
لأجازى كل واحد كما يكون عمله (رؤيا 22: 12).

والمؤمنون حتى اليوم ينتظرون هذا الرجاء المبارك.
وتمر السنوات وما يزالون ينتظرون ولكن يهاجم الشك البعض، ويتعجلون تحقيق وعد الرب
بالمجيء لكن التوقيت عند الله يختلف عن التوقيت عندنا. ” ولكن لا يخفى عليكم
هذا الشيء الواحد أيها الأحباء أن يوما عند الرب كألف سنة وألف سنة كيوم واحد. لا
يتباطأ الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتأنى علينا وهو لا يشاء أن يهلك
أناس بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (بطرس الثانية 3: 8-9) الله لا يغير كلامه او
يلغيه، لكنه يتأنى وينتظر حسب رحمته، ليعطى الفرصة للناس ليرجعوا عن شرورهم، ويشدد
إيمان المؤمنين المجاهدين الصابرين، ويعزى المتألمين المضطهدين. ويتأنى وينتظر
لإعداد العالم والناس لذلك الحدث العظيم. واحب أن اكتب عن بعض النبوات التي جاءت
في كلمة الله حول هذا الموضوع الذي تشتاق إليه كل نفوس المؤمنين.

 

نبوات المجيء الثاني في العهدين القديم والجديد.

كما تنبأ الأنبياء في القديم عن مجيء المسيح الأول،
وتمت النبوات تماما طبق الأصل، في مولده وحياته وموته وقيامته، هكذا تنبأ الأنبياء
عن مجيئه الثاني. يقول إشعياء النبي عن قضاء المسيح عند مجيئه: فيقضي بين الأمم
وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل. لا ترفع أمة على أمة سيفا ولا
يتعلمون الحرب فيما بعد (إشعياء 2: 4) وعن عدالة المسيح حين يعود ليحكم الأرض، وعن
السلام الذي يسود يقول: ويقضى بالعدل للمساكين ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض ويضرب
الأرض بقضيب فمه ويميت المنافق بنفخة شفتيه. ويكون البر منطقة متنيه والأمانة
منطقة حقويه فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والعجل والشبل معا وصبي
صغير يسوقها والبقرة والدبة ترعيا معا. تربض أولادهما معا والأسد كالبقر يأكل تبنا.
ويلعب الرضيع على سرب الصّلّ ويمد الفطيم يده على جحر الأفعوان. لا يسوؤون ولا
يفسدون في كل جبل قدسي لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر (إشعياء
11: 4 – 9)

وفى العهد الجديد نقرأ قول المسيح: أنا أمضي
لأعد لكم مكانا. وان مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم إليّ حتى حيث أكون
تكونون انتم أيضا (يوحنا 14: 2، 3).

ويكتب الرسول بطرس بالوحي: سيأتي كلص في الليل
يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض
والمصنوعات التي فيها (بطرس الثانية 3: 10) ويقول يعقوب الرسول (فتأنوا أنتم
وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب يعقوب 5: 8. ويكتب بولس الرسول في تسالونيكى
الأولى 4: 15 – 17 بالروح القدس عن مجيء المسيح الثاني مرات كثيرة بوضوح في رسائله
يقول: إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه
بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون
أولا. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحاب لملاقاة الرب في الهواء هناك
نكون كل حين مع الرب. ويتنبأ يوحنا فى رؤيته: هوذا يأتي مع السحاب ستنظره كل عين
والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم آمين (رؤيا 1: 7) .

وبينما التلاميذ واقفون يشخصون إلى السماء
يراقبون المسيح وهو يختفي عنهم، والسحابة تأخذه عن عيونهم (إذا رجلان قد وقفا بهم
بلباس أبيض وقالا أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن
يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء (أعمال
الرسل 1: 10 – 11) وهذه النبوات لابد أن تتحقق، كما تحققت النبوات عن مجيئه الأول
حرفيا وبدقة فالمسيح لابد أن يأتي كما وعد وتنبأ الأنبياء، وكما ينتظره المؤمنون.

ثالثا: علامات تسبق المجيء الثاني للمسيح (لوقا
21).

سأل التلاميذ المسيح عن موعد مجيئه الثاني
وعلامات ذلك. أكد المسيح لهم عدم معرفة أحد للموعد إلا الله وحده. وذكر لهم بعض
العلامات التي سوف تحدث قبل المجيء:

1- حروب وأخبار حروب، وصراع بين الشعوب والأمم
في كل العالم.

2- زلازل، وهزّات أرضية، وبراكين، وأعاصير،
وفيضانات، وسيول.

3- أحداث فلكية غريبة في السماء، وعلامات في
الشمس والقمر والنجوم.

4- أمراض، وأوبئة، وجفاف، ومجاعات، وكوارث.

5- اضطهاد المؤمنين، والقبض عليهم، ومحاكمتهم،
وإيداعهم السجون، وقتلهم.

خيانات بين الأهل والأخوة والأصدقاء.

7- انتشار الحركات الروحية، ووصول الإنجيل إلى
العالم.

8- تمادى الناس في الفجور والخلاعة والشر،
وتمتلئ الأرض بالفساد.

9- مشاكل اقتصادية في كل مكان بالعالم شرقا
وغربا.

10- ارتداد عظيم في الكنيسة، وظهور أعداء المسيح
وضد المسيح.

رابعا: كيفية مجيء المسيح الثاني:

من النصوص الصريحة الواضحة في الكتاب المقدس، أن
المسيح كما صعد إلى السماء وأخفته سحابة عن أعينهم، هكذا سيجيء من السماء ببهاء
ومجد عظيمين علانية بشكل ظاهر، سيراه سكان العالم من أقصاه إلى أقصاه. يأتي كشمس
البر، ويقوم الأموات، ويقف الجميع أمام كرسي المسيح للحساب. ثم الاحتفال بالمسيح
على العرش. وحين يجيء المسيح سيجيء فجأة دون توقع أو انتظار في ساعة لا تظنون يأتي
ابن الإنسان وقد قدّم المسيح في ذلك مثل العذارى الحكيمات والجاهلات، وكيف جاء
العريس في موعد لا يتوقعنه، وقال في نهاية المثل: فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون
اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان (وينزل المسيح من السماء بهتاف
وأبواق تعزف من رئيس الملائكة ويطلق البوق الخبر. بوق مناداة المفدييّن جميعا
لملاقاة الرب في الهواء.

خامسا: قيامة الأموات

حين يبوّق البوق الأخير، يقوم الأموات من الموت.
وقد تحدّث المسيح عن قيامة المؤمنين به. قال: أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي
ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت إلى الأبد (يوحنا 11: 25 و 26)
كما انه في صلاته الشفاعية قال: أيها الأب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي
حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني (يوحنا 17: 24).

وما إن يسمع صوت المسيح قادما في مجيئه الثاني
حتى يقوم الأموات. الذين في القبور يقومون، تتجمع بقاياهم المختلطة بالتراب
ويقومون. الذين ماتوا في البحر والتهمتهم الأسماك، والذين احترقوا بالنار واختلطوا
بالرماد. الجميع يقومون قال المسيح: لا تتعجبوا من هذا فانه تأتى ساعة يسمع فيها
جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين
عملوا السيآت إلى قيامة الدينونة (يوحنا 5: 28 , 29).

سادسا: الوقوف أمام كرسي المسيح

ويجلس المسيح على عرشه ويصوّر الوحي المقدس ذلك
العرش في رؤيا يوحنا اللاهوتي، فيقول الرائي: ثم رأيت عرشا عظيما أبيض والجالس
عليه الذي من وجهه هربت الأرض والسماء ولم يوجد لها موضع. ورأيت الأموات صغارا
وكبارا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار وانفتح سفرا آخر هو سفر الحياة ودين
الأموات كما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم (رؤيا 20: 11 , 12)، والمسيح هو
الديّان. هو وحده الديّان. المسيح هو صاحب الحق أن يدين الناس هو الذي حمل خطايا
البشر, هو الذي نفّذ في نفسه حكم الموت. فإذا كان قد وفى دين الناس فقد انتقل له
حق وسلطان الدينونة. قال المسيح الآب لا يدين أحدا بل قد أعطى كل الدينونة للابن (يوحنا
5: 22) ويقول المسيح: الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله
حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة (يوحنا 5: 24)
وقال أيضا عن الابن إن الله: أعطاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان (يوحنا 5:
27) فالمسيح هو الديان. ويصور المسيح مشهد الدينونة في إنجيل متى الإصحاح الخامس
والعشرين. يجلس المسيح على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب، ويبدأ التمييز بين
الخطاة والأشرار. والصالحين الأبرار فيجعل الأبرار عن اليمين، والأشرار عن اليسار.
ويبدأ الحساب ويكافئ الصالحين ويباركهم ويقول لهم (تعالوا يا مباركي أبى رثوا
الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (متى: 25 , 34) وللخطاة يقول: اذهبوا عنى يا
ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته (متى 25: 41)، ويمضى الأشرار إلى
عذاب أبدى والأبرار إلى حياة أبدية.

سابعا: النهاية اللانهائية

وتزول الأرض وتنحل وتنتهي. وكما يقول بطرس
الرسول.. تزول السموات بضجيج وصخب عظيمين. ونتحل العناصر محترقة، وترتفع الهب،
ويتطاير الشرار، وتتوالى الانفجارات الكونية حتى تزول الأرض وكل ما عليها، والسماء
وكل ما بها. وتبدأ السماء الجديدة والأرض الجديدة. الأشرار يلقون في جهنم النار
إلى الأبد. هناك نار لا تنطفئ ودود لا يموت، وعذاب لا ينتهي، وبكاء وصرير أسنان.
والأبرار يرنمّون في السماء مع المسيح، ويكونون مع الرب كل حين وإلى الأبد. ويرسم
الوحي المقدس في رؤيا يوحنا اللاهوتي ذلك فيقول الرائي: ثم رأيت سماء جديدة لأن
السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد في ما بعد… وسمعت صوتا عظيما من
السماء قائلا هذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله
نفسه يكون معهم إلها لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد
ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت (رؤيا 21: 1 –
4).

ويصف المدينة وكلها من الذهب النقي، وأساساتها
من الحجار الكريمة ثم يقول: ولم أرى فيها هيكلا لأن الرب الله القادر على كل شيء
هو والخروف هيكلها. والمدينة لا تحتاج إلى شمس ولا إلى القمر ليضيئا فيها لأن مجد
الله قد أنارها والخروف سراجها (رؤيا 21: 22)

إن مجيء المسيح الثاني هو الرجاء المبارك
للمؤمنين، وكما تحققت النبوات في الماضي، ستتحقق في المستقبل. وهناك علامات في
الكتاب المقدس تسبق المجيء الثاني، كما أن هناك تصويرا عن خطوات وأحداث المجيء.
ويحاسب المسيح البشر جميعا ويذهب الأشرار إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى الحياة
الأبدية في ملكوت الله. وهكذا تأتي النهاية اللانهائية. وفى يد كل إنسان أن يختار
نهايته اللانهائية بالإيمان بالمسيح، أو بعدم الإيمان به.

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى